الخرطوم لا جمال لها

فن العمارة وحضارتنا :

أعلى حقٍّ أم أنَّ نفسي بغير جمال؟.


عندما أرى صورة صنعاء أو الدار البيضاء أو غيرها من المدن التي برؤيتها يأخذ الإعجاب بمجامع العقل والقلب لـما صوَّرت عن قدرة حضارتها وعرضتها لحدق العيون ، أقف وأقول إنّ
الأشكال والنقوش والزخارف وما إلى ذلك إنما هي حروف وكلمات قال قائلها للعالمين : ها أنا قد حضرت فاقرأوا كتابيَ .
وأمتنا أمة متميزة بطبيعتها الفسيفسائية ذات الأجزاء المتجاذبة نحو بعضها حتى في حال تنافرها! في حضارة تعددت وتنوعت بشواهد حسيَّة حيَّة أو قُتلت وشواهد معنوية حاضرة على متون وحواشي الكتب.
فهل عجز أهل الاختصاص والفنِّ عن فهم حضارتنا القديمة وترجمتها في نسق يبرز بنا إلى الدنيا.
ألا يلهم ما تبقى من عتيق البناء ؟، ألا يُعجب ما بدا من تضاريس الطبيعة وطلعها الباذخ ؟ ، ألا يوجد من يغوص في التاريخ ليعود لنا من سِيَر تاريخنا المكتوب بلوحات تُجَسَّمُ في صروح ولو رمزية ممردة ؟.
ولولا النيلان هبة الله ما عُرِفنا ، فما هذا الذي من صنعنا فنُعرف به بين الدول .
فلا عراقة تؤثر ولا حداثة تظهر.
ليس الظهور والإبداع أن تتطاول وتناطح السّحاب أو تعلو كتل أو تستوي تحت سطح البحر ،
بل أن يأتي عملك ليقول : هذا أنا وهذه أمتي .
وليس الجمال بثراء الخامات حكرًا وقد يكون الجمال ساحرًا وإن ببيوت من قصب أو من سعف أو جذع الشَّجر .
وبذوقك لو لبست أرضنا حلتها الخضراء لخطفت الإعجاب من كل عين.
أماتت روح الجمال عندنا أم غياب الحرية والقدرة دفعنا إلى الغياب؟.
فمتى يهتدي العالمون إلى أشكال جميلة تذكُرنا فنُذكر بها؟، وإلى أشكال توافقنا فتألفها حيلنا.
والحضارة تبدأ بالأصغرين فإذا لم نكشف جمال النفوس في تسامحها لنعجز أن نجد لها دارًا تسرها.
وعذرًا لمن عدَّ هذا من تبذير التفكير في بلد بسوسي يبلى فيه العمر في قطع من حديد وكِسَر صخرٍ أو في بيت كلما مسَّاه السيل أصبح خاويًا على عروشه.


عبدالرحمن السعادة

أسعدك الله ياعبد الرحمن السعادة
لست معمارياً ولا فناناً وبلادنا حبلى بالمبدعين وبخاصة في فن العمارة فقد عمروا الكثير من مدن الدنيا. وأظن ظناً أن الجو خانق مكتوم غير محفز للإبداع ومازاد الطين بلة هو ضيق ذات اليد ومصادرة الحريات. الخرطوم لا تشبه الخرطوم وحالها يرثى له.
فالتصميم العمراني لم ولن يكون مجرد طبق فوق طبق فوق طبق لا يراعي ذوقاً أو بيئة أو مواد بناء وكما أشرت أنت هو علم جامع لكافة ضروب العلوم والمعرفة سياسية وفلسفية وعلم نفس حتى والثقافة جزء أصيل فيه ولا ينفصل عن العادات والتقاليد.
والحاصل الآن هرجلة وإستلاب ثقافي إن شئت فهناك محاكاة وتقليد لمدن وهو تقليد غير دقيق وغير أمين في النقل وقبل كل ذلك لا يتناسب وطبيعتنا وعاداتنا وتقاليدنا.
شئ محزن الوضع المزري لمدينة الخرطوم.

