رحيل الشيخ احمد ولد العباس أخر أعمدة الشناقطة السودانيين

رحيل الشيخ احمد ولد العباس أخر أعمدة الشناقطة السودانيين


10-19-2013, 11:59 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=450&msg=1382223592&rn=0


Post: #1
Title: رحيل الشيخ احمد ولد العباس أخر أعمدة الشناقطة السودانيين
Author: محمد بابكر احمد
Date: 10-19-2013, 11:59 PM

لعل الحلقة التي بثها التلفزيون القومي خريف العام 2011 والتي إستضاف فيها الأسرة الموريتانية السودانية أسرة الشيخ أحمد ولد عباس الملقب ب (أبوي العباس )
وجدت مشاهده واسعة و تناولتها مواقع التواصل الإجتماعي على الشبكة العنكبوتية بكثير من التفاصيل حول العلاقات السودانية الموريتانية ، يعتبر الشيخ أحمد ولد عباس أحد اعمدة وسدنة هذه العلاقات
.فقد غيبه الموت خلال الاسابيع الماضية عن عمر ناهز المائه عام ، عرفت الشيخ الراحل عن قرب خلال عملي بسفاره جمهورية السودان بنواكشوط التي عملت بها فى الفترة من( 2007 _ 2011) وقد كنت أحرص على مجالسته رغم تقدمة في العمر،
كان الراحل حريصا كذلك على زيارتنا باستمرارفى السفارة بغرض مطالعة الصحف السودانية التى يعشقها و التي كانت تمثل إحدى إهتماماته بجانب مشاركتة فى مناسباتنا الوطنية كافة .
كان ابوى عباس حريصا على تتبع اخبار السودان وعلى سماع نشرة الاخبار الرئيسة التى تصادف الساعة السابعة مساء بتوقيت قرنيتش العاشرة مساء بتوقيع السودان ،
فهو رجل ذو طباع سودانية بامتياز وملمح سودانى كامل الدسم اذ لا تجده الا متعمما بالعمامة السودانية وليس حاسر الراس كعادة اهل تلك البلاد ،
منضبط يحرص على الزمن ويحدد دوما المواعيد التى يلتقيك فيها ، كذلك ملتزم بحميه غذائية قاسية يركز على الخضروات وخل التفاح الذى يعتبره اكسير الصحه الامر الذى انعكس على حالته الصحيه
فرغم بلوغه ذاك العمر فانة يتمتع بنظر جيد وذاكرة ممتازة لاينفك الكتاب من بين يدية حتى وهو يتسامر معك لاسيما كتب الثراث وفى مقدمتها كتاب الاغانى لابى فرج الاصفهانى وديوان سلطان الشعر العربى ابى الطيب المتنبى ،
فهو ايضا اديب وشاعر مجيد اهدنى فى اخر ايامى قصيدة يمجد فيها اهل السودان طلب منى نشرها وذلك بمناسبة سفر ابنتة الصغرى محاسن الى الخرطوم يقول فى مطلعها :
شغلت ابنتى عما بها من فراقيا بما معها ارسله من سلاميا
الى امة السودان طرا لما لها على من الحق الذى لست ناسيا
ولا اقدر الابذكر جزائه من آن الى آن لاهل ادكار يا
ان رحلوا عنى ليورث منهم فارجو قبول الوارثين جزائيا
الى ان يقول فى نهاية القصيدة الطويلة :
فيا امة منى استحقت تذكرا بهذا ان كان انفصال عزائيا
غادر الشيخ احمد ولد عباس بلاده موريتانيا فى منتصف الثلاثنيات من القرن الماضى ، كان يدفعه سببان وهو فى ريعان الشباب الاول انه كان يبغض الاستعمار الفرنسى الذى حكم تلك الاصقاع وجثم على ترابها ردحا من الزمان
الامر الذى حدا به لاتخاذ قرار الهجرة نحو المشرق اما الثانى هو ماجبل علية الشناقطة خصوصا والموريتانيون عموما من هجرة بحثا عن العلم واداء فريضة الحج ،
فقد اجتاز الشاب احمد عباس حينها غرب افريقيا ووسطها والتقى ببطل المقاومة والجهاد الشيخ الصالح حماه الله فى بلاد السودان الغربى مالى حاليا وبهره بجازبيتة ووقاره ولكن مالبث ان غادر الى السودان الاوسط (النيجر الكمرون تشاد )
