علي المك: ليلة الخميس

علي المك: ليلة الخميس


03-03-2014, 01:01 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=460&msg=1393804862&rn=1


Post: #1
Title: علي المك: ليلة الخميس
Author: mustafa mudathir
Date: 03-03-2014, 01:01 AM
Parent: #0


.

حين نزل من الترام انزلقت قدمه. أكانت القدم اليمنى أم هي اليسرى القدم التي انزلقت؟
لا يهم!
ما يهمه فعلا وحقا فيهذه الساعة واللحظة أنه سقط واتسخت ملابسه بالتراب وبخاصة بنطلونه الأبيض الجميل، ذلك البنطلون
الذي يدخره ادخارا لأمسيات الخميس، للسهرة التي تبدأ بوقفة في السوق تطول أم تقصر، ثم السينما، أي فيلم والسلام، ثم...
أهذا حظه العاثر أم ماذا؟ وهل هو محتاج أن يركب الترام هذه المسافة القصيرة؟ "هذا هو جزاؤك العادل لكسلك" يقول في
نفسه، أما البنطلون الأبيض الجميل فقد أمسى أغبر اللون كلما نفض عنه الذرات الدقيقات ازددن تعلقا به0
يا ليلتك السوداء!
"أهذا هو كل ما يشغلك؟" يفكر.
صورة (ألان لاد) و (فان هيفلن) ما زالت قائمة عند مدخل السينما.
والترام، هذا الشيئ الملعون، لم يهتم بأمره، راح وجاء، جاء وراح، والناس الذين تجمعوا من حوله، حين سقط، تفرقوا.
ثمة مجموعات صغيرة من البشر، أكثرهم من الطلاب مثله، يأكلون التسالي ويضحكون، "ما الذي يضحكهم؟ ألم يتقاعسوا
عن المسيرة التي سيرناها وهتفنا فيها بسقوط الإستعمار؟" ثم يكف عن التفكير فيهم0.
"وماذا فعلت أنت؟ حقا من يعرف الزعيم الهتاف الأوحد؟ من يدرك أنك لم تتخاذل ولم تتقاعس؟ في المدرسة أضربت عن
الطعام. خرجت تقود المظاهرة. يا أستاذ الجوع كافر والجوع قتّال، وأنذرت وهُددت بالفصل والسجن والعذاب، فهل خرج
الإستعمار؟"
"لماذا تتضايق ان إتسخت ملابسك بالتراب؟"
كثيرالكلام مع نفسه. يحاورها حوارا متصلا، ويقتصد فيه مع الآخرين غاية الإقتصاد.
(ألان لاد) (فان هيفلن) (جين آرثر) (براندون دي وايلد) (جاك بلانس) (جين آرثر) عد إلينا يا شين. أرجوك استعطفك عد إلينا يا (شين)!
مد يده ملحفا في السؤال. صبي انداح بطنه ليس من شبع فتخمة بل من سقام، مد يده. وكان شارد البال، فلم يحس به، وحين التفت إليه كان
الصبي ينظر إليه في ضراعة:
- يا عم لله
- لله؟
تضخم جيبه بالفكة، قروش وشلنات وريالات، ثم ثلاثة جنيهات أطرافها حادة كالأمواس. جنيه يحك الجنيه.
- يا عم أنا جائع.
- وهل هذا وقت أكل؟
- أنا لم آكل منذ الصباح
- أعرف القصة حتى آخرها، لك أخوة وأم عميانة وأبوك مات! أعلم هذا كله. سئمنا هذه الحكايات.
"ولماذا تسأله؟ أنسيت أن ملابسك اتسخت، وأن الطلبة المتخاذلين يأكلون التسالي في طرف الميدان ... وأنك سقطت من الترام وتجمهر من
حولك الناس. وأن هذه هي أمسية الخميس"
يحاور نفسه، يعذبها... صبي انداح بطنه ليس من شبع فتخمة بل من سقام. ضمرت ساقاه، برزت عظام صدره، وهو من بعد يعلق على جسده
السقيم أسمال هدوم. جبهة عظيمة ورأس كبير ورقبة دقيقة، ويد تلحف في السؤال.
(تات..توت...واق) ...أبواق السيارات.
- يا عم لله!
(فان هيفلين..جاك بلانس..جين آرثر) ضاعت ليلة الخميس بعد أن اتسخت ملابسه بالتراب.
يا (شين) عُد إلينا. أستعطفك أرجوك عد إلينا!

