أسألوا العنبة

في لقاء مع الشاعر الكسلاوي الفذ اسحاق الحلنقي ذكر من الطرائف زاره أحد الاصدقاء بدارهم العامر بكسلا .. اول ما تعدى الضيف عتبة الباب بدأ يتلفت في الحوش .. انتبه له الشاعر الحلنقي وسأله عن الذي يبحث عنه فقال الضيف ( اين العنبة ؟) اشارة الى اغنيته الشهيرة ( لو مغالطنا وما مصدقنا أسأل العنبة الرامية فوق بيتنا ) .. اتضح انه لاتوجد عنبة رامية فوق بيتهم ولا يحزنون .. لذلك قالت العرب قديما اعذب الشعر أكذبه .. وهنا الكذب ليس بمعناه الحرفي .. لكن اشارة الى أن حتى العناصر والتي من المفترض أن تكون مادية ولها وجود هي ايضا من صنع خيال الشاعر .. الشاعر من فرط رقته يصنع عالمه المثالي بخياله الخصب يشكله ويلونه بخياله فقط وبالمثالية المبدعة التي يراها ثم يكتب عن هذه الصورة الباهية ..فيكون شعره اقرب للقلوب وللجمال الذي نحلم به جميعا .
وبمناسبة هذه العنبة ايضا قابلت عم هنا في الرياض وهو احد كبار رجال القانون الذين عملوا في عهد الرئيس الراحل جعفر نميري رحمه الله .حكى لي هذه الطرفة. فقال مع بداية انتشار هذه الاغنية في السبعينات كان السيد الوزير زين العابدين عبد القادر خصصه الرئيس بالاشراف على الادارة الاهلية ونظارة القبائل والعمودية .. ولان هذا الملف شائك جدا وهو شخص عصبي لايقل عصبية عن الرئيس نميري نفسه .. في احد الماموريات تقدم له زعماء احد القبائل القليلة العدد طالبين منه ان يخصص لهم نظارة مستقلة لايريدون ان يكونوا تبعا للآخرين . . وهو وعدهم خيرا بعد ان يرجع للخرطوم ويتشاور مع الرئيس .. لم يصبروا بل لحقوا به في الخرطوم .. اول ما دخلوا عليه في المكتب سألهم بكلمة واحدة : خير؟ ( بنهرة لاتنم عن خير ابدا ) قالوا له (عملت لينا شنو ياسعادة الوزير في موضوع نظارتنا ؟) قال لهم بنهرة ايضا (اسألوا العنبة ؟) هم لم يفهموا مقصده انما اللهجة الحادة دفعتهم للانصراف وراحوا للرئيس مباشرة ..بعد ما شرحوا له الموضوع هو ايضا بعصبيته نهرهم ( انا مالي ومال القبائل والنظارة والعمودية انا مش خصصت ليكم الوزير زين العابدين ) قالوا ( رحنا له يا سيادة الرئيس ) .. ( اها قال ليكم شنو ؟) ..( قالينا أسألوا العنبة ) ..
- ( طيب ما تسألوا العنبة جايني انا لشنو تاني ؟؟؟)

التاج مكي كان يعيش حالة غرامية طرفها في كسلا وكان الحلنقي يصيغ هذ العشق شعرا ... وهنا يكمن سر جمال التجربة وخلودها ..وذلك لواقعيتها قبل كل شئ .. اكبر دليل ( حبيت عشانك كسلا وخليت دياري عشانك) والحلنقي اصلا من كسلا .. لكن من حب كسلا عشانها وترك دياره هو التاج مكي ..

يا درديري كمان قبلت على الغناء ؟
غايتو عشان كسلا دي حقتكم ما بنسالك لكن خلي لينا فرقة نتكلم عن نزلت مني دمعة والامه مجتمعه واليوم اكان جمعه.. الخ ....او عن دي زهرة وفي نداها وقمرة وفي (كميرها ) وكميرها هنا اراد بها شاعرنا احمد محمد الشيخ الجاغريو حي الكمير وهو حي معروف في العيلفون ,, اها كفاك ولا ازيدك في الشعر بيت ...

تحية خاصة ليك ولي كسلا الحبيبة وحبيت عشانك كسلا ...

تحياتي : ياسر العيلفون

Quote: يا درديري كمان قبلت على الغناء ؟ غايتو عشان كسلا دي حقتكم ما بنسالك لكن خلي لينا فرقة نتكلم عن نزلت مني دمعة والامه مجتمعه واليوم اكان جمعه.. الخ ....او عن دي زهرة وفي نداها وقمرة وفي (كميرها ) وكميرها هنا اراد بها شاعرنا احمد محمد الشيخ الجاغريو حي الكمير وهو حي معروف في العيلفون ,, اها كفاك ولا ازيدك في الشعر بيت ... تحية خاصة ليك ولي كسلا الحبيبة وحبيت عشانك كسلا ... تحياتي : ياسر العيلفون

هوي ياسر يا الفنان .. الغنا حقنا كلنا ..

انتو بس غنو وخلونا نحن ننظر ونبشر ليكم ..

