إذا ما العيدُ جاء

إذا ما العيدُ جاء


01-04-2014, 11:00 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=460&msg=1388829649&rn=0


Post: #1
Title: إذا ما العيدُ جاء
Author: محمد حسن الشيخ
Date: 01-04-2014, 11:00 AM

إذا ما العيدُ جاء


يا أيها المنسيُ قُمْ ..
اليومَ نرفعُ رايةً للزهوِ لا للإحتفاء
عيدكم تبدو بشاشته صنيعاً لا أقولُ من الخواء
حتى إذا صاح الذين تأنّقوا،
انفضَ سامرُ صبحنا، أملاً على غيرِ إهتداء
أولسنا نردَّدَه النشيدَ نعيدُ للجدرانِ رونقها وبعض الإزدهاء
والحالُ قَيْد الخوفِ مصلوباً على نُصِبِ العزاء
قلقي ترحَّل بين أقداري، وقاذفاً حُلمي على ياءِ النداء
كل المواقفِ تزدري أمجاده،
بين التحيات التي لم تمسُسْ سوى كفٍّ كسيف
فهل النداءُ يعيدُ مواسمَ الزمنَ الوريف ؟
فيا قامةُ الحُسنِ الشفيف،
دعني أقولْ :
ياءُ النداءِ، ياءٌ خذول،
ياءٌ مضخَّمةٌ وأدَتْ محافلُها الحلول،
فلَم تُضمَّن في مناهجها الطلاءَ، ولا تبنَّته مراسيمُ الفصول ..
ونظلُّ نحتملُ الذهولَ مشاهدَ الفصلِ الطويلِ من الذهول ..
لونُ الطلاءْ،
لونٌ بريءٌ مثل يوسف حينما استَبَقَتْ مخاوفه الولاءْ
مثل ذئبٍ استعارَ من الحكايةِ سردها،
لكي يُمَنْطِق حبكةَ الأحداثِ وما يسيلُ من الدماء
وأعيذكم منه نشيداً خارقاً .. لغةً عنيدة
وأفكاراً متى ما جارتِ الأعوامُ تثبطها فتعتِقُها القصيدة،
تؤذِّنُ للذين تجمهروا ضد التشظي واجتياحات الموات،
وتطلقها ذكرى ليومٍ إستجارَ بأمسه فبكى وفات،
فأين جيلُ التضحياتْ؟
أين من بذروا بذور الذكريات ..
( ألمثلِ هذا اليومِ كانوا يعملون؟ )
( ولمثلِ هذا الحالِ كانوا يأملون؟ )
ولكي تحاصرنا البلايا والمنون؟
أم نحن من باع الرصيدَ بلا ثمن؟
وتنكَّبت نخبُ الضياعِ الحالماتِ على جوادٍ مرتهن ..
لِمُّوا بشاشتكم فالأمسُ محمولاً على عللٍ وأمشاجِ الوهن
وعلى أسفٍ غدا يُضني، غدا يكبرْ،
والعيدُ ليس إعادة الألوانِ تذروها أيادي الريحِ أصفرها وأزرقها
فهل استَبْقَتْ على الأخضر ..
إذا ما يومنا أنكرْ
لِمُّوا بشاشتكم، فقد استشرتِ العدوَى
فهل مفعولنا أقوَى ضد فداحةِ البلوى
وهل دعواتنا ترقَى، إذا ما جاءت الأنباءُ تُخْبِرُ عن غوايتنا،
فهل للعيدِ من جدوَى ..
وهل نتوقَّع الأسوأ؟
فيا أيها المنسي في ياءِ النداء،
لا تردده النشيدَ الذي يُشجيك رغم الإبتلاء
فاليومَ نرفعُ رايةً وننكسُ رايةً أخرى ونرجعُ للوراء
فالتلويحُ شوَّهها وعادَ يعبثُ بالطلاء
فعذراً إذا ما العيدُ جاء.


محمد حسن الشيخ
الرياض يناير 2014