ميرغني الشايب وداعا يا الما عرف قلبك شوائب توثيق مصور

[B]في التاسعة من مساء يوم أمس الجمعة 7 يونيو 2013م بقاعة نورماس
بالرياض - المملكة العربية السعودية .. انطلقت أولى فعاليات ذكـــــرى
الوفاء لميرغني عبدالله مالك الشايب .. تقاطر إليها الناس من داخل وخارج مدينــــة
الرياض رجالاً ونساءً وأطفالاً وجمالاً .. حضر قادة
الملتقى السوداني الثقافي الاجتماعي الرياضي والرابطة الرياضية
الصالحية وجمعية الصحفيين السودانيين وجمعيات أبناء الأبيض (مسقط
رأس الفقيد) .. وعدداً من أفراد أسرة ميرغني الشايب وأصدقائه.. زملاء الفقيد
(القانونيين) وزملاء عمله بالشركة العربية للإستثمار .. جاء ممثلي الكيانات
الوطنية والروابط والجمعيات .. التشكيليين، الفنانين، قبيلة الشعراء تقاطروا كلهم
في ليلة الوفاء الاستثنائية لرجل استثنائي ومثقف تنويري من الطراز العالي
وسياسي ممارس ووطني صاحب موقف ملتزم طوال الوقت دون صخب أو
ضجيج .. تضيق مساحات العبارات للتعبير عن هذا الحدث .. سأحاول أن
أرصد لكم تفاصيل ما حدث .. ماذا قال المتحدثون .. كيف غضب من كانت
حلوقهم تطقطق بالكلام ولم تتح لهم فرصة لضيق الوقت .. غضبوا دون أن
يقول أي أحد منهم ولو كلمة واحدة تعكر صفو أمسية الوفاء لميرغني .. ففي
ذكرى الوفاء لمثل ميرغني هذا ما يتوقع وهو ما قد كان.

بعض أصدقاء الفقيد من خارج السودان كان يتصلون يستفسرون عن
الأمسية وكيف تسير .. بعضهم ارسل مشاركات مسجلة جرت محاولات
للاستماع لها أثناء الأمسية ورغم الترقب الشديد تعذر إيصال الصوت
والصورة بوضوح .. وقد كانت الإفادات من كل من:

(1) شاعر الشعب محجوب شريف - قصيدة بصوته(زين مطلعها عنوان هذا الخيط)
(2) الأستاذة عائشة موسى - كلمة بصوتها
(3) الدكتور عبدالقادر الرفاعي - كلمة بصوته

رغم عدم وضوح الصوت والصورة ولكن الرسالة وصلت.. وسيتم
عرضها على هذا الخيط .

ما قيل في هذه الأمسية كان استثنائيا كما خطط له الإخوة في اللجنة القومية
برئاسة الأخ الأستاذ/ عثمان محجوب ..

لوحة كبيرة للراحل زينت صدر القاعة صممها الفنان القدير شمس الدين
آدم بشارة .. كتيب أنيق تم توزيع نسخة منه لجميع الحضور، وهو موجز
للكتاب الشامل الذي ستصدره اللجنة القومية يحوي تجربة الراحل، كتاباته
وكتابات أصدقائه عنه وهذا ليس كل ما سيحوي الكتاب.

هذه انطلاقة الفعاليات سأحاول أن أنقل لكم تفاصيلها تباعاً .. وسيقوم
الزملاء والزميلات بتقفيل ثغرات توثيقي .. وقد تعلمنا من الأخ ميرغني
الشايب ضرورة أن يتواصل العمل والتجويد حتى يوضع كل شيء في
مكانه (فكل شيء في مكانه جميل).

رحم الله ميرغني الشايب

كتبت الأستاذة عائشة موسى السعيد:

سلام عليك وعلى اللجنة الفذة التي استطاعت ان
تستقطب كل هذا الحب والعرفان لرجل هذا أقل مايستحقه!
كنا ننتظر إطلالتك بأن تؤكد لنا ان الدنيا بخير واننا
مازلنا نثبِت لكل ذي حقَ حقّه وليسمع العالم أي رجل
كان يعيش بينهم وهم عنه غافلون!
لكم الشكر والتقدير
ولأسرته الصبر وحسن العزاء
ولميرغني الرحمة والقبول.
وانا لله وانا اليه راجعون.


ننتظر.

وداعاً ميرغني
(مرثية لأخي الحبيب ميرغني الشايب في علياءه )

وداعاً ميرغني يا زول جميل وأصيل وداعاً يا الهميم يا الدخري جمل الشيل
فراقك ميرغني بهدلنا جد بلحيل وبعدك يا الحبيب عبراتنا ديمه تسيل
****
نبكيك يا الحبيب ونبكي فيك الطيبة نبكيك يالحنين يا المرضي دخري الحوبة
لياليك حايرة كيف تستعجل انت تسيبه نبكيك يا علم يا راي وقامة وهيبة
****
رياض الخير صبح بعدك كانو جديب لا غناء لا شعر لا لمه لا ترتيب
يا زوق يا فهم يا كامل التأديب فراقك جد صعيب لكن دعانا قريب
****
دعاي أنا ليك في أعلي الجنان تتهنا سائل الله الكريم يبقى الجنان مسكنا
نقابلك يالحبيب ونقعد كما ما كانا وننعم بي لقاءك سائل الكريم يجمعنا
****
للجيل القبيل كنت الدليل والقائد يا رمز النضال ورمز الكفاح الرائد
يا الشهم الكريم يا الجودو دايماً زايد ما بننساك أبداً لسة الفكر فيك شارد
****
في القانون برعت وكنت فيهو ضليع وكنت علامه فارقة صنعت خير صنيع
وفي النثر والأدب كتبت فيهو بديع وفقت البرزو فيهو والألفوه جميع
****
وداعا يا رفيق يا رائد الحرية يا رمز النضال والهمة والجودية
رحلت ولسه فيك العزة والثورية وفيك حب الوطن رغم الجراح وأسية
****
ما بننساك مهما طالت الأيام ومهما الدينا جارت وزادة الآلام
هواك الفينا ساكن نطرى فيك دوام وحبنا ليك خالد لي مدى الأعوام


إبنك المكلوم : ياسر العيلفون
الرياض في 04/06/2013م

لم اكن شاعرا ولم اكتب الشعر يوما ما ولكن فقد الاستاذ الدكتور ميرغني الشايب جعلني اسطر هذه الابيات وهي رد فعل لهذا الفقد الجلل فلقد كان الفقيد مثالا يعتزى به في الكرم والجود والشهامة والرجولة والزوق والفهم والعلم والفهم والرأي السديد وكان طيب المعشر لا تسمع منه سوى الكلام العذب الجميل الذي يمنحك امل بالحياة وللحياة .. ولقد تعلمنا منه اشياء كثيرة استعصت علينا ردحا من الزمان ,, لذا اجد نفسي اسطر هذه الكلمات علها توفيه حقه فالرجل قامة من قامات بلادي نسال الله ان يجعل كل ما قدمه في ميزان حسناته وان يجعل البركه في زريته وان يصبر كل معارفه واصحابه ومحبيه واصدقاءه واهله على فقده الجلل ..
اللهم ارحم ابا معتصم واحسن اليه واجعل الجنة مسواه ..

ياسر العيلفون

التحية والعرفان للجنة التي قامت بهذا العمل الجليل والتحية لك اخي محمد عبد الجليل على هذا النقل الحي لهذا اليوم التاريخي والذي تسابقت له الناس حضورا مشرفا وشخصيات قل ان تجتمع في مكان واحد تنوع سياسي وحزبي وثقافي ورياضي ووطني وادبي وموسيقي وفني وقانوني كل هؤلاء اتو لإحياء ذكرى هذا الرجل القامه ميرغني الشايب فقد كان الحضور كثيفا والمتحدثين اثرو الساحة بكلمات طيبات خففت عنا فقد هذا الرجل .. ولا بد لي ان اشير هنا لأبنه معتصم الذي كان عند الموعد تماما وكان عند حسن ظننا فيه فهذا الشبل من ذاك الاسد فقد تحدث واجاد وقدم مثالا جميلا في الوفاء والصمود والصبر والتجلد .. فكانت ليلة استثتائية بكل المقاييس . فكل شي كان مرتبا جميلا كجمال روح ميرغني الطاهرة ..
التحية لكم اخوتي الدكتورة شراز محمد عبد الحي والتحية للاستاذ ياسر والتحية لكل العقد الفريد الذين عملو في صمت وتجرد ..

ياسر العيلفون

شكراً أخي الفنان ياسر على إنزال قصيدتك التي شاركت بها في الأمسية
وسوف أقوم تباعاً بإنزال التفاصيل (وهيهات) .. فقد تقاطرت جموع
أحباب الراحل المقيم كل يحمل ذكرياته مع ميرغني الطيب السمح المعافى
الواضح المثقف المهموم بتفاصيل أبناء الجالية السودانية وقضايا
الوطن يلج إليها بنهج وافق ثقافي واسع ومبين جعل داره قبلة للباحثين
عن وطن يسع الجميع.

أستهل اللقاء بآيات من الذكر الحكيم
قرأها الأخ أحمد الطيب ..

ثم تولت الدكتورة شيراز عبدالحي إفتتاح الأمسية بمقدمة
ضافية أدخلت الحضور في عوالم الراحل العزيز ميرغني عبدالله
مالك .. ورحيله الذي هز أبناء الجالية السودانية في
المملكة والكثيرين ممن عرفوا الراحل وتناولت مسيرته
النضالية ومساهماته الضافية ومآثره ومواقفه، كما تناولت
في المقدمة الحراك الثقافي الكبير الذي ظل يديره الراحل
طوال حياته.


سيتم موافاتكم بتفاصيل الكلمة الإفتتاحية لاحقا

قدم للأمسية بإقتدار د. شيراز عبدالحي والاستاذ/ صديق السيد

وكانت الكلمة الأولى للجنة القومية للوفاء لذكرى ميرغني الشايب
القاها نيابة عن اللجنة الدكتور/ صلاح محجوب .. قال:

الحمد لله الذي كتب على نفسه البقاء وعلى خلقه الفناء، ونصلي ونسلم على المبعوث رحمة للعالمين،
للأموات والأحياء، محمّدٍ الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد

فإنّ الجرحَ الذي نزف يوم فقدْنَا ميرغني الشايب، عزيزنَا الغالي، ما زال يدمىَ، والدمعَ الهتونَ لمن
كان لعِوزهم رافعاً ولمرضهم بلسماً ما انفكّ يهمى.

أثيثٌ نبتُهُ جعدٌ ثراه *** به عوذ المطافل والمتالي

تنادت الجموع من داخل المملكة ومن خارجها يوم وُورِيَ جثمانهُ الثرى، فلقد جاء اليومُ الذي لايريد
أهلـُنا أن يجيئ، جاء يومُ شكرِه. وتكوّنت لجنة قوميّة للوفاء والتكريم.
وفوجئ الجميع:

كان كلُّ من جاء للمشاركة في اللجنة يرى نفسه أنّه الأقربُ لـُحْمةً، والأوثقٌ صلة ً بالحبيب الراحل،
قبيلته في العمل القانوني، وجماعته وسنده في العمل الوطني وعصبته في تنظيمات المجتمع المدني
ورَحِمه من أهل الأبيّض ونظراؤه في ضروب الفكر الإنساني ورصفاؤه من قاطني وادي عبقر، وأهله من صٌنّاع
النغم والطرب ومن محبّي الأدب وضروب الفنون والتشكيل، ومحبو المستديرة ....كان كلٌّ منهم يرى أنّه
أقرب من غيره حكماً من بشاشته له وودّه تجاهه، وحفاوته به كلّما تقاطعا في دربٍ من دروب الحياة.
كانت هذه أولى مفاتِحِ شخصيّته، إذ كان قريباً من الجميع حميماً في وُدِّه نقيّاً في سريريته وقلبه،
في سرّهِ وعلانيته.

