السفارة تحتفى بالراعى وتُصلّح الساعات ! بقلم فيصل الباقر

السفارة تحتفى بالراعى وتُصلّح الساعات ! بقلم فيصل الباقر


02-19-2014, 04:24 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=452&msg=1419524926&rn=0


Post: #1
Title: السفارة تحتفى بالراعى وتُصلّح الساعات ! بقلم فيصل الباقر
Author: فيصل الباقر
Date: 02-19-2014, 04:24 PM

السفارة تحتفى بالراعى وتُصلّح الساعات !
تحكى القصّة أو " النكتة " الشائعة ، أنّ (ساعاتيّاً ) يُدعى كوهين ، مات إبنه ، فكتب نعياً ، ونشره فى الجرائد قال فيه ( كوهين ينعى ولده ويُصلّح الساعات) والمثل يُضرب عادة فى من يستغل حدثاً بعينه ( حزيناً أو مفرحاً ، للترويج لأمر آخر، أى يعمل (إعلان )، وسنحاول أن نشرح رغم أنّ شرح الشعر يفسده ، كما يقولولن !.
وأصل الحكاية أنّ مواطناً سودانياً يعمل بالممكلة العربية السعودية ، إسمه الطيّب يوسف الزين أحمد ،قدّم نموذجاً عملياً ودرساً بليغاً ، فى الأمانة ومخافة الله ، حينما ظهر فى مقطع فيديو، فى حديث مع شخص يطلب منه أن يبيعه نعجة من القطيع الذى أُؤتمن عليه ، مُقابل أن يعطيه 20 ألف درهماً ، ولمّا رفض ، حاول مُصوّر الفيديو عبر حوار قصير شراء ضميره وإفساده ، ولكنّه رفض واصر على موقفه ، فضرب بهذا الموقف مثلاً رائعاً فى الأمانة ، وقد إنتشر المقطع فى الميديا الإجتماعيّة ( اليوتيوب ) والوسائط الأُخرى ، وأشاد أكثر من 4 مليون مُشاهد بأمانة الراعى السودانى ، وتبارى الناس فى مدحه والثناء عليه ،وذهب البعض إلى حد إعلان تحفيزه ....إلخ . وبقيّة القصّة وتداعياتاها منشورة فى كُل أشكال الميديا ، بما فى ذلك ، قناة (الشروق) التى دخلت الخط بطريقة " مشاترة " وحاولت إفساد فرحة الناس بالحدث السار ،عبر التشكيك المُتعمّد ، وإثارة الغبار حول صحّة الحدث ، ولكنّها ، أُلجمت حجراً ، من صحيفة ( تبوك الحدث) السعوديّة، حينما بذلت مجهوداً صحفياً ممتازاً ، ووصلت إلى الراعى ، فى واديه ، وأجرت معه حواراً على الهواء، أثبتت فيه الواقعة ، وانتهى الدرس فى الجبهة الإعلاميّة ، بفضيحة الشروق وسقطتها الداوية !.
ويعد كُل هذا وذاك ، قرّرت سفارة السودان بالرياض ، دخول المُعترك ، فقرّرت الإحتفاء بالحدث بطريقتها ، فأتت بالراعى من البادية فى ريف أبلج إلى الحضر فى الرياض ، و " هاك يا صُور " وهاك يا مديح " و" هاك يا وعظ "..... إلخ . وحتّى هنا ، رُبّما ، ليس هناك فى الأعراف الدبلوماسيّة ، ما يمنع ، سفارة ما ،على وجه البسيطة ، من أن تحتفى بمأثرة حقّقها أحد مواطنيها ، أى إحتفاء الدبلوماسيّة الرسميّة ، بإنجازات ، ما يُطلق عليه ، " الدبلوماسيّة الشعبيّة " وهذا جائز .. وعموماً ، لست من الذين يرفضون أن تتنافس سفارات البلدان فى الإحتفاء ، بمواطنيها وشكرهم على حُسن سلوكهم ، وخير صنيعهم ، وليس هناك - بالطبع - ما يمنع ، أن تتبرّع سفارتنا فى الرياض للراعى السودانى الأمين - أى تحفيزه - على أمانته ، من حُر مالها أو من مال منسوبيها أو مال الدولة ، ولهذا لم نستغرب حينما قرأنا وشاهدنا على الوسائط الإعلاميّة ( إعلانين ) الأوّل جاء فيه أنّ السفير ، ( فلان الفلانى ) " أعلن أنّه سيتم تكريم الراعى بمبلغ 200 ألف ريال ( من الجالية السودانية ) تقديراً لهذا الموقف النبيل ، " خلال الأيام القادم " ، ولعلّها فرصة ذهبيّة أمام الشروق لمُتابعة التغطية هذه المرّة ، ولكن نرجوها أن تكون بطريقة أكثر مهنيّة ! .. وعموماً ، لم أفهم ماجاء فى الإعلان ، عبقريّة أن يُعلن السفير ، عن تبرّع ستقدّمه الجالية ، وهنا يقفز سؤال مشروع : أليس للجالية " الرعيّة " قيادة تتحدّث بإسمها ، أم أنّ الراعى ، يقوم مكان الرعيّة ، ويحل محلّها بعد حذفها ؟!. وعموماً، هذا الخلط فى المهام والأدوار - فى هذا المقام بالذات - يذكّرنا بالمثل السودانى (الخيل تجقلب والشكر لى حمّاد ) .. أمّا الإعلان الذى يشبه إعلان كوهين صاحب القصّة الشهيرة والتى أصبحت مثلاً ، فيتجسّد فى قول السفير - أو النقل عنه - أنّ تكريم الراعى سيتم بحضور وزير الإستثمار، و للأسف سكت ( الإعلان / الخبر ) عمّا إذا كان الوزير سيتكبّد مشاق السفر من الخرطوم إلى الرياض لهذا التكريم " خصّيصاً " ، أم أنّ إقامة حفل التكريم ، سيتزامن بالصدفة المحضة أو بالترتيب الدبلوماسى الدقيق ، مع زيارة السيد الوزير ، وإن بدا من التصريح الصحفى أنّ الحدث ، سيُستثمر للترويج لبرامج الوزارة وبنات أفكار الوزير الهمام .وعلى كُل حال ، فإنّ الرسالة وصلت ، وهاهى السفارة السودانية فى السعوديّة، تُجدّد قصّة كوهين الذى يُصلّح الساعات !.
ولطالما المسألة " جابت ليها " أخبار وشمارات سفارات ، فلعلّها فرصة ، أن نقرأ ما يحدث ، فى الرياض ، بما حدث هناك فى كمبالا ، حينما طفح خبر السفير الذى ينشط فى تمثيل ورعاية مصالح قناة " خاصّة " ( الشروق ) فى منافسة قناة " عامّة " ( النيلين ) ، وهى قناة ممكلوكة للدولة !. والغريب فى الأمر أنّ قناة ( الشروق ) ، حاضرة ، فى الحدثين ، كما فى غيرها من الأحداث و التغطيات الصحفية للمناشط التى تتم فى بعض السفارات أو التى تكون السفارات السودانية فى الدياسبورا طرفاً فيها .. وعموماً ، كما للشروق فى تغطياتها الخبريّة شؤون ، فإنّ لبعض – أقول حتّى إشعار آخر – " بعض " السفارات فى إعلاناتها ونشاطاتها فنون !.