لكن ما يمنع تجيب لينا قصص منطقتكم الدبيبة والعيلفون وامتداد شرق النيل حتى رفاعة .. منطقة غنية بالابداع .. في الانتظار ..

ابو الدر

ياخ خليك من كضبة الحلنقي الساهلة دي
على الايمان اخوك من قرأ قصيدة أمير الشعراء احمد شوقي عن نهر بردى
ونحن صغار الواحد كان يمنى النفس بأن يمن الله عليه برؤية نهر بردى
اها لفت الايام واخوك مشى سوريا
حلفت ليهم طلاق الا امشي اشوف نهر بردى دا هههههههههههههههه
على الايمان يا دريري مشيت لقيتو زي خور الدباغة حقنا داك
اها من ديك بقيت ما بصدق لي شاعر تاني

كن بخير

Quote: ابو الدر ياخ خليك من كضبة الحلنقي الساهلة دي على الايمان اخوك من قرأ قصيدة أمير الشعراء احمد شوقي عن نهر بردى ونحن صغار الواحد كان يمنى النفس بأن يمن الله عليه برؤية نهر بردى اها لفت الايام واخوك مشى سوريا حلفت ليهم طلاق الا امشي اشوف نهر بردى دا هههههههههههههههه على الايمان يا دريري مشيت لقيتو زي خور الدباغة حقنا داك اها من ديك بقيت ما بصدق لي شاعر تاني كن بخير

صدقت يا امينو

وبيني وبينك الشعر لو طابق الواقع تماما سيتحول الى نشرة اخبار

مرحب درديري وضيوفه
تعرف يا صاحب امرق ليك برة الشبكة شوية
واحد صحبي جات سيرة المبدع الدوش وكنت لا أخفي اعجابي به , قال لي الدوش ده ما بحبو ? ليه ?
قالت لي ياخ ده يغني للبنات ساي
كيف الكلام ده
مرة كنا في جلسة ! وسألتو
انت بناديها دي شنو
قال لي
دي عملتها في بنت من ام درمان
ضحكت
قلت ليهو زول جاي ينبسط وما لاقاك في ندوة ادبية , واعتبرك زول سكران ساي وداير يقفل ليك النقاش عشان ما تنق فيهو
ولعلك قرأت قصة عزة اللاقاها الخليفة الاموي وقال ليها هسه معقول كثير عزة قال فيك الشعر السمح ده وانت شينة ولا سمحة زاتو

Quote: مرحب درديري وضيوفه تعرف يا صاحب امرق ليك برة الشبكة شوية واحد صحبي جات سيرة المبدع الدوش وكنت لا أخفي اعجابي به , قال لي الدوش ده ما بحبو ? ليه ? قالت لي ياخ ده يغني للبنات ساي كيف الكلام ده مرة كنا في جلسة ! وسألتو انت بناديها دي شنو قال لي دي عملتها في بنت من ام درمان ضحكت قلت ليهو زول جاي ينبسط وما لاقاك في ندوة ادبية , واعتبرك زول سكران ساي وداير يقفل ليك النقاش عشان ما تنق فيهو ولعلك قرأت قصة عزة اللاقاها الخليفة الاموي وقال ليها هسه معقول كثير عزة قال فيك الشعر السمح ده وانت شينة ولا سمحة زاتو

سلام يا خفيظ انت كدا جوة الفلم ياخ

مقطع حوار قابلني في مكان دهشته تشده وحلاوته تشرق أسمع

قال استاذنا بشرى الفاضل في احد روائعة التي تغنى بها مصطفى سيد أحمد ..

زي عنب طول معتق في الكبابي

حلوة عينيك زي صحابي ..

يقول الراحل حميد تناقشت مع مصطفى في استبدال كلمة عنب بتمر لاننا نزرع التمر ولا تعرف العنب ... يرد مصطفى ( يا شايقي يا مطرطش لم تمرك عليك اغنية كتبها دكتور بشرى في روسيا في بنت روسية ) .. اذكر اقتبست هذا الكلام في اكثر من موقع لبساطته وبلاغته .... العنب والبلح والمنقة والبرتقال والفروالة كلها فواكه حلوة ولذيذة لكنها مفاتيح في ذات الوقت لها دلالات اخرى عند الشعراء لاتقل حلاوة ..

ونحن لانملك الا ان نطرب و نندهش

حلوة عينك زي صحابي
وزي عنب طول معتق في الكبابي
ورددت كثير ان هذا ما يشدني نحو بشري , احتاؤه بأصدقائة حتي يأتي بهذا الوصف غير المسبوق

حلوة عينك زي صحابي
وزي عنب طول معتق في الكبابي
ورددت كثير ان هذا ما يشدني نحو بشري , احتاؤه بأصدقائة حتي يأتي بهذا الوصف غير المسبوق_

