طيفها والمدن القزحية

فضيلي جماع:

طيْفُها والمُدُنُ القزحيّة

(وضع الشاعر في الجنة،
فصرخ قائلا: آه يا وطني!)
الشاعر التركي ناظم حكمت

..وألقاكِ في كلِّ زاويةٍ..
وردةً بالندى تستحمُّ
كأنكِ والفجْرَ صنوانِ..
هذا بهيجُ المحيا ،
رقيقُ الحواشي!
وأنتِ الوعودُ التي..
يشتهيها المحبُّونَ
عند انبثاقِ الأماسي !
وأحلم أنكِ مرْمَى ذراعٍ
وأنكِ سارية في حواسّي !
تردّين عن جبْهتي لفحة البردِ
أطويكِ في معطفي ..
من فضولِ العيونِ الغريبة..
والحافلاتِ التي لا تنام!
وأحلمُ ..أحلم أني وإياك..
في المدن القزحيةِ ..
نضفر حلْوَ الأماني مخدّهْ
ونفرشُ حلوَ الكلامْ !
أصدّقُ أنّ الخيال
إرتدى ثوبَه.. زارني !
وأنك لست وراء البحارِ..
الجبال..المسافات..
لكن جواري!
وأنّي جواركِ
أكبت نار الهوى وأداري
وأفغر فاهي..
أهم ببعض الكلام.. الحروف..
أرتّب ذاتي التي بعثرتها ..
عيونُكِ عندَ الوداعْ !
أزوّدُ نفسي ببعضِ ابتسامٍ
وأفردُ جُنْحَ الأماني شراعْ
وأفغر فاهي ..
أهمّ ببعض الكلام
لعلي مثالاً أقول:
رموشك لمّا تزلْ
قدراً فاتكاً فاحبسيها !!
وأنكِ – عفواً–
سمواتُ حُسْنٍ أحدّقُ فيها !
لعلي أقول:
بلادي – بلادك..
في غربة الدارِ أنسجُها حُلةً فالبسيها !
أفكّر في نكتةٍ أو حكايهْ
إذا قلتها لاح من فيكِ برقٌ
وراقَ الحليبُ بأسنانكِ العاجْ!
أجدّف عبر الشواطيءِ في مقلتيكْ
وأرمي بنفسي إليكْ
فألقاكِ منّي..وبعضي
وألقاك حزني وسعدي!!
أراهن نفسي..
بأنّ الوعودَ الجميلةَ تخبو
إذا أنتِ لبيْتِ وعدي !
وأنسى جميعَ القصائد
حين تطلين كالمُهْرةِ البكرْ
صمتك شعرْ
ووقْعُ خطاك قصيدهْ!
أحاور ظلَّ الأماني العنيدهْ
وأغرق في الحلمِ ..
في الوهْمِ..
في الأمنياتِ السعيدهْ
وأصحو لألقاكِ..
في المدنِ البارداتِ خيالاً
وألقى بلادي بعيدهْ!

ميونيخ- ألمانيا الإتحادية

مرحبتين حبيبنا الفضيل جماع

Quote: إذا أنتِ لبيْتِ وعدي !

مااااافي ليــــــك
احترق شتاء
لننعم بالشـعر نحـن
قسـمة ضيـزى؟
بل هو قدرك يا شاعرآ بنا

الإعلامي الفنان/ الطيب بشير

شكرا على رائع التحايا. ويلي وويل الشعراء من هذه القسمة الضيزى يا صديقي.

Quote: وأحلم أنكِ مرْمَى ذراعٍ وأنكِ سارية في حواسّي !

اي والله مرمى زراع

ورمشة جفن

وكلام كثير لا يبوح به الا من طوى جوانحه على حب الوطن

العزيز/حيدر حسن ميرغني

سلمت ويسلم الوطن أيها النبيل.

استاذ الشعر....فضيلي جماع....


طوّعت حنينك...ابداعا صادقا...لتحبسنا ما بين الشهقة والآهة
ما بين الدمعة ورمشها...واطلقت عبير الوطن فينا...لك مني
احتراما متصل الي يوم الدين ...فما سكبته هنا من حروف
جوامح...ومترعة بالشوق لا يكفيها ان يقال عنها شعرا وكفي...

