تأمُلات وانتصرنا كمال الهدي

[email protected]

· مبروك للأهلة فوز فريقهم المستحق على الملعب المالي الخطير بهدفين نظيفين ضمنا للهلال التأهل لدور الـ16 من دوري أبطال أفريقيا.
· بعد تلك اللوحة التي رسمتها الجماهير بإستاد الخرطوم لم يكن من الممكن ألا يفوز الهلال.
· ومن حق هذه الجماهير التي تدافعت نحو الإستاد منذ ظهيرة الأمس أن تفرح وتنتشي بهذا النصر.
· فأفراد الشعب السوداني قد فارقتهم الأفراح لزمن طويل وها هو الهلال يعيد عليهم بالأمس البسمة المفقودة.
· انتصر الهلال بالأمس لأن جماهيره لم تترك للاعبين خياراً آخر سوى تحقيق الفوز على الملعب الذي تعادلوا معه سلبياً بأرضه.
· كنا نتخوف من المباراة لأن المالي ليس بالفريق السهل.
· نبهنا كثيراً لأهمية التعامل العاقل مع مباراة الرد، حتى لا يتقاعس اللاعبون أو يفقدوا تركيزهم فيسجل الماليون بأرضنا وتتعقد المهمة.
· لكن مدرب الهلال ولاعبوه عرفوا بالأمس كيف يتعاملوا مع هذه الجولة كما يجب.
· كان النابي هادئاً في تعامله مع المباراة وتوفق إلى حد بعيد في تغييراته فتحقق الفوز المُفرح.
· قلت من حق الجماهير أن تفرح وتطرب لهذا النصر.
· لكن واجبنا نحن ككتاب رأي هو ألا نحيد عن مهمة التنبيه والتذكير بالسلبيات حتى يتم تلافيها مستقبلاً.
· وبادي ذي لابد أن أذكر بأننا أنهينا جولة صغيرة في منافسة كبيرة ما زال ينتظرنا فيها الكثير.
· التغلب على الملعب المالي صعد بالهلال لدور الـ16.
· وهي مرحلة وصلها الهلال وتجاوزها مرات ومرات.
· لذلك أتوقع أن يتعامل المجلس والجهاز الفني واللاعبين مع فوز الأمس كنتيجة طبيعية يفترض أن تحفزهم على بذل المزيد من الجهود لأن القادم أصعب دائماً.
· ولابد أن يتذكروا أن الوضع النفسي وروح ومعنويات لاعبينا تتأثر أكثر كلما تقدم الهلال في البطولة.
· لذلك وقبل كل شيء يجب أن يسعى المجلس جاداً منذ اليوم لتعيين معالج نفسي مؤهل.
· وعلى إدارة الكرة أن تقلل من تعريض لاعبيها لأجهزة الإعلام كلما تقدم الهلال خطوة في البطولة، إن أرادوا الوصول لمراحلها المتقدمة.
· معلوم أن كل فوز يحققه الهلال وكل خطوة يخطوها للأمام ستجلب معها ضغوطاً إعلامية هائلة، لذلك لابد من التحسب لذلك جيداً حتى لا نستنسخ أخطاء الماضي.
· ودعونا نعود للنواحي الفنية لمباراة الأمس بعين مجردة.
· فبالرغم من الهدف المبكر الذي توقعنا أن يشعل حماس اللاعبين ويحفزهم على تسجيل هدف ثان سريع حتى يضغطوا على منافسيهم ويطمئنوا جماهيرهم، إلا أن ذلك لم يحدث.
· وقد لاحظنا تراجعاً غير مبرر بعد الهدف بدقائق لدرجة جعلت بعض الجماهير تطلق صافرات القلق.
· ويجب ألا ننسى أن لاعبي الدفاع وقعوا في أخطاء عديدة كان من الممكن أن تكلفهم أهدافاً.
· ما يزال الدفاع يحتاج لعمل كبير من النابي والصورة ليست وردية كما سيصورها البعض.
· وفي وسط الملعب تألق عمر بخيت وبذل جهداً كبيراً لو لاه لعانى الهلال، لأن الشغيل لم يكن في يومه.
· في الثواني الأولى من المباراة أضاع بكري المدينة هدفاً محققاً ولو أنه سدد بقوة لما تمكن المدافع الذي كان يقف في خط المرمى وقتها من تشتيت الكرة.
· لكن بكري تحرك بعد ذلك بإيجابية كبيرة وكان له القدح المعلى في الهدف الأول عند الدقيقة الثامنة والهدف الثاني في الدقيقة 68.
· المخالفة كانت في مكان مثالي وتوقعت أن يسجل منها مهند هدفاً، وقد نفذها بطريقة جميلة مكنت كاريكا من تحويلها بالرأس إلى شباك الملعب المالي.
· بعد ذلك الهدف بدقائق حدث التراجع الذي لم يكن متوقعاً.
· وفي المرات القادمة يجب أن يعمل لاعبو الهلال على استغلال الدقائق التي تعقب تسجيلهم للهدف، خاصة عندما يكون ذلك بملعبهم لأنها لحظات يفقد فيها المنافس شيئاً من تركيزه ومن السهل جداً أن تضيف هدفاً ثانياً إن ركزت جيداً.
