أوجاع هذه الصورة

أوجاع هذه الصورة


04-17-2014, 01:58 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=460&msg=1397739523&rn=0


Post: #1
Title: أوجاع هذه الصورة
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 04-17-2014, 01:58 PM

ford.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

Post: #2
Title: Re: أوجاع هذه الصورة
Author: طارق أحمد عثمان
Date: 04-17-2014, 02:14 PM
Parent: #1

يا الله .....
كما توقعتها والله أخي عبد الحميد

منذ ان رأيتها صباح اليوم و أنا لست على ما يرام ... لم يقف نزول الدمع من عيني

اللهم صبًر أهلهم و ذويهم ... وصبًرنا وصبًر كل مكلوم

ما ذنب هذه البرأءة أن يكون نصيبها هذه النهاية الموجعة والمؤلمة.

قلبي معك ومع كل من غاصت الآلام و الأحزان في قلبه حين رآها.


لطفك يا رب

Post: #3
Title: Re: أوجاع هذه الصورة
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 04-17-2014, 02:46 PM
Parent: #2

هذا الاحتقان الشامل يضيق محبسه أكثر فأكثر, وهو في حاجة ماسة إلى ثورة, لكن الثورة هي الأخرى بحاجة إلى رأس وساقين: جسد يحملها إلى فضاء من الحرية رحب, وقد زالت مواد القيح المتكونة بفعل القهر.

هكذا, قريبا من ذلك, يصف فرانتز فانون في كتابه "معذبو الأرض" أحوال المجتمع الجزائري تحت نير الاحتلال الفرنسي. إن ردود فعل الجزائري على عنف الاحتلال تتمثل في مرحلة أولى في شكل اضطرابات نفسية وعصابية, في صورة كوابيس ليلية, في التعلق بأنواع مختلفة من السحر والخرافة, ومع بقاء الوضعية اللا إنسانية للقهر واستمرار تفوقها, يلجأ المواطن الجزائري المقهور إلى شكل آخر من أشكال التوازن التعويضي المتوهم, وهو محاولة إزالة الوجود المعنوي والمادي لمواطنه الجزائري نفسه, لأنه الهدف الوحيد المتاح له وفي المستطاع لتحميله تبعات معناتهما المشتركة معا. إن العنف في هذه المرحلة يتجه إلى الذات كفعل انتحار فردي وجماعي على حد سواء. إنه يدمرها. وفي هذه المرحلة: الأعصاب ملتهبة.. مستفزة.. أدنى إيماءة تثير الغضب.. أقل حركة كافية للقتل. إلى أن تحل مرحلة الثورة الحقة حيث يدرك الناس وبجلاء من هو عدوهم الحقيقي الذي ينبغي أن توجه إليه سهام حقدهم وكيف!.

Post: #4
Title: Re: أوجاع هذه الصورة
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 04-17-2014, 03:15 PM
Parent: #3

ربما يقبع أبي في خلفية الصورة. دس وجهه لسبب ما. لا يريد أن ينظر إلى الكاميرا في يد أمي. وهذه أنا.. جميلة وبريئة ومفعمة بالحياة. أتوسط أخوي. لا تحزن هكذا وأنت توغل بعينيك الغائمتين هاتين. ما هكذا ينظر الناس عادة للأطفال. أنا أحب الآيس كريم في نهار صيفي. لا أعرف, لكنه سر, لا تخبر أخي, فأنا ألعب بعربته الحمراء حين يسرقه النوم نهار وينام أسفل تربيزة السفرة. أمي تقول إن أبي غدا كثير الصمت لأنه مشغول بعمل حاجات جميلة لي ولأخوي. أقول لك الحقيقة: أنا أتحرق شوقا لمعرفة تلك الأشياء الجميلة التي أعدها لنا أبي ليوم الغد.

