رسْـمٌ عـلَـى الـمـاءْ

رسْمٌ علَى الماءْ

(1)
رسمْتُ على الماءِ وجهَكِ يوماً
وحوْلكِ شمسْ !
وخلْفكِ سهْـلٌ عليه الرعاةُ
يغنُّونَ للسحبِ الهاربهْ
رسمْتُ القرى والجداولَ والطيرْ
وأنتِ على حافةِ القلْبِ تمشينَ
لاهيةً بالنوارْ!
تمدِّين كفّاً طريّا إلى جبهتي
فتخمدُ بين الأضالعِ نارْ
وتنشُبُ نارْ!
رسمْتُ العيون التي لم يزرْني
خيالٌ سواها
تغارُ من الفجرِ
إنْ قلتُ فيه قصيدهْ
وتضطربُ الخصلُ الطائشاتُ
إذا الليْلُ داعبها واحتواها!
رسمت على الماءِ وجهكِ .. والشَّعر..
والليْلَ ..والفجر ..والسحُبَ الهاربهْ
وفي غمضةِ العيْنِ
كان الجميعُ بلا موعدٍ يرحلون!
لهذا فإني أحبُّ الرحيلْ
وشمسَ الأصيلْ
وأشقى كثيراً..كثيرا
إذا الليل روّى البوادي
بلحنٍ جميلْ..
وأترع قلبي بأغنيةٍ دافئهْ!
وأهرب من ظلِّ حبٍّ شقيتُ به
ومن مطر ليس يروي
لكي أتذكر أنِّي..
على صفحةِ الماءِ يوماً رسمت
وفي حدقات العيون أقمت
وأني أسافر عبر البلادِ كثيراً لأنسى


(2)
من الخيرِ أنك تلهبُ ظهري
وتسكن عظمي وجلدةَ رأسي
لتجعلَني وتراً يتغنّى
وبحراً يفيض كنوزاً
ونجماً حزيناً يشعُّ ليفنَى!
من الخير أنك تبعثني..
في الحروفِ التي ذبحتني..
نشيداً ومعنى!
وأهربُ من ظلِ حبٍّ شقيتُ به
لألقاكَ طوق نجاتي..
وموتي..وعمري الجديدْ
فأمضي لأرسم وجهاً
يطالعني في الظهيرهْ
وحين البيوتُ تنامُ
وتحلمُ كلُّ الحقولِ بضوءِ القمرْ !
لماذا يهاجمنا في السكينةِ
هذا الذي..
بعنف الرياحْ
ولين الصباح؟
لماذا ..وحجم المسافة
أكبر من عمرنا؟
عجيب زمانك..
ظل الجنادبِ يمتدُّ
حتى يغطي الحديقهْ
وتشتاق لو تتمطى
على العشبِ حينا
وطوراً تحلّق كالنسر فوق الجبالْ
يفتت قلبَكَ هذا اللهيبْ
يحيل الرعودَ إلى مطرٍ ليس يروي
ولكنّ هذا الزمانَ العجيب
يهزكَ من قمةِ الرأسِ
حتى الأظافرْ
فتحزمُ بعضَ الثيابِ
وحبراً..ودفترَ شعرْ
وتصرخُ في لجّةِ الصمتِ:
إني مسافرْ !!
فيمتدّ ظلّ الجنادبِ
حتى يغطي ورودَ الحديقهْ!
عزاؤك كلّ العزاءْ
محاولةُ النجمِ أنْ يصطفيكَ صديقا
ويفضي إليك بأسراره في المساءْ !
فتدنو لترسمَ..
آهٍ .. رسمتُ على الماءِ وجهكِ يوماً
وحولكِ شمسْ
وأذكر أني جعلتُ الشعاعَ
بلونِ الخدودِ
وأعطيْتُ عشبَ الحقولِ..
براءةَ وجهِ الحبيبهْ!
ولكنّ كلَّ الرسومِ اختفتْ
لهذا فإني أحب الرحيل
وشمس الأصيل
وأشقى كثيراً ..كثيرا
إذا الليل روّى البوادي
بلحن جميلْ
وأترع قلبي بأغنيةٍ دافئهْ!


