تظاهروا بعيداً عن ممتلكات الشعب ...

الحفاظ على أمن المواطن مسئولية الشرطة وواجبها الذي تؤجرعليه، تفريطها في أحداث الثورة القائمة خطأ لا يغتفر لها، كل الشهداء والضحايا والخسائر مسئوليتها المباشرة سواء أكان الفاعل مخرب أو مندس أومتمرد أوعنصر حزبي وأمني، الأجدى للمواطنين المكتوين بنار السياسات الإقتصادية الأخيرة التظاهر السلمي في الميادين الفسيحة لايصال صوتهم لأبعد ما يكون، مؤسسات الدولة .. شركات القطاع العام .. دور المؤتمر الوطني .. هي جزء من ممتلكات الشعب السوداني واجب على كل مواطن الحفاظ عليها ...

بل ممتلكات الشعب الحقيقية هي التي نهبها ودمرها الكيزان مثل
مشروع الجزيرة وما شابهه من مشاريع زراعية وصناعية
الناقل الوطني سودانير
الناقل البحري سودانلاين
المؤسسات التعليمية العريقة
الطرق الطويلة بين الولايات والمدن
الأخلاق الرفيعة والنسيج الاجتماعي المتين
.... الخ الخ

مع تحياتي يا عمر

الثورة الفجائية والعشوائية والعنيفة والمسلحة هي سبب بقاء النظام، الحركات المسلحة وأحزاب التجمع المشاكس لم ولن تفلح في إزاحة النظام من الأطراف أو المركز، وكذا أي ثورة مصحوبة بالعنف والتخريب لأنه من السهل على كادر العنف في النظام أن يقابلها بعنف أشد، ومن السهل على السياسيين الصاقها بالمتظاهرين والمتفلتين أو المسلحين، أو تمييع قضيتها بين هؤلاء وأولئك، التظاهر في الأحياء والأسواق أيضا لا يجدي في الوقت الحالي، الأفيد للمتظاهرين التداعي لتجمعات كبرى نهارية وليلية، بضع آلاف من الخريجين العطالى في مدن السودان، يتبعهم بضع مئات من الأنصار الحانقين على النظام (كالذين حشدهم الصادق المهدي قبل شهور في ميدان الخليفة)، عشرات من العناصر المنظمة إذا اتفقت على التجمع في ميدان واحد في كل مدينة ولو لساعة واحدة، وإن كانت صامتة، لهي كفيلة بأن تكون شرارة لانتفاضة حقيقية، تلبي حاجة الشارع ويتعاطف معها المواطن ويساندها بخروجه وهتافاته.

ثورة المثقفين –أو سمها انتفاضة الخريجين أن شئت- هي الحل، وقفات سلمية واعية يتقدمها بضع مئات من جيوش الخريجين العطالى، وموظفو المؤسسات الخاصة والعامة المكتوين بنار هذا النظام، يأتي من خلفهم عامة الشعب يسندهم في ذلك البقية الخيرة من قواته النظامية، يرعاها اعلام متوازن ويبشر بها المثقفون والأساتذة والخبراء الوطنيون ممن عرفوا بالنزاهة والحياد.. تجمعات واعية تعرف حقوقها وواجباتها، وتحفظ ممتلكات الشعب ولا تمس بأمن المواطن.

ممتلكات الشعب لم يدمرها المواطنين
ممتلكات الشعب لم يحطمها الشعب
ممتلكات الشعب لم يحرقها المتظاهرين.

من دمّر وخرّب وحرق عمل كده عشان تجو تقولوا زي الكلام ده.