Post: #5
Title: Re: أوجاع هذه الصورة
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 04-17-2014, 03:34 PM
Parent: #4

Quote: ا الله .....
كما توقعتها والله أخي عبد الحميد

منذ ان رأيتها صباح اليوم و أنا لست على ما يرام ... لم يقف نزول الدمع من عيني

اللهم صبًر أهلهم و ذويهم ... وصبًرنا وصبًر كل مكلوم

ما ذنب هذه البرأءة أن يكون نصيبها هذه النهاية الموجعة والمؤلمة.

قلبي معك ومع كل من غاصت الآلام و الأحزان في قلبه حين رآها.





العزيز طارق:

تحايا من هذه البلاد البعيدة. نعم, ما حدث أمر يفوق الحزن نفسه مرارة ودموع. وأنا رأيت الصورة فقط قبل دقائق من فتح هذا البوست فهرعت إلى الكتابة ملتمسا العثور على شيء وافر سقط من نفسي بغتة.

Post: #6
Title: Re: أوجاع هذه الصورة
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 04-17-2014, 04:07 PM
Parent: #5

أن تعيش خارج وطنك..

تلك أسوأ لعنة يمكن أن تلحق بإنسان ما في هذا العالم. والأسوأ أن تعيش في دولة متقدمة جيئتها لاجئا لا تفك أحرف لغتها ونصيبك صفرا أويكاد على مستوى المؤهلات العلمية الداعمة للمنافسة في سوق العمل أوغيره. والأسوأ من هذا وذاك أن تكون قدرتك على التكيف من الضعف بمكان.

بمعنى آخر, العيش خارج الوطن, قد يكون طريقا إلى ميتة من شاكلة:

وقبر حرب بمكان قفر --- وليس قرب قبر حرب قبر


أولبنة أولى في صرح حياة أكثر أسبابا للسعادة مما هي عليه الحياة في الوطن.

Post: #7
Title: Re: أوجاع هذه الصورة
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 04-17-2014, 04:20 PM
Parent: #6

Quote: Ummoayad Moayad · الأكثر تعليقا
لا حول ولا قوة الا بالله . غلبني الكلام .
رد · · منذ ‏2‏ ساعتين


ونعم بالله صاحب الحكمة المكنونة.

Post: #8
Title: Re: أوجاع هذه الصورة
Author: الصادق عبدالله الحسن
Date: 04-17-2014, 05:39 PM
Parent: #7

=
Quote: « هناك 30 مليون مصرى مريض بالاكتئاب، منهم مليون ونصف المليون مرضى بالاكتئاب الجسيم، من بينهم 15% يلجأون إلى الانتحار (المرجع: د. أحمد عكاشة فى ندوة «المصرى اليوم» بتاريخ 28/9/2009).
مصر تحتل المركز 57 من بين 60 دولة فى تقرير البؤس العالمى (المرجع: مؤشر بلومبيرج). لدينا 48 مليون فقير و1109 مناطق عشوائية (المرجع: تقرير صندوق النقد الدولى للتنمية الزراعية).
لدينا مليونان ونصف المليون يعيشون فى فقر مدقع (المرجع: تقرير الأمم المتحدة للتنمية الإدارية)

http://www.almasryalyoum.com/news/details/50897


الإحصاءات عن الانتحار وغيره من بلاوي في الرابط أعلاه رُصدت في مصر قبل شهور فقط من انفجار بركان الثورة المصرية في 25 يناير 2011م ..
وأظن أن نِسب الإحصاءات في السودان - إن وَجدت من يرصدها - ستكون أسوأ.. لكن لحسن الحظ فإن الطغاة لا يتعلمون مِن خطايا مَن سبقوهم،
فنفس سياسات الفساد وبيع موارد الشعب تحت مسمى (الخصخصة)، والاستبداد التي مارسها الفاسد (حسني مبارك) يمارسها النظام السوداني لصالح حفنة من الإغنياء واللصوص
بما فيهم عائلة الرئيس وبطانته على حساب جموع الشعب السوداني الذين انسدت أمامهم وأمام أبنائهم كل أبواب المستقبل، وكل آفاق الأمل.

