فخامة الرئيس: لم يعد يجدي الإنكار

الضجة التي صاحبت رحلة الرئيس البشير الأخيرة إلى نيجيريا ومن قبلها رحلته الشهيرة إلى الصين والتي مرت بعدة محطات وتخللتها أحداث درامية تصلح كسيناريو لأفلام هوليوود – تشكل لطمة أخرى في وجه النظام الحاكم ونكسة لمحاولاته المستميتة لتجميل وجهه الخارجي.

بإصراره على السفر للخارج لمجرد السفر، يحرج البشير نفسه، كما يحرج الدول القليلة التي ما تزال تكن لنا قدراً من الود والتقدير. كما أنه يحرجنا جميعاً كسودانيين خاصة وأنه – سواء شئنا أو أبينا – يعتبر رأس الدولة (وليس رمز سيادتها).

آن للبشير وسحرة السلطان الذين يلازمونه أن يخرجوا من حالة الإنكار التي يعيشون فيها والاعتراف بأن رأس الدولة قد أصبح شخصاً منبوذاً وعبئاً ثقيلاً على وطنه وشعبه.

إن السفر للخارج لمجرد إثبات التحدي للاتهامات الموجهة من المحكمة الدولية لا يمكن أن يكون حلاً للورطة التي وضع البشير وحاشيته أنفسهم فيها. وإذا ما أرادوا علاجاً لهذا الوضع، وإن كان مؤقتاً، عليهم بإقناعه بالمكوث في وطنه وانتظار معجزة إلهية قد تؤدي لإخراجه من تلك الأزمة .

وفي ذلك، له في رئيس زيمبابوي روبرت موغابي أسوة حسنة. فهذا الرجل يتم تصويره في الغرب كديكتاتور قاس يتشبث بكرسي السلطة بكل ما أوتي من قوة. إلا أنه في المقابل لا يواجه أي دعاوى أو اتهامات بارتكاب جرائم حرب ولم يعرف عنه تورطه في أي حروب أهلية، كما أن دولته ليست في قائمة الدول الراعية للإرهاب.

خلافاً للبشير/ تتوفر لروبرت موغابي حرية السفر والتنقل، ولكنه يقلل بشكل كبير من رحلاته الخارجية لكيلا يتسبب في أي إحراج لوطنه وشعبه.

ويبقى السؤوال: لماذا يصر البشير على القيام برحلات خارجية رغم المصاعب والتعقيدات والمواقف المحرجة التي تنجم عنها. الإجابة ببساطة أن لا أحد من مستشاريه ومقربيه يتمتع بالحنكة والحصافة لينصحه بعدم السفر حفاظاً على سلطته وعلى ما تبقى من ماء وجهه.

وبمرور الزمن، سوف تشعر الدول الصديقة التي تتقبل زيارات البشير لها على مضض، بأن عليها أن تقول لا في وجهه، رغم ما يقال أن زيارة البشير لأي دولة باتت تأتي مع فوائد كبيرة كثمن لموافقتها على استقباله.

فيا فخامة الرئيس، لديك وطن واسع ممتد فلتعث فيه ما تشاء من تخريب. ولديك شعب لم يعد لديه ما يخسره، فلتواصل اعتصاره أملاً في استخراج مزيد من الزيت، ولكن نرجوك أن لا تجعل منا أضحوكة للعالم وأن لا تسافر للخارج إلا في حالتين، ولعلك تعرف تماماً ما هما.

مترجم بتصرف عن مقال في المنبر الإنجليزي - يونيو 2011

http://www.sudaneseonline.com/cgi-bin/esdb/2b...andmsg=1309243813andrn=1

هو لو عندو دم مفروض يحسب مصاريف الطياره دى كم .
ومفروض يعرف كم من المرضى والمحتاجين هم فى حوجه لهذا
المبلغ .
حسب معلوماتى المتواضعه إن أقل رحله رئاسيه تكلفتها مائة ألف دولار .

الأخ العزيز كمال

تحياتي ورمضان كريم

"حسب معلوماتى المتواضعه إن أقل رحله رئاسيه تكلفتها مائة ألف دولار".

هذا بالطبع لا يقارن بما يقدم من تنازلات للدولة التي ترضى بالاستضافة، سواء في شكل مبادلات تجارية حكومية مجحفة أو حتى رشاوي للمسؤولين هناك.

كان الله في عوننا