وتبع ذلك أن جمع في حبّه الأضّداد، وقد كان قريباً من المتضادّين والمتسامحين في غيرِ ما رياء ولا نفاق.
كان رأيه محدّداً وقاطعاً في كلّ ما يستدعي الخلاف وهو من بعدُ، لا يختلفُ علي احترامه المتناحرون
والموغلون في الخلاف وإن كانوا على درايةٍ برأيه وتوجهه وإن كانوا في الرأيِ معه على خلاف.
فقد كان لا يخلط ولا يربط بين الرأي وحامله، وكان صدره – على رحابته - لا يتسعُ لضغينة.
هذا المفتاح لشخصيّته هو الذي جعل اللجنة القوميّة لجنة كبيرة متنوعة وكان لا ينقضي اجتماع من
اجتماعاتها إلا وتعرّف بعضٌ منهم على بعض للمرّة الأولى، وتبادلوا أرقام الهواتف بينهم. كان هذا
ترجمةً لثرائه في العلاقات الإنسانيّة.

لماذا التكريم والوفاء؟
لأنّ الراحل كان متميّزاً في مسيرته الحياتيّة، في كلّ جوانبها:
فقد كان قانونيّاً ضليعاً تخرّج في جامعة الخرطوم بمرتبة الشرف وانتهج درب المعرفة والتطوير والممارسة
زماناً بالوطن وتدرّج في وظائف قانونيّة مرموقة داخل السودان، حتى لفظه الوطن، ليس كما يأكلُ المرءُ
الثمرةَ ويلفظ النواة، بل لفظه هو الثمرة واحتفظ بالنواة، فقد جاء زمان الحشف.

وفتحت له المهاجرٌ أذرعها لعلمه وخبرته وانتهى به المقام مستشاراً قانونيّاً بالشركة العربيّة للاستثمار
منذ العام 1987م، وبقيَ بها زماناً طويلاً. وخلال هذه المسيرة العلميّة العمليّة تأهّل تأهيلاً عالياً من خلال
الدورات التدريبيّة وحلقات الدراسة في أوروبا وأمريكا وغيرها.

ونكرّمه فقد كان ممارساً للعمل الوطني منذ أيّام الدراسة الباكرة، وحين كان أقرانه في ميعة الصبا وشرخ
الشباب في همومَ تخصُّهم وحدَهم، لاقى هو في سبيل مبادئه ما لاقَى، ودفع غالياً ضريبة الوطن ولكنّه ما رآها
ضريبة باهظة، بل صنّفها ديناً مستحقاً للوطن.

ونكرّمهُ لأنّ همّ الراحلِ وشغلُه الشاغل خلال مسيرة ثلاثة عقود قضاها في المهجر كان الهمّ العام، كانت له
آراؤه ونهجه الفكري والوطنيّ لكنّه كان قوميّ التوجّه، وكانت داره الرحبة وصدره الأرحب على الدوام تتسع
لأبناء الوطن تارة لمبادرة قوميّة أو اجتماعيّة ومرّة أخرى للقاء فكريٍّ أو شعريٍّ أو فنيّ أو وطني أو مهنيّ
أو أهليّ. كان فيها كلّها نقطة الجذب وكان فيما يعنُّ فيها من خلاف رأبَ الصدع، وكان في كلّ حين درّة
المجالس يستشهد تارة بحُميّد وتارة أخرى بدرويش.

إنّ المعاني والقيم التي انعكست خلال هذه المسيرة هما الأمران اللذان نجح الراحل وبتفردٍ في تجسيدهما
خلال حياته الثرة بالعطاء. هما رأس المال الحقيقى الذى نملكه كسودانيين وهو رأسُ مالٍ ضخمٌ ومتجدد
إذا تمت المحافظة عليه.

تجسدت هذه الثروة الاجتماعيّة عند الراحل في عدة صور وأشكال منها:

1- جهده المتواصل والدائم في سبيل إنشاء مجموعة من العلاقات والشبكات التي تؤسس لحياة مدنية.
2- وبناء منظومة قٍيَميَّة تأتي على رأسها قيمُ الثقة المتبادلة، والشفافيّة، واحترام الآخر،
والرغبة في التعاون معه، والعقلانية، وغير ذلك من قيم الحداثة.
وفي سبيل النهوض بهذا الأمر وذاك كان يحكمه التزامٌ أخلاقيٌّ عالي الحساسيّة، ونقاءُ فكريّ يتجسّدُ في كلّ قضيّة.

لكلّ هذا نقولُ لمن جاء يومُ شكرِه إنّ الشكر لن يوفيك حقـّك وإنْ تبارَى في مدحِكَ الشعراءُ والكتّاب لأنّ
الطينة التي تشكلت منها ما عاد مثلُها باقياً في أديم أرض الوطن.

وتقول اللجنة القوميّة لكلّ من يحبّه ولكلّ من جاء اليوم مشاركاً: إنّ حضوركم الجميل قد أعطى للكلمات
التي تقال في حقّ الفقيد معنىً. ونقول للكثيرين الذين أرادوا المشاركة واعتذرنا لهم لأنّ الوقت لن
يتسع لكلّ فيضِ المشاعر اقبلوا اعتذارنا، بيدّ أنّ في الأمر في مستقبل الأيّام متسع:

فإّن الكتيّب الصغير الذي بين أيديكم ما هو إلا نواة لكتاب يليق بعطائه تزمع اللجنة القوميّة أنّ
يكون أحد مشاريعها المستقبليّة. حيث أنّ تكريمنا للراحل لا ينتهي اليوم، بل يبدأ. ومن الأفكار
القابلة للتطبيق في هذا الشأن:

إقامة صالون أو منبرٍ فكري ليواصل مسيرة الفقيد.

ومن الأفكار أيضاً تقديم منحة دراسيّة في القانون باسم الفقيد ومواصلة مسيرته الخيّرة للمعوزين
خاصّة في مجال التعليم.

هذه أفكار ستتبلور بدعمكم جميعاً وتنفذ بجهدكم جميعاً فكونوا على صلة وانضموا روافد للجنة القوميّة
ولجانها المستقبليّة.

اللهم إنّ ميرغني عبدك وابن عبدك وابن أمتك قد جاءك بزادٍ هو حبُّه للخير وحبُّهُ للناس وحبُّ الناسِ له،
اللهم فاقبله واجعله مع الصديقين والشهداء في أعلى مراتب الجنان. آمين.
ولكم جميعاً مشاركين وحضور نقول دمتم لوطن الحبايب الذي عاش له وبه ميرغني الشايب. والسلام عليكم
ورحمة الله وبركاته.

نعم انها ذكرى الوفاء و تأبين الرجل الذي تعجز الكلمات عن وصفه ،
الأستاذ الجليل الإنسان الرقيق الفاضل الكريم الوفي الأخ/ ميرغني عبد الله مالك ،
نعم لقد رحل بعد معاناة مع المرض الذي تحمله بصبر وجلد لم تفارقه خلالها ابتسامته الوضاءة ووجه البشوش وكلماته الرقيقة..
رحل ميرغني فارس الحوبة ... و رجل المواقف الصعبة ..
كان شجاعا مغوارا ..مثقفا.. سلس العبارة .. حلو المعشر .. طيب القلب..
ولن أوفيه حقه كما ينبغي...
أبكيك أخي ميرغني بدمعٍ سخين ، ولن يفيد الدمع أو يجدي الأنين ..
نسال الله لك الرحمة والمغفرة.....
والبركة في أبناءه وأسرته ...
وإنا لله وإنا إليه راجعون .
وشكرا لكم ..ولمن ساهم وعمل ..على قيام تلك الفعالية ..

شكرا يا ناصر على البدء في إنزال الصور حسب حركة الخيط
من جانبي سأحرص على إنزال الكلمات حسب تسلسلها.

ولعلك أو أحد خبراء التقنية تضيفون إنزال تفاصيل ما حدث
وما قيل (صورة وصوت) فقد جاء الناس لهذه الأمسية الإستثنائية
وقالوا بمناسبة ذكرى ميرغني كلاماً يستحق أن يوثق في لحظة
جديرة بأن تبقى في الذاكرة وتثري الفعل القادم لأجل العالم
الأجمل الذي ظل الراحل يبشر به قولاً ويمارس الفعل الذي
يجعل البشرى واقعاً.

لك التحية صاحب البوست
محمد عبد الجليل
الا رحم الله الفقيد ميرغني الشايب
رجلا من هامات كردفان
فقدناك كثيرا
والكلامات كثيره لكنها لا تكفي الي ذلكم الرجل الذي يمتاز بكل الصفات
اللهم اجعل قبره روضه من رياض الجنة













.............
مع خالص التحايا الي زوائر والمعقبون علي هذا البوست

لميرغني الشايب
للشاعر (محجوب شريف)

ميرغني الشايب وداعا
ما عرف قلبك شوائب
يا لطيفا..
لطف من لم تقترب منو المصايب
والمصايب يا ما جاتك
حتى في أقرب قرائب
شلت همنا عز شبابك
وأصلو ما ختيتو شايب
يا جميلاً... مستحيلا
أن تكون لو مت غايب
يا بحر أحمر سألتك
حافي حالم
مقرن النيلين رحل من غير حقايب
عنك الخرطوم بتسأل في الزمن فراق حبايب
ميرغني الشايب زكايب
من مودة تحت سريرو
يا طيور الحزن حلقي في سماواتو وغديرو
ثم أنزلي من علاك وركي في آخر ضميرو
تلقي نمولي هناك تقشر
ضحكة في منزل حلايب
والوطن واقف مهندم
بالتنوع وبالتعدد
خاطرو طايب
والسلام كالموية عذباً
وكالحليب حولو الزرايب والكهارب
ليلا هارب تفضح أشواك العقارب
وتخشى من جر الحبل كل الدبايب
والمليشيات والكتائب
ميرغني الشايب وداعا...
ما عرف قلبك شوايب
وما عرف دربك شوايب

Quote: شكرا يا ناصر على البدء في إنزال الصور حسب حركة الخيط من جانبي سأحرص على إنزال الكلمات حسب تسلسلها. ولعلك أو أحد خبراء التقنية تضيفون إنزال تفاصيل ما حدث وما قيل (صورة وصوت) فقد جاء الناس لهذه الأمسية الإستثنائية وقالوا بمناسبة ذكرى ميرغني كلاماً يستحق أن يوثق في لحظة جديرة بأن تبقى في الذاكرة وتثري الفعل القادم لأجل العالم الأجمل الذي ظل الراحل يبشر به قولاً ويمارس الفعل الذي يجعل البشرى واقعاً.

شكراً ليك أنت يا محمد عبد الجليل

وبالطبع شكراً ليس كمثله شىء

للجنة القومية للوفاء لذكرى ميرغني الشايب


ليس لي سوى أجر المناولة ..

سأحاول قدر المستطاع ما أن أتحصل على المادة المتعلقة بالبوست ..

علنا نوفي القليل لهذا الذي ( مهر جباهنا وجراحنا بمشكاة النور ) ...