الأمل أن ينهض الشعب وينظم نفسه ويزيح كل الطغاة مثلما حدث في مصر، فالثورة في مصر اقتلعت مبارك، وأزاحت مرسي، وستطيح بالسيسي
الذي ما يزال يحاول الالتفاف على الثورة وسرقتها والبناء على نفس السياسات وبنفس الرموز التي ساهمت في إسقاط مبارك.

الشعب السوداني الذي تعرض لمستوى لا يطاق من عنف السلطة وقهرها لن يستكين أكثر، وهو الذي عوّد الشعوب الأخرى على صنع المفاجآت غير المتوقعة ..
الشعب إن وجد من يتقدمه لن يُفرغ شحنة الغضب في نفسه مثلما فعل ضحية (غبيرة)، لكن مشكلتنا – يا برنس- أن الطليعة المفترض أن تتقدم للقيادة إما أنها تعيش في أبراجها العاجية،
أو أنها تتلكأ متراخية في المؤخرة بدلاً من أن تكون في المقدمة، بل إن العناصر الطليعية المناط بها قيادة التغيير انمسخت في معظمهما وتحولت إلى أتباع وحيران
يسيرون كالأطفال وهم يتشبثون بقفاطين قيادات الأحزاب التقليدية و ملوك البوربون.





تحياتي لكم وضيوفكم،
ورحم الله الضحية وأسرته، وكل ضحايا المافيا "الإنقاذية" خلال ربع الماضي والذين لن تذهب أرواحهم وتضحياتهم هدراً ..
و



(إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر.ز ولا بد لليل أن ينجلي، ولا بد للقيد أن ينكسر)
...
..
.

Post: #9
Title: Re: أوجاع هذه الصورة
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 04-17-2014, 06:22 PM
Parent: #8

Quote: الإحصاءات عن الانتحار وغيره من بلاوي في الرابط أعلاه رُصدت في مصر قبل شهور فقط من انفجار بركان الثورة المصرية في 25 يناير 2011م ..
وأظن أن نِسب الإحصاءات في السودان - إن وَجدت من يرصدها - ستكون أسوأ..


أخي الصادق:

ما يجعل الأمر أسوأ وعي المنتحر ألا مخرج للنجاة يلوح له والأسوأ من هذا وعي ملح الأرض لدينا في السودان ألا بديل مقنع لهذا الكابوس القائم كالسير داخل نفق مظلم. إنك إذا (أعدمت الأمل) سائر لا محالة إلى الموت. لا بد من الإبقاء على الأمل مهما تطلب الأمر. وفي تصوري, الأمل لا يتم بالهتافات والأناشيد الحماسية, كما لا يتم بقدرة المرء الإستثنائية على الشتيمة, الأمل أول ما يستند على التوقف من محاولة وضع الأفق الرحب في الجيب الأكثر قربا من الأسى, إنه تحرر من سجن الذات على نحو يتحقق وجودها في سياق ما هو عام ومشترك, والأمل وعي حاد بضرورة تفهم ما يطرحه الواقع في عالم غدا شديد التداخل, لجهة تأثيرات الثورة العلمية الثالثة, والأمل بحاجة ماسة ليس إلى عقل عقائدي متوجه (بالمعنى الصوفي), بقدر ما هو في حاجة إلى عقل حر.. جرأة في الطرح.. سعة خيال.. وشجاعة لترجمة ما تؤمن به إلى صلاة جهرية.

Post: #10
Title: Re: أوجاع هذه الصورة
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 04-17-2014, 07:00 PM
Parent: #9

تجنبا للكارثة (تأملات في فن ومهارة العلاقات الأسرية):

Post: #11
Title: Re: أوجاع هذه الصورة
Author: الطاهر الطاهر
Date: 04-17-2014, 11:05 PM
Parent: #10

