تأمُلات نساؤكم ناكرات جميل

تأمُلات نساؤكم ناكرات جميل


04-09-2014, 06:02 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=449&msg=1419541492&rn=0


Post: #1
Title: تأمُلات نساؤكم ناكرات جميل
Author: كمال الهدي
Date: 04-09-2014, 06:02 PM

كمال الهِدي
[email protected]

بعد لقاء الأمس الذي تم بعد غياب طويل توقعت أن يكون حرص صديقتي اللدودة على مقابلتي اليوم لمواصلة ما بدأناه من نقاش حول ملتقى الحوار الجامع كما أطلقوا عليه، إلا أنها فاجأتني بالخوض في أمر مختلف تماماً بقولها بعد إلقاء تحية عاجلة: نساؤكم ناكرات جميل.
لا أخفيكم سراً حين أقول أنني غضبت منها هذه المرة رغم احتمالي الدائم لمناكفاتها، إلا أن عبارتها جاءت قاسية جداً في حق حواء السودان، لذلك نفيت التهمة بغلظة ونبرة حاسمة.
وكعادتها تعاملت مع ردي القاسي ببرود وهي تضيف: بدلاً من هذا الهيجان غير المبرر كان الأولى بك أن تسألني عن دوافعي لإطلاق هكذا اتهام في حق أخواتك السودانيات.
استجبت لندائها الأخير ورجوتها أن تفصح عما بداخلها بس مباشرة ودون تطويل.
قالت سريعاً: الرجل يبدأ حياته مهاباً وزوجاً وأباً عطوفاً ويجتهد ويتحمل كل صعب من أجل توفير حياة هانئة ومريحة لأسرته، وبعد أن يتقدم في العمر يتم ( ركنه) وتنسى الزوجة أنه من ساعدها في تحقيق الكثير خلال سنوات شبابه.
ابتسمت ابتسامة ساخرة أعرف تماماً أثرها على صديقتي ورددت عبارتها ( يتم ركنه)!
لم تستجب لاستفزازي وواصلت توضيح فكرتها بالقول: نعم رجالكم يتم (ركنهم) بعد أن يبلغوا مرحلة عمرية محددة فتجد الواحد منهم خلال هذه المرحلة المتقدمة من عمره قد تم تحويل سريره من غرفة النوم إلى حجرة في ركن قصي من البيت، أو يُحول إلى غرفة الرجال كما تطلقون عليها وهناك يظل وحيداً معظم ساعات اليوم.
سألتها: وما السبب في رأيك الذي يخرج رب الأسرة من غرفة النوم إلى حجرة قصية في بيته الذي بناه بعرق جبينه؟
أجابت: ربما هي الرغبة في السيطرة على مجريات الأمور في البيت، أو الخوف من كثرة كلام رب الأسرة بعد أن تقدم في العمر.
لم أشأ أن أكون مكابراً لأنكر ظاهرة مجتمعية سائدة في بلدنا وفضلت أن انفتح في حواري مع صديقتي العجيبة على أمل الاستفادة من آرائها: صحيح أن ما تتحدثين عنه مشهد نراه في العديد من البيوت السودانية، لكن يجب أن لا نظلم حواء بلدي فهي ليست المسئولة الوحيدة عن مثل هذا الأمر.
قالت: كيف لا يا عزيزي وما أن يتخطى رب الأسرة الستين، حتى نسمع الزوجة تكرر عبارات من شاكلة " أبوكم ده بقى ينضم ساي" و" الراجل ده الظاهر عليه خرف خلاص" و " أسكتوا أسكتوا أبوكم ده جاي"..
لكـ.....
قاطعتني وأصرت على مواصلة حديثها دون مقاطعة مني بقولها: كيف لا تكون الزوجة هي المسئولة الوحيدة عن ما يحدث للأب في كبره وهي تُسمِع أولاده مثل هذه العبارات التي لا شك ستترك أثرها السيئ على الأبناء وتجعلهم أقل ولاءً واحتراماً للوالد الذي أفنى زهرة شبابه في تربيتهم وتوفير متطلبات حياتهم.
قلت: لكن الأب قد يكون ( خرف ) فعلاً، أو أنه صار كثير الكلام والمكابرة والعناد وهي بالطبع تريد لحياة أولادها أن تمضي ولا تتوقف أمام عناده.
قالت: وما الذي يمنع استمرار حياة الأولاد مع بقاء والدهم في مقره الطبيعي غرفة النوم حتى يكون قريباً من كل أفراد الأسرة ويشعر بدفء العلاقة، فالوحدة قاتلة يا صديقي وهي إن لم تضاعف مشكلة العناد والمكابرة فلن تقضي عليها بالطبع.
قلت: في هذه معك حق فدفء الأسرة قادر على مساعدة جميع أفرادها وتمكينهم من التغلب على الكثير من المشاكل التي تعترضهم.