الاخ حامد الغبشاوي .. تحياتي ..

هذا النص الرائع الذي أوردته لشاعر الشعب محجوب شريف .. كلمات وفاء
للراحل ميرغني الشايب تم تقديمه خلال الأمسية بصوت محجوب شريف وصورته
(بالبروجكتور)، وقد جعلت مطلعه عنواناً لهذا الخيط فغزل كلمات محجوب شريف
لا يُضاهى كما تعلم .. وقد ظل يبذر الأمل البكر في شوارع الوطن - شفاه الله - و
عما قريب الهمبريب يفتح شبابيك الحبيب والحال يطيب..

مجوك الجاك

جاء في كلمة د. شيراز عبدالحي وهي بداية الأمسية:

هو الموت يسعى الينا بلا قدم
في الدجى والنهار
ولدنا له ناضجين استدرنا له
فلماذا البكاء، اتبكي الثمار
اذا اقبل الصيف يحقنها في الخلايا
بنار الدمار

نحتفي اليوم بسيرة حياة مفرحه تمتلئ بالوطن والناس والصخب والموسيقي
والفن والحب ....سيرة حياة لمفكّر ورمز من الرموز الوطنية التى تستحق
الاحترام ....فلتكن الدموع إذن للراحلين وليكن كهذا الاحتفاء للخالدين
الباقين فينا فرحا وفخرا ودروساً لا تُنسي .....
إذن...بكامل الفرح الذي أهديتنا إياه وكامل الاحترام نحتفي بك وروحك
الطاهرة تحلق حولنا اليوم يا مولانا ميرغنى عبدالله مالك الشايب .....
أيها الزميل الجميل ليس لزيادة عدد التماثيل التي تحفّنا بالفشل ولكن
لملء ثغرات الذاكرة المعطوبة لوطنٍ بأكمله..!!
الأبيّض مدينه مدهشة ..رمالها تجعلك تقسم فى كل مرّة بأنّك لن تعود إلي
هناك....ولكنها تنتصر عليك وتسحبك إليها .
إرتبط مولانا ميرغنى ارتباط روحى عميق بمدينته ...وظلّ رغما عن قساوة
المنافى وسفره إلى ابعد مشارق الأرض ومغاربها وأعتى قلاع الحضارة
الحديثه...ظلّ "ميرغنى ودّ الأبيّض"البار الذى يتابع الأخبار الاجتماعية
لأهل مدينته بدقّة وإصرار...ويشارك فى الأفراح والأتراح فقد كانت مدينته
تلك هى محور ارتباطه الوجدانى بالوطن العريض وكانت ميدان صولاته
الطفولية الشقيّة ثم جولاته الشبابية الثائرة ...وجذوره التي ظلّ يذكرها
ويفخر بها فى كل المحافل .....

كان الملتقى السوداني الثقافي الاجتماعي ممثلا في قياداته وجمعياته
وروابطه الثقافية والاجتماعية والرياضية حاضراً .. وله كلمة عن قطبه
الكبير وأحد مؤسسيه الرئيسيين ميرغني الشايب .. تحدث عنهم رئيس
الملتقى البروف عثمان الحسن محمد نور .. قال:

كلمة الملتقي الثقافي في حق احد رواد العمل الوطني والثقافي والاجتماعي والانساني.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في هذه الليلة، ليلة الاحتفال بالوفاء والعرفان تتداخل البدايات والنهايات في بعض
المواقف فيجد الإنسان نفسه في طريق لا يعرف كيف يجتازه، كما هو حالي اليوم وأنا
أخاطبكم بأسمي وبأسم اخواتي واخواني في الملتقي الثقافي الاجتماعي الرياضي في ليلة
الوفاء والعرفان للراحل المقيم الاستاذ ميرغني عبد الهو مالك. فإن كنت قد أوتيت من
الفصاحة كزياد ابن أبيه، فإن الموقف أجل وأعظم. وما أدري أهو تأبين؟ وهل يؤبّن من كان
مثل الاستاذ ميرغني؟ أم هو تكريم؟ ويستحق من كان كالاستاذ ميرغني ، أن يكرم بعد موته،
كما كان يكرّم في حياته.

بدءا دعونا نرفع ايدينا نترحم علي روحه الطاهرة وندعو له بالرحمة والمغفرة ونقول له:
ان كنت غائبا عنا في هذه الليلة جسدا فأنت الحاضر روحا وفكرا وان غيابك عنا لم
ينقص حزن القلب ولم يقلل فاجعة الخطب فقد ظللت حيا في وجداننا وحيا في قلوب زملائك
الذين رافقوك في العمل العام في جالية ام الحمام والتجمع الوطني والملتقي الثقافي
والرابطة الرياضية –الصالحية وفي العديد من منظمات المجتمع المدني والجمعيات الادبية
والثقافية والمسرحية والصحفية والجغرافية وغيرها. لقد عرفوك كل هؤلاء اخا عزيزا وصديقا
صدوقا وشخصا كريما ومناضلا جسورا ذو رؤية واضحة وفكر ثاقب ومبادئ ثابتة وقضية محددة
المعالم. كما عرفناك اخي ميرغني اديبا أريبا ومثقفا موسوعيا ومسرحيا بارعا وكاتبا مبدعا
ويكفي أن احيل الجمع الكريم الي مرثيته في ابنه ماذن التي تعد قطعة ادبية رائعة. ومهما
اختلفنا معك اخي ميرغني في الرأي الا انك تجبرنا علي احترامك وتقديرك من خلال امتلاكك لقوة
الاقناع والمنطق والحجة بحكم تخصصك ومهنيتك العالية.

لقد ظللت استصحب منذ رحيل الفقيد رحلة العقود الثلاثة التي امضيناها معا في رياض الخير في
مجال العمل الوطني و الثقافي والاجتماعي والرياضي. ولن احدثكم عن نضاله وكفاحه في الدفاع
عن قضية الوطن و مقاومة الأنظمة الشمولية وفي الدفاع عن الديموقراطية وحرية الرأي والتعبير
والعدالة الاجتماعية وحقوق الانسان وتلك قصة طويلة عقدنا العزم في اللجنة القومية علي كتابة
فصولها ونشرها لتصبح نموذجا للتضحية والنضال ونبراسا تنير الطريق للأجيال القادمة . وسوف
اكتفي في مداخلتي بالوقوف عند بعض المحطات التي كانت للفقيد فيها انجازات عديدة واسهامات
بارزة.

جالية ام الحمام:
اسهم الفقيد بدور بارز وفعال في تكوين جالية ام الحمام وعمل في لجنتها التنفيذية لعدة دورات
وسعدت بالعمل معه في احدي تلك الدورات حيث كان شعلة من النشاط في برامجها المختلفة كندوة الاربعاء
الثقافية. وكانت جالية ام الحمام تمثل السفارة الشعبية وتدافع عن قضية الوطن ووحدته وتحمل هموم
اهل السودان وتدافع عن قضايا المغتربين كتعليم ابنائهم والضرائب والمعاملات القنصلية وغيرها.
وكانت للجالية في عهده مواقف شجاعة ومشهودة عندما ادانت الغزو العراقي لدولة الكويت الشقيقة
ووقفت موقفا مشرفا يشبه اهل السودان في الوقت الذي وقف فيه الاخرون يؤيدون الغزو ضمن مجموعة دول
الضد.وهذا الموقف المشرف لجالية أم الحمام هو الذي أمن بقاء السودانيين في وظائفهم بالقطاعين
العام والخاص.

التجمع الوطني:

شارك الفقيد في بناء التجمع الوطني بدول الخليخ بفكره وماله كمدافع عن الديموقراطية وحرية الرأي
والتعبير ورافضا للشمولية والانقلابات العسكرية وعمل الفقيد مع زملائه في منظومة متجانسة اسهمت في
توضيح الرؤية والرسالة للتجمع واسهم الفقيد بفكره في صياغة اهداف التجمع وأدبياته وخطط عمله.
وقد شرفني الاخوة بقيادة هذه الكوكبة والتي كان الفقيد احد دعائمها.

الملتقي الثقافي:
يعد الفقيد ميرغني احد مؤسسي الملتقي الثقافي الاجتماعي الرياضي ككيان اهلي شعبي وديموقراطي، حر
الارادة يخدم قضايا الوطن ويسعي لرفعة شأنه ويرعي مصالح المغترب وقضاياه العديدة ويدعم الأنشطة
الاجتماعية والثقافية والرياضية بمدينة الرياض. وكان الفقيد احد مهندسي احتفالات الخرطوم عاصمة
الثقافة والتي تواصلت انشطتها لأكثر من شهر واشتملت علي محاضرات وندوات ثقافية وأدبية ومسرحية
ومعارض تشكيلية ومسابقات رياضية .وظلت الرابطة الرياضية للسودانيين بالخارج (الصالحية) احد
مكونات الملتقي الثقافي كمؤسسة تربوية لتفعيل دور الشباب وربطه بقضايا وطنة. وكان الفقيد احد
الداعمين برأيه وفكره وماله لنشاطات الرابطة. وقد اتفق الملتقي الثقافي ورابطة الصالحية علي
تنظيم دورة الوفاء والعرفان الرياضية باسم الفقيد تشارك فيها جميع فرق الرابطة ضمن برامج
اللجنة القومية ويعرف أهل الرياض بوجه خاص أن فقيدنا كان من رواد العمل الاجتماعي، مشاركاً في
مختلف اللجان، مترأساً أكثرها؛ وما من عمل في خير أو صلاح أو فلاح إلا كان داعماً له، سواء في التعليم
او الثقافة أو الصحة أو ما ينفع الناس، في كل ذلك كان فقيدنا ذروة سنامه، كما تقف الآن منظمات
المجتمع المدني التي اسهم في تأسيسها شاهدا علي ذلك.

أيها الحفل الكريم
أجدني ما قلت شيئاً، وأجدني وإن اجتهدت لن أقول شيئاً؛ ففقيدنا كان أكبر مما ذكرته وأعظم مما
أشرت إليه؛ وإني لاستحضر وصيته كلما كنا نزوره للاطمئنان علي صحته يوصينا بالوحدة ولم الشمل
وكان ذلك شغله الشاغل قبل وفاته .كما اوصانا أن نبقي عشرة علي قضية الوطن. وانا بالعهد
ملتزمون ان شاء الله وعلي الدرب سائرون.
وانتهز هذه الفرصة لاترحم علي رفاقه في النضال ممن عملوا معه في الجالية والتجمع والملتقي
الثقافي دفاعا عن قضية الوطن واذكر منهم علي سبيل المثال لا الحصر الصافي نمر وابراهيم معروف
والمهندس نورين والاستاذ عبد الحميد وابوعزيزة والاستاذ عبد الرحيم عبد الله رحمهم الله رحمة واسعة
واسكنهم فسيح جناته.

واخيرا نسأل الله أن يتقبل الاستاذ ميرغني مالك قبولاً حسناً، فقد كان في المحافل عزا وللوطن فداءا
وللنضال نموذجا وللخير منارة ورجاءا . ونشهد انه كان سخيا بابتسامته ورقته,

رحيما بالمحتاجين وعطوفا علي المساكين. ونشهد أنه عاش في سلام مع النفس وكان مدرسة في الصبر
علي المرض و علي فقد الولد, وفي بذل الجهد لخدمة الوطن وأنه اثبت أن الجسم لا يحمل النفس بل
النفس تحمله وأنه كان محباً لكل من حوله ساعياً إلى الخير في كل سبيل، وسيظل القلب يحزن،
والعين تدمع، ولا نقول إلا ما يرضي الله، وإنا لفراقك ياابا ماذن لمحزونون.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كم حزنت عليك استاذميرغني
الفقد كبير والحزن مر الله يرحمك يامن كنت نبراس وكراس
وعلم وسفر في تاريخ النضال

الأخ - أحمد عتيق .. تحياتي لك ومرحبا بك في
خيط ميرغني الشايب وداعا يا الما عرف قلبك
شوائب ..