.

Post: #2
Title: Re: علي المك: ليلة الخميس
Author: mustafa mudathir
Date: 03-03-2014, 08:08 PM






ليلة الخميس احدى قصص مجموعته
(الصعود إلى أسفل المدينة)
.


Post: #3
Title: Re: علي المك: ليلة الخميس
Author: معاوية الزبير
Date: 03-04-2014, 00:17 AM
Parent: #2

Quote: والترام، هذا الشيئ الملعون، لم يهتم بأمره، راح وجاء، جاء وراح، والناس الذين تجمعوا من حوله، حين سقط، تفرقوا.
هكذا - يا مصطفى- الحياة تمضي بعادية وواقعية تحسد عليها وبعضنا يتمسك بلحظة ما،
جاعلا منها لحظة اللحظات ومركز الحياة centre of the life

من جهة أخرى، الزول دا مات في نهاية الفيلم يا ربي؟ وهل نجا مصطفى سعيد من الغرقة ديك، يا ترى؟
Due to the ambiguous nature of the final shot, there is some question as to whether or not Shane actually survives his wounds
لك التحية يا مصطفى أينما كنت، ولعلي المك أينما كان
كانت الحياة وقتذاك مبشرة ياخ، والآمال عريضة بحيث تفيض عن عرض شاشة السينما،
بعيدة حقا ولكن هذا هو سر عرضها، إذ لم يكن يحدها حد، شوف كيف اتقلصت الآن
ولكن حسبنا أننا حلمنا، حسبنا أننا امتلكنا الدافع الواقعي لنحلم متغذين بسينما ذاك الزمان
الخ الخ الخ كما يقول صديقي قيقراوي المكلوم برحيل أمه، لها من الله الرحمة، ومنا له صادق التعاطف

Post: #4
Title: Re: علي المك: ليلة الخميس
Author: طه جعفر
Date: 03-04-2014, 01:01 AM
Parent: #3

جميل جدا يا مصطفي
أن تجعل زيارة سرديات البروفسير علي المك متاحة
متاحة في زمن المنع و التجني و الهجوم والكفر بالحياة
وزمن الايمان بالدين الناقص زمن التدين الرخيص الذي لا يكلف كثيرا ! مجرد كلام

شوف فكرة البنطلون
ينسجنون في معاركهم الصغيرة و ينسون امر المستعمر المتجبر ذاك
هكذا ه دائما يهتمون باتساخ بنطلوناتهم
و ينسون


شكرا يا مصطفي

طه جعفر

Post: #5
Title: Re: علي المك: ليلة الخميس
Author: mustafa mudathir
Date: 03-04-2014, 04:17 AM
Parent: #4

Quote: جاعلا منها لحظة اللحظات ومركز الحياة centre of the life


يا إلهي! يا معاوية ياخوي انت ناقش الموضوع بتاع القصة القصيرة نقشة سمحة!
يعني موش أقصد درست الأدب أو قلته لا أقصد أن الاقتصاد أو ال brevity في شرح
ما تعنيه القصة القصيرة سيساعد حتماً في رفع حالة الاستفهام التي يعيشها القارئ السوداني.
وخليك من حكاية فوز الكندية بتاعت القصة القصيرة بجائزة نوبيل! فهي للآن غير
مصدقة أو احتمال مركز التصديق في دماغها اختفى بفعل السن. المهم عبارتك دي فيها
تكثيف بالمعنى الكيماوي داااك. وصحيح!
سأرجع ليك يا طه جعفر.
مشكورين يا شباب.

