من الشاي بت أحمد الي ود الموج: إن طلعت القمرا

ذات حوار نشر عام 1988م سألت الطيب صالح عن الأغنية التي يرددها دائما، قال لي: ان طلعت القمرا .. "الخير" يا عشانا .. تودينا لاهلنا .. بسألوك مننا ما كنت أدري ولا ملايين السودانيين الذين استمعوا ويستمعون الى هذه الأغنية عبر اذاعة "هنا ام درمان" من هو قائل هذه الأبيات التي أعجبت روائيا واديبا كبيرا في قامة الطيب صالح الذي طبقت شهرته الافاق بروائعه: بندرشاه وعرس الزين وموسم الهجرة الى الشمال علها البساطة التي انطوت عليها كلمات الاغنية التي صادفت هوى في نفس الطيب صالح ببساطته المعهودة وتواضعه الجم. وتمر السنون وتجمعني الصدف بالصديق الاثير بشير عبدالله رضوان في احدى جلساتنا العائلية واذكر وقتها اننا اتينا على ذكر الشعر والشعراء والغناء فحدثني عن اعجاب الطيب صالح وترديده الدائم لهذه الأغنية التي تعد عند الكثيرين من اغاني التراث أو على شاكلة الاغاني التي عادة ما يرددها الناس وتتناقلها الاجيال جيلا بعد جيل دون ان يعرف أحد من هو قائلها الحقيقي!!
لدهشتي العظيمة اكد لي بشير عبدالله رضوان ان هذه الأغنية صاغت كلماتها أمه "الشاي بت احمد" ولا أحد سواها!!
وعن مناسبة القصيدة/ الأغنية قال لي ان امه ذهبت مع نسوة من فريق "الشداداب" الى عرس الخير ود صالح في "ودكرار" احدى قرى الجزيرة وعندما تأخر بهم الوقت في الرجوع الى "الحلة" قالت مخاطبة "الخير" مستعطفة اياه في كلمات رقيقة وخالدة ان يعود بهن الى الديار في وقت مبكر رمزت اليه في الأغنية "بطلوع القمرا" خوفا من غضبة الأهل الذين ما كانوا ليسمحوا لبناتهم في ذلك الوقت البعيد بالسفر خارج القرية أو السهر لوقت متأخر خارج المنزل:

الخير يا عشانا
تودينا لاهلنا
بسألوك مننا
هذه هي مناسبة القصيدة وهذه هي قصة الأغنية التي اشتهرت وذاع صيتها فيما بعد دون ان يعرف أحد من هو قائلها.
اما "الشاي بت احمد" قائلة القصيدة فهي فاطمة بنت احمد محمد نور الدين والدة ابو القاسم كباشي وبشير عبدالله رضوان واختها التايه بت احمد والدة الأخ والصديق شرف مبشر وأخيه عز الدين واخوها يوسف ود احمد ومحمد احمد محمد نور الدين الشهير بـ"كمبو" رحمهما الله والد الامين كمبو و"العاشق" والحاج كمبو وكمال، كما ان والدها "احمد محمد نور الدين" قد اشتهر هو الآخر بـ"احمد ودكمبو" الذي انجب على الكبر نور الدين وعبدالرحمن "التقر" وابراهيم والخير المذكور في الاغنية هو ابن عمها الخير ود صالح وكان بصيرا في حياته يداوي الكسور والفكوك بواسطة الكي بالنار كما كان يداوي المجانين المربوطين في غرفة معزولة في "حوش الشريف" أو "السراية" القديمة في فداسي بالضرب كنوع من العلاج!