سيكون خيطاً (ليس كمثله شيء "عبارة ناصر")
فمولانا ميرغني عالم من الفعل الخلاق والإرادة
الفعالة والجسارة الناصعة..

كن قريباً .. سنورد كلمات من عرفوه .. كلماته
هو - يرحمه الله - فقد رصدنا الكثير من كلماته
في منابر مختلفة ويا لهامن كلمات .. رصدها
القلم وذاكرة محبيه ..

يابا مع السلامة يا سكة سلامة
في الحزن المطير
يا كالنخلة هامة
قامة واستقامة
هيبة مع البساطة
اصدق ما يكون

عبد الناصر يا ود امنة اختى ......شكرا علي اضافة اسمي لقائمة المحتفين بالشامخ ميرغنى والحق ان وجودك ورفاقك يا ناصر هو بذاته عزاء كبير وامل كلنا يحتاجه عندما نمتحن بغياب منضلين بقامة ميرغنى...كن بخير ايها الباسل و بلغ حبي لنازك والاولاد.....ساقوم تاليا بانزال ما كنت كتبب فى بعض حق ميرغني الكبير والكبير جدا

الشايب الماهو عايب
قليلون امثالك يا ميرغني

- صباح الخير يا ميرغني…..
- صباح النور يا كارب – كيفك وكيف ناهد والأولاد. ؟
- كلو تمام يا صديقي.. الصحة والأحوال.. مشغول شوية؟؟؟
- أبداً go ahead يا كارب
- بسرعة يا أستاذ .. لأنو أنا ضارب ليك وإنت في المكتب .. ولأنو كمان حا نتلاقي بعدين.. في بيتكم طبعاً .. أنا جهّزت الدواء بتاع أختنا.. قدرت ألقى منو جرعتين حا أجيبو معاي بعدين .. الساعة 7 كيف؟؟
- يا سلام يا كارب – فرّحتني والله – لكن خلينا نتلاقى الساعة 8 لأنو 6 أنا طالع استراحة الشروق في شرق الرياض .. ياخي أنا ما كلّمتك؟؟ أخونا دينق – دينق لوال – أيوا .. دينق الشغال في الكهرباء .. ياخي كان معانا لما عزمنا عبدالعزيز بركة في البيت أيام مهرجان الجنادرية – أيوا – هو طلع قبل ما تجي إنت بشوية .. أخونا دينق عندو العزاء بتاع أخوهو في استراحة الشروق .. اخوهو اتوفى في السودان قبال يومين وأنا ذاتي بعرف أخوهو ده .. كان معانا في أولى قانون .. وبعد داك ساب الكلية ومشى يدرس طيران .. خليني أمر عليك في البيت الساعة خمسة ونص ونطلع العزاء مع بعض وبعدين نرجع على بيتنا.. بالمناسبة يا كارب حا يكون معاي د. عبدالماجد.. زميلكم ياخي شغال في مستشفى قوى الأمن وهو كمان ما قصّر أبداً .. جاب لي أمبارح جرعة من الدواء لأختنا ذاتا وبكرة إن شاء الله حا أسلّم الـ package كلها لمحمد عبدالجليل – أيوا محمد مسافر السودان بعد بكرة وحا أمر علي في البيت المساء.. وبمناسبة محمد عبدالجليل يا كارب أنا ختيت لك في الكشف العملوا محمد وناس الجمعية لأختنا ديك .. أيوا ..... يا ها ذاتا يا كارب – أيوا الكانت في غبيراء – ياخي الزولة دي بقت ظروفها صعبة شديد – تصور زوجها لسة حقوقو ما طلعت بعد وفاتو في الحادث الرهيب داك وإيجار الشقة إتراكم عليها وكمان طلع ليها سكري.. أيوا .. تتذكر أيام وفاة زوجها طبعاً الناس كلها ساهمت – ناس د. محجوب ونجم الدين والطيب الشيخ .. لكن أسع دي كمان لازم نعمل كشف تاني …محمد وناس الجمعية already شغالين في الحكاية دي .. بالله يا كارب شوف معاك د. عثمان العبيد وباقي الشباب في العسكري وأنا معاي ناس الخير ود. أمين .. وأهلنا ناس الأبيض .. دايرين نكبّر الدعم المرة دي شوية..
دقيقة يا كارب معاي تلفون في الخط التاني .. أيوا – أيوا – نصار الحاج إزيك .. كيفك وكيف المدام والأولاد.. قلت شنو يا نصار؟؟ ..
لا ياخي ..
متين الكلام دا ..
ادم سبيل.… ؟
لا حول الله..
وأخبارو أسع شنو؟ ..
مرقّد وين؟؟ ..
في الشميسي؟؟
في وحدة الغسيل؟؟
فشل كلوي؟؟
فشل كلوي حاد؟؟
ومعاهو منو؟؟
وبتين الكلام دا؟؟
من يومين؟؟
وليه ما قلت لي ؟؟ ..
وأولادو كيف؟
الفاتورة؟؟ .. طلعت كم؟؟
12500 ريال؟؟ .. والتأمين بتاع الشركة ؟ ما بغطي؟
وأخوهو داك وين؟؟
سافر السودان؟؟
والأولاد وين؟؟
في الامتحانات؟؟
والسكن كيف؟؟
طيب لازم نتصرّف بسرعة.. أول حاجة الأولاد ديل .. والملف بتاع المستشفى.. أيوا ممكن في الحرس الوطني.. أنا حا أتكلم مع د. محجوب.. وكمان نحاول العسكري.
دقيقة خلّيني أشوف كارب ..معاي في التلفون التاني..
يا كارب .. أظنك سمعت الحكاية دي..
أيوا يا ميرغني وأثناء ما إنت بتتكلم مع نصار أنا اتصلت بدكتور ردن – أيوا اللواء ردن المطيري .. صديقي من أيام ما كنت شغال في القرية العليا قبل سنين طويلة .. أيوا هو ذاتو الكان مدير المستشفى العسكري والراجل أداني ميعاد معاهو الساعة 12 ونص.
تعرف يا ميرغني لحسن الحظ أنا ما شغال الليلة وإن شاء الله موضوع الملف بتاع أخونا ادم سبيل اتعمل الليلة…بالمناسبة يا ميرغني الفشل الكلوي الحاد دا رغم خطورته لكن ممكن إتلحق إذا اتعالج صاح وبسرعة .. خليني أمشي البيت أسع د ي عشان أقابل د. ردن في الموعد .. أيوا أنا لسة في الشغل بعد دوام الليل ولسة ما وصلت البيت ..
لا يا ميرغني ما تشيل هم وحا أتصل بالشباب في الشميسي عشان نعالج حكاية الفاتورة دي .. أيوا .. أيوا .. مفروض إتعمل ليهو ملف طواريء لإنو دا فعلاً وضع طاريء بحق وحقيقة….ياخي عليك الله شفت ليك وضع ما طاريء من 89 لحدي الليلة؟
لا إن شاء الله مافي عوجة.. وموعدنا قائم
يا سلام عليك يا كارب أنا في انتظارك وانتظار الأخبار
يا سلام عليك إنت يا أستاذنا
بالله يا كارب خليني updated
بالتأكيد يا ميرغني
طيب سلام يا كارب .. وتحياتي لناهد والأولاد.
إديك العافية يا ميرغني
إلى اللقاء يا كارب
إلى اللقاء يا صديقي
إلى اللقاء
إلى………. اللقاااء
إلى .. ماااذا .. !!! يا ميرغني!!!
إلى ماذا يا أخي وصديقي وحبيبي!!!
إلى .. لا لقاء..!!!
لا .. ليس هذا بمقدوري يا ميرغني الشايب
سأقول الآن .. لا .. ولا أذكر إنني قلتها لك في أي مرة قبل اليوم الحادي عشر من هذا الشهر الثالث في العام الثالث عشرة بعد الألفين.
فقلبي مثل قلبك يا شايب .. ليس قادراً على شدايد مثل هذه..
هل تريد أن تقول أن حواراً مثل هذا سوف لن يدور مجدداً بيني وبينك يا ميرغني؟؟
وهل تريد أن تقول أنني سوف لن أطرق مجدداً باباً ظل مفتوحاً على مصراعيه لكل طارق ادلهمت في وجهه ليلات الغربة وأنشبت نهاراتها المحرقة في روحه الألم؟؟؟؟

بيتك يا ميرغني .. ذلك الذي تفوح منه ليلاً أو نهاراً رائحة الضيوف والطعام ..
يا للفجيعة يا صديقي .. يا للألم..
هل تريد أن تقول أنني لن أسمع مجدداً صوتك يا شايب..
صوتك يا ميرغني
ذلك الحميم
ذلك المحتشد بالقرب
والحب
والتبني
والتمني
والتغني
والسلام
ذلك الندي
والشجي
والسخي
والفهيم
والرحيم
صوتك يا ميرغني
ذلك الذي جوهر صدر المحافل
وأسكت صوت المرجفين
صوتك يا ميرغني
ذلك الحامل عذابات المحتاجين
حاجباً أسماءهم
جالباً أفراحهم
مرافعاً عن حالهم
ورافعاً أثقالهم
مواصلاً لهم
مناضلاً من أجلهم
مقاتلاً وباسلاً
صوتك يا ميرغني
ذلك الساطع النبرات
عندما ينادي الحق
ويرتفع الثمن
ذلك الصاعد الدرجات قفزاً
حينما – الداعي – الوطن
ذلك الذي تخنقه العبرات في ساعة الحزن
وتغسله ضحكات طهر طفلة
والليالي العامرات
تهدي...
إلفةٍ لوحشة…
نظرة لفكرة
وأغنية لخاطرة
وساعة لذكرى
وقصة لأخرى
وزماناً لزمن
صوتك يا ميرغني
عندما يدعونا
ان اتحدوا ..
لا تبتعدوا
فالنيل ينادي .. والغابة والصحراء ..
في بيتي لا غربة تبقى
لا هم يبيت
الباب بلا مفتاح
وغرفة مازن في الأعلى
للمتعب منكم
أو من يحتاج مبيت
اجتمعوا عندي
تلتمع الفكرة
تطلع من بين أكمام الغربة
خاطرة تكبر
تنبت شجرة أحلام وردية
نسقيها
يزدهر البستان
نهديها للوطن النابض فينا أغنية
أمنية حُبلى بالأحلام
تخفق رايات المستقبل أعلام
تروي جذر الحرية
ما أنبل دعواتك يا شايب
ما أروعها
ما أسماها
ما أغلاها يا شايب
في زمن.. من رث الأيام
زمنٍ مختال بالزيف
زمن تلدغ عقربه كل شريف
زمن ضليل .. ضال .. ظليم ومخيف
زمن غيهبه .. توهان في الغربة
أو في الوطن نزيف..
صوتك يا شايب
صوت الحلم الغائب عنا
صوتك حس أمانينا
صوتك همس قصائدنا الطفلة داخلنا
صوتك موسيقى وردية يا شايب
صوتك يهدر حتى في صمتك
صوتك في العينين دمعتان تلتمعان
وفي الشفتين مولد ابتسامة
وصوتك البدء عند كل لقاء
والمتن منه…. والختاما
نم هانئاً يا صديقي الجميل
ويا أخي الذي ولدته كل أمهاتي
من مهيرة بت عبود
إلى ستنا محمد سليمان
فأنت لن ترحل – وليس مثلك من يمضي بلا أثر
بل أنت تركت وراءك كل المآثر
وإذا كنت من بلادي
قد أهدتك لنا عروس رمالنا الجميلة
فها أنت اليوم:
عريس الرمال كلها والجبال
والنيل والغابة والصحراء
دامت فينا ذكراك العطرة يا ميرغني
ودام الوطن الذي ينجب رجالاً
مثلك يا شايب


