أخيرا ... تم رفع الدعم .. شكراً وزارة المالية!

ابتداءاً من صباح اليوم .. وبحمد الله
أصبح جالون البنزين 21 جنيها بدلاً عن 12 جنيه
(المقامات العشرية محفوظة هههه)
كل الذي تم هو تبادل خانات بين (الواحد والاثنين) في سعر الجالون

نيابة عن الشعب السوداني الأبي الصابر نشكر وزارة المالية لحسمها فوضى الدعم بتطبيق شعار رفعوك ولا جوك جوك
كما نشكر الحكومة التي أبقت على جزء من الدعم على السلع ولم تقم برفعه كله حتى الآن.

نسبة الزيادة في أسعار الوقود تراوحت بين 65% و 75%
أدناها في غاز الطبخ، وأعلاها في البنزين.
نسبة عادية لم تتجاوز (ضعف) معدل التضخم في أعلى قراءاته الرسمية
سيترتب على ذلك زيادة في أسعار السلع عموماً بنسبة تتراوح بين 50-100%.
ينتج عن ذلك تضخم .. فركود .. فاستقرار اقتصادي.
بعد الاستقرار سينعم المواطن بالرفاهية الى حين .. بعدها تقوم وزارة المالية بالنظر في بقية الدعم الذي لم يرفع (الرواب).

بعد الاستقرار سينعم المواطن بالرفاهية الى حين

عفوا .. المقصود بالمواطن هنا هو المواطن من فئة الأغنياء الذين سيؤخذ منهم الدعم كما قال الرئيس ...
أما المواطن العادي فهو مسحوق قبل الرفع ومنثور مسحوقه بعد الرفع ..
ومازال البحث جاريا عن المواطن الذي سيتلقى الدعم المباشر عوضا عن الدعم الغير مباشر.

إنا لله وإنا إليه راااااااااجعون

يحمد للشعب السوداني أنه تخطى مرحلة الاندهاشات... الاضطرابات ... المظاهرات ..
الآن الشوارع في الخرطوم هادئة والناس مبسوطين من رفع (الأسعار) آخر انبساطة.

إنا لله وإنا إليه راااااااااجعون


نعم ياسيف الدين ..ستزيد معاناة الشعب بعد أن تم رفع الدعم
ولكن المصائب كلها ستهون عندما ينظر المواطن إلى من هم أكبر مصيبة ...
فممثلونا في البرلمان -مثلاً - سيمرر عليهم قرار الرفع لمناقشته بعد أن تنفيذه.

قبل رفع الدعم (في المرة الفائتة) توعد وزير المالية تجار العملة بأنهم سوف يبيعون الدولار بالخسارة ..
نفس الكلام كرره الريس في مؤتمره الأخير عن تجار الدولار ومخزني السلع الاستهلاكية وهو يرفع عنها الدعم..
مالم ولن أفهمه هو كيف لتاجر أن يخسر من بيع سلعة والحكومة تفرض زيادة أسعارها؟


..
اللهم إلا أن يكون هذا التاجر نافذ في المؤتمر الوطني..

ختاما فان حزمة الاصلاح الاقتصادي أو التثبيت الاقتصادي لم تنته بعد ...
ولن تنتهي إلا بعد انتهاء الشعب أو الحكومة أيهما يحل أولاً ..
البرنامج الثلاثي للاصلاح لا يقاس بثلاثية الزمن ولا صفرية النتائج بعد اليوم ..
بل يرتبط أمده بصبر الشعب على الحكومة أو صبر الحكومة على صبر الشعب عليها أو صبر أيوب الحكومة على نفسه

..
وبعدين وزارة المالية ما قصرت مع الشعب .. خلت ليه رواب من الدعم حتى ترفعه عند الحوجة.

حزمة الاصلاحات الاقتصادية بدأت منذ انفصال الجنوب،
ولم تحقق أي من أهدافها المعلنة والمسستترة، لأنها أصلاً لم تطبق أي من بنودها غير البنود التي تتطفل على قوت المواطن،
الإرادة السياسية أصلاً غير متوفرة في هذا الاصلاح لذا فإن أي معالجات في ظل الوضع السياسي الراهن هي مجرد زيادة في التخريب الاقتصادي المستمر.

حزمة الاصلاح الاقتصادي في كل العالم تبدأ القيادة في تطبيقه على نفسها، بخفض مصروفاتها وترشيد استهلاكها .. الحاصل في السودان أن أصحاب القرار لن يتأثروا بهذه الحزمة من الناحية الاقتصادية، فالوقود في كل الأحوال يصرف لهم مجاناً سواء أدعم أم زيدت رسومه، وبالعكس فإن الكثير من وجهاء الحكومة والتنظيم يتمتعون بامداد مفتوح في الوقود، مما يعظم أجورهم عند بيع الفائض منه بالسعر غير المدعوم، المواد الاستهلاكية والعملات الصعبة التي ارتفعت بشكل جنوني لا تزيد هؤلاء إلا ثراءا على ثرائهم، لأنهم في الأصل هم مكتنزوها أومالكوها أومصنعوها أوتجارها، زيادة أسعارها تتناسب طردياً عندهم بزيادة أرباحها في خزائنهم ..