عبد الحميد يابرنس
اصدقك القول اني ما كرهت الغربة بقدر ما كرهتها بعد هذا الخبر وهذه الصوره
غربة لعينة كل طرقها تؤدي للموت .. وعليها تمشي الحياة حافية القدمين
طريقها مظلمة سماؤها تتوقد السنة من اللهب وارضها رمضاء
وبرغم كل ذلك تدب الاقدام جنب الى جنب .. للرجل والمرأة واطفالهم
في مسيرتهم الابدية
وغالبا ما تتلاشى احلامهم في بداية مشوارهم ويقرب سقف امالهم وطموحاتهم شيئا فشيئا
حتى يلامس الارض
يقيني ان هذه الاسرة وغيرها من الاسر
عاشت تحلم ببيت صغير يملاه الامان
فيا عجبي وهل يمكن لاي جدار ان يصنع مأوى ؟
وهل هناك جدران لها من العلو ما يكفي للوقوف في وجه الموت وابعاده عنا ؟

Post: #12
Title: Re: أوجاع هذه الصورة
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 04-18-2014, 05:17 AM
Parent: #11

هي, يا الطاهر, في جانب منها, مأساة الجدار عامة في تاريخ هذا الإنسان: الحدود والموانع والخطوط وتلك التقسيمات اللانهائية, وطالما وجدت مثل تلك الأشياء صنع الإنسان في المقابل أشياء أخرى مثل العبور والتحطيم والهدم والتجاوز. والمأساة هنا أن ما يقوم برسم الفواصل ويضع المعيار يمثل ما هو سلطة وما تحمله من تراكم تاريخي لأدوات القوة والقهر, ولعل صديقي أمل دنقل عقل ذلك, حين قال:


“اه .. ما اقسى الجدار
عندما ينهض فى وجه الشروق
ربما ننفق كل العمر .. كى ننقب ثغره
! ليمر النور للأجيال .. مره
ربما لو لم يكن هذا الجدار ..
ما عرفنا قيمة الضوء الطليق.


Quote: حدث ذلك إذاً منذ عهد بناء الحيطان للمرة الأولى في تاريخ العالم. كان الإنسان ذو القدمين والذاكرة توصّل قبلها لفكرة بناء الحائط تلك من طريق سعيه الدؤوب للبقاء على قيد الحياة بأقل قدر ممكن من الخسائر وسط تقلبات المزاج النزق للطقس. كانت الريح وقتها تتمرن على القيام بنزوة الأعاصير بتمهل شديد. هكذا، أثناء غفوة نهارية للريح اللعوب، نشأ أول حائط قبالة مدخل كهف عند أقدام جبال كليمنجارو في كينيا كمصدٍ للريح، شأن الأفكار ذات الأصالة الأخرى، لا أحد يدري على وجه الدقة إلى أين يمكن أن ينتهي بها المسير عبر نهر الزمن السريع هنا وهناك. إذ جاء في أعقاب ذلك الإنسان الذي وُصفَ في حينه بالأعجوبة، إنسان آخر. منح الحوائط عبر ربط بعضها إلى البعض الآخر إمكانية أن تصير جدراناً. صارت الحوائط في ترابطها ذاك متكتمة. ثم أقبل بعد قرون أخرى إنسان ثالث يقال إنه لا ينام عادة إلا خطفاً.
أخذ من فكرة بناء الحائط تلك بُعدها المجازي فنشأت تالياً على فترات ومراحل لا حصر لها حدود وسجون ومسافات وحوائط أخرى لا مرئية داخل البشر أنفسهم وبينهم. كان من وظائف تلك الحوائط اللامرئية «تأنيب الضمير والخوف والنفاق». تبعه لحظة أن مضى ألف عام، إنسان رابع طابق بحذق ما بين مخالفة المجاز والسجن المادي. صارت الحوائط الآن أكثر وحشيّة. ثم أقبل في أعقابه بفترة ممتدة أخرى إنسان خامس، رأى أن يقوم بتنظيم تلك الفواصل بعد أن تكاثرت داخل الإنسان وخارجه على ذلك النحو عبر البيت ودور العبادة والمدارس في هيئة مُثل عليا للحياة. هكذا، أعطى هذا الماكر تلك الحوائط أسماءها. كان بعض تلك المسميات يدعى «حائط البكارة». بعض الناس في الشرق يدعونه تلطفاً قائلين بالذات في تلك المجالس الثقافيّة «غشاء البكارة». كان غشاء البكارة هذا أول حائط مادي يُعرف من جسم الإنسان. توصل الإنسان، لعجبي، إلى وجود ذلك الحائط في جسده قبل ظهور علم التشريح والأشعة ذات الرنين المغناطيسي. ثم ولا ريب أخذ يتكون هناك «حائط المنفى»، طوبة، فطوبة، ولا يزال. كان حائط المنفى هذا من أكثر تلك الحوائط «مدعاة للكآبة»، يُوضع وراءه عادة أُناس يطالبون بهدم حوائط أخرى أُنفق في بنائها آلاف السنوات، حيث يُتركون هناك تحت سماء العزلة لمكابدة تربة الحنين وحصاد الذكريات بين قوم مجهولين.