(3)
تواريتِ يا امرأةً من دخانْ
ظننْتِ الشوارعَ خلفكِ ترحلُ
والدورَ تهجر سكانها
تسللتِ من بيننا كالسرابِ
وغطيْتِ ردْفيكِ بالعيبِ
ما كنتِ إلا مدينتنا الهاربهْ
يطاردُها ظلُّها في الخفاءْ
تواريت يا امرأة من دخانْ
وأعطيتِ ظهرَكِ للباحثين ..
عن الصحْوِ فيك!
وعن ضحكة بضةٍ..
جلجلتْ في المكان!
سأرسم في الماءِ..
أن الزمان الذي..
كنْتِ فيه مضى
والمكانَ اختفى !!
لم يعدْ في انتظاركِ..
من يضفر الأملَ الحلوَ ثوباً
ولا عاد من يشتهيكِ موالاً
ويسرجُ أحلامَه للزمان!
تواريتِ..أخفيتِ وجهَكِ عنّا
سنجهد أنفسنا مرةً واحدهْ
لكي نتذكرَ لون الأغاني التي جمعتنا
وطعم الدوالي
وقمرية تحمل الدفءَ في صوتها
وتغسلُه بدموعِ السحابْ
سأجهدُ نفسي لكي أتذكّرَ أني..
عشقتكِ يوماً
وغنيْتُ في طيبةٍ للذبابِ
على ثوبِ عرسك
وأني جعلتكِ شمساً..
تضيءُ الليالي الكئيبهْ
وتمنحني العافيهْ
تذكّرْتُ...
أذكر أني تذكرت أمسي
فأعطيْتُ نفسي وعداً:
سأسكن داراً جديدهْ
وأركبُ ظهر الرّياحْ
وأبني لواحدةٍ تشتريني
قصوراً من الوهْمِ ..
تُرضي غرورَ النساءْ
وأرسم في الماءِ..
لونَ العيونِ الجديدهْ
وطعمَ الأماسي..
وشكلَ السماءْ!
سأرسم عرساً ..
وزوبعةً أو خرافهْ!!
وأحلمُ مثلَ الكثيرينَ
بالورْدِ والنورِ والشمسْ
وأكتب في لوحتي:
أنّ عصريَ حرٌّ
يحبُّ الضياءْ
ويكره كلَّ العناكبِ والمومياءْ
وأنيِ وُلِدتُ لأهتفَ ملْءَ فمي:
تعيشُ العصافيرُ..
والضوءُ..
والسحبُ الهاربهْ !!

* * *

فـضـيـلي جماع

Quote: سأجهدُ نفسي لكي أتذكّرَ أني.. عشقتكِ يوماً وغنيْتُ في طيبةٍ للذبابِ على ثوبِ عرسك وأني جعلتكِ شمساً.. تضيءُ الليالي الكئيبهْ وتمنحني العافيهْ تذكّرْتُ... أذكر أني تذكرت أمسي فأعطيْتُ نفسي وعداً: سأسكن داراً جديدهْ وأركبُ ظهر الرّياحْ وأبني لواحدةٍ تشتريني قصوراً من الوهْمِ .. تُرضي غرورَ النساءْ وأرسم في الماءِ.. لونَ العيونِ الجديدهْ وطعمَ الأماسي.. وشكلَ السماءْ! سأرسم عرساً .. وزوبعةً أو خرافهْ!! وأحلمُ مثلَ الكثيرينَ بالورْدِ والنورِ والشمسْ وأكتب في لوحتي: أنّ عصريَ حرٌّ يحبُّ الضياءْ ويكره كلَّ العناكبِ والمومياءْ وأنيِ وُلِدتُ لأهتفَ ملْءَ فمي: تعيشُ العصافيرُ.. والضوءُ.. والسحبُ الهاربهْ !!

يالها من قوة اراداة ياايها الشاعر الشفيف ..دعنى اهمس فى اذنها تلك التعسة التى ستسكن دارا غير قلبها (اضعتى فارس اصيل فلا تلومى الا نفسك )!!

كأني أراها مدينة نفتني بعيداً واختارتني أخرى بنيت بها دارا وحبا جديداً ولكن حبي لمدينتي يظل بقلبي.

