الآن وحدك ...

الآن وحدك
********

الآن ليس كمثلِ ما كانت رؤاك
الآن وحدكِ تمتطين الصمتَ من أسفٍ يرادفُ للهلاك
وتعانقين وضاعةَ الأحداثِ والتاريخُ موجوعاً عليك ..
فهل التشبث بالظنونِ أثار وجدك كرَّتيْن؟
أم الحزازاتِ القديمةِ تستفزُ ثوابتَ الفهمِ العميق
فيا ترى ماذا أحل بوعي صحبك من جديدْ؟
أوداعةُ الأحوالِ والدعةُ السميجةُ راودتك الى المزيدْ
فرميت ثوبَ طهارةٍ عن كاهلٍ
ونسيتِ أنك رائعةْ
وحسبتِ مرقدك الوثير من الرمالْ
وفضضتِ ما ندريه عنك وما يشفُ من الخصالْ
أتمارسين الحنثَ والدجلَ القميء .. وهرطقة الوشاةِ بما يُقالْ
ماذا بحق التابعين من الرجالِ الأتقياء
والشيوخِ الأنقياء
والجباهِ العالية
هذي القناعاتُ العقيمةِ كلها
هذا التجلي من يخففُ حدةَ التحديقِ وإرجاع البصر
إستئتُ منك ومن سجالاتي معك
ومن خيالاتي بقارعةِ الجنون
ومن التسلحِ بالنحيبِ وأدمعك
إستئتُ حتى إرتضيتُ بأن أغادرَ محفلك
وأن أخاطبَ مهرجانَ الناسِ تنظيراً وإني في الحقيقةِ أجهلك
الآن ليس كمثلِ ما كانت رؤاكْ
الآن منذا الذي بك ابتلاكْ
فقبعت وحدك ترقبين المقبلاتِ من الليالي
وهناك مد التائهون أكفهم طمعاً تزيَنه مزاوجةُ الحقيقةِ بالضلالِ
فنصحتهم .. لم يرعووا .. فأعدتُ مأسوفاً بقيةَ إنفعالي؟
وأنت سادرةً بغيك .. تمتطين الصمت
وليس عندك غير مبخرةٍ وأعشابٍ حرام
الآن اتضحت رؤاك
حين تمردت أحشاؤك الملأى بأقبية الظلام
فصرختُ ثم صرختُ أقصدُ كلنا
وسببنا من جاء يقنعنا بفذلكةِ الكلام
وكذا كل القائمين على ملفاتِ النزيف
والآن وحدك ..
من يمد بكفه جهةَ الترقبِ والحفيف؟
ومن يناشدك سِوانا ..
ولستُ مجرد عابثٍ أنا يا خريف ..
فعذراً على ما أنويه ساعةَ إبتداراتِ الهطولْ
فهل تمكنني الجراءة دون غيري أن أقولْ؟
هذا السؤالُ ..
ومنك الإجابة ثم تبرير الحلولْ.

محمد حسن الشيخ
الرياض 2013