بعقلانية المهمش والمهمش جداً,,, إيهاب مادبو

بعقلانية المهمش والمهمش جداً,,, إيهاب مادبو


12-09-2013, 11:25 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=450&msg=1386627947&rn=0


Post: #1
Title: بعقلانية المهمش والمهمش جداً,,, إيهاب مادبو
Author: مبارك عبدالرحمن احمد
Date: 12-09-2013, 11:25 PM

بعقلانية

المهمش والمهمش جداً

إيهاب مادبو

تجربة الصراع والنزاع السياسى بجنوب كردفان مرت بالكثير من المغالطات والتساؤلات التى تبحث عن الاجابات الموضوعية لصيرورة مثل هذا النزاع الذى جعل من المنطقة ميداناً تعسكرت بموجبه كل مكونات وتضاريس المنطقة التى ظلت على طول ذلك الصراع تستنزف طاقاتها المجتمعية ... فشلت كل الانظمة التى تعاقبت على حكم البلاد فى اسكات صوت الرصاص والاجابة الموضوعية لتلك التساؤلات الموضوعية لانسان المنطقة .. الذى لعب دورا مهما فى التشكيل السياسى السودانى عبر تكويناته التى اهتمت فى بداياتها بمناقشة مسائل العدالة السياسية والثقافية والاجتماعية وقد نجح فى ذلك ولكن عقلية المركز السياسى كانت تفترض فيه جماهير تعبئ صناديقهم بالاصوات والتى سرعان ما يتناسوها .. الذهنية المجتمعية تزكر جيدا اتحاد عام جبال النوبة ودخوله البرلمان ثم انتخابات مجلس الشعب الاقليمى التى فاز فيها يوسف كوة مكى ممثلاً منتخباً لدائرته التى تجاوز حقوقها المرحوم الفاتح بشارة بعقلية كانت(متمركزة) سياسياً مما جعل هذا ان تنتبه قيادات المنطقة تحاول ان بتحث فى نوع اخر بعد ان ظلت المنطقة تعانى الظلم والتهميش ولقد انضمت قيادات ذاك الزمان عبر تنظيم(كمولوا) عبر بيان تم اعلانه عبر اذاعة الجيش الشعبى انذاك وكانت بمثابة ميلاد للصراع والنزاع المسلح بالمنطقة الذى استمر مايقارب ال23عاما .. التى لعب فيها المركز عبر التناقضات الاجتماعية دورا مهما حيث عمل على توظيفها لصالح خطابه العنصرى مما عمل على شرخ كبير جدا فى النسيج الاجتماعى المتسامح الذى قام على تاريخ استند لتحالفات مجتمعية (وظفت) التنوع الاجتماعى لصالح عملية التعايش السلمى والتساكن الاجتماعى ــ اذكر اننى ذات مرة كنت اجالس الدكتورحامد البشير الذى تحدثت اليه عن الصراع المسلح بجنوب كردفان ونهايتها فقال لى ان هذا الصراع عبارة عن صراع بين مهمش ومهمش جداً ــ هو يعنى بذلك ان طبيعة الصراع فى تمظهره ليس بين النوبة والمركز ابداً بل هو بين انسان المنطقة بكل تكويناته حيث تنبأ وقتها بأنه قد يتفق المهمش والمهمش جداً ضد المركز وعلى ما اعتقد قد كتب عن ذلك فى كتاباته ... المهم فى ذلك وانا استدعى تلك اللحظات التى جمعتنى مع دكتور حامد البشير مرت من امامى احداث شكلت فى مجملها متغيرات تطلب منا الموضوعية ان نسلط الضوء عليها .. حيث تأكدت تماماً نبوءة دكتور حامد البشير والمهمش والمهمش جدا ينتبهان اخيراً لطبيعة الصراع التى يعنيهم فى المقام الأول كمكونات تشكلت على مر التاريخ وتقاسمت بذلك ماضى وحاضر وتتطلع لأن تتعايش فى الحاضر ... والحق يقال فقد نجح هذا الجيل فى ذلك كثيراً حيث عمل على نقلة لم تحدث من قبل طيلة سنوات الصراع ... اعترفت مكونات المنطقة بطبيعة الصراع فى تمظهره العقلانى فهو يعنى بالمقام الأول فى الاعتراف بتلك المكونات كأفراد فى الدولة السودانية لهم نفس الحقوق المترتبة على كل الأفراد ... نجح كثيراً هذا الجيل ليخلق بذلك اعتراف شعبى للضرورات التى تجعل منهم ان يستوعبوها ... النقلة النوعية هذه يمكن ان نستشفها من انزعاج النظام اخيراً وسعى لأن يستجلب قوات خارج اطار العرف الدولى من دول الجوار و(الجنجويد) لتحقق له وظيفة الحرب بالوكالة التى فقدها هناك بعد ان تحققت نبوءة دكتور حامد البشير فى ان المهمش والمهمش جدا سوف يتفقان قريباً ضد الذى (همشهما)ـ والجيل الحالى الذى نعرفه جيداً فقد تجالسنا وتناقشنا من قبل فى الكثير من المنابر التى التقينا حولها ... حول ضرورة المحافظة على النسق الاجتماعى الذى يحفظ للمنطقة تكوينها .. لقد هزم هذا الجيل كل (اليات) النظام وجعلها ان يستنجد بدولتى (تشاد) و(مالى) وبعض الأفراد المنفلتين ليحقق بهما مشروعه العنصرى وسياساته فى هتك المجتمع ونسيجه المتماسك