محمد خليل الكارب

Quote: فأنت لن ترحل – وليس مثلك من يمضي بلا أثر بل أنت تركت وراءك كل المآثر وإذا كنت من بلادي قد أهدتك لنا عروس رمالنا الجميلة فها أنت اليوم: عريس الرمال كلها والجبال والنيل والغابة والصحراء دامت فينا ذكراك العطرة يا ميرغني ودام الوطن الذي ينجب رجالاً مثلك يا شايب محمد خليل الكارب

ايو يا دكتور محمد خليل الكارب كيف حالك ياخي والعيال والاهل والعزاء في جميع
موتانا .. رحل صديق مدثر وكنا نعد العدة بقيادة ميرغني الشايب لعمل ليلة وفاء
فرحل ميرغني قبل الموعد ورحل والدي عبدالجليل محمد الشفيع بعدهم بقليل .. رحلوا
عنا وسيبقوا فينا دائماً .. دائماً .. دائماً .. حتى نلحق بهم فكلماتهم ومواقفهم
ونبلهم ستبقى حاضرة تلهمنا الصاح .. ستبقى نبراساً يضىء لنا الطريق ولن (يخون
بصيرتنا الإنتباه) كما قال صديقنا الراحل حميد .. أستلهم كلمات عبدالحي وامضى
في طريقهم .. وسيبقى الموت بيننا ينهش كل مرة :

هو الموت
يسعى إلينا بلا قدم
في الدجى والنهار
ولدنا له ناضجين
أستدرنا له
فلماذ البكاء
أتبكي الثمار؟! إذا أقبل الصيف
ليحقنها في الخلايا بنار الدمار!

===========================

ثم

كانت الأمسية يا الكارب تشبه ميرغني حضور كثيف مسؤولية وكلام
محسوب .. كله يؤشر إلى أن أبقوا عشرة على بكرة على وطن
وسيع وهيط للقادمين .. لا درادر لا عساكر لا مظاليم لا مظالم

تابع الخيط وتفاصيل ما حدث في أمسية الوفاء لميرغني صديقنا
الذي رحل ولكنه سيبقى فينا ملهما كما كان يفعل وهو حي بيننا

إنما الموت قنطرة ...
لك الرحمة يامن حملت روحك تذكرة زين النقاء عطرها
مضت سكتك في كتاب الأبد
تكتب بحبر من دمك لكي يتعافى هواء البلد

ميرغني الشايب وداعا يا الما عرف قلبك شوائب

له الرحمة

كتب الدكتور محمد خليل الكارب:

وهل تريد أن تقول أنني سوف لن أطرق مجدداً باباً ظل مفتوحاً على
مصراعيه لكل طارق ادلهمت في وجهه ليلات الغربة وأنشبت نهاراتها
المحرقة في روحه الألم؟؟؟؟

عزيزي محمد عبدالجليل تقصر كلماتي في رثاء ميرغني.في الاسبوع الأول لوفاته كتبت نعياً له ونشرته بصحيفة الخرطوم في مارس الماضي وهذا هو نصه:

ميرغني عبدالله مالك فقد فادح
غيب الموت يوم الاثنين الماضي بمدينة الرياض المستشار القانوني ميرغني عبدالله مالك ( ميرغني الشايب ).
وميرغني لمن لا يعرفه تفقه في القانون وتعمقت اهتماماته الأدبية والنقدية فضلاً عن نضاله السياسي الذي لم يحد عنه.
كان يكتب مقالات مختارة بعناية في مواضيع مخصوصة .ولديه طريقة في قراءة الكتب تنم عن نهمه للمعرفة فهو يضع كتاباً
في كل ركن من أركان مسكنه ويقرأ كعادة كثير من الضالعين في العلم والمعرفة كتباً عديدة في آن
.يتنقل بين سطور الكتب كما نحلة ، حين فقد نجله مازن قبل سنوات كتب في رثائه وعزاء الذات قطعة أدبية بديعة
عبرت عن ذياك الفقد الموجع الممض، لكنه كما اقتطعها من شرايين قلبه .لم يشهد ميرغني عافية في جسده بعد موت ولده
ورحيل العديدين من أهله وأقاربه .
قال لي عبر الهاتف وكنت أعزيه قبل سنتين في فقده شقيقه: - أهلي كلهم ماتوا يا أخي! لكن فقد السودانيين من أصدقائه ومعارفه بالرياض فيه كان هائلاً ،
فبيته هناك كان بمثابة دار للمنتديات ونزلاً للضيافة لكل من يغشى الرياض من أهل الثقافة والمهن والفن.
كان ميرغني ابن دفعتنا حيث دخل معنا أولى آداب بجامعة الخرطوم مطلع السبعينات ثم تحول لدراسة القانون .مضى ميرغني لتبقى ذكراه العطرة تدوم وتدوم.
لعزاء الحار لأسرته الصغيرة زوجته سميرة وبنته وولده معتصم .العزاء لأهله ومحبيه وعارفي فضله بالأبيض والخرطوم والسودان.
نعم تصحرت الرياض بعدك ، فليبقى دويّ الذكرى دائماً فينا يا ميرغني .وليرحمك الله..

Quote: فبيته هناك كان بمثابة دار للمنتديات ونزلاً للضيافة لكل من يغشى الرياض من أهل الثقافة والمهن والفن.

نعم اخي بشرى كان بيته منتدى لكل النخب المستنيرة وغيرهم من السودانيين

الصبر لاسرته ولكم ولنا جميعا يا بشرى

محمد عبد الجليل ....اخي وصديقى وحبيبى ياخى لك من التحايا اغزرها واصدقها ولك ما انت به جدير من التقدير فليس اكتر منى من يعرف الجهد الخارق الذى بفضله طلعت فعاليات الرياض بالشكل و المضمون الذى طلعت به والذى وصفته انت وكما يمكن لشخص مثلي كان هناك في قلب كل ذلك ( قبل ان يصبح ود الجيران ).... كان الشامخ ميرغنى يقول نحن قد أنسنا الرياض وقد صدق لكنى الان اضيف ان أنسنة الرياض تلك ما كان لها ان تتم لولا جهود فوق العادة قام بها بواسل كان علي رأسهم بل وقيدومتهم شباب مثل محمد عبد الجليل ....ياخي البركة فينا جميعا في من رحلوا ..رحم الله والدنا عبد الجليل و يا محمد البخلف كلسا متلك ما بقولوا عليهو مات اما حبيبنا ميرغنى فيكفى لتخليده انه قد أنسن الرياض لفد قال يوما الاعلامي ( محمد سليمان) عن وردي انه لو لم بفعل شيئا سوي انه قد لحن وغنى الطير المهاجر لكفاه ذلك لكن وردى لحن وغني العشرات من اخوات الطير المهاجر و كذلك فعل فيما عرفنا ولم نعرف من مأثر ميرغني الشايب لقد كنا نحن يا صديقي حضور الزمن الوردى واضيف الان وموجة فرح تحملنى وسط الحزن اننا نحن رفاق رياض الشايب ....... دمت يا صديقى العزي

محمد عبد الجليل ....اخي وصديقى وحبيبى ياخى لك من التحايا اغزرها واصدقها ولك ما انت به جدير من التقدير فليس اكتر منى من يعرف الجهد الخارق الذى بفضله طلعت فعاليات الرياض بالشكل و المضمون الذى طلعت به والذى وصفته انت وكما يمكن لشخص مثلي كان هناك في قلب كل ذلك ( قبل ان يصبح ود الجيران ).ان يتخيل ... كان الشامخ ميرغنى يقول نحن قد أنسنا الرياض وقد صدق لكنى الان اضيف ان أنسنة الرياض تلك ما كان لها ان تتم لولا جهود فوق العادة قام بها بواسل كان علي رأسهم بل وقيدومتهم شباب مثل محمد عبد الجليل ....ياخي البركة فينا جميعا في من رحلوا ..رحم الله والدنا عبد الجليل و يا محمد البخلف كلسا متلك ما بقولوا عليهو مات اما حبيبنا ميرغنى فيكفى لتخليده انه قد أنسن الرياض لفد قال يوما الاعلامي ( محمد سليمان) عن وردي انه لو لم بفعل شيئا سوي انه قد لحن وغنى الطير المهاجر لكفاه ذلك لكن وردى لحن وغني العشرات من اخوات الطير المهاجر و كذلك فعل فيما عرفنا ولم نعرف من مأثر ميرغني الشايب لقد كنا نحن يا صديقي حضور الزمن الوردى واضيف الان وموجة فرح تحملنى وسط الحزن اننا نحن رفاق رياض الشايب ....... دمت يا صديقى العزيز

الاخ الدكتور / بشرى الفاضل - تحياتي لك،

فقدنا ميرغني الذي تعرف وعند التنادي لإحياء ذكرى الوفاء كان الأمر فوق تصور
أي إنسان، جاء الجميع طوعاً وفرحاً لإحياء ذكرى من ترك في كل ركن ذكرى لن
تنمحي، كانت إنطلاقة فعاليات الوفاء حدثاً لم نشهد له مثيلاً حتى الأطفال أصاخوا
السمع للكلمات التي خرجت من أصدقاء ميرغني .. شهد الله إني عاجز حتى هذه
اللحظة عن إستعادتها هنا .. لابد من أن ننزلها مسجلة ومصورة فلو كتبت الكلمات
كيف لي أن أنقل نبرة الحزن أو دلالات مشهد تضيق بوصفه العبارات ووجوه أصدقاء
وصديقات طفحت حزناً يضمر أن لا بد من مواصلة مشوار الراحل مهما عظم
التكليف .. رحم الله ميرغني فقد حفه الصدق الأبلج فأحبه الناس.

كتب الأستاذ/ راشد محمد الجاك:

ميرغنى الشايب وداعا ... ماعرف قلبك شوائب
يالطيفا ... لطف من لم تقترب منو المصايب ...
تجدنى اكثر الذين افتقدو ابامعتصم فى هذه المدينة التى التقيته بها ... وصار دليلا لنا ونبراسا يضئ بحق
اقف واحى ابنك الواثق الشهم الشبل الذى نتمنى ان يسير على دربك ... معتصم
والشكر كل الشكر من قبل اسرته للجنة القومية لهذه الليلة الاحتفائية الخالدة .....
===========================================
ونيابة عن اللجنة القومية شكراً لك أخي راشد .. وحقاً فقد أصبح الراحل دليلا
ونبراساً بحق لكثيرين.