وللخير ود صالح ولدان هما صالح الذي طاب له المقام باحدى قرى النيل الأبيض واحمد رحمه الله الذي رحل عن دنيانا في ظروف غامضة وله بنت هي "زينب الخير" زوجة اخينا احمد خلف الله نمر واحفاده جمال وقذافي وعاطف وخلف الله ومحمد وقد توارث بعض من حفدته ما كان يقوم به هو في علاج الكسور خاصة حفيده "عاطف" احمد خلف الله.
اما مناسبة هذا الحديث فكانت مكالمة وردتني من الصديق عبدالمنعم محمد احمد الجاك المقيم في لندن والهائم بعشق فداسي والمسكون بتسوير مقابرها القديمة ونظافة شوارعها وازقتها الضيقة كفعل إيماني حضاري استمده من طول اقامته في بلاد الإنجليز النظيفة والذي الح علي لنشر هذه المعلومة حتى يعرف الناس من هو قائل هذه الأغنية التي اعجبت الملايين في السودان دون ان يعرف احد منهم من هو صاحبها بما فيهم الطيب صالح نفسه!!
ومثله يفعل عمر بابكر المساعد "سانتو" وان كان على نطاق اضيق وحيوا معي بهذه المناسبة الاخ فضل الله معروف الذي يعمل هو الاخر على جمع القمائم والاوساخ داخل شوالات من المنازل ويحملها على عربته "الكارو" الى الخلاء مقابل مبلغ زهيد من المال شهريا بالكاد يفي بلقمة العيش فأكرم به من عمل نبيل وشريف.
----------------------------------
شاعرة مغمورة من قرية «فداسي» أبدعت «إن طلعت القمرا
بركات بلة (جدة)
عكاظ 09/ فبراير/2008 العدد

Quote: لدهشتي العظيمة اكد لي بشير عبدالله رضوان ان هذه الأغنية صاغت كلماتها أمه "الشاي بت احمد" ولا أحد سواها!! وعن مناسبة القصيدة/ الأغنية قال لي ان امه ذهبت مع نسوة من فريق "الشداداب" الى عرس الخير ود صالح في "ودكرار" احدى قرى الجزيرة وعندما تأخر بهم الوقت في الرجوع الى "الحلة" قالت مخاطبة "الخير" مستعطفة اياه في كلمات رقيقة وخالدة ان يعود بهن الى الديار في وقت مبكر رمزت اليه في الأغنية "بطلوع القمرا" خوفا من غضبة الأهل الذين ما كانوا ليسمحوا لبناتهم في ذلك الوقت البعيد بالسفر خارج القرية أو السهر لوقت متأخر خارج المنزل:

