مشروع كفالة مبدع

مشروع كفالة مبدع


12-31-2013, 03:09 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=460&msg=1388498976&rn=0


Post: #1
Title: مشروع كفالة مبدع
Author: ودقاسم
Date: 12-31-2013, 03:09 PM

كفى بالموت واعظا ...
كثيرا ما يفاجئنا نعي أحد أدبائنا أو فنانينا أو علمائنا في وسائل الإعلام ، فنشد شعرنا ونصاب بالإحباط والألم والحسرة ، ونود لو أنّ بإمكاننا أن نعيد لفقيدنا الحياة فقط لنستسمحه في تفريطنا وإهمالنا وتجاهلنا له في حياته . وبالرغم من أننا أمة ذات تاريخ إلا أن نصيبنا من العلماء والباحثين والمبدعين يعتبر ضعيفا . كما أنّ حظنا السياسي ظل دائما يحول بيننا وبين تنمية الإبداع والمواهب وانطلاقة البحث الحر . وصحافتنا وكل وسائل إعلامنا ظلت ضعيفة لا تملك من أمرها شيئا . وظلت حريتها مقيدة بالفعل السياسي ، ومكبلة بضعف الإمكانيات وضيق ذات اليد .
ليس هناك نظام حكومي فعّال يمكن الاعتماد عليه في إثراء العلوم والثقافة ورعاية الإبداع والدفع به إلى الأمام . فقد قامت مجالس وإدارات حكومية مختلفة من المفترض فيها أنها تعنى بالمبدعين والباحثين وتعينهم على مصاعب الحياة ومن ثم استمرارية الأداء الإبداعي والعلمي . لكن هذه المؤسسات الرسمية لم تعد تفعل حتى القليل مما هو مناط بها . ووزارات مثل الثقافة ، والبحث العلمي تبدو وكأنها لافتات لا تحتوي في داخلها إلا بعض من أتت به الترضيات ، وبعض متلقي الرواتب (الأفندية) المقيدين بميزانيات هزيلة جلّها تم تخصيصه لرواتبهم . إذن هي قباب بلا فكي .
وكما تولى الشعب بنفسه الصرف على العلاج والتعليم والخدمات الأخرى ، لم يبق إلا أن يتولى الشعب أمر مبدعيه أيضا بنفسه ويرعاهم عبر دعم مباشر وغير مباشر . لكن حتى حين يحزم الشعب أمره ويتخذ قراره بدعم مبدعيه وعلمائه والقيام بواجب رعايتهم فإن فعله هذا سيلامس الفعل الحكومي بشكل ما ولو في الحد الأدنى . وعلى الحكومة أن ترحب بالمد الشعبي وأن تفتح القنوات والأنظمة الإدارية على مصراعيها لكي لا تصبح الحكومة عائقا أمام هذا المد، حتى لا تكون كمن لا يرحم ولا يترك رحمة الله تتنزل على الناس . وحتى لايحدث هذا فعلى الحكومة أن ترفع يدها عن تسجيل الجمعيات والمنظمات والمجموعات الخيرية التي تتصدى لدعم الإبداع ورعاية الثقافة وأن لا تجعل الرسوم والبيروقراطية حائلا بين الفكرة والتنفيذ . وأن تقوم بفتح الباب وتشجيع الأوقاف التي يمكن أن يوجهها موقفيها لهكذا مشاريع . كما يجب عدم التضييق في الاستفادة من المسارح والقاعات والساحات العامة عند استخدامها لهذا الغرض النبيل .وأن تتبنى مشروعا لتكريم المبدعين والعلماء تكريما معنويا من وقت لآخر حتى يصبح ذلك أمرا دوريا منتظما يتكرر لعدد من المرات في العام الواحد . كما تشجع الجوائز العلمية والمسابقات والمعارض وأن لا ترهق المنظمين بالرسوم ولا تفرض عليهم ما لا يريدونه وما لا يقبلونه .
وليكن هذا العمل مفتوحا للجميع ، أفراد ، مجموعات ، مؤسسات أهلية ، جامعات ، نقابات واتحادات وكل الراغبين . وليبدأ اهتمام الناس بالسجل الإبداعي والعلمي حتى لا تفوتهم فائتة ويكتمل التصنيف العمري للمبدعين لتحديد نوع الرعاية التي يحتاجونها وسيكون هذا السجل مفتوحا ليضاف إليه كل منضو لقبيلة الإبداع والعلم .
وقي الختام هذا مقترح أملاه علينا الحال الراهن لكثير من المبدعين خاصة من تقدم بهم السن ، وكذلك الذين توفاهم الله وهم يعانون المرض والفقر وضيق الحال . والأمة التي لا تكرم مبدعيها لا تستحق أن تنبت فيها شتلة إبداع.