كعك وطين: مناداة الي وطن ينزف ماءا بلون الدم

أهنئ الجميع بالعيد
والرمش حزين .. اختلط حابل الطين بنابل الكعك
وترحم علي من فقد في السيول ...
وأظافر الاطفال تخضر طينا بدلا من الكعك الابيض الوثير
واخرون يسبحون .. والبعض تعلم الرماية
والوطن يحدق .. وكم من مسئول يصرح خصوصا الوالي الخضر

وأنا غض في سبعنيات الزمن .. أسير مع أبي جنبا الي جنب
أمشي كما الطاؤؤس لجلب البضاعة من سوق أمدرمان .. ها قد فزت بالمشوار دون أخوتي
لتزويد الكنتين الصغير باحتياجات الحي العتيق
سألت أبي لماذا يحفر هؤلاء كل سنة المجاري وتأتي الرياح والارجل والماعز لدفنها
أجابني أبي رحمة الله عليه : عندما تكبر وتكمل دراستك وتتزوج وتأتي بولد "راسو كبير زيك كده" حايسألك نفس السؤال عن المجاري ولن تجد ما يقنع

وتداعت لي الحكاية الان ... ابي
يحضرني ما كتبت من مداد يابس في ذكراك:
هاأنذا أفتقدك كما لو كنت غضا ..أشتاق الي كنفك الدافي كأني الامس الحرير في ليلة قارسة. أخزن بين طيات ذاكرتي "نحنحة" صوتك عند البكور :" سلام قولا من رب رحيم" ..معلنا شارة البدء الي يوم طويل حد التثاؤب.. ثم تجلس ارضا عند ذاك المكان المعهود تصب الشاي كما تشاء ..وتتذوق كل الكبابي ضريبة التوزيع .. وكنت ابي أعذرني تحمر عيناي وانت تتذوق كوبي..دون الاخرين..بعدها يعطر مسامعنا رشفك الي الشاي بشفتيك الرقيقتين محدثا صوتا لازالت موسيقاه معي كالتميمة.. نحاول جاهدين مجاراتك فنفشل وكم من فم شوي وكم من شاي اندلف علي الجلباب الواحد..
ونسمع صهيل المفاتيح "للكنتين" الصغير عند كورنة أعرق حي امدرماني فنعرف أن الصبح أكمل التنفس والشمس تتنهدت كالطفل ..لانطلاقة جديدة .. فيمر أهل الحي كشارة البدء : عم حسين سلام : امي قالت ليك... فتشمر ساعدك هكذا حتي لايملأ من الخشب الذي طلاه الزيت أدمة لاصقة أكمامك..ومع حرصك علي نصاعة ثيابك .. يكسوها تارة الفحم السمين واخري الجبن النحيل وثالثة رزاز "القدرة" فيشكل ذلك لوحة الحلال والبلال التي بكل فرح نشأنا بها وعلي عفتها نسير الان.
حق لي أفتقدك في هذا اليوم من كل عام.. فخيالك معي وياله من احساس وأنا بجوارك تلتفح العمامة والشال وتحمل الكيزة –نوع من العصي- ترفعها يمينا ويسارا ونحم ذهاب للسوق في حركة لها وقع في نفسي فأمشي كالطاؤؤس مقلدا .. والقي التحايا كما تلقيها وكأني أنت بين أقراني..تمازحنا عن أحداث طفولتنا وعن بلاد الجنوب الحبيب والغرب المعطاء وكأن بلاد العجائب مرت من هنا وعن الباباي والفافاي والهباباي وعن "امتقلقل" و"ام مديكة" وعن دجاج الوادي والغزلان .. انت تحكي والكل سكون..
كنت وقبل سبعة عشر ربيعا أنتظر شوفتك.. حينما قررت تجديد وثيقة سفرك فجأة ونفضت الغبار من الجواز العتيق وشديت رحالك الي العمرة التي لم تكمل شعائرها لان الكلي أنهكت جسمك الذي اضناه التسفار جلبا للرزق النظيف.. وسكت العم حسين ولم يكلم الناس الا رمزا أوكتابة حتي أصيح عند مليك مقتدر..أدعوا لك واغريك السلام أنا واخوتي وأخواتي .. رنين صوتك وأنا طرير ومافتئت تردد :
جيتك بامتثال صاحبي المتمم كيفي
إبراهيم ثبات عقلي ودرقتي وسيفي
مطمورة غلاي، مونة خريفي وصيفي
سترة حالي في جاري ونساي وضيفي
أحفظ هذة القلائد وصايا علي صدري ويحفظها كلما جار الزمان وأرجف المرجفون نرضع من ثدي هذة "اللجاية " كلما عطش الفؤاد أوزاغ البصر ..

لعم حسين الذي عبر الي الضفة الاخري،نقيا ،نديا،ماباع غاليه رخيصا،ولا فرط في امانه ،ولا طفف في ميزان،له ولجميع ابواتنا الشرفاء،الذين،ماساوموا في قثمهم ابدا ابدا،وهم الان في واديهم الاخضر،يرفلون فيما وعدهم الرحيم ،سلاما،فلهم التحايا.
نذكرهم ،ونترحم عليهم،ونسال الرحيم ان يلهمنا التماسك،حتي لا نخون الامانة،والتي وياللاسف،باعها كثيرين بتمن بخس.
احكي عنهم،فحتي الان فان ساحة الضؤ الساطع هي خلفنا،وليس في اننا وغدنا،الا العتمة والهواجس.