وتابع سير الى اان وصل الى السودان النيلى وكان السودان وقتئذن مابعد الحربين العالميتتين مجتمع حى ومثقف ،تفاعل مع نخبه الفكرية والسياسية الجديدة وقد سهل له الامر وجود السياسى الكبير محمد صالح الشنقيطى
ذلك الرجل الذى تنحدر اسرتة من منطقة ابى حجار فى اقليم تير الزمور وسط موريتانيا كما اتيحت للراحل ابوى احمد عباس فرص عديدة فى مجالسة السيد عبد الرحمن المهدى وربطته معارف مع اسرة ال البدرى ،
و زار دار الشريف يوسف الهندي عندما سمع بوجود مكتبة عامره بمنزله . ادى الشيخ الراحل احمد عباس فريضة الحج فى العام 1942 وعاد بعدها الى تشاد ومن ثم رجع بعد اعوام ثلاثة السودان مجددا،
استقر قليلا بمدينة الجنينة تعرف فيها على الشيخ محمد هاشم الهدية والاستاذ الالمع على شمو واصبح فكره سلفيا بامتيازخلال وجوده بالجنينة ،
وخلال تلك الفترة قدم نجم من علما شنقيط اليها الا وهو العلامة الكبير محمد الامين الشنقيطى الجكنى صاحب كتاب اضواء البيان فى تفسير القران بالقران والذى مر بالسودان فى العام 1947
وقدم العديد من الدروس والحاضرات بمعهد امدرمان العلمى . طاف الشيخ احمد عباس معظم مدن السودان وله اصدقاء فى سواكن وعطبرة وبربر ولكن كان حبة لديار الكبابيش من نوع خاص فقد الف تلك المضارب التى تشبه بيئتة من حيث الكثبان والنوق والشعر فقال فيهم :
لعمرك ماينسى الكبابيش ماجد يقدر فى الناس الحجا والمحامدا
ان انسى لاانسى مهما طال نسيانى يابن الكبير ليالى ام درمان
جالس فقيدنا فطاحل الشعراء وعلى راسهم محمد سعيد العباسى ، ومن ثم استقر بمدينة الابيض التى تزوج بها السيدة سكينة اسماعيل محمد طاهر من اسرة الشيخ اسماعيل الولى بحى القبة بالابيض وانجب منها خمسة ابناء هم العباس ، سناء ، خالد ، محاسن وعلى، الذين يتواجدون حاليا فى العاصمة الموريتانية نواكشوط ،
اشتغل بتجارة الابل بين السودان ومصر فقد كان تاجرا نشطا فى بيع الابل بالاسواق المصرية وكعادة الشناقطة كان فى مصر مهتما بالحركة العلمية كان معجبا باسلاميات طه حسين ومواظبا على قراتها اكد لى ان ثلاثة من الموريتانيين الشناقطة هم اول من افتتح طريق تجارة الابل الى ليبيا .
انطبعت كل تلك الذكريات فى ذاكرة الشيخ وظل وفيا للسودان واهله و لكل جزء عاش فيه من اجزاءه ، له فيه ذكريات واصدقاء ونزل . فهو بحق يجسد العلاقات التاريخية بين موريتانيا والسودان فى اجل صورها وابعادها الاجتماعية والعلمية والدينية بعد وفاة زوجتة سكينة منتصف السبعينات
اخذ ابناءه وعاد الى موطنه جلس فترات فى النيجر والكمرون ومن ثم استقر به المقام فى بلاده ديار شنقيط التى يفتخرون بها فى قولهم ان لم تكن فى شنقيط زمزم ففية للعلم ركن اقدم . اتخذوا ظهور العيس مدرسة بها يبينون دين الله تبيانا .
رحم الله الشيخ العالم الاديب ابوى احمد ولد العباس رحمة واسعة بقدر عطائه وزيادة . وحبه للسودان واهل وبوفاته يفتقد السودان احد اهم الاعلام الموريتانية الذين اسهموا فى ترقية العلاقات بين البلدين والاخلاص لها بكل حب وصدق ،وفق الله ابناءه وجعل البركة فى عقبه انا لله وانا اليه راجعون .