أخي almulaomar

تحية طيبة
جعل الله السعادة بين عينيك
وأنا كذلك لست مهندسًا ولا فنانًا ولكنني أحب أن أرى أمتي متميزة وما أمامي إلا أن أعيد ماقلتَ :

Quote: لست معمارياً ولا فناناً وبلادنا حبلى بالمبدعين وبخاصة في فن العمارة فقد عمروا الكثير من مدن الدنيا. وأظن ظناً أن الجو خانق مكتوم غير محفز للإبداع ومازاد الطين بلة هو ضيق ذات اليد ومصادرة الحريات. الخرطوم لا تشبه الخرطوم وحالها يرثى له. فالتصميم العمراني لم ولن يكون مجرد طبق فوق طبق فوق طبق لا يراعي ذوقاً أو بيئة أو مواد بناء وكما أشرت أنت هو علم جامع لكافة ضروب العلوم والمعرفة سياسية وفلسفية وعلم نفس حتى والثقافة جزء أصيل فيه ولا ينفصل عن العادات والتقاليد. والحاصل الآن هرجلة وإستلاب ثقافي إن شئت فهناك محاكاة وتقليد لمدن وهو تقليد غير دقيق وغير أمين في النقل وقبل كل ذلك لا يتناسب وطبيعتنا وعاداتنا وتقاليدنا. شئ محزن الوضع المزري لمدينة الخرطوم.

مع أطيب سلام

الخرطوم وأخواتها من مدن السودان

هل ضيق سعة اليد يمنع الإبداع في المستطاع؟

Quote: هل ضيق سعة اليد يمنع الإبداع في المستطاع؟

لا طبعاً يا عبدالرحمن

الجمال ما عندو علاقة بضيق سعة اليد أو وسعها
في أبسط وأفقر المناطق قد تجد جمالاً يفوق ما هو متوفر في أغنى البلاد
وبيت من سعف النخيل قد يضاهي أفخم الأبراج جمالاً

وبعدين
ليس ثمة ما هو أجمل من الحرية
خلي الوطن ياخد براحو كما الخميل (كما قال حميد)، وبعد داك تعال شوف الجمال
وعندي نظرية بتقول: هناك علاقة طردية بين الحرية ورفاهية البلاد وجمالها
الحرية في مجملها، و (حرية المرأة) على وجه الخصوص

سبحان الله
قبل ما ألمح بوستك دا كنت بتكلم مع أحد الزملاء عما تتحدث عنه
الخرطوم وكيف تصبح جميلة قبلة للسياح
شوف الخرطوم فيها كم كورنيش وبمساحة كم كيلو
أمسكا من سوبا
شرق وغرب لاااااامن تصل بحري وأمرق في أم درمان
وما تنسى النيل الأبيض
وبعد ما يتقرن النيلين في بعض أمش شمالاً إلى ماشاء الله
وتوتي ياخ
والله توتي دي لو بقت عند الخواجات لخلقوا منها جنة تدر عليهم مليارات الدولار كل عام
السودان دا لو لقى حكومة بتفهم ممكن يكون بلد ليه شأن في مجال السياحة
من الخرطوم وحدها بطلع ميزانية البلد كلها
دون التطرق لأركويت، جبل مرة، كسلا، جبيت، المنتجعات الممكن تقوم على البحر الأحمر

تحية لك أخي بدرالدين بابكر

وأشكرك على مشاركتك الثَّرة .

لا شك أن حرية المبدع المعضد الباحث عن الجمال علميا ترتبط بالحرية في بلاده وسكون الحياة فيها بالعدل والسلام اللذين يطردان الشر ويجلبان الخير.
النيلان ذروة سنام الجمال الذي ينبغي أن تكون عليه الخرطوم إذا استطعنا ذلك بإضافة اللمسة البشرية البديعة إليهما.
وأعتقد أنه إذا سأل سائل أيّا من السودانيين على اختلافاتهم على امتداد الوطن عن رؤيته الجمالية لأتاك برأي يُحترم والتحدي للجهات المنوط بها تشكيل الرؤية والجهات المنفذة.

