إلى قادة الجنوب .. أن كنتم صادقين...!!

فليتنح جميع من كان طرفا في الصراع المجنون المدمر

ودعوا الشعب يختار قيادات أخرى


هل يمكن أن تتفقوا على ذلك؟


الباقر موسى

يبني الأوطان من يضعها فوق مصالحه الشخصية

وحتى الحزبية

دعك عن القبلية

هكذا علمنا القادة العظام

وآخرهم

ماديبا

الذي حرص على مشاركة الجميع

بما في ذلك من اضطهد شعبه

ومن عارضو حزبه أمثال بوتوليزي
فأسند له وزارة الداخلية
وجعله مسئولا عن أمن البلد
بدلا عن أن يكون معارضا
يزعزع ذلك الأمن
وتسنده جهات ذات مصالح


ولم يسع مانديلا للحكم أكثر من دورة واحدة
- رغم أنه كان يمكن إعادة إنتخابه طول حياته -

لكنه كان واثقا في أن حزبه سيقدم قيادات جديدة

ولم يؤسس لسيطرة حزبه إلى الأبد
لأن ثقته في شعبة كانت أكبر
في أن الحزب يمكن أن يخطئ
وفي تلك الحالة للشعب أن يبعد الحزب عن الحكم
حتى يصوب أخطاءه ويقنع الشعب بأنه تأهل للعودة للحكم

كل هذه الدروس .. كأن قادة الجنوب لم يسمعوا بها

ولديهم فوقها دروس البنج
الذي حرص على أن تكون القيادة من كل القبائل
ولم يسمح بنعرة قبلية قط
ولا سعى للإستقواء بأفراد قبيلته

وفي المنعطفات التي حمل فيها البعض السلاح ضده
وكان الصراع ضدهم يمكن أن يؤدي إلى أبعاد قبلية
تفادي الصراع العسكري معهم
رغم تفوقه العسكري
حتى لا يتخذ تلك الأبعاد القبلية
والتي ستبقى عبر الأجيال

كما حرص بعد توقف الحرب على جهود المصالحة الداخلية
حتى تزول كل آثار الإحتكاكات وسوء الفهم بين القبائل
حتى ينتقل الجميع إلى المواطنة
ويتجاوزوا القبلية

كما أشرك قرنق قادة المجتمع
من رجال دين وقادة قبائل ونساء وشباب ومثقفين
في مجهودات الصلح وتأسيس الوطن

هذا هو التوجه الذي أسس دولة جنوب السودان
وأهلها لتبدأ تطبيق رؤية السودان الجديد

فهل اتبع القادة ذلك التراث
أم
هدموه

واتبعوا نموذج الديكتاتوريين
الذين يضعون مصالح أحزابهم فوق مصالح أوطانهم
ثم ينقلبون على أحزابهم فيحكمون بواسطة شلل وقرابات
ويسكتون ويرهبون كل المواطنين وتنظيماتهم
فلا يسمعون إلا صوتهم وصوت ذوي المصالح حولهم

ومع غياب النقد والمحاسبة
يسقطون في مستنقع الفساد
فتزداد جرائمهم لحماية أنفسهم
بارتكاب المزيد من الجرائم

فيدورون في دائرة مفرغة مهلكة
تدفع ثمنها شعوبهم
وأوطانهم

الباقر موسى

فوق