أخي/ نزار حسين

أعترف لك أن ثناءك أخجل تواضعي. أسعدني بالتأكيد تعبيرك الجميل إذ قلت لي: "أطلقت عبير الوطن فينا". لو تسنى لقصائدي أن تنفح قارئيها بريق الوطن فأنا إذن سعيد، لأن هذا غاية ما أنشد وأنا أكابد رحلة الحرف.

زارتك العافية.

up

يآآآآآه

هذه مختلفة

حنين غريب وصفاء

شكرا لك وانت تقبم الجمال بيننا

وتمسح الكآبة وتمنح الأمل

تحياتي

استاذنا فضيلي

كنت اقراء لكـ في الملاحق الثقافيه في فتره الديمقراطيه الاخيره
وحدثتني عنكـ الصديقه (عزة احمد) كثيرا
ولم احظ بفرصة للقاءكـ حين كنت بلندن
وتلصصت علي الكثير من ابداعكـ هنا و هناكـ
اتمني ان كانت لديكـ زياره عابره للاراضي المنخفضة
ان تمنحنا القليل من الوقت نحاوركـ و نطايبكـ في الله
فنح نحتاج ان نتحدث معكـ حول تجربتكـ (كلها )

الغالي خدر

أشكرك من كل قلبي على ما بذلت من جهد للحصول على شيء منشور من محاولاتي المتواضعة. أعترف أني وكذا سنوات المنفى والترحال المضنية قد ساهمنا معا في التقصير فيما يتعلق بطباعة بعض أعمالي أو إعادة طباعة بعضها. أعدك أن هذا الصيف سيشهد خروج أكثر من عمل لي من المطبعة بإذن الله (أعمال شعرية ورواية). هنالك مسعى أيضا لإعادة طباعة عملين من أعمال سنوات طفولتي الأدبية: رواية "دموع القرية" وديوان "في أودية الغربة" وكلاهما خرج من المطبعة حين كنت بالمرحلة الجامعية.

فيما يتعلق باللقاء بكم وإقامة حوار حول تجربتي المتواضعة،أقول إنه ليسعدني ذلك. لست أدري في أي "حلالات" و "فرقان" أوروبا تقيم. إن كنت مقيما بأوروبا فهذا يجعل المهمة أيسر. سوف أسأل "عزة" عن أخبارك. هل تعني عزة احمد عبدالعزيز؟ إنها نعم الأخت والصديقة. غاية في الذوق والتهذيب.

القلب النابض

صباح الورد والأماني والأمل. أسعدني مرورك البهي.

Quote: صمتك شعرْ ووقْعُ خطاك قصيدهْ!

إن من البيان لسحرا

نعم هي عزة استاذنا فضيلي

انا في هولندا .. ( ودجيرانكم )
ارسل لي الايميل او رقم تلفونكـ في المسينجر
و سأكون سعيدا بالتواصل

العزيز خدر

هل تعلم أنني أعددت نفسي أكثر من مرة لزيارة بلد الزهور هولندا لكن (القدم ليهو رافع). آخر مرة كان قبل عامين حين تقاطعت الدعوة مع أخرى في النمسا. لم يكن من خيار: فإما أن ألبي دعوة منبر نصرة دارفور لأسبوع كنت المشارك الأول في أنشطته (محاضرتان ومؤتمر صحفي) وإما الحضور إلى هولندا لقراءة شعري للجاليةالسودانية هناك. ولم أتردد.. لبيت دعوة أختنا المناضلة إشراقة مصطفى وذهبت إلى فينا. وأحسب أن الأسبوع في النمسا كان ناجحا بكل المعايير. كنت أحسب أن ذاك هو جهد المقل في الوقوف إلى جانب أهلي في دارفور..أن أشارك في إسماع العالم صوت من لا صوت لهم.

ها هو ذا الربيع على الأبواب ، وأي مناسبة تقتضي حضوري إلى بلد الزهور هولندا ولقاء الجالية السودانية هناك فإنني حريص على تلبيتها دون تردد. ستصلك هواتفي وعنوان بريدي الإليكتروني اليوم بإذن الله.

لك محبتي.

