حمــيد .... نقد .... صحوا الموت سلام ما يغشاكم شر ...!

في مثل هذا الأيام من سنتين (2012م) مر الكثيرين من أبناء وبنات هذا البلد بإمتحانٍ عصيب إذ فقدوا في الفترة من (20مارس حتي 22 مارس -2012 م ) إثنين من أنجب نجباء هذا البلد الحبوب . لا يذكر السودان إلا وكانا جزءاً من حكاية وطنية بالغة العفة والنزاهة والثبات والصمود .

لم يكن محمد أبراهيم نقد ومحمد الحسن سالم حميد سوي زهرتين تفتحتا علي حطام وطنٍ قدما له الغالي والنفيس ولم يجنيا منه سوي التشرد وركوب الصعاب في مواجهة تيارات الجهل والقمع والكبت والتخويف .

شكلا حالتين مختلفتين من حالات إنتصار الكداح تبادلا أدوار الوعي وتقديم يد العون لشعب ظل وعلي الدوام يحترم تضحياتهما الجسام . شكلت الإشتراكية الوضاءة وأحلام العدالة والسلم الإجتماعي بريق عينيهما إمتلأ قلبهما بثبات المعارك وصارا إثنينيهما رموزاً يستمد النضال منهما الثبات صاغا الدروب ثم عزفا علي جراح القلب أجمل أناشيد الحياة . مات محمد ابراهيم نقد في لندن وقبله بيومين كان صديقنا الحلم حميد يسابق الخطي ليختطفه الموت إختطافا في حادث سير بطريق (شريان الشمال) وياله من شريان .

حميد ونقد يستحقان بكل تأكيد أن نصنع من رحيلهما جسوراً نحو وطنٍ حلما به كثيراً وبذلا ما بوسعهما ناشدين سعادة هذا الشعب الذي يقتل ولا يموت .