في أرواح إتفقدت .... أيه طرمبة بنزين إتحرقت؟
في دماء سالت ...... أيه بص إتحرق؟
في وطن بيضيع ..... أيه مقر مؤتمر وطني راح في داهية؟

بل ممتلكات الشعب الحقيقية هي التي نهبها ودمرها الكيزان مثل مشروع الجزيرة وما شابهه من مشاريع زراعية وصناعية

نعم أخي معاوية المدير
تلك مؤسسات خربها النظام وباعها لاستدامة حكمه
أما الأخرى فقد احتفظ بها لذات الغرض
أخشى أن يخرجها الثوار من منظومة أصولهم فيخربوها ..
العشم أن يقود المواطن وعيه فيحافظ عليها حتى لايخربها قاطنوها كما يدمرون بيوتهم بأيديهم
مع وافر التحايا

من دمّر وخرّب وحرق عمل كده عشان تجو تقولوا زي الكلام ده

هذا رأيك يامحمد -بعد التحية والتجلة- وهو رأي الكثير ممن نحترمهم هنا وهناك ..
ولكن لاتنسى أن الاعلام الحكومي كان أقوى في ربط التخريب بالمظاهرات ..
ولو توحدت التظاهرات النظيفة في ميدان عام ... لو توحد مكان الشعار والهتاف والاستشهاد مستقبلاً .. لكان من الصعوبة بمكان تلفيق مثل هذه التهم والأقدر على درء مثل هذه الشبهات.

Quote: هذا رأيك يامحمد -بعد التحية والتجلة- وهو رأي الكثير ممن نحترمهم هنا وهناك ..

ليس مجرد رأي يا عمر - واغفر لي عدم التحية في البداية - بل هي حقيقة شهدها أكثر من شخص وأعمال قام بها أفراد معروف إنتمائهم لمن رأووهم.

إذاً توجيه الثوار بعدم التخريب فيه اتهام مبطن لهم بهذا التخريب ... ويجب أن ننتبه إلى أن لهم أولويات وهم في الميدان. هؤلاء أخذوا على عاتقهم مقاومة السلطة بالتظاهر وعليهم واجب تأمين أنفسهم .... فهل نرهقهم بعد ذلك بصون الممتلكات ومنع من يمد يده بالتخريب حتى لا يُتّهموا؟

أرى أنه، كما فقدت أرواح، لا بأس أن تحترق حافلة أو محطة بترول. هذه ليست أولوية.

الحقائق تتلون بشدة في مثل هذه الأحداث، في مصر وبعد مضي اكثر من عام ونصف على نجاح الثورة مازال الجدل قائماً حول نظرية الطرف الثالث الذي تسبب في قتل أكثر من ألف متظاهر، على المستوى الشخصي لا استبعد الدور المرسوم للأجهزة الأمنية في هذه الأحداث بعد أن رأيت بأم عيني عشرات التاتشرات (بدون لوحات) محملة بأفراد يلبسون زي الشرطة والجيش تدخل أوكارهم للتنسيق والاطعام والتسليح..
رغم ذلك، فإن هذه الشواهد وغيرها ممن في حكم اليقين لاينفي وجود عناصر من الجبهة الثورية وعصابات النقـرز أربكت المظاهرات وطعنت في عفويتها، تشابه هذه الأحداث بما تم في يوم الاثنين الذي أعقب مقتل جون قرنق .. ومجازر ابكرشولة، ينبئ بنوع من التقارب بين الأمس واليوم، الكر والفر بين المتظاهرين والشرطة في الشوارع والأسواق دائماً ما يخلق المناخ الملائم لنشاط أعداء الانتفاضة من اللصوص والأمنجية والقتلة، وهذا مايثبط همة المواطن المسكين في الخروج ويسلب تعاطفه للمسيرات السلمية، التظاهر السلمي المنظم النظيف في الميادين المكشوفة هو الحل الوحيد لانطلاق ونجاح الثورة .

بعض الأقلام مازالت تروج لاستهداف دور المؤتمر الوطني باعتباره العدو الأول للثورة .. للأسف فان مثل هذه النداءات ما زالت غائبة في عتمة انهزاميتها القديمة، لأن الصوت الذي يرجح نجاح الثورة يؤمن بأن كافة ممتلكات الحكومة والمؤتمر الوطني وأذرعه هي أموال تخص الشعب السوداني وستعود إليه قريبا، وحتى أموال عناصره الخاصة وممتلكات أفراده يخالطها حق عام سيأتي يوم للحساب تعيد منها أموال الشعب المسلوبة لخزائن الدولة الحديثة.