جعفر بشير ابو أمنه المحدودة سابقا لوووووول
التحيات الطيبات الزاكيات
شكراً للهدية الجميله وافتراع هذا الخيط الرائع ومن جميل الصدف ان احكى هذا واحىيى الاخ العزيز بركات..
اول مرة استمع الى هذه الاغنية كان وانا ابن اثنى عشر عاماً تقريباً فى برنامج ربوع السودان وكان يؤديها
الراحل الفنان والكوميدى المشهور عثمان حميدة ( تور الجر ) وظللت ارددها صباح ومساء ومرتبطة عندى بى
باقى هدهدات كانت تقولها كل الحبوبات تقريباً بما فيهم حبوبتى طيبة بت عمار : يا القمرا ارمى السنسنة الحمراء الخ..
ما يعرف معظم الناس هنا..
ولان الشى بالشى يذكر فى الثمانينات على ما اذكر اهدانى الاخ الفنان المرحوم حيدر حدربى شريط له فيه هذه
الاغنية وكان يؤديها هو دويتو مع الفنانه حنان ابراهيم (حنان السجانة) ومكتوب محل الشاعر من اغانى التراث
وسألت الاخ حيدر عن الشاعر وقال لى يقال انها لامرأة من قرية فداسى ولكننا كتبنا عليها من اغانى التراث تفادياً
لعقبة المصنفات الفنية وقلت له ان كان كذلك اذن الامر هين ، وبعد كم يوم وجدت نفسى قريباً من مكاتب مجلة
اليمامة وكانت تشغل المبنى الواقع شمال ملعب الامير فيصل بن فهد وعنيت الاخ بركات بله و كان قد عرفنى عليه
ابن عمى الصحفى عمر ابوراس اذ كانا يتشاركان المكتب وسألت الاخ بركات عن صحة ان هذه الاغنيه لشاعرة
من فداسى فقال لى ما اوردت الان تماماً وانها للشاعرة الشاى بت احمد وروى لى المناسية كما اوردتها هنا انت
ولكن تفارقنا انا وبله مختلفين وفى نفسى شىء من حتى على امل ان ياتينى الاخ بله بالخبر اليقين وتفرقت بنا
السبل اذ ذهب الاخ بركات الى جده وهانذا متروك هنا كشىء..
اختلفنا انا وبله على مطلع الاغنيية فامى اطال الله عمرها ومتعها بالصحة والعافية ومع اميتها الا ان لها حس
شاعري عالى وحذاقة فى تبين كلمات الاغانى القديمة احسده عليها واستنباط للمعانى لا يضاهيها فيه حتى المثقفون
فانا كنت اردد ان طلعت القمرا الخير يا عشانا تودينا لى اهلنا بسألوك مننا ..
قالت لى امى ما هكذا تورد الابل الصحيح كالاتى: عند طلعت القمرا الخير يا عشايا تودينا لى اهلنا
وبالدارجى (عن طلعت) اذ ان الدال مخففة حتى تكاد لاتسمع، فدحين مادام جبت السيرة الا ترى (عند) هى
الاوقع لانها زمانيه وليست حالية؟ كما قالت الرواية اذا كنا يتحدثن عن موعد العودة للمنازل من فريق الشداداب
خوف المسآلة؟
جعفر المنصور اشكرك كثيراً على هذا الاهداء الباذخ وانت من اهل مكة وادرى بالشعاب فان جئتنا بخبر يقين
صدقناك وان اتفقت معنا فالشكر للوالدة مع ان ذلك لا يغير فى المعنى كثيراً ويبقى الود تحياتنا لبنت الشهيد
والعيال ويبقى الؤد،،،

فوق

سلام الحبيب صديق الموج

علامعرفتك بالحقيبة والتراث العميقة عارفها من زمان ... وطبعا المواضيع كلها اتجمعت بدون اي تخطيط مسبق يعني كنت بس بفتش في اخر زول نشر فيديو علي الانترنت عشان نشر الفيديو عمل لي قلق في سودانيز اونلاين لما تنسخو وتلزقو ما بظهر معاك في مشاهدة قبل النشر وتخاف انك تنشرو وما يظهر وبديت افتش في المنتدي كان اسمك اقرب واحد ... لكن بديت احس بانو المسالة ما صدفة لما قريت كل الانت كتبتو وتريخ الاغنية الطويل معاك ...
... من جهتي حاحاول انقل كل المحكي عن الاغنية شفاهة او توثيق .. في مجموعة كبيرة من ابناء فداسي زي ما عارف في المنتدي ومجموعة تانية متابعين المنبر واتمني انو في اي واحد يملك المعلومة ... او عندو قدرة الوصول للمعلومة

تحياتي وسلامات

الموج

وانت الصحيح

كنا نسمعها كذلك

عند طلعة القمره
الخير يا عشايا
ودينا لي اهلنا
يسألوك مننا

كذلك سمعنا انها من تأليف إمرأة من عهد قريب وليس في التراث القديم

Quote: الموج وانت الصحيح كنا نسمعها كذلك عند طلعة القمره الخير يا عشايا ودينا لي اهلنا يسألوك مننا كذلك سمعنا انها من تأليف إمرأة من عهد قريب وليس في التراث القديم

ود عمى المسافر كيفك وليك وحشة
كتر خيرك على المرور والتعضيد
ايوه وما يؤيد كلامنا انها تقصد عندما تطلع القمرا نرجع البيوت
مش يا جعفر،،،