سلام * سلام

في غرفة تتبع لقصر الرئاسة يقبع موظف عارف يُعرِّف ويشرح لزوار العاصمة من كبار الضيوف مدن البلاد وتاريخها والحضارات التي مرت بها على شاشات حديثة.
غير أن هذه المرة حلَّ ضيف كبير بجانبه وزير قومي كبير فقال الموظف للضيف :
- عليك أن تختار رقمًا من 1- 30 وسوف تظهر مدينة تحمل هذا الرقم وهذه المدن أخذت الأرقام باختيار عشوائي كقرعة كرة القدم لا علاقة لها بترتيب تفضيلي أو أسبقية زمنية.
فقال الضيف الكبير : إذًا سأبدأ بالرقم : 1.
فاعتدل الموظف مؤشرًا بفأرة قائلاً :
- هذه مدينة السلطان تاج الدين في أقصى غرب البلاد.
- ما أروعها !!!. لم أرَ نافورة كهذه من قبل.
- يميزها علو صوت الماء.
- ولم علا صوت الماء فيها ؟.
- إنّها تحكي خرير الأودية.
- قل لي ما هذا الشكل العجيب لرأس تلك البناية الشاهقة؟.
- هي عمامة البطل الملثم.


يتبع ...

شرب الضيف شربة من عصير القونقليس حتى تفتحت أذناه ثم قال :
- رقم 7.
- هذه مروي الجديدة.
- الله !!!.
- بُنيت على شكل مستوحى من آثار مروي القديمة الماثلة.
- ما أبدع أيادي هؤلاء القدماء وما أبدع خيال المعاصرين المحدثين بإخراجهم.
- مدن عديدة في أنحاء البلاد قامت على الطابع المروي.

يتبع ...

عبدالرحمن أحمد السعادة
كيف حالك؟ علك طَيِب



الخُرْطوم عُموم
الخُرْطوم عُموم

أخي عزام حسن فرح
أظلتك التحايا والسلام

أشكرك على رفدك البوست بـ « الخُرْطوم عُموم» ؛ خواطرك التي تفيض بالشجن.
حالي الحمد لله بخير ورماك الله بالخير من حيث تحتسب ولا تحتسب.

سلامي

سلام يا عبدالرحمن
تعرف زمان في الابتدائية كانوا بنزلونا البحر نجيب طين ونجي نسوي ألعاب
شي حيوانات بقر وجمال وغنم وكلاب، وشي عربات وقطارات وشي ناس
الناس العملوا المناهج زمان ناس بخت الرضا
إطلاقاً الناس ديل ما كانوا داقسين، ما كانوا قاصدين اللعب فقط
الشغل بتاع الطين دا بنمي في الطفل روح الإبداع والمهارة وإتقان أي عمل يدوي (Craft works)
يعني عندنا بتلقى المهندس شااااطر وبعرف يشتغل وأي حاجة
لكن ما عندو أي حس جمالي
بتلقى النجار برضو نجار زي العجب، لكن ما عندو روح الابتكار
وأظن برضو دا السبب البخلينا ناجحين في رياضات محددة وفاشلين في معظم الرياضات
زي الجري مثلاً ، ممكن ننجح فيه بأقل مجهود لأنه يعتمد على التكوين البدني أكتر من التفكير
وكورة القدم أو كرة السلة لأنها ألعاب تتطلب مهارات وحسن تصرف فشلنا فيها فشل ذريع

تحياتي مثنى وثلاث ورباع

سلامي ومحبتي أخي بدرالدين بابكر
وشرفتنا

وقفة :
كأنّ ضياع التعليم في ضياع بخت الرضا.
أمتنا أمة متميزة وسيتفجر نبع إبداعها وتشكل رؤيتها المتميزة الجاذبة التي سيرانا بها الآخرون بإذن الله.