سلام تعظيم /كوماندر هاشم بدر الدين. أعرف أنك قارئ نهم، وأظنك تعالج الكتابة أيضا. كلها أدوات نحاول من خلالها الإنتصار على القبح يا صديقي ، وخلق عالم أكثر جمالاً.

أحييك أيها الثائر الإنسان.

صديقي العزيز الأستاذ فضيلي

تحايا بعبق المدن الحبيبة

Quote: أهم ببعض الكلام.. الحروف.. أرتّب ذاتي التي بعثرتها .. عيونُكِ عندَ الوداعْ ! أزوّدُ نفسي ببعضِ ابتسامٍ وأفردُ جُنْحَ الأماني شراعْ وأفغر فاهي .. أهمّ ببعض الكلام لعلي مثالاً أقول: رموشك لمّا تزلْ قدراً فاتكاً فاحبسيها !!

العيون يا فضيلي ..
أحمل بين طياتي سِفْراً من تفاصيل حياة ماضية .. تخترلهما في أعماقي ( رموش لمّا تزلْ
قدراً فاتكاً ) و ( عيونا بعثرتْ ذاتي ذات مساء ) ..

أدخل في صومعة كلماتك بكل حذر .. فأنا أعرف أنها دائماً تمسك بخيوط من خيوط مسرح أيام خلتْ

شكرا كثيفا
أرقد عافية

الصديق الفنان / أبوجهينة

سيب البكا و خليك تقيل. مرحبا بك في "الصومعة" -وأنت تزيدني شرفا حين تسمي كوخ شعري الذي آوي إليه- صومعة. أما حكاية العيون دي فسيبك منها دلوكت..وسِفْرك القلت عليهو يا ما في ناس في البورد دا شايلة مجلدات من نوعو!

Quote: وأنسى جميعَ القصائد حين تطلين كالمُهْرةِ البكرْ صمتك شعرْ ووقْعُ خطاك قصيدهْ! أحاور ظلَّ الأماني العنيدهْ وأغرق في الحلمِ .. في الوهْمِ.. في الأمنياتِ السعيدهْ وأصحو لألقاكِ.. في المدنِ البارداتِ خيالاً وألقى بلادي بعيدهْ!

لله درك من شاعر إنسان
ياأيها المجلدى الجميل الوجدان

لك التحايا فوّاحة ألأريج

أخي عبدالله الحبيب

شكرا على المرور. وبمناسبة المقطع الذي اقتبسته وتسميتك لي ب"المجلدي الجميل الوجدان" أذكر أن أستاذنا وشاعر "أمتي" محمد المكي ابراهيم كان قد طرب لهذا المقطع ذات يوم وهو يقرأ هذه القصيدة من كراسة لي. وبطريقة مكي الهادئة في الدعابة، قال لي: شوف أثر البيئة واضح عليك كيفن يا راجل يا بتاع المجلد.. تشبيه الفتاة الجميلة بالمهرة..شي جميل!

تعليق مكي أعلاه كان لمحة ذكية لعين شاعر كبير ، خبير بدروب الثقافة السودانية. إضافة إلى أنه زار المجلد وهو طالب أكثر من مرة. نعم..شرفتني المجلد وتشرفت بها وأنا أرى عالمي الجميل من خلال أوديتها وكثبانها. تذكرت ما قاله شاعرهم (الهداي) وهو يزكي حبيبته، حين وصفها(بالمهرة السابقة الخيل)!! أي بلاغة وأي حلاوة تشبيه!

أنا إذن لم أفعل شيئا سوى أنني نظرت البيئة التي أنجبتني وحاكيتها في شعري.

أحييك أيها النبيل.

أستاذنا الوريف فضيلي

Quote: وأنتِ الوعودُ التي.. يشتهيها المحبُّونَ عند انبثاقِ الأماسي

وكفى................

أستاذنافضيلي
هي أنفاس شاعر يعرف جيدا كيف يتصيد "ساعة الالهام" والوحي الشعري الفاتن.
دم شاعرا انسانا

الروائي والإعلامي الصديق/ خالد عويس

شكراً على المرور والتحية العطرة. دمت أيها الفنان.

الجميلة/ إشراقة حيمورة

أوجزت فأغنيت حين قلت "وكفى....."! رأيت أحد الأصدقاء يهنئك بعيد ميلادك ، وهذه مناسبة أن أبعث إليك بطاقة أمنيات بعمر سعيد مديد.

