مشار وسلفا .. صراع العصى والنبوة

عامان ومازالت النبوة هي العنوان الحقيقي لقبيلة النوير بالرغم من التبرير الذي يتخذه مشار في المحافل الدولية عند
كل سؤال مباشر لكي يخرج الأخرين من حرج الإجابة ، فتداعيات الموقف الجنوبي الحاضر تجعل المترقبين ينظرون من
منظور حيادي لقضايا الداخل ، فالصراع على كرسي الرئاسة والحملات الدعائية لمشار مؤخرا بعد كيل الإنتقادات لحكومة الجنوب
مطلع عيدها الثاني ووصفها بأنها لازالت خارجه عن التأهيل القيادي وتفشي الإختلاسات ، فالحرب لن يهدأ غورها رغم التعتيم الإعلامي
على صراع الكبار ، ليس وحده مشار هو من لم يرضى عن أداء الحكومة فباقان أيضاً خرج في صفه منبريا بإنجليزيته الفصحى متحدثا
عن مستقبل الجنوب في ظل قيادة سلفا ، فالرئيس الجنوبي لم يحزو على رضا القيادات المثقفة رغم وقوفهم المجتنب ، فلسلفا يعد الخصم الأول
لأولاد قرنق لذلك نجد أن مواقف سلفا تأتي خصما على أولاد قرنق الهادفة للتوسع شمالا عبر رعاية الحركه لفصيلها الشمالي ، بالرغم من
أن سلفا يمد اليد اليمنى للشمال إلا أن مواقف أولاد قرنق رهن التغيرات فالتوتر الشديد والإحساس بحركة الكرسي من تحت مجلسة
سلفا يعيد للأذهان قرار سلفا بإبعاد تعبان وعزله من ولاية الوحدة عبر مرسوم جمهوري، وتعيين جوزيف نقوق حاكماً مؤقتاً للولاية.
بالرغم من أن المرسوم جاء مقتضباً إلا أنه لم يوضح أسباب إعفاء تعبان من منصبه ، وهو يعد آخر الرؤوس الكبيرة التي أسقطها سلفا كير
بالضربة القاضية ، خروج مشار للعلن وإعتزامه الترشح للإنتخابات المقبلة بداية للتحدي الجديد لسلفا لذلك نجد أن خطوة سلفا
بتجريد مشار من صلاحياته وإبقائه على حقوقه الدستورية أولى خطوات الرحيل المبكر من كرسي الرئاسة لذلك من البديهي
أن يستمر النزاع في المرحلة المقبلة ليكبر كل منهم كومة من السلطة ويبقى الحوار الخارجي بعيدا عن زوايا كرسي الرئاسة المرتقب .