Quote: وفي غمضةِ العيْنِ كان الجميعُ بلا موعدٍ يرحلون! لهذا فإني أحبُّ الرحيلْ وشمسَ الأصيلْ وأشقى كثيراً..كثيرا إذا الليل روّى البوادي بلحنٍ جميلْ..

لك التحيايا والود

وشكرا لهذا الجمال

أستاذي الجميل فضيلي:

أجمل ما في هذا النص الآسر هو تلك الزاوية المختلفة في النظر إلى الرحيل.


دمت (حقيقة ومجازا)

الأديب حقا/ عبد الحميد البرنس

مثلك من الكاتبين يقرأ لا محالة ما وراء الكلم فتنقاد له المعاني طائعات. هي محاولة -كما قلت في تعقيبي على القلب النابض - للخروج على النمطي والعادي..محاولة للإنعتاق من القبج حين يصبح ممارسة يومية. هنا يكون المنفى بمعناه المجازي - كما تكرمت أنت وألمحت - خيارا مقبولا.

سلمت لي أيها الصديق.

Quote: رسمْتُ على الماءِ وجهَكِ يوماً وحوْلكِ شمسْ ! وخلْفكِ سهْـلٌ عليه الرعاةُ يغنُّونَ للسحبِ الهاربهْ رسمْتُ القرى والجداولَ والطيرْ وأنتِ على حافةِ القلْبِ تمشينَ لاهيةً بالنوارْ! تمدِّين كفّاً طريّا إلى جبهتي فتخمدُ بين الأضالعِ نارْ وتنشُبُ نارْ!

أستاذنا الجميل

فضيلي جمّـاع,

بـوح من الخاطـر حـلو

واعترافات أصيلـة

وحديث القلب يناسبنا

نحن الذين تشردنا شذر مذر,

وابتعدنا عن ديار الحبيبـة

ومسامر أنسـنا القديمـة,

لهـف نفسي حين أسمع شدوك,

استاذي ,

على تلكم الربـوع,

فأنت خير من يرسمها

ويترسـمـهـا,


ولك مودتي,

والحــب


أحمد الشايقي

أصدقائي..صباح الحب

كنت بعيدا عن الكومبيوتر..سأعود إليكم بعد قليل! نهاركم سعيد!

الشاعرة /نادية عثمان

من أصيل ذوقك هذا الكلام الجميل. شكرا على المرور.

القلب النابض

كثيرا ما أتساءل إن كان المرء يختار أحيانا منفاه. الشعر عندي معالجة للتمرد على العادي والنمطي..لذا رسمت على الماء.

شكرا على المرور السمح.

أخي الأستاذ/احمد الشايقي

إنني سعيد بأنك وجدت في هذه المحاولة ضالتك ، وأنك راض عنها. هي من قصائدي التي أحبها لأسباب قد أجهلها أنا نفسي.

دمت بخير أيها الأصيل.

أستاذنا الكبير فضيلي

سلام مرسوم على صفحة النيل


كالوجوه التي تطالعنا في زحام الحياة ..
و كالنبض الذي يزداد وجيبه عند اللقيا
فقد أستوقفتني هذه الأبيات و كأني بها محطة من محطات حياتي ..
بيْد أنها محطة كنت قد أسندت ظهري إلى إحدى مقاعدها و حقائبي ترقد بجانبي مواسية :

Quote: تمدِّين كفّاً طريّا إلى جبهتي فتخمدُ بين الأضالعِ نارْ وتنشُبُ نارْ! رسمْتُ العيون التي لم يزرْني خيالٌ سواها تغارُ من الفجرِ إنْ قلتُ فيه قصيدهْ وتضطربُ الخصلُ الطائشاتُ إذا الليْلُ داعبها واحتواها!

و يالها من محطة ..

شكراً مديداً فضيلي

أبو جهينة أيها الصديق

سعيد أنا بمرورك البهي. بعض المحاط في حياتنا جديرة بالتوقف عندها والتمعن كثيرا في الذي أعطتنا أو سلبتنا. أن تكون هذه المحاولة قد أعادت إليك قطعة من حياتك طواها الزمن فهذا غاية سعادتي.