لميرغني الشايب
للشاعر (محجوب شريف)

ميرغني الشايب وداعا
ما عرف قلبك شوائب
يا لطيفا..
لطف من لم تقترب منو المصايب
والمصايب يا ما جاتك
حتى في أقرب قرائب
شلت همنا عز شبابك
وأصلو ما ختيتو شايب
يا جميلاً... مستحيلا
أن تكون لو مت غايب
يا بحر أحمر سألتك
حافي حالم
مقرن النيلين رحل من غير حقايب
عنك الخرطوم بتسأل في الزمن فراق حبايب
ميرغني الشايب زكايب
من مودة تحت سريرو
يا طيور الحزن حلقي في سماواتو وغديرو
ثم أنزلي من علاك وركي في آخر ضميرو
تلقي نمولي هناك تقشر
ضحكة في منزل حلايب
والوطن واقف مهندم
بالتنوع وبالتعدد
خاطرو طايب
والسلام كالموية عذباً
وكالحليب حولو الزرايب والكهارب
ليلا هارب تفضح أشواك العقارب
وتخشى من جر الحبل كل الدبايب
والمليشيات والكتائب
ميرغني الشايب وداعا...
ما عرف قلبك شوايب
وما عرف دربك شوايب

أغنية لميرغني الشايب

بصوت محجوب شريف



لميرغني الشايب
للشاعر (محجوب شريف)

ميرغني الشايب وداعا

ما عرف قلبك شوائب

يا لطيفا..

لطف من لم تقترب منو المصايب

والمصايب يا ما جاتك

حتى في أقرب قرائب

شلت همنا عز شبابك

وأصلو ما ختيتو شايب

يا جميلاً... مستحيلا

أن تكون لو مت غايب

يا بحر أحمر سألتك

حافي حالم

مقرن النيلين رحل من غير حقايب

عنك الخرطوم بتسأل في الزمن فراق حبايب

ميرغني الشايب زكايب

من مودة تحت سريرو

يا طيور الحزن حلقي في سماواتو وغديرو

ثم أنزلي من علاك وركي في آخر ضميرو

تلقي نمولي هناك تقشر

ضحكة في منزل حلايب

والوطن واقف مهندم

بالتنوع وبالتعدد

خاطرو طايب

والسلام كالموية عذباً

وكالحليب حولو الزرايب والكهارب

ليلا هارب تفضح أشواك العقارب

وتخشى من جر الحبل كل الدبايب

والمليشيات والكتائب

ميرغني الشايب وداعا...

ما عرف قلبك شوايب

وما عرف دربك شوايب

تحياتي الأستاذ/ بدرالدين الأمير - تحياتي ناصر .. شكراً لإنزال قصيدة شاعر الشعب
محجوب شريف وهو يودع صديقه ميرغني بـ مقرن النيلين رحل من غير حقايب
لقد كانت جزءاً من الأمسية لم تتح بوضوح بسبب مشكلة فنية
وكذلك كلمتي د. عبدالقادر الرفاعي والأستاذة عائشة موسى .. وطالما يا ناصر قــد
بدأت التغطية المباشرة بالصوت والصورة ليتك تفعل حيال الكلمات والقصائد :

شيراز عبدالحي افتتاحية الأمسية عن اللجنة القومية
صلاح محجوب كلمة اللجنة القومية
عثمان الحسن كلمة الملتقى الثقافي
محمد حلا كلمة القوى السياسية
مجوك أجاك كلمة دولة جنوب السودان
الشعراني عبدالوهاب كلمة القانونيين
ياسر حسين طه كلمة أبناء الأبيض
أبوبكر هارون كلمة أبناء الأبيض
محمد عبدالجليل كلمة الرابطة الرياضية الصالحية
محمد مدني (شعر)
معاوية ياسين (كلمة)
نجاة عثمان (شعر)
ياسر صديق مدثر (شعر)
ياسر العيلفون (شعر)
معتصم الشايب كلمة أسرة الفقيد
معتصم مالك عن أسرة الفقيد
عبدالله الفكي كلمة فرقة ميندوزا
كلمات ينبغي توثيقها كما قيلت خاصة وقد تداخل فيها الخاص بالعام
وحوت ذكريات مهمة مع الراحل العزيز وأشارت بجلاء لهمومه
المتعددة بقضايا الوطن بالإضافة لمقترحات مهمة تستحق أن يُمسك
بها لذاكرة الوطن البنحلم بيهو يوماتي ..
المعذرة لو سقط أي من الأسماء سهوا لكوني أكتب من ذاكرة
أكل عليها الدهر ولم .. وهذه مجرد تذكرة للإخوة الذين يقومون
بإنزال الفعالية بالصوت والصورة، علماً بأن الترتيب الذي أوردت به
الكلمات قد لا يكون دقيقاً أيضاً .. وشكراً يا ناصر وأنت تبذل الجهــد
دائماً لتجويد الاخراج، واليوم نحن في ذكرى ميرغني الذي كان
دليلنا بلا منازع في ترتيب الأشياء يرحمه الله.

كتب الأستاذ/ حفيظ الشيخ

اللهم ارحمه رحمة واسعه والهم اهله وذويه الصبر والسلوان وان تغفر ذنوبه وان تجعله مع الصديقين والشهداء
الشكر كل الشكر بدون فرز لمن ساهم وشارك فى تابين الرجل الخلوق
=====================================
شكرا لك أخي .. هنالك العديد من الإخوة والأخوات الذين قرروا أن تستمر رسالة ميرغني الثقافية والإنسانية
وما هذه الفعالية إلا قيض البداية من فيض دفاق قادم يلاحق بجد جميع الجبهات التي كان الراحل فارس
رهانها المغوار.

يا طيور الحزن حلقي في سماواتو وغديرو

ثم أنزلي من علاك وركي في آخر ضميرو

تلقي نمولي هناك تقشر

ضحكة في منزل حلايب

والوطن واقف مهندم

بالتنوع وبالتعدد

خاطرو طايب

والسلام كالموية عذباً

وكالحليب حولو الزرايب والكهارب

ليلا هارب تفضح أشواك العقارب

وتخشى من جر الحبل كل الدبايب

والمليشيات والكتائب

الأخ محمد عبد الجليل واللجنة ومن يتابع معنا هيكل تلك الأمسية الزاكية بالذكرى العطرة....

إثباتاً لمثابرة وجهد الإبنة مي ميرغني شايب وصديقتها وعد (رعم ظروف الامتحانات)
واصرارها على المشاركة في أمسية الوفاء لوالدها...أنقل اليكم مسودة الكلمة التي اجتهدت
مَي في نقلها صوت وصورة ولا أدري ماذا جرى للتكنولوجيا..
لها ولكم ولميرغني في عليائه التحية . عائشة موسى، الخرطوم

ليلة الوفاء لميرغني شايب بالرياض

منذ مدة وأنا من كثرة الفواجع أبشّر ان في الموت عزاء
وان في الفقد بالموت حضور قوي
وفي هذه اللحظة المليئة بلواعج الأسى
تجلس أمامي مَي ميرغني عبد الله مالك توثق لوالدها
وتجبرني بهذا الإصرار على أن أبتلع دموعي بحضورها القوي الذي يمثل خلود والدها وبجانبها صديقتها وعد تلازمها وتشد من أزرها وابنتي ريل تذكرني انها مثال آخر بأن ( الخلّف مامات).
وأن الحياة يجب أن تمضي كما أراد الله بما وهبنا من قوة وإصرار...
وكان هذا ضمن ماأسس له ميرغني مالك منذ ان عرفته وفي كل ملف من ملفات الحياة قابلته فيه وإلى أن رقد رقدته الأخيرة عليه رحمة الله ورضوانه.
فقد كان الشاب ميرغني ضمن شباب في مدينة الأبيض علّموا أهلهم على كل المستويات كيف يُنتزع الحق وكيف يُرَوّج للأفكار البناءة وكيف يثابر المرء وراء معتقداته ويحافظ على حرياته التي منحها له الله وأيدتها الحقوق والأعراف والقوانين الموضوعة. كان حضوراً فاعلاً ذكياً في منابر المدينة من خلال التجمعات الطلابية والشبابية الأدبية والسياسية...وعلى الرغم من ان ميرغني من أسرة عريقة ورغم انني أعرف أهل بيتهم جميعاً ..إلا اننا عرفناه لشخصه : ميرغني مالك الحاضر في كل الأنشطة خاصة ماكان بشأن اتحاد الشباب والاتحاد النسائي الفرع بالمدينة وجريدة كردفان وغيرها.
وفي الملف الثاني وجدته الأستاذ ميرغني عبد الله مالك حقوقياً ضالعاً وسياسياً مصادماً وأباً مهموماً بهموم بيته وبأهل الحي تعرفه الحاجة نصرة ويشاركها عصيدة الجمعة أحياناً وتعرفه الحاجة نفيسة وعبد الله سيد الدكان وكل الجيران بالدناقلة شمال فقد كان حاضراً في كل مناسباتهم ومازال يقوم بدوره في النفخ بقوة على القِرَب المعطوبة بسهام السلطة الجائرة....
وكلما غاب ميرغني عرفنا ان يد الغدر طالته إلى أن لفّه مالفّكم من اغتراب مُسَبَّب.
ثم جئت الى الرياض...وكنت أبحث عن حقوقي أو حقوقية للمشورة في عدة أمور خاصة فإذا بالإسمين المألوفين...سميرة وميرغني الشايب وقبل ان أكمل البحث عنهما جاءني صوته بالتلفون كان يبحث عني معزياً وعارضاً خدماته نفس الميرغني الذي تركنا وذهب منذ عقود من الزمان ...
وكعادته لا يضعك في موقف الطلب فهو حضور كامل ومميز لكل من يحتاج لأمر ما.
ومنذ تلك الساعة وميرغني وزوجته وبيته العامر قِبلة للقاء الطيور من كل فجِ عميق..
تكاثرت عليه الفواجع من موت ومرض وفُرقة ولكني لاأذكر قط ان رأيته في موقع الطلب وحتى في تلك الفواجع لا يترك لي الفرصة لكي أعزيه أو أشور عليه كان دائماً في موقع العطاء قولاً وفعلاً..
أخي الأصغر كبيراً في فكره مُترفعاً عن الصغائر وكأني به يشاركنا القول: زايلة ام بناية قش!
لك الشكر والتقدير ياميرغني على مساعداتك ومساندتك التي لا تُحصى ولا تُعد، وعلى عطاءك للوطن ولأهله المنتشرين في بقاع الأرض...
لك الشكر ياميرغني ان تركت بيتك المضياف فاتحاً ونسأل الله ان يظل هكذا بسميرة ومعتصم ومي وبأحفادك الذين سيحدثهم هذا التوثيق عنك...
نسأل الله أن يقاربك في عليائه من ابنك ووالديك واخوتك مع الأنبياء والصالحين...
ولك الشكر على مَي تجلس أمامي بوقار لا يشبه سنها...
ولكم العزاء يا أهل الرياض...
فقد انكسر مِرْقاً قوياً بموت ميرغني...
وإنا لله وإنا اليه راجعون

د. مجوك الجاك مجوك، من (دولة جنوب السودان) .. صديقنا مجوك الناشط في العمل العام وسط
أبناء الجالية السودانية (الملتقى الثقافي/الرابطة الرياضية) وغير ذلك كثير .. الأستاذ مجوك عمل
أستاذا في جميع المراحل من الابتدائي حتى الجامعة وأصبح بعد إتفاقية نيفاشا مواطناً من دولة ثانية
(دولة جنوب السودان) .. لكين أنا شايف ده كلام ساكت .. فالحدود التي يرسمها ضيق أفق السياسة
ستلغيها حميمية علاقات الشعوب ولو بعد حين .. هذه المقدمة تدخل في باب لزوم ما يلزم .. ومجوك
من الذين عرفوا الراحل ميرغني الشايب مبكراً .. القى كلمة آمل أن تسمعون تفصيلها في التسجيل
وإليكم بعض النقاط التي حوتها الكلمة :

- تعرفتُ على المرحوم في 1971م بواسطة قريبنا الأستاذ/ وليم بيور، الذي زامله في كلية القانون
وتخرجا سويا في عام 1975م.