الشفيف المبدع فضيلي جماع

تحياتي

***** تردّين عن جبْهتي لفحة البردِ *****
***** أطويكِ في معطفي .. *****
**** من فضولِ العيونِ الغريبة.. ****
***** والحافلاتِ التي لا تنام!*****

الاستاذ الرائع افرد معطف عشقك واسرج صهوة حرفك لينداح حبك الوطني عطر يعبق طيف الفجر القادم من غياهب الامل الساكن في وعد الحرف .

ولك المودة

أخي يوسف السماني يوسف

شكرا على هذا الكلام "الشعر". صدقت يا أخي..إنه وطن يستحق أن نغني له أجمل ما عندنا وشعب يستحق أنبل وأروع كلماتنا.

سلمت أيها النبيل.

شاعرنا المرهف

Quote: أجدّف عبر الشواطيءِ في مقلتيكْ

يا لإتساع هذه البحار/العيون/المقل
كأنما - تبدو - رموشها الشواطئ
وهل البحار إلا المقل/البلد/الوطن
واشواقنا كالصواري .. كالأشرعة .. وما أشواقنا إلا
كسفن تمخبر عباب هذه البحار .. ولن نصل

وأنظر ؟؟؟؟؟

Quote: وأرمي بنفسي إليكْ

وأنا احتار .. هل في حضنها
أم هي حقا ( البحر ) إذا هو الموت!!!

تكثيف مرهق لا يمكن تمر عليه إلا وابطأك ..

ملحوظة:
كنا نلث ونبذل الغالي والرخيص حتى نحصل على أعمال العمالقة
فإذا بنا نجدهم - ويا لكرمهم ويا لتواضعهم - يأتون إلينا
بكل هذه الأريحية .. فشكرا لعالم النت وعالم بكري

تحياتي

رحمابي

العزيز/الرحمابي

حجزت لي مقعدا مع العمالقة!! ليس بحثا عن تواضع زائف، لكن دعني هذه المرة أختلف معك. تصغر عندي كل كلمة كتبتها يا صديقي حين أقرأ أعمال من طوعوا الكلمة بحق وملكوا ناصية الكلم ، بأي لغة جاءت. أين مثلي من هؤلاء؟

ما زال المشوار طويلا إن ظل في العمر بقية. دعواتك معنا!

وأنّي جواركِ
أكبت نار الهوى وأداري
وأفغر فاهي..
أهم ببعض الكلام.. الحروف..
أرتّب ذاتي التي بعثرتها ..
عيونُكِ عندَ الوداعْ !
أزوّدُ نفسي ببعضِ ابتسامٍ
وأفردُ جُنْحَ الأماني شراعْ
وأفغر فاهي ..
أهمّ ببعض الكلام
*

العزيز طيفور

كعادتك تمارس التجريب والإدهاش. تقتبس من النص ولا تعليق!! أنا أيضا لا تعليق لي!

أستاذنا فضيلي جماع
لك التحايا النضرة مني ومن كل ذرة رمل من شزاطئ النيل الخالد
من منا يسطيع ترجمة أحاسيسه نحو الوطن غير شاعر مطبوع مثلك
ترجم لنا مكنونات نفوسنا فهي حبيسة دائما لا نستطيع البوح بها ولكنها تفلت أحياناً على لسان شاعر أو لوحة فنان

أخي العزيز / Habib_bldo

شكرا على فيض المشاعر التي غمرتني بها. أصبح الوطن منفانا..نحمله كما نحمل جوازات السفر يا أخي. لم أر وطني جديرا بالحب والمواساة ورائع الغناء كما أراه اليوم. ولست أدري أينا أحرى بالعزاء هذه الأيام، مغني الوطن أم الوطن الأغنية؟ كما إنه أصبح من أكثر الأمور عسرا على الشاعر أيامنا هذه أن نعرف حاصل القسمة بين الوطن والحبيبة!