كأنه إنجيل....

في كل حرف معنى ثقيل، كثمرة المانجو، بل أنضر وأرق والطف..
يتكثف الخيال، حتى يبدو واقع صلد كالماس، ورخو كسراب..

أعن هذا يسار إلى الطعان...

جماع، أهكذا ينطق اسمك، أم وطن، أم حلم وليد، أو نور وضئ يغوص في ظلمات احشائنا المتعبة..

من انت، كل يوم تزداد غموضا، كالروح..

ارحنا يا فضيلي..
أرحنا بصلاتك، تلكم الصلاة التي يركع الإنس والجن والشجر..

انحني، كي اشكر تلك الإلمامة النورانية، التي اعترت ذهني وجسدي وأنا اركض في باحة هذا النص السماوي..

ما أجمل هذا الهديل
ساطوف كلما جفت الدواخل
لازود الروح بسحر القوافي
فضيلي ..
هذا الحبر المائي يذهب
عميقا ويعمق رسمك فينا
ابداعــــــــــــــــــــ

بت فاطنة

الراقية/ بت فاطنة

حدثيني كيف هي مسقط الأنيقة والجميلة وكيف هم أعضاء الجالية السودانية الكرماء؟ لقد أخجلوا تواضعي وأنا أقضي ثلاثة أيام بينهم مضت كالحلم الجميل يغشى القلب عند الكدر.

ثناؤك على هذه القصيدة شرف لي أيتهاالنبيلة.

أخي عبد الغني كرم الله بشير

ثناؤك العطر وكلماتك جيدة السبك أخجلت تواضعي والله. لك محبتي وتقديري أيها النبيل.

Quote: أنّ عصريَ حرٌّ يحبُّ الضياءْ ويكره كلَّ العناكبِ والمومياءْ وأنيِ وُلِدتُ لأهتفَ ملْءَ فمي: تعيشُ العصافيرُ.. والضوءُ.. والسحبُ الهاربهْ !!

أستاذنا فضيلي
شكرا لك على هذه القوة
في زمان الضعف هذا
وعلى هذا التفاؤل
في زمان التشاؤم هذا
وعاشت العصافير والضؤ

أختي إشراقة حيمورة

بل عاش أمثالك ممن يمنحوننا الثقة حتى نقف على أقدامنا ونهتف ملء الفم:

Quote: تعيشُ العصافيرُ.. والضوءُ.. والسحبُ الهاربهْ !!

سلمت أيتها الأصيلة.

رسمْتُ العيون التي لم يزرْني
خيالٌ سواها
تغارُ من الفجرِ
إنْ قلتُ فيه قصيدهْ


ياسلام..

Quote: رسمْتُ العيون التي لم يزرْني خيالٌ سواها تغارُ من الفجرِ إنْ قلتُ فيه قصيدهْ ياسلام..

الأعز/ محمد عبدالجليل

أظن المقطع أعلاه وقع ليك في جرح. الله يكون في العون!!

أستاذي العزيز فضيلي جماع
لك التحية والود

كنت إذا أعجبتني قصيدة في الماضي تصورت نفسي أمام شاعرها
أحاوره وأبديه سعادتي وما لمسته في قصيدته من أحاسيس
أجمل لحظاتي هي التي أكون فيها جليسا لشاعر أو ديوان
أو قصيدة
لأني أحس أن الشاعر يستوعب ما لا يستوعبه غيره
حتى دون أن يفصح محاوره
هل الشاعر مخلوق آخر؟!
ربما.. بل هو كذلك
هو إنسان ولكنه أكثر سموا
يعيش بين الناس كأنه واحد منهم
وذلك لأنه يستوعبهم ويغفر ذلاتهم ويسكب نفسه شفاء لأرواحهم
ولو فهموه كما يفهمهم لبحثوا له عن قمة عالية يضعونه فيها
لذا قدر لهم ألا يستوعبوه.. وإلا فمن يسكب نفسه لشفاء أرواحهم؟!

ها أنذا أحادث شاعرا

فلك الشكر

أستاذي الأريحي فضيلي:

لا نزال عند متعة تلقي النص.