____________________________________________________________________________

شي مدهش ان يشبه جمال عينيها بأصحابه


ما أروعه وما أجملها .. وما أجمل اللحن واللله يرحمك يا مصطفى

حلوة عينيك
د.بشرى الفاضل

نفسى فى داخلك أعاين
وأروى روحى وأشوف منابعك
يا سلام
الصحرا فى عينيا تتواثب جناين
ماخدة صوتك من جداول
وما خدة صورتك من كهارب
مولداً ميدانو حافل
كلما يصبـِّح ...
تجيهو الناس جحافلْ
يا سلام .... يا سلام
**********
لمـّا تعبرى فى الشوارع
شوفى كيف الناس تصارع
ناس تطفـِّر .. وناس تدفـِّر
فى البشابى على نجومك
وفى البخبْ .. كايس تخومِك
وكل زول من عِنْ سُلافك ..
لا لا .. قال دايرلُو كاسْ
********
مرّة طربان .. شلت صوتك
شان أغنى..
قلت آه ياليل .. وآه
إنتى أول .. وإنتى تانى ..
وإنتى تالت .. وإنتى رابع
نافرة زى صيد الخلا
وصافية زى نبع المنابع
وقلتى لى غناى .. خلاص
*******
حلوة عينيك زى صحابى
عنيدة كيف ... تشبه شريحتين
من شبابى
حلوة عينيك زى صحابى
وزى عِنب .. طوّل معتـّق
فى الخوابى
وسمحة زى ما تقول ضيوفاً ..
دقـّوا بابى
.. فرحى بيهم سال .. ملا ..
حتى الكبابى

كيفنكم

ياخى خلى يكذبوا ونحن نستمتع بجمال الحروف والخيال الخصب يطلعنا من دنيا الهموم والحزن
بالله فى احلى من كده هااااكم اسمعوا وجبجبوا ههههه

مشكورة يا دكتورة على اتحافنا برائعة العنبة ..

يكون اجمل لو لقيتيها لينا بصوت صاحبها التاج مكي .. لانه هو فنانها وصاحب قضيتها

وبمناسبة العنبة

في مطبعة كباشي كان عندنا عنبة قديمة وشهيرة في حوش المطبعة .. مرة زارني تاجر هندي مشهور في كسلا جاء ليطبع فواتير .. ونحن واقفين مع بعض في الحوش وتحت العنبة مباشرة اثناء الحديث والونسة فجأة رفع رأسه وسألني : يا درديري انت دي شجرة بتاع عنب ؟؟

قلت له : ايوا ..

جا بالقرب مني وبصورة اشبه بالهمس : تعرف مرة ضربنا ورق عنب بلحم غزال حاجة ما تخلص ..وضحك بنشوة وهو يتلفت .. المعنى انه الرجل تعاطى ممنوعات ..

انا ضحكت على طريقتي ومن طريقته طبعا .. وقلت في نفسي سبحان الله حتى الهندوس الوثنيون لهم من يتمرد على التعاليم الدينية .. مثل ما يفعل شباب المسلمون عندنا بالافطار في رمضان او تعاطي الممنوعات .. لكن عجبني منه عدم مجاهرته بالمعصبة بعكس شباب المسلمين الذين تراهم بكل بجاحة يدخنون ويشربون في الشوارع في نهار رمضان في تحد بغيض . وخصني انا بهذا السر لثقته بأني لن أفضحه في المجمعات الهندية .. وانا حتى لن اعرف لو رغبت ..

فيصل يا فنان عذبتنا بصورة العنب دي

الكسلاوي الجميل درديري ود عمنا كباشي لم تترك لنا الا المتابعة المسكرة كلما وثقت لحاجه مدهشه من كسلا ....

تسلم يا شفيف

Quote: الكسلاوي الجميل درديري ود عمنا كباشي لم تترك لنا الا المتابعة المسكرة كلما وثقت لحاجه مدهشه من كسلا .... تسلم يا شفيف

أستاذنا شحوتاي نشكرك على هذه الشهادة المفخرة ...

لكسلا رصيد من من الجمال في نفوسنا كيفما لمسته انهال عليك بهجة ودهشة

نسأل الله ان يمد في الايام والزمن حتى نرص منه ما استطعنا في صالات الوجدان

عزيزي درديري كباشي
والله لما نسمع الأغاني القديمة من الشرائط المكومة عندنا بنعرف قيمة الفنانين .. وخصوصا التاج مكي.. وبصراحة هذه الأغنية( العنبة) كلماتها رائعة جدا وصوت التاج مكي وهو ينشد بها أكثر من روعة.. وصدقا لحديثك وحديث الآخرين وفي اجازة من اجازاتي عزمتني صديقة عزيزة ان ازور معاها كسلا.. فتذكرت كلمات الشاعر.. اسألوا العنبة الرامية فوق بيتنا... وحبيت عشانك كسلا... وذهبنا لكسلا.. وحقيقة حبينا كسلا لعفوية سكانها وطيبتهم والمناظر الخلابة في اطراف المدينة التي تطل على جبل التاكا...وحبينا كسلا عشان الكلمات الرائعة التي قيلت في هذه المدينة التي لا تشعر فيها انك غريب عن اهلها..
والله يديك العافية
تخريمة
وضاحة اللماحة.. عليك الله فتشي لينا العنبة بصوت التاج مكي
والله يديك العافية

تعرف يا كباشي تعريشة العنب كانت منتشره في كوستي , مع خشم الباب وعاملين ليها راكوبه
هسه مافي خالص