الاخ عبدالعزيز عثمان
هاهي المناداة وهذا هو الحكي ...
لان الاحياء لايسمعون ..
انه تداعي الموتي وحسيس القبر ..
ابي واباك وكل نظيف تقطر عرقه طهرا لتربية وتعليم
اسمعوا عنا ومنا : رفع الموتي أكفهم ان الظلم ظلمات
أنها أربعة وعشرون .. عاما يا عبد العزيز .. لقد تغيرت الملامح
تحية لك وعيد مبارك

ها قد اصطف الاطفال في محاولة خطرة لانقاذ بعضهم ..
هنالك صورة مولمة لامراة تحمل طفلة خلاسية شحب وجهها الجميل خوفا
يفترش البعض العراء ... هنالك شيخ معروق الاكف تتناوله الاطيان الهائجة
واختلط الطين مع كعك العيد الجاهز وكونت لوحة سريالية غاضبة

بيني وبين مسئولين في هذا الوطن النازف وجه الله الحق
لاتسامح حين يقتص من الشاة بلحاء ام قرناء عند اليوم الرهيب حيث لاتناد
عندما كنا اطفالا ابرياء نلهو ونمرح كما الفراش الجميل
نلتقط ورق الحلاوة "سعد وكريكاب" نجمعها لنجعلها مبالغ بنكية
والبعض يحلم ان يبني عمارة منها واخر دراجة مثل ود وناس فلان

يعلن المسئولون ان جاهزية الخريف هذا العام للدرجة القصوي
وان الوالي بنفسه قد قام بحفر جدول صغير اشارة البدء والتكوين
وقام بوضع احد اطفاله كتجربة ما اذا كان حصل العكس .. تحوطا من الغرق
واصطف جيش جرار لمعرفة مقاس ود الوالي وتحركت المحليات والنفايات والعربات الحكومية واخريات دون لوحة للحماية

لا شيء يقال ..
كعك وطين و ..!!

بكره الحال يطيب يا إبراهيم ..

Quote: واخرون يسبحون .. والبعض تعلم الرماية والوطن يحدق .. وكم من مسئول يصرح خصوصا الوالي الخضر

جاء الحق. وزهق الباطل. إن الباطل كان زهوقا.
هكذا يقول دبنا الحق، وعو أصدق القائلين.

فلنثور ضد الباطل. ضد الفاسد. ضد الطغيان.
إن الباطل كان زهوقا.

ها قد صدقت
لو تدري يا مشرف وانا ابتدر هذا النداء المؤلم تذكرتك علي غير العادة واملت ان تشاركني النداء الاخير
احس أني غريب محاط بكعك وطين ولاحياة
وكعادتك لبيت في أسرع وقت وما الحيلة الان ؟
وكيف يطيب الحال وظل الاخر تمدد كنبت شيطاني وثير
كيف "بكرة" والاطفال السمر يصحون علي قهقهة السيل علي حين غفلة
يامشرف علي رسلك اني رايت صورا مؤلمة لاطفال وشيوخ وعجزة لاحول لهم سوي الابتسام الساخر من ولي الامر
ومن ولي الامر ؟
والي يدعو الي الصلاة في بيت عرس صاخب
ووزير يدعو الي الصبر في بيت مأتم لصغير في الرابعة العشرين وهو وحيد امه
ومساعد تتهادي مساعداته عند ميدان العدوية
وريس يجوب الوديان لمناصرة الفرس ويصد عند أستار الكعبة
ما كل هذا الزخم ؟؟؟

** حملة سودانيز أون لاين للمنكوبيين من أهلنا فى السودان بسبب الامطار**

لك ياوطني هذة المنادة من بعيد وانت تعج باختلاط الطين والدم والنفط
يرتسم رمل للذكري عميق في محتواه .. أنيق المحيا.. يلصق نفسه عند الاصيل امعانا الي شوق بين الضلوع.. بين مسامات الوحشة والكل ينادي .. وطني .. يامن تمشي بين أنفاسي أناجيك جهرا.. وأسأل عن أنس في عيون الناس .. أسأل مجرات السماء وأبواب المساء عن حبيبات الحنين الكائن .. وعن شقوق الارض والزرع والضرع .. وعن تساؤلات في عيون الحياري وعن اهات تتصايح بين اثواب العذاري وعن شقائق النعمان وجسر الود وعن ملتقي النيل وسراب اقبية الضباب عند جزر العرب وعن اجيال التية والنسيان.. فقط لا عزاء الا الدم المختلط بملح الارض وماء الورد

عندما اسمع جهرا صوت الراديو والتلفاز وبعض محطات الاخبار عن خبر السيول
اتجه صوب المنصة لاجهز علي كل من سولت له نفسه عنوة واقتدارا ان يكون مسئولا عن مصاير بلدي
وبقدرة قادر يتفنن المسئولون الحكوميون في فن التصريح الابلة
عشت في بلاد الملايو خمسة سنوات ونيف وكم من الامطار علي مدار السنة شاهدت
الكل بانتظام يحمل مظلة كما نسميها للشمس والا أنا وبعض غرباء في أيامنا الاولي دوما في بلال
وكل نقطة تصل لها مخرج بارض الله الواسعة و لاعناء فالسيارات كعادتها والاطفال الي مدارسهم يحملون
الا اطفال بلادي السمر كما السنابل الذابلة في نصب مفتعل
بدلا من دوايات الاحبار وزمزميات المياة يطارد اطفالك ياوطني قوس قزح
لايرون جمال الوانه السبعة من شدة الهلع ..
واخرون عند المصيف يتعلمون بريشة الفنان كيف تتكون الالوان وان اصل اللون ابيض