ماأجملك أنت القائل:

Quote: محاولة للإنعتاق من القبح حين يصبح ممارسة يومية

احترام لا حدود له

برنس.. أيها اللماح

تسيب شغل التلغرافات العابرة دي وللا أقوم أحرض فيك محسن خالد وود عمه عبدالله عقيد؟ أسهل حاجة عندهم يفرتقوا حفلتك!

ودعقيد

ما قلته في مداخلتك هذه يفيد منه كاتب النص أكثر ما يكون..فالكاتب وهو يمارس عمله الإبداعي لابد أنه في بعض المراحل يخاطب هو الآخر جمهورا أو شخصا مفردا يستعين به في عملية استرجاع feedback تعينه في تركيب جزيئات النص المبعثرة..فالنص - في تجربتي المتواضعة- ليس بنيانا مكتمل الأركان ليقوم الكاتب بإسقاطه على الورق ضربة لازب.

عملية الإسترجاع إذن متبادلة، وهي مفيدة للكاتب وللمتلقي معا.

شكراً على هذه الإشارة العميقة والمفيدة.

Quote: تمدِّين كفّاً طريّا إلى جبهتي فتخمدُ بين الأضالعِ نارْ وتنشُبُ نارْ!

مدد يا شيخنا مدد
ياجماع ..يا..لماع..يا سماع..
تلخقنا وتفزعنا،،،

الجميل/ صديق الموج

حصل شنو يا صديقي ؟ بس حكاية "تمدين كفا طرياً إلى جبهتي" دي ياها الجايبة البلاوي! ألزم الجابرة..بهدلة "القليب" في العمر دا كعبة تب !!

وبعدين هو شيخك العايزو يلحقك بالمدد دا لو كان عندو حيلة كان بكاه يحصل الإنترنت !؟

UP

الرائع روعة النيل
استاذى
فضيلى جمع
اذا رسمت انت على الماء او على الهواء او على الرمل او على اى شىء
يكفيك فخرا انك ترسم على احساسنا ترسم على وجداننا ترسم على دقات قلوبنا
ارسم كما شئت فرسمك هو ما نرتاح به عند حلول المساء البارد برسمتك هذه وروعة ترحالها
وتلك الكلمات التى تجعل فى الترحال متعه انام هادى البال على انغام تلك اللوحة المائيه الفريده
وشكرا لك وانت تتمتعنا بحضورك العليل الجميل
وكل عام حب وانت صانع الحب والامل بالف خير
ومليون سلام لقامتك السامقه

أخي الأستاذ/عبد الغفار عبدالله المهدي

بهذا الثناء والمدح أطلت قامتي حتى حسبت أنني فعلا كما تكرمت أنت وأطريت على شخصي الضعيف. وإذا استطاع هذا النص الشعري أن يجلب لك من ألوان السعادة ما قالته كلماتك الشيقة فإنني بالتأكيد في غاية السعادة.. لأني أحسب أن قصيدي قد أدى رسالته- وهي مخاطبة وجدان المتلقي. أظننا فعلا بحاجة للإستجمام على أريكة شعر يبشر بالجمال ويقف ضد الإحباط واليأس بكل ما فيهما من معاني التردي والقنوط.

لك خالص الشكر.

Quote: آهٍ .. رسمتُ على الماءِ وجهكِ يوماً وحولكِ شمسْ وأذكر أني جعلتُ الشعاعَ بلونِ الخدودِ وأعطيْتُ عشبَ الحقولِ.. براءةَ وجهِ الحبيبهْ! ولكنّ كلَّ الرسومِ اختفتْ لهذا فإني أحب الرحيل وشمس الأصيل وأشقى كثيراً ..كثيرا إذا الليل روّى البوادي بلحن جميلْ وأترع قلبي بأغنيةٍ دافئهْ!

العزيز فضيلي

منذ فقد الوالده توقف قلبي عن تذوق الشعر
فشكرا لك ان خضضت متعة الحرف فيّ...

محبتي

الأستاذ الكبير / فضيلي جماع

وبعد

الرقم على الماء مهنة الحاذقين لا يجيدها إلا أمثالك وقديما كان يقول الشاعر :

سأرقم في الماءالقراح إليكم على نأيكم إن كان في الماء راقم

وها هو الراقم يأتي شاعرا من بين أيدينا ، لك المحبة على كل هذا الكلام الجميل .