آلاف التحايا

عرج بهم الموظف إلى الطرائف التي حدثت له مع ضيوفه حتى عاجله الضيف حاثاً :
- رقم 4.
- إنّها سواكن.
- يا لجمالها الأخاذ وما هذا القِدم وما هذه الجِدة؟.
- أجل فقد لعبت دورًا تاريخيًا حضاريًا كبيرًا.
- ضاع ناظري بين ثلاثة مناظر ؛ المدينة والبحر والميناء.
- أرأيت الرسم المعماري العتيق ؛ يسمى عندنا بالطراز السواكني ويغلب نمطه على المدن الشرقية فتميزت به.
- رقم 10.
- الجبالية ، مدينة في الجنوب الجديد.
- آية من آي الطبيعة.
- مبانيها غير شاهقة في الارتفاع كأنّها تقاصرت لكيلا يُغشَّى النظر ويُغض من رؤية الحسن في الخضرة ، زادتها الجبال من حولها أبهة وهيبة . وأيضا ميزتها متنزهاتها الجبلية الخضراء ، ومسارحها التي تشهد احتفالاتها الفلكلورية البريئة.
- حقّا تشرح النفس وتنسي الهم.
- أنظر إلى الطرق الجبلية المعبدة بين الأشجار والحشائش.
- ما أجملها.


يتبع ...

رقم 3.
- سنار الجديدة.
- الله الله!!!. إنّها ليست مدينة إنّها دنيا.
- تقدم عالم ومؤرخ نحرير بكتابة وصف دقيق للحياة وقصور الملوك ومساكن الشعب في العصر السناري فعكفت عليه مجموعة من كبار المعماريين والرسامين فأخرجوا هذا الطراز السناري ذا الشكل الجميل.
- ما هذه الأشياء الضخمة التي تشبه الجسور عند مدخل المدينة ؟.
- إنّها أبواب المدينة وقد استلهم المصمم الشكل من قول شاعرنا محمد عبدالحي :
افتحوا يا حراس سنار
افتحوا للعائد الليلة أبواب المدينة

يتبع ...

رقم 20.
- قف هذه حيث تجلس أنت الآن .
- صدقًا كبرى المدائن.
- قرر الرئيس المنتخب مع الجمعية الوطنية بعد كتابة دستور السلام والحرية والإخاء أن تحمل عاصمة البلاد شكلاً معماريًا يعبر عن مختلف الحضارات السودانية.
- ليس لدي ما أقول أمام حضرتها سبحان الله جنة والنيل من أنهار الجنة.
وانصرف الضيف الكبير سعيدًا كمن رأى السودان في ليلة واحدة .

وأتبرا
ممكن أن تكون نسخة أخرى من الخرطوم
تقاطع الأتبراوي مع النيل عند المقرن

أخي بدرالدين بابكر

نتمنى لأتبرا ذلك ولجميع مدن السودان أن تكون نسخة من الخرطوم السلام.

سلام

أخي محمد عبدالرحيم مريود من الـ Facebook

تحية طيبة
لا حضور لنا إلا بالتواصل مع الحضارات السودانية المختلفة .
نأمل أن يضع أهل العلم بصمة سودانية خالصة كالشعوب التي وضعت بصمتها
وما أنا إلا من الناظرين ولست من المختصين.

تحية

أخي محمد طاهر من الـ Facebook

تحية طيبة

إذا استطعنا أن نكشف جمال النفوس فلا غرو أن نجد طريقًا إلى جمال شكل عمارتنا ، وسيكون ذلك عوضًا لنا إذا غاب نجمنا إلى جمال شكل العمارة.

سلامي

إذا همَّ التفكير طرقَ أبواب التغيير

.