أمين بناني : تديّن السودانيين أحسن من تدين غالب الحركة الإسلامية !

كان أمين بناني عضواً بالمجلس الوطني حيث تولى لجنة الحسبة فيه وهي اللجنة التي كان من المفترض
أن تواجه الفساد إلى آخر المشوار؛ ثم أصبح وزيراً للدولة بوزارة العدل وعندما أقيل استقال من المؤتمر الوطني
وأصبح ناقماً على الحركة الإسلامية التي عمل فيها وهو الآن رئيس حزب العدالة القومي ويسعى لتكوين
ميُاق إسلامي جديد. توجه إليه محاوره ضمن مقابلة أجرتها معه صحيفة "المحور السياسي" بالسؤال:
-هل خذلت في الحركة الإسلامية؟
فأجاب قائلاً:
- (الحركة الإسلامية لا شك واحدة من أنجح الحركات الإسلامية سياسياً فهي حركة تقلبت في الحياة السياسية
مع تقلباتها وتطورت معها في كل مراحلها، وأصبحت حركة مجتمع بحق وأنا تربيت فيها واكتسبت منها الكثير
وقدمت لي الكثير). لعله يشير إلى الانقلاب كأحد مظاهر تقلباتها .لا علينا. لكنه لم يلبث أن انتقدها قائلاً:
- (لكن أنا شخصياً منذ وقت مبكر أحس بعيوبها وعبرت عن رأيي هذا وسبب لي كثيراً من المشاكل قبل
وصولنا للسلطة، وعندما وصلنا إلى السلطة اكتشفت أن عيوب الإسلاميين أكثر مما كنا نتصورها،
واكتشفت أيضاً أن الخير في الشعب السوداني أكثر مما كنا نتصوره، وأعتقد أن هذا الشعب السوداني
بوعيه وجهاده وتدينه تفوق على الحركة الإسلامية وهي تحكم وقدم لها الكثير، ومازال دين السودانيين
وتدينهم أحسن بكثير من تدين القطاع الغالب من الحركة الإسلامية).
فإذا كان الأمر كذلك يعجب المرء لماذا يسور قطاع من الناس يطلقون على أنفسهم مسمى (لإسلاميين) أنفسهم داخل سور
وهم يعلمون أن الغالبية العظمى من المسلمين خارجه ثم يجيئون بلسان أمين بناني ليقولوا (إن تدين الشعب يتفوق علينا)
دعونا نحاكم أمين بناني هنا بأقواله: لماذا اشترك أمين بناني في انقلاب عسكري وتولى مناصب من بينها
عضو بمجلس الشعب ووزير دولة وهي مناصب لم ينلها في حكم ديمقراطي والأموال والأوضاع الاجتماعية
التي حصل عليها منها تندرج ضمن فساد التمكين لو كان يعلم بينما هو يقول عن من جاء ليبشرهم هو وإخوانه
بمعتقده هم خير منهم وأكثر من غالبية إخوانه صلاحاً فعن هذا يخبرنا أمين بنفسه في تلك المقابلة قائلاً
- (والحق أيضاً أصبت بخيبة أمل في حركة الإسلام التي انتميت لها وأنا صغير لأنها فشلت في أن تقدم
التجربة الإسلامية حتى في حدها الأدنى، وفشلت في أن تعبر عن قيم الإسلام في الحرية والعدالة
والطهارة وبناء المجتمع وتماسكه)بل إن أمين بناني يعترف بأن تفكك المجتمع السوداني في عهد(حركة الإسلام)
ما كان يمكن أن يتم إذا حافظت الحركة على القيم الاجتماعية للإسلام). هذا ضرب من كلام الطير..أولاً الاسم سالم
هذه ليست حركة الإسلام بل هي حركة استخدمته لمنافعها الذاتية وهي حركة سياسية مثلها مثل كل حركة تهدف للحكم
ولما عجزت عن الوصول إليه عن طريق الانتخابات امتطت الدبابة وعلى أمين بناني أن يبدأ نقده من هناك أي من نقد نفسه
ذاتياً فيقول لنا إنني لم اخطي فقط بل أجرمت حين شاركت في الاعتداء على الدستور مع إخواني وعندما جئت لأقدم
الإسلام للشعب وجدت أن (دين السودانيين وتدينهم أحسن بكثير من تدين القطاع الغالب من الحركة الإسلامية).
أليست هذه كلمات هذا الأستاذ الهمام نفسها؟ ليس هذا فحسب بل إن أمين بناني قال في ختام تلك المقابلة الفريدة
عن السيد الصادق المهدي الذي شارك مع إخوانه في الانقلاب على حكومته الديمقراطية المنتخبة وهتك الدستور
- (هذا رجل شديد التهذيب والتواضع، وهو يطور نفسه فكرياً باستمرار وشديد الإيمان بالديمقراطية وكافح
من أجلها طويلاً.. وأتمنى أن يقود السودانيون من خلال تبنيه لمشروع إسلامي وطني كبير كالذي ندعو له).
وهكذا فالذي قام بناني بالانقلاب عليه أدرك انه قد تركه ببسطام ورأى انه من الخير أن يعود إليه
عسى أن يفتح له فهل هناك تناقض أكثر من هذا ؟ أم أن أقواله الأخيرة هذه تدخل في باب الكيد لإخوانه السابقين
في المؤتمر الوطني الذين أقالوه من مناصبه فاستقال من الحزب وترك لهم الجمل بما حمل؟
يعجب المرء من هشاشة وتناقض أفكار بناني ومع ذلك يقول البعض عنه أنه مفكر.
فهل هو مفكر بحيث نكون قد جنينا على الرجل؟
_____________________
هذه المادة نشرتها بصحيفة الخرطوم قبل يومين من انطلاقة هبة سبتمبر تحديداً يوم 21 سبتمبر
تعليقاً على أقوال أمين بناني التي نشرها ضمن مقابلة معه نشرت قبل ذلك التاريخ بأيام.