أخي الأستاذ/ أنور الطيب

شكرا على الكلام الجميل. أن يرقم المرء منا أو يرسم على سطح نهر أو جدول - كما قلت للبعض هنا- فهو إنما يحاول ضبط إيقاع جديد يعيد به ترتيب الأشياء بشكل مختلف..بمعنى آخر هي محاولة للخروج على الرتابة والعادية..محاولة لغربلة الواقع المتخثر وإعادة ترتيبه من جديد. مجرد محاولة، ليس إلا.

مودتي وتقديري.

الأخت الأديبة/ عالية

أصدق قولك بأنك فقدت طعم الشعر مذ رحلت المغفور لها والدتك إلى الدار التي لا ترقى إليها الأباطيل. بعض الشبه بيننا فيما قلت. توقفت عن الشعر أو توقف عني لأكثر من عامين بعد أن بلغني في هذه المدن الباردة نبأ رحيل أمي. وحتى حين عاودتني كتابة الشعر فإن القصيدة الوحيدة التي لم تطاوعني منذ رحيلها(قبل قرابة العشر سنوات) حتى اللحظة هي قصيدة رثائها..فكأنما حبنا الأم يتخطى الآباد ويستعصى على خيال الشعر.

وإذا كانت "رسم على الماء" قد جددت عندك مذاق الشعر فإن ذلك من مدعاة سروري! لك عاطر الثناء على المرور.

Quote: فإن القصيدة الوحيدة التي لم تطاوعني منذ رحيلها(قبل قرابة العشر سنوات) حتى اللحظة هي قصيدة رثائها..فكأنما حبنا الأم يتخطى الآباد ويستعصى على خيال الشعر.

العزيز فضيلي

كل ما راودتني قصيدة سرق الحزن لون حرفي

نعم ردود المرهفين تتعدد ويبقي الحزن واحد لايوصف ولا ينهدّ

محبتي

عالية

العزيزة عالية

ما أجمل قولك:

Quote: كل ما راودتني قصيدة سرق الحزن لون حرفي

وهكذا فإن الحزن -وهو أكثر أحاسيسنا صدقا- يظل مردوده سلبيا باردا ، ويخلف ظلالاً من العتمة في النفس تحجب عنها ما في الحياة من شعاع ونور. التمرد على غلالة الحزن إذن وتحويله إلى مردود إيجابي هو ما ينبغي فعله. بعض أجمل قصائد الإرث الإنساني كان دافعها الحزن‘ وتحضرني في الشعر العربي القديم رثائية ابن الرومي لولديه الصغيرين، وفي الشعر غير العربي "نافورة بخشيساري" لعملاق الشعر الروسي بوشكين.

أدعوك للخروج من شرنقة الحزن. أكتبي لنا أوجاعك لنعرفك أكثر.

محبتي.

استاذى فضيلى جماع
لك التحيه بقدر المخلوقات البريه والبحريه
كيف لا نستريح من عبث الزمن وسفه الحديث بقصائدك التى تزيح عنا هموم واحزان الدنيا
تلك الكلمات التى تتلقاها احاسيسن ووجداننا كما تتلقى النحله رحيق الازهار لتصنع منه شهد الشفاء والغذاء
انك تجول بنا يا سيدى فى حديقة وارفه مثمره تتخللها انهار عذبه وتظللها اشجار مثمره وتغنيها طيور مغرده وتحوم حوالها فراشات مذدانة بالوان الحياة المبهجه
فمزيدا من الالق سيدى
وشكرا لك على هذا الاحساس ولتتاكد ان رسالتك دوما ستصل مهما كثرت الغوغائيه والركاكة الشعريه الا ان الاصل باق والجمال مرغوب

أخي عبد الغفار عبدالله المهدي

شكرا مرة أخرى على ثنائك على هذه المحاولة ، ويسعدني أنها نالت إعجابك.

خالص مودتي واحترامي.

up

أستاذى الرائع فضيلى جماع...لك ودى وإحترامى

لقد حلق بى بوحك المدهش إلى شواطىء وجزر ومرافىء للأحلام السعيده...