Post: #6
Title: Re: علي المك: ليلة الخميس
Author: mustafa mudathir
Date: 03-04-2014, 02:15 PM
Parent: #5


"سنقرأ، نفتح الباب، ندلف إليكَ يا صاحبي..." بله الفاضل، المحيريبة.
اجتهاد يا بلة لكن، وانت كيفك؟ ومشاتاقين!
يا ريت تساهم في استلاف علي المك لعبارة (كم باك شين) وشين
بشكل ما يشبه نبي الله الخضر، يظهر فجأة من الجبال يخلّص أسرة
من الأشرار ثم فجأة وجريحاً يعود للجبال للمجهول وجريحاً.
واختفاء الراوي عند الطيب صالح، ونبي الله الخضر. الزول العمل
الفيلم اقتبسه من رواية ولكنه يعتبر أمي إلى أن فاز بالأوسكار مرتين!
لكنه ما اختفى، ههههه مات الله يرحمه.

Post: #7
Title: Re: علي المك: ليلة الخميس
Author: mustafa mudathir
Date: 03-04-2014, 10:52 PM
Parent: #6

*

Post: #8
Title: Re: علي المك: ليلة الخميس
Author: mustafa mudathir
Date: 03-05-2014, 04:06 AM
Parent: #7

.

سلام للمتابعين
اقرأوا ترجمتي لقصة علي المك (ليلة الخميس) هنا:

Thursday Evening


.

Post: #9
Title: Re: علي المك: ليلة الخميس
Author: mustafa mudathir
Date: 03-05-2014, 05:59 PM
Parent: #8

Can't find my answer to Fatih Mirghani

Post: #10
Title: Re: علي المك: ليلة الخميس
Author: بله محمد الفاضل
Date: 03-05-2014, 06:18 PM
Parent: #6

كارثة تمشي على ساعدي الإنترنت هذا العالم يا صاحبي
هربتُ منه كثيراً
لكني لم أجد في ذلك بد...
فاستسلمت لكني سرعان ما سأهرب ههههههه


وعن الأشواق لا تسل


علي المك يسحرني بأنه يكتب
وتقرأ له
فيأخذك خاطرٌ غريبٌ بأنه يعوس
لا يكتب
(اعذر صراحتي)
لكنه
لكنك
ستعرف أنه يكتب بكيفية غاية في الإبداع والجمال
والأهم
غاية في التمرد
أحببت كتابته جدًّا
وألمح جهراً إلى أن بك من هذا المس
وسردك، تكنيكه، يشبه علي المك في هذه الخاصية


ها
كيف هي تخرصاتي؟؟؟


ــــــــ
الجميل أن تقرأ المحيريبا مقرونة بالفيس بوك وعالمه الشاسع فلا تملك إلا أن تقول الدنيا بخير ههههههههههههه

Post: #11
Title: Re: علي المك: ليلة الخميس
Author: mustafa mudathir
Date: 03-06-2014, 04:38 AM
Parent: #10

[اB]