استاذ / بشرى ... هذا ما قاله الشعراوي عندما سئل عن لماذا لم ينتمي للاخوان المسلمين
والشعراوي علم لا يتجاوز

عزيزي طاهر بدر
لله درك. شعبنا بات يدرك هذا عملياً بعد خوضه التجربة المريرة التي لا زالت ماثلة منذ ربع قرن.
ليت كل من لديه ذرة تعاطف مع الأحزاب الدينية يتأمل كلام الشعراوي الذي أوردت أنت بعاليه:
* أرفض أن أرشح حزباً يستعطفني مستنداً على وازعي الديني قبل أن يخاطب عقلي.
*هو حزب سياسي وليس له علاقة بالدين .وهو يمثل الفكر السياسي لأصحابه ولا يمثل المسلمين.

فوق

شكراً يا بلّة على رفع البوست .واعتذر عن تقطيع الكتابة كان هدفي عدم إطالة سطورها ونقلتها هنا على عجل.

الاخ العزيز دكتور بشري

ما يصرح به هذا ( البناني) مجرد لغو للاستهلاك المحلي عند اللزوم ومتماه مع مزاج الشارع تحسبا لاي مفاجات محتملة قد تاتي بالتغيير.....فالسيد أمين بناني لا زال يعارض علي استحياء معارضة ديكورية خجولة تسهم بشكلها الناعم الخجول في شرعنة وترسيخ وجود هذا الحكم المسروق وكأنه حكم ديموقراطي يسمح بتعدد الاراء وهو حكم كان هذا (اللا امين) واحدا من سراقه ولذلك معارضته ليست معارضة جادة ذا ت قيمة لانها تسير بالية معارضة احزاب التوالي المرضي عنها اي ( تمومة الجرتق) الدائرة في فلك الطغمة... والمخجل ان صاحبنا متهم اهله بالفساد ونهب المال العام اي السيد ( بناني) لا زال هو شخصيا يعيش ويتكسب حتي اليوم علي ما غنمه عبر فقه التمكين من داخل السلطة المسروقة بل لا زال يسير حزبه ( التمومة) بما غنمه من قسمة سلطة الباطل المسروقة ولذلك في اعتقادي انه غير مؤهل كي يعارض اهله او حتي انتقادهم ما لم يخرج هو وحزبه خروجا شجاعا واضحا ومشرفا من هذا المستنقع مثلما خرج الشهيدان البطلان ( بولاد وخليل) خروج الشرفاء وقد دفعا روحيهما الطاهرتين تذكية وتطهيرا لنفسيهما من اثام الركب الملعون وهو اقدس انواع الاعتذار والكفارة .. فالسيد ( بناني) مطالب اخلاقيا وانسانيا قبل كل شيء ان يقدم اعتذارا شجاعا لشعبه عن تورطه سابقا في سفك دماء الالاف وتعذيب واغتصاب كثير من المناضلين حينما كان وقتها شخصيا متوهطا في ركب السلطة معتزا باثامها ولم يعترض علي ذلك القتل والتعذيب والاغتصابات بل عليه ان يعلن ايضا جاهزيته للمثول امام اية محاكمة في التغيير القادم متهما او شاهد اتهام لتبرئة ذمته بسلطة القانون امام ربه وشعبه لانصاف شعبه وغير هذا فالرجل غير مؤهل ان يكون معارضا وجادا لاجل التغيير وبالتالي فاقد الشيء لا يعطيه!

مرحبا استاذ بشري
هؤلاء هم الطفابيع , وهم اول من أكتشف الخارم البارم في القول والفعل
عجزوا عن تقديم نموذج اسلامي ثم يري في الصادق حاملا لنموذجهم الذي فشلوا هم اصحابه في تحقيقه
ثم ما بالك في التصريح المخفي , ان الاخوان يرون انفسهم افضل من الشعب السوداني , وان تغير فهمه متحرفا لقتال او متحيزا , لكن يبقي رأي التنظيم انه افضل منا وهي الاولي بالنقد , بمعني ان الامر ليس اختلاف او قبول آخر ,, وعموما هذا اس بلاء الحركات الاسلامية ,
كثير من الاعزاز والود

. عزيزي هشام هباني
أوافقك الرأي في أنه مطالب بتقديم إعتذار للشعب وأن يعلن جاهزيته للمثول أمام أية محكمة تعقد بعد التغيير القادم.
فإن كان يبحث عن الحقيقة فهذا هو دربها الوحيد.لايمكن الحصول عليها بدفن الرؤوس في الرمال فبعض القطاعات الحية في شعبنا لا تنسى

فوق

Quote: عجزوا عن تقديم نموذج إسلامي ثم يري في الصادق حاملاً لنموذجهم الذي فشلوا هم أصحابه في تحقيقه

كما رأيت يا عزيزي علدالحفيظ أبو سن . فشلوا في تقديم نموذجهم نعم بالشكل الذي يرضينا إن كان يرعى مصالح الشعب.وعليهم ان يقتنعوا
إن كانوا ينتقدون تجربتهم بدولة المواطنة التي لا تفرق بين الناس في السودان من حيث عقيدتهم ولا جهتهم ولا قبيلتهم ولا نوعهم .
(أنتَ / أنتِ مواطن/مواطنة سوادني/ سودانية) فحسب ، وكلكم سواء أمام القانون.

شكراً يا بلّة نرة أخرى