لندوة قامت .. الا نصره مافي !!

استسهلنا الكتابة في الفيسبوك ..
كتابة مباشرة وبسيطة وتعبر تماما عن ما يدور ..
ماذا لو نقلنا مثل هذه الكتابة هنا ؟!!

الندوة قامت .. الا نصره مافي !!

هسع الناس دي - وانا اولهم - قايلين انو الاحزاب دي عندها جماهير غيرنا ؟! وأعني موجودة بالفعل في أضابير الاجتماعات وبين سطور البيانات وفي أهبة الاستعداد للانخراط في عملية ثورية نحو اقتلاع النظام الشمولي ..

حتما سنسعد لو تم ذلك ونحن من منازلهم ..
الا انني أخشى أن الامر لن يتم هكذا !!!!
لا أعلم !!!!

الذي أعلمه جيدا أن عشرات الالاف من الذين هم في منازلهم كحالى .. سيلعنون هذه الاحزاب وجماهيرها المواربة في مكان ما والعاجزة عن ارتكاب هذه الثورة المؤاتية .. سيلعنونها الف مرة وقد تزيد !!!

جماهيرها المواربة في مكان ما .. بالضرورة .. ليست نحن .. احنا بتوع النقد .. الواحد يخلف رجل فوق رجل ويحدثك حديث العارفين عن ضعف الاداء الحزبي .. ثم يختم حديثه وهو في غاية الاطمئنان الوطني والفخر الشديد بي انو - لذلك - لا ينتمي لاى حزب !!!

ذلك لا يعني - بالمناسبة - انو الاحزاب معفية من انجاز الهم الوطني بفعالية تامة بالانابة عن العالمين !!

حتما هناك خلل ما في هذه العلاقات العجيبة ..
خلل مشترك وطني أعظم ..
ما بين ضيق المواعين الحزبية .. وبين استعصام الشخصية السودانية بذاتها واستغراقها واستغلاقها التام على تفاصيلها دونما ادني احتمال للانفتاح الايجابي على الحراك الجمعي !!

هذا او الله أعلم ..

في يوم ما من ايام المد الثوري،
كنت في الحلة،
طلعت لاقرب دكان لي بيتنا باكرا،
الدكان اصلا لقريبي احمد الخريج من الجامعة قبل تماني سنوات ولم يتحصل على وظيفة بعد،
واهو بطقطق...
ومنتظر،
وجدت اقربائي المعارضين جدا ...
عاطف المفصول لتوه من وظيفته في المصفى،
انور الخريج من سنوات وبلا دكان حتى،
بابكر المفصول من الامن،
جعفر اخو انور الاكبر، والمدرس الخصوصي،
وعبدالقادر المزارع الذي هو اخو عاطف واصغر منه ومتزوج،
ديل كلهم اصغر مني سنا،
ومدثر دفعتي والمتزوج حديثا وسائق التراكتور،
والشيخ الذي هو شرطي مرور ،
كلهم، كلنا نتطقس اخبار المظاهرات في الخرطوم كيف،
مع ان الخرطوم فركة كعب مننا،
وكل واحد من هؤلاء قد يذهب للخرطوم ليفطر فطرة مدنكلة، ويجيب الجرايد، ويكسر زمن،
لكن لانو في احتمال كركبة في الخرطوم،
الليلة نركلس،
كلهم دايرين التغيير اليوم قبل بكرة ،
لكن لا فعل مباشر
دي المشكلة....
.............................
الطليعة المضحية بنفسها ووقتها، هي من تقود التغيير الحقيقي،
وبعدها الشلة الفوق دي كلها ستاتي للابتهاج، والفرحة....
............................
القبعات لكل من ساهم ولو بالحضور للندوة شمبات،
ولو نوى،

حتما يكون التغير القادم تغييرا ثقافيا في المقام الأول .. ثقافي على مستوى الشخصية الوطنية الفاقدة تماما لقدرة التعبير الجماعي .. لا نستطيع ان نتحدث بصورة جماعية بناءة .. والادهي من ذلك لا نرغب إبتداءً في ارتكاب هذا الفعل الوطني الجميل .. نقعد في واطاة الله و نشوف نحنا عاوزين شنو بالتحديد .. ونفتش عن وسائل تحقيق ذلك .. الهم الوطني لا يمكن أن يكون انفعالا ذاتيا ويدار عبر المنلوج .. ليس مشكلة عاطفية عابرة او أسرية ملحة لنقاربه فرادى ونمضي نحوه آحادا .. الهم الوطني ليس قدرتنا على توجيه النقد الحاد بقدر ما يكون توجيها للقدرات وتركيزها نحو أهداف عليا يتواطأ عليها الناس ..

من المؤسف جدا .. بل والكارثي جدا .. اللا يكون كل واحد منا قادر على ابداع وسايلو نحو هذا الوطن !!
تلك الوسائل التي ابدا لن تكون في مجملها فردية .. ابدا لن تكون فردية ..

أذكر محجوب شريف: مكان الفرد تتقدم ارادتنا الجماعية !!

منعم سلامات ..
هذه هي حكاية البوست تماما .. تماما !!!

Quote: في يوم ما من ايام المد الثوري، كنت في الحلة، طلعت لاقرب دكان لي بيتنا باكرا، الدكان اصلا لقريبي احمد الخريج من الجامعة قبل تماني سنوات ولم يتحصل على وظيفة بعد، واهو بطقطق... ومنتظر، وجدت اقربائي المعارضين جدا ... عاطف المفصول لتوه من وظيفته في المصفى، انور الخريج من سنوات وبلا دكان حتى، بابكر المفصول من الامن، جعفر اخو انور الاكبر، والمدرس الخصوصي، وعبدالقادر المزارع الذي هو اخو عاطف واصغر منه ومتزوج، ديل كلهم اصغر مني سنا، ومدثر دفعتي والمتزوج حديثا وسائق التراكتور، والشيخ الذي هو شرطي مرور ، كلهم، كلنا نتطقس اخبار المظاهرات في الخرطوم كيف، مع ان الخرطوم فركة كعب مننا، وكل واحد من هؤلاء قد يذهب للخرطوم ليفطر فطرة مدنكلة، ويجيب الجرايد، ويكسر زمن، لكن لانو في احتمال كركبة في الخرطوم، الليلة نركلس، كلهم دايرين التغيير اليوم قبل بكرة ، لكن لا فعل مباشر دي المشكلة....