- كان الأخ/ وليم عضوا بالإتحاد الإشتراكي بينما كان الأستاذ/ مرغني معارضا صلباً للاتحاد
الإشتراكي.

- كان الأستاذ/ من المؤيدين لمطالب أبناء الجنوب في ظل سودان ديمقراطي متعدد الأعراق
والثقافات تسوده العدالة والمساواة.

- أثناء وجودنا في الرياض عملنا سويا في منظمات المجتمع المدني وخاصة في دعم جمعية
المحبة والسلام لنساء جنوب السودان التي دعمها الأستاذ/ مرغني شخصيا.

- عندما تم توقيع بروتوكولات وإتفاقيات السلام، إعتذر لي الأستاذ/ مرغني وأكد بأن النخبة
الشمالية الحاكمة هي المسئولة أولا عن الأخطاء التي أدتْ إلى إندلاع حرب الجنوب.

- عندما صوت الناخبون في الجنوب لصالح دولة مستقلة في الجنوب، إلتقينا سويا وناقشنا
الأمر، حمّل مرغني النخبة الحاكمة وبعض الإنفصالين في الجنوب مسئولية تفتيت الدولة السودانية.

- دعا الأستاذ مرغني السياسيين الشباب الحادبين على مستقبل السودان الموحد إلى البدء فورا في حوار
وطني جاد ومصالحة وطنية حقيقية على غرار تجربة جنوب أفريقيا والتجارب العالمية المماثلة لإعادة
توحيد الوطن في المستقبل.

- ناقشنا سويا في عدة جلسات نصوص الاتفاقيات والبروتوكولات الخاصة بالمناطق الثلاث.

- إن الله يصطفي دائما الناس الذين يتميزون بالصدق والأمانة والعدالة وقول الحق، بينما يمد
في أعمار الفاسدين واللصوص والكذابين والظالمين.

- نؤيد كافة المقترحات التي وردتْ في كلمات المتحدثين بخصوص تخليد إسم المرحوم من خلال
مشاريع ملموسة وإصلاح وقيام الجالية التي ناضل من أجلها الأستاذ/ مرغني.

- التحية والشكر للجنة القومية المنظمة للتأبين.

صور بعدسة المصور المبدع محمد الصادق له التحية وللقائمين على التأبين - وماشين في السكة نمد ...

شكرا مصعب محمد عثمان .. شكراً محمد الصادق الكاميرا المتيقظة في كل فعاليات الوطن
بجهودكم تكتمل الصورة لتفاصيل ما حدث في أمسية ذكرى ميرغني الشايب .. كنت أعرف
أن وصف ما حدث لا توفيه العبارة

كتبت الأستاذة عائشة موسى :

إثباتاً لمثابرة وجهد الإبنة مي ميرغني شايب وصديقتها وعد (رعم ظروف الامتحانات)
واصرارها على المشاركة في أمسية الوفاء لوالدها...أنقل اليكم مسودة الكلمة التي اجتهدت
مَي في نقلها صوت وصورة ولا أدري ماذا جرى للتكنولوجيا..
لها ولكم ولميرغني في عليائه التحية . عائشة موسى، الخرطوم

ليلة الوفاء لميرغني شايب بالرياض

منذ مدة وأنا من كثرة الفواجع أبشّر ان في الموت عزاء
وان في الفقد بالموت حضور قوي
وفي هذه اللحظة المليئة بلواعج الأسى
تجلس أمامي مَي ميرغني عبد الله مالك توثق لوالدها
وتجبرني بهذا الإصرار على أن أبتلع دموعي بحضورها القوي الذي يمثل خلود والدها وبجانبها صديقتها وعد تلازمها وتشد من أزرها وابنتي ريل تذكرني انها مثال آخر بأن ( الخلّف مامات).
وأن الحياة يجب أن تمضي كما أراد الله بما وهبنا من قوة وإصرار...
وكان هذا ضمن ماأسس له ميرغني مالك منذ ان عرفته وفي كل ملف من ملفات الحياة قابلته فيه وإلى أن رقد رقدته الأخيرة عليه رحمة الله ورضوانه.
فقد كان الشاب ميرغني ضمن شباب في مدينة الأبيض علّموا أهلهم على كل المستويات كيف يُنتزع الحق وكيف يُرَوّج للأفكار البناءة وكيف يثابر المرء وراء معتقداته ويحافظ على حرياته التي منحها له الله وأيدتها الحقوق والأعراف والقوانين الموضوعة. كان حضوراً فاعلاً ذكياً في منابر المدينة من خلال التجمعات الطلابية والشبابية الأدبية والسياسية...وعلى الرغم من ان ميرغني من أسرة عريقة ورغم انني أعرف أهل بيتهم جميعاً ..إلا اننا عرفناه لشخصه : ميرغني مالك الحاضر في كل الأنشطة خاصة ماكان بشأن اتحاد الشباب والاتحاد النسائي الفرع بالمدينة وجريدة كردفان وغيرها.
وفي الملف الثاني وجدته الأستاذ ميرغني عبد الله مالك حقوقياً ضالعاً وسياسياً مصادماً وأباً مهموماً بهموم بيته وبأهل الحي تعرفه الحاجة نصرة ويشاركها عصيدة الجمعة أحياناً وتعرفه الحاجة نفيسة وعبد الله سيد الدكان وكل الجيران بالدناقلة شمال فقد كان حاضراً في كل مناسباتهم ومازال يقوم بدوره في النفخ بقوة على القِرَب المعطوبة بسهام السلطة الجائرة....
وكلما غاب ميرغني عرفنا ان يد الغدر طالته إلى أن لفّه مالفّكم من اغتراب مُسَبَّب.
ثم جئت الى الرياض...وكنت أبحث عن حقوقي أو حقوقية للمشورة في عدة أمور خاصة فإذا بالإسمين المألوفين...سميرة وميرغني الشايب وقبل ان أكمل البحث عنهما جاءني صوته بالتلفون كان يبحث عني معزياً وعارضاً خدماته نفس الميرغني الذي تركنا وذهب منذ عقود من الزمان ...
وكعادته لا يضعك في موقف الطلب فهو حضور كامل ومميز لكل من يحتاج لأمر ما.
ومنذ تلك الساعة وميرغني وزوجته وبيته العامر قِبلة للقاء الطيور من كل فجِ عميق..
تكاثرت عليه الفواجع من موت ومرض وفُرقة ولكني لاأذكر قط ان رأيته في موقع الطلب وحتى في تلك الفواجع لا يترك لي الفرصة لكي أعزيه أو أشور عليه كان دائماً في موقع العطاء قولاً وفعلاً..
أخي الأصغر كبيراً في فكره مُترفعاً عن الصغائر وكأني به يشاركنا القول: زايلة ام بناية قش!
لك الشكر والتقدير ياميرغني على مساعداتك ومساندتك التي لا تُحصى ولا تُعد، وعلى عطاءك للوطن ولأهله المنتشرين في بقاع الأرض...
لك الشكر ياميرغني ان تركت بيتك المضياف فاتحاً ونسأل الله ان يظل هكذا بسميرة ومعتصم ومي وبأحفادك الذين سيحدثهم هذا التوثيق عنك...
نسأل الله أن يقاربك في عليائه من ابنك ووالديك واخوتك مع الأنبياء والصالحين...
ولك الشكر على مَي تجلس أمامي بوقار لا يشبه سنها...
ولكم العزاء يا أهل الرياض...
فقد انكسر مِرْقاً قوياً بموت ميرغني...
وإنا لله وإنا اليه راجعون
================================
الأستاذة عائشة موسى تحياتي لك .. أؤكد أن مي ميرغني الشايب وصديقتها وعد
قد أوصلتا المادة المرسلة (الكلمة أعلاه) كاملة صورت وصورة .. الخلل الفني
والتقصير (مننا نحنا) ونأمل ألا يتكرر في فعالياتنا القادمة .. الآن المادة متوفرة
وكاملة الوضوح .. وأشكرك على توفير الكلمة هنا .. سوف يتواصل برنامج
الفعاليات عبر العمل الجماعي لترسيخ ما ظل ميرغني يعمل لأجله طوال حياته
يرحمه الله.

(شكرا مصعب محمد عثمان .. شكراً محمد الصادق الكاميرا المتيقظة في كل فعاليات الوطن
بجهودكم تكتمل الصورة لتفاصيل ما حدث في أمسية ذكرى ميرغني الشايب .. كنت أعرف
أن وصف ما حدث لا توفيه العبارة )

قال الأستاذ مجوك في الأمسية:

- عندما صوت الناخبون في الجنوب لصالح دولة مستقلة في الجنوب، إلتقينا سويا وناقشنا الأمر، حمّل
مرغني النخبة الحاكمة وبعض الإنفصالين في الجنوب مسئولية تفتيت الدولة السودانية.

- دعا الأستاذ مرغني السياسيين الشباب الحادبين على مستقبل السودان الموحد إلى البدء فورا في حوار
وطني جاد ومصالحة وطنية حقيقية على غرار تجربة جنوب أفريقيا والتجارب العالمية المماثلة لإعادة
توحيد الوطن في المستقبل.

..............
..............

فقدنا ميرغني الذي تعرف وعند التنادي لإحياء ذكرى الوفاء كان الأمر فوق تصور
أي إنسان، جاء الجميع طوعاً وفرحاً لإحياء ذكرى من ترك في كل ركن ذكرى لن
تنمحي، كانت إنطلاقة فعاليات الوفاء حدثاً لم نشهد له مثيلاً حتى الأطفال أصاخوا
السمع للكلمات التي خرجت من أصدقاء ميرغني .. شهد الله إني عاجز حتى هذه
اللحظة عن إستعادتها هنا .. لابد من أن ننزلها مسجلة ومصورة فلو كتبت الكلمات
كيف لي أن أنقل نبرة الحزن أو دلالات مشهد تضيق بوصفه العبارات ووجوه أصدقاء
وصديقات طفحت حزناً يضمر أن لا بد من مواصلة مشوار الراحل مهما عظم
التكليف .. رحم الله ميرغني فقد حفه الصدق الأبلج فأحبه الناس.


هوكذلك يا صديقي العزيز..
ذلك كان ميرغني الجميل ..
رأيت جماله في كل الحضور..
في الوجوه الباسمة والأخري الحزينة..
في حديث الكاريب والآخرين عنه..

تري هل رأت روحه وشعرت بكل ذلك الحب له؟؟

رحم الله ميرغني العزيز بقدر ما أعطي..وبقدر الآلام التي عاني منها..
وبقدر حبنا جميعا له!