الشاعر الجميل فضيلي جماع
أحييك ، وأحبك كثيرا ...
المبدعون دائما يعبّرون تعبيرا بليغا يطّلع عليه الآخرون فيرون أنه كلامهم ، يعبّر عنهم ، عن أشواقهم ، تطلعاتهم ، آمالهم ... وها أنت ذا تقول كل الذي وددنا أن نقوله في الوطن ، في عشقه ، في قربه ، وفي اغترابه ...
شكرا لك فأنت رسمت لنا اللوحة التي تمنينا أن نرسمها ...

الأصيل ودقاسم

شكرا على الطلة وعلى هذا الكلام الجميل. سلمت يا صديقي.

استاذنا فضيلى حماع
متى اختار الاديب لغيره فهنا يكمن الابداع شكرا على هذه القصيدة
وشاعرنا ناظم حكمت فى قصاصات..

Quote: ناظم حكمت شاعر تركي شهير ولد عام 1902 لعائلة ثرية ومتنفذة ، عارض الإقطاعية التركية وشارك في حركة أتاتورك التجديدية ولكن بعدها عارض النظام الذي أنشأه اتاتورك وسجن في السجون التركية حتى 1950،فر إلى الإتحاد السوفييتي وهو شاعر شيوعي أشعاره ممنوعة في تركيا، توفي في عام 1963.

تحياتى

بلدي يا حبوب

شكرا على المرور وعلى الإشارة القيمة حول الشاعر الكبير ناظم حكمت.

أخى /فضيلى جماع

يقول ناظمت حكمت

أجمل الأيام مالم أعشها بعد
وأجمل الأطفال مالم يولد بعد
وأجمل الأشعار ما لم أكتبها يا
حبيبتى لعينيك بعد

ونقول معا أجمل الكلام مالم تكتبه يافضيلى لبلادك بعد
الله يرد غربتنا وغربتك ويرد البلاد لنا .. الله ياخلاسية من أشتراك وأشترانى وأشترى أجيال العبودية .
مع محبتى لك /القاضى

الأستاذ/محمد القاضي

شكرا لك ياأخي على الإضاءة التي تكرمت بها عن الشاعر التركي الكبير ناظم حكمت. وعلى الرغم من إعجابي ببعض أشعاره وصلابة مواقفه إلا إنني لا أضعه في رأس القائمة لشعراء المقاومة في عصرنا.. ربما لأن شعره تمترس حول شيئين، أولهما: السجن الطويل -حيث ظلامية وعدمية اللحظة داخل الزنزانة ، مما يخلع لونا قاتما على الصورة الشعرية. ثانيهما: يبدو لي ناظم حكمت شاعرا منغمسا في الحزب إنغماسا كاملا..وأحيانا يبدو الحزب الشيوعي التركي في شعر ناظم حكمت وطنا هو الآخر.

تقل في شعر ناظم حكمت الغنائية التي وصلت حد الإنشاد عند لويس أراغون وبابلو نيرودا ‘ مع العلم أن ثلاثتهم ينتمون إلى حركات التحرر في الخمسينات والستينات والتي لعب اليسار وقتها دورا رائدا فيها. وحتى في زماننا هذا ، تعجبني غنائية درويش في أكثر قصائده إغراقا في الرمز. الخطاب الدرويشي حالة فريدة في الشعر العربي المعاصر.

أعترف أنني - رغم إعجابي بناظم حكمت كشاعر ثائر ممسك بقضيته بقوة إلا إنني لا آخذه أنموذجا لشعر المقاومة كحالة إنسانية تشترك فيها رائحة البارود بعطر الوردة.

الأستاذ/محمد القاضي

عدت إلى مكتبتي بالمنزل لأتصفح ترجمة للأعمال الكاملة لناظم حكمت. الترجمةالعربية التي بحوزتي لفاضل لقمان، دار الفارابي ، بيروت. وعلى الرغم من أن الشعر - في أي لغة جاء- يفقد أهم خواصه عندالنقل من اللغة الأصل source language إلى لغة جديدة target language فإن سمات بعينها -فيما يتعلق بكيمياء القصيدة- تفصح عن جزالة أو هشاشة النص. خذ مثلا قصيدته عن فلاديمير إليتش لينين - مؤسسة الدولة السوفيتية. يقول ناظم حكمت:
أقول: لينين ، وأسير وراءه منذ أربعين عاما
حاملا بطاقتي الحزبية
في كل مرة أظهر أمامه يقفز قلبي إلى فمي
غير أنني لا أشعر بضرورة الركوع إلى الأرض أمامه
عظيم هو كأعظم ما يكون
ولكن عظمته لا تسحقني !
بل يمسك بيدي ويسحبني إلى الأعلى
إلى حيث هو!

