ثلاثة حكايات عن محمد ابراهيم نقد في سوق الله واكبر

يحكيها الزميل حاتم قطان

في ذكرى الأستاذ نقد لابد من سرد وقائع لبعض تحركات الأستاذ الشخصية
والتي تبين مدى تواضع هذا الشخص ، ومدى إصراره على ان يكون واحدا عاديا من افراد الشعب السوداني.

منتصف نهار احد الأيام والناس تستعد لاستقبال عيد الأضحى وانا اهم بالدخول الى مركز الحزب الشيوعي بالخرطوم قابلني الزميل الصديق صلاح سمعريت وقال لي:
الأستاذ عايزك
دخلت المركز ووجدته في فناء الدار ناداني فذهبت اليه ...
ياخ ارح معاي السوق عايز اشتري لي شبشب
قلت ليه : جدا نمشي نيفاشا في شارع الجمهورية فهو سوق غالبية تجارة من الاشقاء من جنوب السودان معروفين بالأمانة وجودة البضاعة.
وبالفعل تحركنا الأستاذ وانا صوب شارع القصروعندما اصبحنا جنوب سينما كلوزيوم قال لي:
اقيف هنا في محل نضارات عايز لي نضارة
دخلنا محل النضارات الفاتح على شارع القصر من الشرق ، استقبلنا المتخصص وادخل الأستاذ غرفة الكشف الصغيرة وبعد ان انتهى الكشف واختار الأستاذ الفريم بدأ الفني في كتابة الايصال وسأل الأستاذ عن اسمه .
فقال له محمد ابراهيم
فسأله محمد إبراهيم منو؟
فرد عليه الأستاذ : ما كفاية يا خينا
فاصر الشخص : لا لازم
فقال له الأستاذ : طيب محمد إبراهيم نقد
فقذف بالقلم من يده دون ان يدري وقال : انا ذاتي قلت كده واصر ان لا يدفع قيمة النظارة ولكن الأستاذ اصر ان يدفع القيمة او تركها . وهنا عدل بسرعة الفاتورة دون ان يشعر الأستاذ حتى أصبحت اقل من نصف القيمة .

عندما وصلنا ما يسمى بسوق نيفاشا كان الامر مختلفا
فقد تحولق الاخوة أبناء الجنوب حول الأستاذ الذي تعرفوا عليه من اول وهلة
وحدث ما حدث من تجمهر وإصرار من جانب هؤلاء التجار كل يريد ان يهدي الأستاذ .
خرجنا بالشبشب بعد ان دفع القيمة كاملة غير منقوصة وهو لا يعلم بانهم قد اخذوا منه اقل من نصف القيمة .

تحركنا الى شارع القصر حيث تركنا السيارة
ووجدنا أحد الباعة المتجولين يحمل أدوات الشواء استقبالا لعيد الأضحى كان رجلا بسيطا.
حاول الأستاذ ان يدفع قيمة الشواية البلدية كاملة
الا ان الشخص حلف بالطلاق ان يأخذ نصف القيمة بعد ان تعرف سريعا على الأستاذ
وكانت هي البضاعة الوحيدة التي اشتراها وهو يعلم انها بنصف قيمتها.
بعدها تجولنا في السوق حتى تعبنا ورجعنا بعدها الى للمركز وكان في اسعد حالاته