Quote: وأهرب من ظلِّ حبٍّ شقيتُ به ومن مطر ليس يروي لكي أتذكر أنِّي.. على صفحةِ الماءِ يوماً رسمت وفي حدقات العيون أقمت وأني أسافر عبر البلادِ كثيراً لأنسى

مع معزتى

الغالية/ سحر عبدالرحمن

إذا استطاع هذا النص أن ينقلك إلى دنياوات أثيرة إلى نفسك -كما تكرمت- فهذا مما يسعدني قطعا. رأيت من مداخلات أمثالك من أحبابي القراء أن "رسم على الماء" وجدت طريقها إلى قلوب الكثيرين لكن من زوايا مختلفة. وهذا يطمئنني إلى أنها قصيدة كتبت بشكل أفضل.

وافر تقديري.

استاذنا الفضيل وشاعرنا النبيل ..فضيلى
وايضا رسمت فى دواخلنا معانى لا يمحوها الزمان
خلدت ذكريات بعمق معانيك النبيله ايها المسكون بالجمال
نص بديع.. يروى النفس حد الثمالة..
رغم انى سعدت بسماعه منك لكن تدهشنى تعابيرك كل ما قرأت لك
استاذ فضيلى اهديك الدهشة ...
تحياتى عبرك لمنبع الحنان وست الحسان
لك عميق الود

سلمت عافية في القلب وهذا الخيال اليافع استاذ الاجيال فضيلي;تحيه

بهنس الفنان

سلمت أيها النبيل.

أختي الغالية /soma

مرورك دائما يسعدني أيتها الشاعرة المرهفة. قبلت "الدهشة" تحية منك. وأرجو أن تحملي عني كل أشواقي للأصدقاء في مسقط الأنيقة وقد أخجلوا تواضعي وهم يتبارون في إكرامي. الله لا جاب يوم شكركم.

أتاوق ..
( أخيرا .. بعد أن أحصيت عدد الوحمات في جسد نصك هذا ألف مرة) ..
تحاملت على إتيان فعل ... المتاوقة
( وكنتُ متقدسا إذ فعلتُ )
مصطك ( معالق الجوف ) .. من جلخك لموسى الكلام ..
وورودي بحرك الجليل ..
مقحمٌ أسمال دمي في تفاصيل رسمك حد الدروشة ..
: الللللله اللللله اللللله

سأرسم فيني خطاً من الوريد إلى ( المُريد ) .. لا أتخطاه
وسأحشوني بك - هكذا - و كورالي إنشادٌ فيك و رُقية :
حوطه حوطه .. العقرب المنقوطه


مدد يا شيخي العالي
مدد .. أيها الأجمل

الرجل الفنان/ عماد عبدالله

سلمت لي وسلمت كلماتك الشاربة من ندى التصوف حتى الرواء. وإذا كان هذا النص قد أسعد قارئا حصيفا وأديبا مثلك فقد قطع شوطا في ربط الصلة الحميمة بيني وبين المتلقي..وكفاني بذلك شرفا وسعادة.

استاذنا فضيلي جماع

Quote: ولكنّ هذا الزمانَ العجيب يهزكَ من قمةِ الرأسِ حتى الأظافرْ فتحزمُ بعضَ الثيابِ وحبراً..ودفترَ شعرْ وتصرخُ في لجّةِ الصمتِ: إني مسافرْ !!

السفر في عمقه اجمل هروب

Quote: ولكنّ هذا الزمانَ العجيب يهزكَ من قمةِ الرأسِ حتى الأظافرْ فتحزمُ بعضَ الثيابِ وحبراً..ودفترَ شعرْ وتصرخُ في لجّةِ الصمتِ: إني مسافرْ !!

العزيز طارق جبريل

قديما قالوا: سافر ففي الأسفار خمس فوائد !

..وآن لهم أن يقولوا: إن في سفر الحرف ما لا يحصى من الفوائد!

لك التقدير.

up

Quote: من الخير أنك تبعثني.. في الحروفِ التي ذبحتني.. نشيداً ومعنى

ما اجملك

العزيزة/elahm ahmed

شكرا على المرور البهي.