سلام يا بلة
مافي تخرصات وملاحظاتك صحيحة
على المك استخدم المنولوج الداخلي وتيار الوعي ولا مركزية الراوي
واستخدم الجمل القصيرة مثل جمل همنجواي. ولذلك هو آخرون عربيون
وشرقيون اعتمدوا على ما يسقط من العقول المشغولة في نصوصهم وفي
لحظات يتعين عليك أن تنتبه للسؤال: من يقول هذا الكلام الآن. ولتخفيف ذلك
فانه يتبع تواتر (موتيفة) أو تعبير مضموني لا تتغير صيغته الكتابية ولكنه يعود
كل لحظة لأنه يكشف المضمون الكامل للنص أو مجموعة المضامين التي
تسمح لها مثل هذه الكتابة كتيار متحرك للأمام أن تتراءى في النص.
ولكن في النهاية كتابة علي المك على عواستها والتعبير غير مسيئ في تقديري
لان العواسة فيها تلك الحركة الدائرة التي ربما تشبه عودة الموتيفة بعد كل كم
سطر وكذلك مواضيعه حميمة والكثير منها شعبية ومنحازة للفقراء، امكن
لان حالهم مكشوف وليس منغلقين في أبراج عاجية
أعتقد أنا كتبت بعض النصوص بطريقة علي ولكنني لم أكن تلميذه بمعني مباشر.
وقد وصف أحدهم كتابتي بتناول الموضوعات النفسية ولكن في الحقيقة اسلوبية
المنلوج الداخلي وتيار الوعي كل هذه اخترعها عالم نفس هو وليام بليك وبرز
فيها جيمس جويس، وفرجينيا وولف كمثال.
تجد عند حسن الجزولي مثلاً نفس قصة الموتيفة (عبارة عن كتلة مضمونية) المتكررة.
في العمل المشار إلية الآن أمسية الخميس برع في علي المك في أن يقول يا أبومروة في
وصف حالة العجز التي ولدها تقاعس بعض ابناء الطبقة الوسطي في الضغط لخروج
المستعمر مستعيضاً عنها ب (عُد إلينا يا شين) وأياميها كانت جارية علي اللسان لأن بطل
الفيلم لا أحد يعرف من أين أتى ولا دوافعه واختفي وسط الجبال بمجرد تأمين أسرة لا
صلة له بها من الشرور! أبو مروة بس!
أكتب ياخي مزيد من الملاحظات، حياك الله والمحيريبة دي لازم تطلع منها بكام قصيدة
كدا وتحظى برؤية النجوم في قربها وتسمع همسها المخيف أحياناً

Post: #12
Title: Re: علي المك: ليلة الخميس
Author: بله محمد الفاضل
Date: 03-06-2014, 08:47 AM
Parent: #11

جميل يا درش
شكراً لك على التنوير


تعرف
إلا الوقت المتاح للإنترنت
فإنه وقتٌ تشحذه الأخيلة ويكون فيه الوعي بها
في تمامه الشخصي (ليس دائماً)
لكني خارج هذا الوقت
أكابس بشدة كي أحظى بأوقات قراءة
كما كانت
أحب الطيران مع ما اقرأ
التقمص لكل شيء بين يدي
فتجدني أصرخ، أنطط، اختنق..........
مع كل حالةٍ على حدة
هذه هي القراءة لا سواها
أن تكونها كلها في آن واحد
وووووووووووووووووو


أنت تناديني إذن
ولا أظنني غبت بيوم
فجدني يا صاحبي


سأتيك بما دونته لها هذه التي افتقدها جدًّا
وسأسعى إن بقيت يوماً إلى وصالها
بعد أن طال العقوق


تحياتي والمحبات


ـــ
قرأتها هذا الصباح أيضاً ووضعت أكثر من خطٍ (خطوط إعجاب) لملاحظة واحدة
يقول لنفسه
يفكر
كثير الكلام مع نفسه


ولعل ذلك أيضاً يعود إلى ما ذكرته بإيضاحاتك الفائتة
سلمت

Post: #13
Title: Re: علي المك: ليلة الخميس
Author: بله محمد الفاضل
Date: 03-06-2014, 10:14 AM
Parent: #12

هاك


http://www.sudaneseonline.com/board/460/msg/1394096027.html


مع كامل الود

....

Post: #14
Title: Re: علي المك: ليلة الخميس
Author: mustafa mudathir
Date: 03-06-2014, 06:32 PM
Parent: #13

Waiting for Godot

Post: #15
Title: Re: علي المك: ليلة الخميس
Author: mustafa mudathir
Date: 03-10-2014, 05:41 AM
Parent: #14


الأخ صلاح عبد الله سلام
يسرني أن أسمع منك رأياً سواء في قصة بروف علي المك
أوفي ترجمتي لها ويقيني أنك صاحب رأي متكامل.


Post: #16
Title: Re: علي المك: ليلة الخميس
Author: mustafa mudathir
Date: 03-11-2014, 01:18 PM
Parent: #15

*