http://www.sauress.com/alhayat/232038

أكتب الآن, يا الطاهر, كيما أفك نفسي من أسر رؤيتي لتلك الصورة, التي لا تريد أن تبرح مخيلتي منذ. لقد اختلت موازين العالم في ذهني بعنف. أتذكر الراحل الكبير ماركيز في هذا المقام. حين كتب مأساة الطفل غونزالاس وأمه في عقد التسعينات. كان في رحلة غير شرعية صحبة أمه من كوبا إلى أمريكا حين تحطم الزورق الشراعي قريبا من شاطيء النجاة أوغير بعيد. ماركيز قال إن الأم وضعت غونزالاس على لوح خشبي من الحطام. لكن الأكثر ما أثار حيرة ماركيز أن والدة غونزالاس في لحظة الغرق وجدت الوقت اللازم كيما تدس في يده زجاجة من المياه العذبة قبل أن تتوارى وتختفي في قاع المحيط المظلم مرة واحدة وإلى الأبد.

أما عن نجاةالطفل فتلك قصة أخرى.

Post: #13
Title: Re: أوجاع هذه الصورة
Author: عبدالعزيز عثمان
Date: 04-18-2014, 05:33 AM
Parent: #12

ياعبدالحميد يالحزنك النبيل...
لم استطع ....
لم...
غير ان اشارك في هذه الفاجعة
باهة ودموعي...

Post: #19
Title: Re: أوجاع هذه الصورة
Author: الطاهر الطاهر
Date: 04-18-2014, 12:25 PM
Parent: #12

عبد الحميد يابرنس
اتدري ياصديقي منذ قرابة الثلاث اعوام قرأت رواية بعنوان وادي الموت لازلت اذكرها جيدا
ولكني الان ارى في هذه الاسرة مادار من احداث في تلك الرواية وخصوصا عندما قال رب الاسرة
متسائلا .. من يعول اطفالي من بعدي ؟
بالمقابل في تلك الرواية
عندما جلس ذلك الرجل وزوجته تحت شجرة عارية من الاوراق ..خارت اغصانها وتهدلت لم تصمد
تحت هجير الشمس .. الرجل كان خائر القوى يغطي عينيه براحة كفه .. ( امثل ذلك بحال الغربة وبيوته وجدرانها ا التي مهما جملت لا تعدو كونها شجره عارية متساقطه الاوراق )
قالت له زوجته انها حامل
فجاء الخبر صدمة للرجل ، وكان رده لها انه لابد من اجهاض ذلك الجنين
معللا ذلك بانه وفي ظل هذا البؤس الذي يعم الارض حيث يشقى الانسان لاهثا وحيث يفرد الموت جناحية في كل الارجاء
مالذي يغريهم لكي ينجبو مولودا يضاف الى هؤلاء ؟
تسائل رب الاسرة عن مصير ابنائه من بعده هو نفسه تسائل صاحب الرواية
مصير طفل مازال في احشاء امه لا محال انه سيولد في ظل تلك الظروف الصعبة هو نفسه مصير تلك الملائكة الصغيره في الصورة
عزيزتي نعمات
بالفعل الغربة ملعونة وملعون اسبابها ومسبباتها
ولكن للاسف واخشى انه كتب علينا ان نعيش حياة هي من نوع تسمم بطيئ ولن نجد على الارض مكانا امنا نهرب اليه على اقدامنا الشقيه الدامية
فلا مهرب امامنا ..

**( لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ ) **

Post: #14
Title: Re: أوجاع هذه الصورة
Author: نعمات عماد
Date: 04-18-2014, 05:33 AM
Parent: #1

سلام استاذ عبدالحميد البرنس

اعزيكم و اعزى كل السوانيين فى الخارج و الداخل

اللهم ارحم الاموات واسكنهم فسيح جناتك آمين .

وكما قلت انت لن يغير الله ما بنا حتى نغير ما بانفسنا

واسمح لى ان اقول للاخ الطاهر ما تنسى ان تلعن سبب الغربة

وسبب المآسى .
دمتم فى حفظ الله

Post: #15
Title: Re: أوجاع هذه الصورة
Author: يوسف محمود
Date: 04-18-2014, 06:31 AM
Parent: #1

تخيلو انا اةل شئ اشوفو صباح الجمعة هده الصورة
واقرا كand#65275;مكم ده
غايتو الله المستعان

الله يهون علينا

Post: #16
Title: Re: أوجاع هذه الصورة
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 04-18-2014, 10:13 AM
Parent: #15

Quote: صالح محمد · دمشق
طيور الجنة انشاء الله
رد · · منذ ‏10‏ ساعات


اللهم لا تفتني ولا تمتحني بالصبر وأنت أعلم بضعفي.

Post: #17
Title: Re: أوجاع هذه الصورة
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 04-18-2014, 10:43 AM
Parent: #16

Quote: ياعبدالحميد يالحزنك النبيل...
لم استطع ....
لم...
غير ان اشارك في هذه الفاجعة
باهة ودموعي...


عبدالعزيز, أخي:

في هذا المقام, أتذكرها بوضوح وجلاء, حكمة باقية بقاء الحياة نفسها, كلمات سعد زغلول "لا يأس مع الحياة.. ولا حياة مع اليأس". وبهاء الحياة يتمثل وفق تصوري في أحابيل الصراع التي تضعها أمامك. أوهكذا, يكون الغناء:




Post: #18
Title: Re: أوجاع هذه الصورة
Author: ibrahim fadlalla
Date: 04-18-2014, 12:00 PM
Parent: #17

اللهم رحمتك ولطفك ...

يا للبراءة المغدورة في ضحكة الطفلة ..الشقاوة المخذولة في أصابع الطفل المشهرة كمسدس محشو بالدعابة ..أو ربما علامة نصر ، على الحياة ؟؟ على الموت ؟؟
وذاك الطفل الجالس على خاصرة أخته ، لم يدرك بعد معنى الحياة ..ليفهم معنى الموت ...ويا لقسوة التساؤل المقبور في عينيه ..

صورة تضج بالبهجة والحياة .. والأمان المخاتل ..


ما أقسى أن يؤتى الإنسان من مأمنه ..لكن ما أشد قساوة أن ينال الشر طفلاً ..من حيث يرتجي ويطلب الأمان ..أي شر
كان ..صفعة ..أو تعنيف ..أو طحن نفسي ...

الصورة تضج بالبهجة والحياة ...والأمان المخاتل .. يحدق من طرف خفي في الإطار ..ربما عبر فتحة الوامض ...

ربما عبر زاوية الإلتقاط .. ويرتب المسرح لأحداثه الخاصة ...
أمان ..حرص ، مخاتلة ، على تخبئة وجه رجل و..نظراته ، الفارغة ربما ، خلف أكمة بهجة الأطفال ...
وحرص ، مخاتلة ، على وضع ساعة حائط ..لا تشير إلى أي زمن ...أي زمن ...

