إلى من توجهون حديثكم؟ .. ترومان في طريقه لبوابة الخروج

قالها ترومان (جيم كاري) لصديقته حينما كانت تتحدث معه وهي تعرض إعلاناً (إلى من توجهين حديثك؟) في فلم The Truman Show
الفلم من أبدع ما أنتجته السينما الأمريكية (من وجهة نظري) بسبب القدرة الإعجازية لجيم كاري على التقمص والأداء , الفلم قديم ويحكي عن مخرج سينمائي استلم طفلاً (ترومان) ليصيغ له سيناريو حياته وانتج عرضاً تلفزيونياً بحيث تكون حياة ترومان بالكامل معروضة على شاشات التلفزيون وهو أي (المخرج) يغير في السيناريو حسب اتفاقه مع شركات الإعلانات التي تعلن عن منتجاتها من خلال أحداث حياة ترومان , كل الناس تعرف هذه الحقيقة ما عدا ترومان نفسه
يعيش في عالم زائف جهزه المخرج كاستديو كبير مدينة كاملة وشاطئ وأماكن عمل ومناخات وإضاءات وحتى المناخات كلها مزيفة , يستمر الفلم بأحداث مثيرة حتى يشعر ترومان بأن هناك شيئاً غير مفهوم في حياته ويبدأ في اكتشافه , ويكتشف الحقيقة ويعمل جاهداً على الخروج , ورغم العراقيل التي يضعها أمامه المخرج يستطيع الوصول إلى بوابة الخروج , عندها تحدث معه المخرج محذراً إياه من العالم الخارجي , وأن عالمه المزيف هذا أكثر أماناً من الحياة الواقعية التي يزمع الخروج إليها , وفي نهاية الحوار كان قرار ترومان جاهزاً وهو الخروج ليعيش عالمه الحقيقي.



تذكرت هذا الفلم وأنا أشاهد هؤلاء الثوار من الشباب الذين ولدوا وترعروا في كنف الإنقاذ ,ولم يحضروا حكومة غيرها , وحكومة الإنقاذ كان كل إهتمامها منصباً على إنتزاعهم من جذورهم الثقافية والتاريخية والتراثية وغسيل أدمغتهم وإعادة صياغتهم من جديد , ومحاولة إدخال النشء في عالم يعشعش في مخيلتهم .
لقد أكتشف الشباب زيف هذه الحياة وأن هناك روح مفتقدة ,وأنها بعيدة عن تطلعاتهم وأحلامهم ورؤاهم , وأنهم لا يشاركون في صنع حياتهم لا حاضرهم ولا مستقبلهم , لذلك سيتحسسوا طريق الخروج رغم العراقيل الجسيمة التي يضعها أمامهم النظام وسيصلوا إلى بوابة الخروج , عندها سيفتح معهم النظام حواراً , بأنه سيتراجع عن رفع الدعم لذا عودوا إلى العالم الزائف وسيحاول إخافتهم بأنهم إذا حاولوا الخروج سيصطدموا بعالم مخيف لم يعهدوه, هؤلاء الشبيبة يشبهون ترومان تماماً.