د.أحمد التجانى محمد سوار

Post: #2
Title: Re: رحيل الشيخ احمد ولد العباس أخر أعمدة الشناقطة السودانيين
Author: Tragie Mustafa
Date: 10-20-2013, 03:37 AM
Parent: #1

اللهم ارحمه و اغفر له و تقبله بمحبتك وغفرانك.

الاخ محمد بابكر
التحيه لك وانت تنقل لينا رحيل هذا الرجل العزيز الذي لم نلتقيه ولكن سمعنا عنه كل الخير.

درست و الدتي بتول ابنة الشريف محمد الحسين من نواحي ام كداده بمنزل الرجل الخير اسماعيل محمد طاهر
ونشأت بين بناته وكأنها شقيقة لهن ايام قبولها بكلية معلمات الابيض وذلك قبل عام 1955 وزلت تحكي لنا عن زواج اجمل بناته سكينه بهذا الشنقيطي!

ولف الزمان ودار وتزوجت هي و تنقلنا في ربوع السودان
لتعود مرة آخري في دوره تدريبه لنفس كلية المعلمات ورافقتها و انا في الصف الرابع الابتدائي
وشقيقي المرحوم باسين وكان ابن 3 سنوات و اقمنا بين نفس الاسره (اسرة اسماعيل محمد طاهر)
ووجدنا كل هذه القصه حاضره وطالعت حتي صورهم جميعا:
(العباس وسناء و محاسن و خالد وعلي)
وكانت اكبرهن سناء علي ما اذكر.

وقتها توفيت و الدتهم
وحشي الحبوبه محروق عليهم ورفضهم للاقامه معها.

لفي الزمن ودار و طالعت صورهم عبر الفيديو اياها الذي تحدثت عنه انت هنا.

بالله تحياتي لهم و تعازيه برحيل و الدهم
وتعازيه لاسرة و الدتهم بالابيض محاسن وهدي وطاهره وخديجه وكل من لا اذكره الانز

وبالله لو عندك لهم تلفون ارسله لي في الخاص لكم تمنيت سماع اصواتهم.

وبالمناسبه اسرة اسماعيل محمد طاهر من اعرق الاسر بالابيض ويقيمون بحي القبه وهم اهل علم و تقوي و ثقافه وصلاح
وكرم عرف بيتهم بانه مفتوح للضيوف. فلهم اصدق الدعوات بان يطرح البركه بذريتهم.

Post: #3
Title: Re: رحيل الشيخ احمد ولد العباس أخر أعمدة الشناقطة السودانيين
Author: عبيد الطيب
Date: 10-20-2013, 05:19 AM
Parent: #2

رحم الله الشيخ أحمد ولد عباس "وَلْ عباس" رحمة واسعة
ونسأل الله له القبول الحسن
بعد وفاة الشيخ احمد ولد عباس نكون فقدنا ضلع الإرتكاز لمثلث المعمرين من علماء الشناقطة الذين عاشوا معنا بالبوادي
حيث قبله بشهرين فقط رحل أخوته وأبناء عمومته .......
العلامة الشيخ محمد محمود الدلاّل وشقيقه الشيخ محمد الأمين الدلاّل
وجميعهم عاشوا بالبادية الغربية رحلوا مع الظاعنين يوما والمقيمين يوما
ولقد أكرمنا الله ان ألتقينا بهم ونهلنا القليل من علمهم الغزيز

فديتك خلِّي هل نسيت العوايدا بأم بادرٍ أم هل نسيت الحدايدا"

والرجال الثلاثة الذين فتحوا طريق السودان ليبيا عبر الصحراء ،
وقد ذكرهم كاتب المقال الدكتور والسفير أحمد التجاني سوار الذهب هم
الشيخ والخبير الخريت المحفوظ وَلْ أبات ، الشيخ والخبير محمد فال "أبو مريم" الشيخ محمد فال "كاش"
وقد كان معهم نفر قليل من رجال البادية الغربية

رحمة ربي تغشي من مات من هؤلاء الشناقطة وحيَّا قبورهم الغمام

وبارك الله في أحفادهم