وكأنه ينذر أو يؤذن بدنو وشيك ..لنهاية ما ...أو ربما بداية جديدة ... في غيرما عالمنا المترع بالقسوة هذا ...

Post: #20
Title: Re: أوجاع هذه الصورة
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 04-18-2014, 12:25 PM
Parent: #18

الأخت العزيزة نعمات:

لم أسيطر على حزني بعد كيما أرى حجم هذه الفجيعة بوضوح وجلاء. لكنني لا أدري ما الذي كان سيحدث لي لو لم أشرع في الكتابة كيما أزيح عن قلبي قليلا صخرة هذا الألم. واليوم نهارا رأيت في قيلولتي وجه القاتل. يميل عن أطفاله الثلاثة في جلسته تلك. هكذا, لأول مرة أرى كيانا آدميا مجردا تماما من مشاعر. وما هو أشد وطأة من الألم هنا أن يغرس الماضي حد السكين عميقا في عنق المستقبل وسط الغياب التام للحاضر. يا أخوتي, يا شقيقاتي, يا أصدقائي وصديقاتي, يا جيرتي وعشيرتي, ويا شعوب بلادي: رحم الله امرأة منكم كانت تقول أنها تفضل على الموت أن تكون حية أسفل ظلف حمار.

Post: #21
Title: Re: أوجاع هذه الصورة
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 04-18-2014, 01:16 PM
Parent: #20

Quote: تخيلو انا اةل شئ اشوفو صباح الجمعة هده الصورة
واقرا كand#65275;مكم ده
غايتو الله المستعان

الله يهون علينا



آمين.

Post: #22
Title: Re: أوجاع هذه الصورة
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 04-18-2014, 02:46 PM
Parent: #21

لحظة أن فكرت في هذا البوست, كنت أريد بالضبط أن أعبر عن نفسي, بمثل ما عبر به إبراهيم فضل الله عن نفسه هنا, لا أقل ولا أكثر. وكلمات إبراهيم فضل الله كملامسة إصبع لجمرة متقدة. إذ مع كل ذلك بدا لي من الصعوبة أن أعيد قراءتها ثانية.

Post: #23
Title: Re: أوجاع هذه الصورة
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 04-18-2014, 04:42 PM
Parent: #22

كنت قد أشرت سابقا إلى أنني سأتحدث عما أسميته "تجنبا للكارثة (تأملات في فن ومهارة العلاقات الأسرية)". وأبدأ حديثي مؤكدا على بداهة مفادها أن حزام الأمان في عالم كعالمنا هذا يتمثل في الدور الهام الذي تلعبه الأسرة على مستوى إقامة التوازن النفسي وسط دوامات الحياة وضغوط العيش المختلفة. والأمر باستعارة أدبية يمكن توضيحه كمعركة يديرها أحد أعمدة البيت كالأب في الخارج متعرضا لكثير من المنغصات بدءا بزحام المرور والمخالفات المرورية مرورا بمؤامرات الشغل والنقص في مقدار النوم لبكاء الرضيع طوال الليلة الماضية وإنتهاء بالديون وفوائد بطاقات الإئتمان وما إلى ذلك. إنه حين يعود إلى البيت يبدو مثقلا بجروح معركة لا مرئية. إن روحه مليئة بالندوب والخدوش. وهنا دور الأسرة مجتمعة: أن تقوم بغسل هذا المواطن بماء الحياة, تعمل بذلك الدفء السحري على تفريغ ما تراكم داخله من كم انفعالات سلبية وغضب, حتى إذا جاء اليوم التالي خرج إلى العالم تماما مثل إنسان معافى جديد أكثر صلابة وأهدأ أعصابا لحظة مواجهة موقف حرج أوآخر. يتبع:

Post: #24
Title: Re: أوجاع هذه الصورة
Author: مامون أحمد إبراهيم
Date: 04-18-2014, 08:45 PM
Parent: #23