هذا كلام مغرق في تقديس الأيديولوجية ورموزها. أين منه غناء الشاعر لويس أراغون (الماركسي الفرنسي) لعيون محبوبته إلزا تريوليه، وجيوش النازيين على حدود وطنه فرنسا:

من أجل أغنية في الشارع
تقولين لي: دع عنك معزفة الرعود قليلا !
إلزا.. العار للذين لا يتنهدون لمرأى السماء الصافية
والعار للذين لا يقع سلاحهم أمام الطفولة!

هل رأيت عذوبة وعمق الغناء وكيف أن القصيدة لا تفقد وهجها كأداة تحريض ثورية؟

مع وافر محبتي.

أستاذى /فضيلى جماع

لك مودة خضراء

عمقك وأنت تطرح رايك فى أشعار حبيبى ناظم مابين ظلامية اللحظة كما سميتهاوضدها بهجة اللحظة وهل هما معياران لازمان لتقييم اشعار ناظم وهل أرتباطه الأيدلويجى بالحزب الشيوعى قلل من القيمة الأدبية لاأشعاره .
الأجابة يجب أن تطرح بعمق تدخلك العميق وفى هذه العجالة أنا لا أستطيع أن أدلى برأى الفنى المستند على أدلة ولكن أوعدك إننى سوف أطرح رؤيتك يوما ما على البورد ليستفيد الجميع بما يعرف
عن مدى علاقة الفن بالأيدولجيةالحياتية سواء سياسية أو دينية أجتماعية ومدى
تأثيرها على القيمة الفنيةللمادة ومدى أرتباط الفنان بالنص أوأنفصالة عنه .
وهذا مجرد تدخل وشرف الرد على أستاذنا .
ولك محبة وطابت أيامك .

أخي الأستاذ/ محمد القاضي

ما أثرته أنت من نقاط حية حول الشاعر الكبير ناظم حكمت هو سبب ردي المطول - نسبيا - على مداخلتك. ما قصدت قوله هو أن العيب لا يكمن في ارتداء الشاعر لأيديولوجيته قميصا سواء أكان ذاك القميص فاقع الحمرة أو أنه يجمع كل الألوان. العيب في نظري يكمن في المباشرة والتقريرية وهي الباب المفضي إلى ضحالة بنية القصيدة.

لآحظ أنني أشرت إلى لويس أراغون وبابلو نيرودا، وكلاهما ماركسيان، وقلت إنهما يملكان خواس غنائية ومقدرة على استخدام الرمز مذهلة.

ولك مجبتي.

يا سلام علي اهل العلام سعيد باتكائتي علي هذه الخميلة الجميلة

فضيلي شاعر وانسان ولنسمح له باتحافنا بالجديد وقديم قدر الامكان


تحياتي وننتظر ونتمعن

تسجيل حضور واعجاب بروعة عقد الحروف (النضيد)!

أحاور ظلَّ الأماني العنيدهْ
وأغرق في الحلمِ ..
في الوهْمِ..
في الأمنياتِ السعيدهْ
وأصحو لألقاكِ..
في المدنِ البارداتِ خيالاً
وألقى بلادي بعيدهْ!

استاذنا قضيلي

الله يديك العافية

.

أحاور ظلَّ الأماني العنيدهْ
وأغرق في الحلمِ ..
في الوهْمِ..
في الأمنياتِ السعيدهْ
وأصحو لألقاكِ..
في المدنِ البارداتِ خيالاً
وألقى بلادي بعيدهْ!

حقيقة :

صمتك شعرْ
ووقْعُ خطاك قصيدة

دمت مبدعاً

عبير

فوجئت بمن أعاد هذا البوست إلى وجهة الموقع بعد أن حسبته قد توارى..فليسامحني الأعزاء المتداخلون إن لم أحث الخطا في التعليق على مداخلاتهم..فارق التوقيت مشكلة في عالم الإنترنت. سأعود بإذن الله. إنتظروني.