الحوت العميان

يتشارك التبارة هذا الشعب في أعياده، إضافة إلى عيد آخر يحظى به عموم أهالي نهر عطبرة أعلاه وأدناه، الحوت العميان مصطلح يطلق على موسم خروج الأسماك لسطح المياه نتيجة لقلة الأكسجين الناتجة عن (خج الموية) في أعلى النهر (خشم القربة) وهي عملية غسل الخزان وتفريغ البحيرة من المياه..
يعتقد السكان إن الحوت (السمك) قد أصابه العمى دون أن يجتهدوا في سبب هذا العمى المفاجئ الذي يصيب الأسماك في 15 من أغسطس من كل عام، ويترقبون هذا اليوم بحرص شديد، وقد يتأخر أو يتقدم هذا الموسم يوماً أو يومين ولكنه لا يغيب كل عام.. تختلف كميات الحصاد وتتراوح حسب كمية المياه وحالة النهر، إذا كانت المياه نظيفة وهادئة فهذا يعني كمية أقل من الأسماك (العميانة) وإن كان مسوداً وعنيفاً وعربيداً (وهذه عادته) فهذا يعني ترقب كميات هائلة من البياض والبلطي وغيرها من الأسماك..
في هذا العام استعد الأهالي وجهزوا أدوات صيدهم لهذا اليوم الخطير (الفرّار) هو الآلة المعتادة والأكثر عملية في عملية الصيد، توجد أدوات غيرها ولكنها تحتاج لمهارات وحنكة..
يرافق هذه المناسبة طرائف عدة، ومن طرائف هذه السنة رجوع بعض الأخوة بخفي حنين، منهم الأخ عبدالرؤوف رحمطلة وبعض من شباب القريجاب بالبسلي – وهم قوم مشهورون بالطرافة والظرف - فأبدع شقيقه عبدالرحمن في هجاءهم :
رأس القايدة (أبوعهود) المجرّب فنو
ان راح البحر فد قطره ما بجيب منو
قال اليله ها الطراد بطيّر جنو
يطلق في الخيالات بيها زايد جنو

ليو يومين يحضر في السلاح ويطيّر
مره يجيبلو فرار ومره آله تحيّر
بطاريتو يشلع نورها زين متشكر
علي الحوت قام يهلل، ومره مره يكبر

وانا عارف نتيجتو مصطره وبعنايه
عليها أحلف قسم ما يجيبلو لو سلبايه
فاتح خشمو يتفصح وفد نونايه
ناوي يكفي أسواق المدينه كفايه

ثم ينال من عبدالباسط (الجبل) أيضاً
عبد الباسط التاجر الشمخ من يومو
قفل دكانو وإتحجز بحرنا يعومو
مباري أخبارو من القربة لاوي هدومو
قال حاتم فطربو، الليله بخرب يومو

وابنه أحمد أيضاً سقاه من نفس الكأس:
أحمد منبسط من عينو طار النوم
قال لي امو حضري زيت وقدحة توم
أبشري بكره جايبلك بياض بالكوم
وعازم أصحابي للفطرة اللحوما ردوم

ياالطيب يعوضنا الله في الصابتنا
من محن الزمان الفي الصميم ضربتنا
ده عديم ختوه مماقام حسب عرفتنا
يخلف ربي في السهرة وعدم راحتنا