· في الدقيقة 22 سيطر بكري المدينة على كرته متأخراً بعض الشيء، ثم عكس الكرة في يد الحارس بدلاً من عكسها في حدود خط الـ 6 ياردات حتى يستفيد منها زملاؤه.
· في الدقيقة 28 سنحت للماليين فرصة ثمينة شتتها في النهاية سيسيه.
· في الدقيقة 30 وصلت لبكري كرة عكسية لكنه ( تلجلج) وتلفت يمينه ويساره فضاعت منه الكرة.
· ثم عاد بكري وسدد بطريقة طائشة في الدقيقة 32.
· وفي الدقيقة 35 أُتيحت لكاريكا فرصة جيدة بعد أن طرح المدافع أرضاً، لكنه بدلاً من الاتجاه يميناً والتسديد اختار أن يتجه شمالاً للبحث عن زمن قبل أن يمرر الكرة لتصل إلى مدافعي الملعب المالي.
· قاد الماليون هجمة خطيرة في الدقيقة 37 وتكرر مشهد رفع الأيدي من مدافعي الهلال لتنبيه الحكم لحالة تسلل، ولحسن الحظ تحولت الكرة في الوقت الصعب لركنية.
· وهنا يجب تنبيه مدافعي الهلال إلى ضرورة اللعب على الصافرة وعدم الاعتماد على استجابة الحكام لتنبيهاتهم.
· في الدقيقة 40 صرف الحكم مخالفة واضحة لمصلحة بكري المدينة أصيب على أثرها وحُمل إلى خارج أرضية الملعب.
· في الدقيقة 44 احتسب الحكم مخالفة لمصلحة كوليبالي وأشهر للمدافع المالي بطاقة صفراء لا أظنه قد استحقها.
· ثم في الدقيقة 44 ارتكب عمر بخيت مخالفة تكتيكية لم يكن أمامه فرصة لتجنبها.
· أضاع الماليون هدفاً لا يضيع في الدقيقة الثانية من الزمن بدل الضائع، بينما كان مدافعو الهلال يقفون موقف المتفرجين.
· وبعد بداية الشوط الثاني بدقيقتين سدد الشغيل بقوة في مرمى الملعب المالي ليحتضنها حارسهم.
· لم نتمكن من مشاهدة تلك اللقطة إلا في الإعادة لأن مخرج القناة كان وقتها يعيد علينا لقطة هدف كاريكا.
· ولا أدرى متى سيفهم الفنيون في قنواتنا الأوقات المناسبة للإعادة أو الخروج بالكاميرا من ملعب المباراة!
· في الدقيقة 47 التقط الحارس الأمين جمعة كرة خطيرة بعد انطلاقة أحد لاعبي الملعب المالي من الجبهة اليسرى.
· وفي الدقيقة 50 سدد بكري المدينة بقوة باتجاه المرمى.
· دخل نزار بديلاً لمهند الطاهر في الدقيقة 35 وقد كنت أتوقع دخول بشة وقتها لأن الوسط والهجوم كانا في حاجة للتنشيط.
· وتخوفت عندما رأيت اللاعب نزار يقف على الخط وقلت لنفسي: أتمنى ألا يكون النابي يفكر في المحافظة على الهدف الوحيد.
· لكن الرجل لم يخذلنا وأدخل بعد ذلك بشة ليتبادل الكرة في أول ثانية من دخوله مع كاريكا وتصل العكسية ( المقشرة ) لنزار لكنه لم يوفق في التسديد كما يجب.
· وبعد أقل من دقيقتين من دخوله، تمكن بشة من تحويل العكسية الجميلة لبكري المدينة إلى هدف رائع وجميل طمأن به القاعدة كثيراً.
· أعقب ذلك دخول سيدي بيه في الدقيقة 82 ولم يكن هناك متسع من الوقت بالطبع للحكم على سيدي بيه، فتغييره من نوع التغييرات التي يلجأ لها المدربون عند الفوز وهو قرار موفق من النابي.
· في الدقيقة 86 تمكن جمعة من إنقاذ فريقه من هدف أكيد بعد أن تكاسل غريب من مساوي وتوماس اللذين تركا الكرة لجمعة دون أن يحجز أي منهما المهاجم الأمر الذي كان من الممكن أن يعرض جمعة للإصابة.
· عموماً حقق الهلال المطلوب بالأمس، ونتوقع المزيد من التجويد في المراحل القادمة من البطولة حتى يمضي الفريق قدماً فيها.
نقطة أخيرة
· طالعت بالأمس حديثاً مطولاً لأحد الزملاء عن التحكيم الكاميروني وعلاقة رئيس الملعب المالي برئيس الاتحاد الأفريقي ما يعني تخويف الهلال من تحيز حكام الأمس للماليين، وقد لاحظتم جميعاً كيف أن الحكم كان نزيهاً إلى الحد البعيد.
· أقول دائماً أن مثل هذا الكلام يثبط الهمم ويدخل الخوف في نفوس اللاعبين، بدلاً من تحفيزهم لتقديم أفضل ما عندهم.
· وطالما أن بعض إعلاميينا لا يريدون أن يفهموا رسالتهم على وجه الدقة نطالب دائماً مجالس الإدارات بتعيين معالجين نفسيين مؤهلين لتلافي الآثار السلبية لما يدور في إعلامنا الرياضي وإعداد اللاعبين نفسياً للمواجهات الصعبة.