قالت: نعم، لكن مشكلتكم في السودان أنكم تتناسون سريعاً أن هذا الأب الذي صرتم تنزعجون من ثرثرته أو عناده هو ذات الرجل الذي كنتم ترتجفون جميعاً لمجرد سماع صوت أقدامه على عتبة المنزل.. يفوت عليكم أنه نفس الأب الذي كنتم لا تستطيعون اتخاذ أي خطوة في حياتكم بدون عونه ومشورته وسماع رأيه السديد.
قلت: صدقت في هذه أيضاً يا صديقتي ، لكن من هذا الكلام نفهم أن المشكلة تتعلق بكافة أفراد الأسرة وليس الأم وحدها التي تلومينها على ( ركن) رب الأسرة، و ربما أن الوالد نفسه يفضل الانزواء بعيداً في هذه المرحلة من عمره.
قالت: بالطبع لابد أن يكون الجميع شركاء في الأمر، لكنني قصدت أن الأم هي من أشعلت الشرارة الأولى بمحاولة جمع الأولاد من حولها وتجفيف علاقتهم مع والدهم بحجة أنه لم يعد ذاك الأب الذي يمكن الاعتماد عليه أو قبول آرائه.
أضفت على حديثها الأخير: ولماذا لا يتعامل الأبناء على أساس أن والدتهم نفسها ربما تقدمت في السن وفقدت السيطرة على بعض تصرفاتها ليحاولوا بدورهم بعد أن تعب الأب والأم في تربيتهم مساعدتها في هذا العمر عبر تطييب خواطر هذا وملء فراغ ذاك بما يفيد.
قالت: هذا بكل تأكيد جزء من حل المشكلة ومن الأفضل دائماً ألا يدفع الأبناء والدهم عندما يتقدم في السن على التقاعد بقولهم " خلاص يا بوي انت كفاك" " وسنحمل عنك الراية".. بل يجب أن يشجعونه على عمل ما يستطيع فعله طالما أنه مصمم على القيام ببعض الأشياء.
قلت: حديث منطقي، فبداية المشكلة غالباً ما تكون بمثل هذه العبارات التي تفرض على الوالد إقامة جبرية في البيت تتحول تدريجياً إلى عزلة بسبب انشغال الجميع وفراغه هو وعدم رغبة معظم من في البيت في فتح حوار معه.
أضافت صديقتي: هو كذلك.. كما أن بعض الأسر تحرص حتى على إبعاد ضيوفها عن الحجرة التي يقيم بها الوالد، مع أن الجميع يفترض أن يفخر بوجوده حتى وإن تكلم ( برا من رأسو ) كما يردد بعضكم.. وهو عموماً موضوع أرجو أن تناقشونه بجدية من كل جوانبه.
شكرتها على طرح قضية اجتماعية تستحق التأمل وودعتها على أمل اللقاء بها قريباً بإذن الله.
خارج الحوار:
· على من يضحك مجدي شمس الدين؟!
· تغيير موعد ومكان المباراة بعد فرض عقوباتكم على الهلال سببه الوحيد هو تأخيركم في تسليم الهلال القرار.
· لكن لأنكم استمرأتم الضحك على العقول تقولون أن ذلك بسبب ترتيبات ومخاطبات مع شرطة ولاية الجزيرة تأكد لكم من خلالها عدم إمكانية تأمين المباراة بمدينة الكاملين.
· هذا تبرير فطير وباهت ومخجل ويعكس مدى ضعف قدراتكم يا رجل.
· فالتسليم بهذا الكذب الصريح يدخلكم أيضاً في جحر ضب لو كنتم تعلمون، إذ كيف تفرضون العقوبات وتتحدثون عن الانضباط والنظام، ثم تقررون وتحددون مكان وموعد مباراة هامة قبل أن تتأكدوا من الأوضاع الأمنية وقدرات الشرطة للتأمين في الملعب الذي وقع اختياركم عليه.
· أعلم يا صديقي عاشق الهلال أن هؤلاء الرجال لا يملكون حق أي شيء دع عنك فرض العقوبات أو خلافها، لكننا نعيش يا أخي العزيز في بلد آخر ما يحترمه هو القانون.
· يعني الأمر كله مؤسس على الفوضى والمحاباة وامتهان القوانين والنظم واللوائح، لذلك عندما أقول أن على مجلس الهلال أن يرضخ للعقوبات، فالمقصود بجانب عدم إعطاء جماهير النادي مؤشرات خاطئة بقبول التصرفات غير الرياضية هو عدم تضييع الوقت والوقوع في فخ اقحام الهلال ومجلسه في جدل لا ينتهي وبذلك يتم اهمال المشاركة الأفريقية الأهم.
· أما هؤلاء فوالله لم يدر بخلدي في يوم أنهم رجال قانون أو نظام أو انضباط وصدقني لن ينفع معهم أي موقف ولو كانوا يشعرون كما يحس البشر لغادروا مناصبهم هذه منذ عشرات السنين، فما أكثر الفضائح والأخطاء الشنيعة التي وقعوا فيها.