حاولت أن أفهم هذا يا عبدالحميد ! تراجيديا لمأساة سودانية تنذر بشرر خطير وشر مستطير ! ماذا حدث لنا ، وما الذي يحدث ؟! يا إلهي ! كم أنا عاجز عن الفهم ! عن أمر أقرب الناس إلي ! ماهي الرسالة المرسلة إلينا ؟! ما المضمون ؟! يا إلهي ! لما كان الفداء ؟!! لأجل من ولماذا ؟! وأين هو كبش الفداء الذي افتدى أبونا إسماعيل ( رضي الله عنه ) ؟! ... لا أفهم هذا يا عبدالحميد ! لا أفهم ! ... لعل الله الإله الرحيم الوداد اصطفاهم والآن هم في مكانٍ علي! أسرة جميلة سعيدة مطمئنة في الفردوس الأعلى ! ... في الفردوس الأعلى .... في الفردوس الأعلى !

أأمل ذلك يا عبدالحميد !! أأمل ذلك ! فالموت ميلاد في حيز جديد !


يا للغز المحير !


لطفك بنا وبهم يا الله ! وبأهاليهم ومعارفهم وأصدقاءهم أجمعين



( إنا لله وإنا إليه لراجعون )

Post: #25
Title: Re: أوجاع هذه الصورة
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 04-19-2014, 11:12 AM
Parent: #24

عزيزي مامون:

أجل, ثمة أشياء تقع إذا نظرت إليها أول الأمر خارج حدود الفهم. إذ بحسب مختصين في قضايا الطفل كيف تتحول القاعدة الآمنة secure base في مفهوم الرعاية والتنشئة إلى أنياب مميتة.. مكنة قتل تعمل خارج حدود السيطرة. وإلى حين عودة:

hassan6.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


newsletter-1-3-photo3.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

Post: #26
Title: Re: أوجاع هذه الصورة
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 04-19-2014, 11:58 AM
Parent: #25

لكن ما حدث أمر كامن منذ الأزل في دواخلنا. نحن الذين يستخفنا مديح المغني شاديا بطيبتنا وسماحتنا وخصالنا الملائكية. حتى أن الطيب صالح تساءل, وقد راعه هول ما رأى, قائلا "من أين أتى هؤلاء". لقد كانوا هناك منذ الأزل. تحت قشرة الأرض المسالمة قابعين هناك في كمون الموتى إلى أن صب وابل فأنبتهم قسوة وضيق أفق ونهم كالرمال المتحركة تطلبا. إنهم كبعض أسلافهم في ثياب ما قبل الحداثة وما بعدها لا ينفكون يتحدوثون عن الإنسان وكرامة الإنسان بينما يسعون إلى قتله وإهانته أينما كان طالما لا يرى العالم عبر نظرتهم الأكثر ضيقا إلى الأشياء. وما حدث لهذه الأسرة المنكوبة كان قدرا معدا لهم منذ الميلاد. لقد جاءوا من واقع آلياته مدعومة بقيم بيوت القش والطين إلى واقع آلياته مدعومة بقيم بيوت الأسمنت والحديد. وما تعلموه في مدارس الوطن الأم لا يسعف كثيرا حين يتعلق الأمر بالتكيف واكتساب آليات البقاء الداعمة للعيش في البيئة الجديدة. تلك ما أراه ملامح غائمة لمأساة هذه الأسرة. وأما التسليم وسط هذه الدوامة القاتلة فإرادة أعدائك لك. هكذا, ما يبدو في بعض الأحيان عصيا على الحل باعثا لليأس ومستحيلا يطوعه الإنسان متى أراد:



Post: #27
Title: Re: أوجاع هذه الصورة
Author: سيف النصر محي الدين
Date: 04-19-2014, 01:24 PM
Parent: #26

He did it - the poor father, I mean- out of love ya Prince

Post: #28
Title: Re: أوجاع هذه الصورة
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 04-19-2014, 02:50 PM
Parent: #27

Yes, he has done it in a cold blood, and that was extremely sad, but why. I think that what I am trying to answer throughout this context, ya Saif.