بعد أيام قليلة من رحيل ميرغني أعلنت الرابطة الرياضية الصالحية بالرياض المملكة العربية
السعودية أن الرابطة ستقيم دورة الوفاء والتي ستشارك فيها جميع فرق الرابطة الرياضية
بإسم دورة الوفاء
للراحل ميرغني عبدالله مالك الشايب

الله يرحمك يا ميرغني

شكرا اخي محمد وانت توثق لهذا الرجل المتعدد الانشطة والمواهب المثقف (الحبوب) ود البلد والذي لم يفارقه كتاب السودان فقد مات وهو على صدره.
والتحية لكل من حضر وشارك في هذه الامسية المحضورة المتفردة كتفرد ميرغني الشايب نسأل الله له المغفرة والرحمة بقدر ما قدم واعطى.

له الرحمه والمغفره قدم للمسالكين والارامل الكثير
كان لا يتوانى فى مساعدة المريض والمسكين والفقير
بل يشحذ همم الاخرين لهذه الاعمال الخيره اشهد له بذلك
ندعو لك دوما ما دمنا على قيد الحياه

كتبت الاخت الأستاذة منى خوجلي:

تري هل رأت روحه وشعرت بكل ذلك الحب له؟؟

==============================
تحياتي يا منى .. كأني بروحه السمحة هي التي دعت الجموع التي توافدت
لتعبر أن جهد ميرغني المثابر لعقود وهو يبذر الوعي والإستنارة بصبـــــر
ذوي البصائر لن يضيع أبداً .. رحم الله ميرغني الشايب

====================================
شكراً يا ناصر .. واصل الخيط خيطك بحق .. وأنا بباصر معاك كلما حصلت
على إحدى الكلمات التي ألقيت في ذلك المساء الخالد في ذكرى الوفاء لمـــــن
كان يعلم الناس كيف ترتب الأشياء.

بسم الله الرحمن الرحيم
" ن و القلم و ما يسطرون ما أنت بنعمة ربك بمجنون و إن لك أجرا غير ممنون و إنك لعلي خلق عظيم فستبصر و يبصرون)
-----------------------------------------
( ثم غمس قلم الإرادة في مداد العلم و خط بيمين القدرة في اللوح المحفوظ المصون
كل ما كان
و ما هو كائن
و سيكون
و ما لا يكون
فسبحان ربك رب العزة عم يصفون ، ذلك الله الواحد الأحد فتعالي عم أشرك به المشركون)
--------------------------------------------------
" كل الأحبة يرتحلون فترحل عن العين ألفة هذا المكان"
---------------------------------
عم صباحا أيها الصـقر المجنح
عم صباحا
سنة تمضي و أخري سوف تأتي
فمتي يقبل موتـي
قبل أن أصبح مثل الصقر صقرا مستباحا
---------------------------------
بعدك، فقدنا القدرة على الحزن لشدة ما حزنا
لكل الأصدقاء ، لكل الأحبة أبث حزني و ألمي لفقد أحب الناس ، أنبل الناس ، أصدق الناس , أشجع الناس في زمان قل أن يجود بمثله ،الأخ و الصديق الوفي الأستاذ العالم ، الأديب
ميرغني عبد اللّه مالك أو ميرغني شايب
كما يناديه بها كثيرون .....
إنها لفاجعة كبري و خبر صاعق ... هل حقا ترجل الفارس المغوار؟ عرفته و هو إبن مدينتي (الأبيض) شاب ثاقب الفكر يحمل هموم الوطن و قد عرفته السجون و المعتقلات في عز شبابه فما تواني أو تخازل أو ضعف ، بل سار في درب سبقه إليه أشقاؤه . في وقت واحد كان أحدهم نزيل (شالا) و آخر في زنازين (كوبر) وميرغني يفترش الارض خلف قضبان سجن (الأبيض) أسرة عرفت بمناهضة دكتاتوريات العسكر فساروا على درب شقيقهم الأكبر المرحوم الاستاذ المناضل معتصم عبد الله مالك. ميرغني و بموهبته الأدبية الراقية قد عبر عن حال والدتهم و كم عانت من تفرق الأحباب و رحولهم في مقال منذ أكثر من ربع قرن و لحسن الطالع ما أزال أحتفظ به.
تقطعت بنا دروب الحياة فكان تواصلنا عبر الهاتف و الرسائل فكنا نتبادل ما نكتب و كانه كان على موعد من القدر حين هاتفني مهنئا بزواج إبنتي رشا (خلاص يا حامد العمر سرقنا و بعد شويه حنقول ليك يا جدو .. ثم ضحك بصوته الدافيء الجهور .... نفسي كان أحضر الزواج و التقي بالأهل و الاحباب بس انت عارف الصحة بقت ما مساعدة )
أصيب في مقتل حين رحل فلذة كبده و قد أفرغ حزنه في مرثية بعث لي بها و اليوم استعيد مطالعتها فأدرك ، بعد فوات الأوان ، أنه كان ينعي لنا نفسه.
رحم الله أخي و صديقي ميرغني شايب و جعل المولي مثواه الجنة و ألهم آله و رفاقه و أحبابه الصـبر الجميل و إنا لله و إنا اليه راجعون.

مرثية الحلم الجميل
ميرغني عبدالله مالك (شايب)
علمتني الصدق الجارح ،وشفافية الأشياء دون ضجيج أو استعلاء ، وزاوجت بين الكلمة والفعل ، وتحررت من ازدواجية قاتلة ومقيتة . هنالك من يغازل الحقيقة كثيرا دون أن يفلح في الاقتران بها ، إلا انك قد اقترنت بها صنواً ونداً ، وقع الحافر على الحافر . أهداك برومثيوس قبساً من شعلته المقدسة ، فبددت بها العتمة ، وسبرت غور الأشياء والناس ، لكنك كنت تنوء بصخرة سيزيف .
لماذا غادرتنا خلسة دونما وداع ، يا أخا الصفاء يا مازن . غمرني ذلك الشعور البغيض قبل رحيلك ، وأثقل على خوف غامض مبهم ـ صهيل الكارثة ـ لم أكن اعلم أن الفارس اثر أن يترجل ليمضي بعيدا في الغياب السرمدي . كان حدسي يشي بذلك ، وقد ناء صدري بحمل ثقيل،وأنفاسي متقطعة لاهثة .
كنت في تلك اللحظة تقاوم حشرجة الموت وقرقرته ، وقد استأسد عليك . مسجياً على السرير الأبيض .أستعيد أوراق الغرفة 8 لأمل دنقل :
عم صباحاً أيها الصقر المجنح
عم صباحاً
سنة تمضي وأخرى سوف تأتي
فمتى يقبل موتي
قبل أن أصبح مثل الصقر صقراً مستباحاً ؟
وقد تقاطر على المستشفى رهط كثير ضاق بهم المكان على سعته . لا يعرفونك ، ولكنهم يعرفونك ، نقي السيرة والسريرة ، عفيف اليد واللسان (... نعف عند المغنم) ، في وقت أصبحت فيه المغانم بضاعة مزجاة على قارعة الطريق في المدن اليباب التي تعج بالنفايات وبالعقم . جلست إلى جوارك كسيراً مجروحاً ، وقد استبد بي الحزن ، هصرتني الفجيعة . شبح الموت يحلق فوقك ، وتناوشك يد المنون ، وأنا متأرجح بين الخوف والرجاء . أتوسل للعزيز الجبار في ضراعة واستجداء ، ولساني يلهث بالدعاء ، أن يعيدك لسيرتك الأولي ، قويا فتيا ، تمور بالصحة والعافية ، مفعم بذلك الفوران والتدفق . استعيد ألان حيويتك في التاكندو ، وتسيدك في ملاعب التنس ، أداء بارعاً يفيض بالحيوية وقد حصدت كأس المجمعات السكنية في مباريات حمى فيها وطيس المنافسة . كأسك ينتصب أمامي الأن كما تزينت الجدران بسجل نبوغك المبكر ( المنارات ، نجد ، مدرسة بلوريدش وجامعة تنسي ) . أغوص في عينيك الغافيتين ، أناديك ، ترخي السمع ، لكنك تذهب بعيدا في صمتك النبيل ، فقد أزمعت الرحيل . باسمك كان يبدأ حلمي . استصرخك " يا مازناه ... يا مازناه " ألا تنطفئ حتى تظل شعلة برومثيوس متقدة . كنا نسقط أحيانا من بؤر الكلمات الضحلة ، واللغة السقيمة والزمن اليباب ، وحين أراك ، يا وضاح المحيا ، ينبت في أيدينا نرجس الحياة ويخضوضر عشب الأرض . في تلك الغرفة التي تختلط فيها الأنفاس المتحشرجة برائحة العقاقير وهمهمة الأطباء ، وحفيف أجهزة الإنعاش وهي تواجه قلباً مثخناً أنهكه المرض وهده الإعياء وطول التنقل بين العيادات والمستشفيات في قارات أربع ، وأطباء يلهجون بلغات مختلفة . لكنه قلب أنعشه عبير الأمكنة وضمخته الأشياء الجميلة ، وأضناه الشوق والتوق لعالم ليس فيه متكأ لزيف أو أقنعة . هل كان بك مس من اليوتوبيا والفكر الحالم الزاهي كحال أبيك الذي بدأ رحلة خريف العمر ولم يحصد غير هشيم الأحلام الكبرى وانكسار المشاريع الإنسانية وسقوطها المدوي وهي التي صاغها فكر وردي محلق وجانح . هل اقلب البوم الخسارة لعباس بيضون في تلك الغرفة الموحشة ، وأشبه بالأقبية الرطبة ، الملبدة بغيوم الموت ومزن الرزايا ، داهمني إحساس مراوغ و جارف أن ما أراه أضغاث أحلام وكابوس مزعج سيمضي مدحورا ، والموت لن يهزم " فارس الحوبة" ، وستعود إلينا ، لتبعث فينا ذلك الإحساس المفعم بعظمة الحياة بنبلها وكيدها ، وشموخ الإنسان ، والأحلام اليانعة الصغيرة ، والشعور بالتفاؤل المديد و الوريف :
" لا اعرف أيهما أكثر إستبسالا
الروح أم الجسد ؟
كلاهما كان يصهل "
كلاهما خذلاني ، وكان شعورا مخاتلا وكاذباً ، لأن القدر أحكم قبضته ، وأنت بين حجري الرحا ، لا فرار ولامناص . أيقنت لحظتها أنك مفارق . أزمعت السفر وتتعجل الرحيل ، ونحن نستبطأه ، علنا نستزيد من نبوغك ووعيك الشقي المبكر ، نكمل مشوارنا معاً ، ونواصل ذلك الحوار الحميم والنبيل لنعيد للأيام بهاءها ونضرتها بعقل طفولي مشاغب ، ومبدع . " هل تسافر حتى تبتعد عن المكان الذي أنجبنا لترى الجهة الأخرى من الكون ، بحثاً عن طفولاتنا ، وعن ولادات لم تحدث بعد . تسافر حتى تكتمل الأبجديات الناقصة ، تبتعد كالشفق الذي يرافقنا ويودعنا "
انفجر الحزن شلالات وانهارا ، وفاضت المآقي بدمع لا يكفكف " يا كمين بشر " "ودمع نازل كالمزن في الهملان " . ودخلت الرياض والأبيض والعيلفون " بيت الحبس " ، وارتاح الموت وهدأ إعصاره المزمجر حين أسكتك ، وكنت قبلها في " جفن الردى وهو نائم " .
أبكيك أيها الحاضر الغائب ، يا ريحانة حياتي وخلي الوفي . في القلب لوعة وندوب ، وبالنفس جراح غائرة . أبكيك أيها الابن والصديق الحميم والهميم . معا تعلمنا حب مصطفى سيد أحمد حين أقام معنا في الرياض وأرملته الثكلى بثينة . مصطفى ، وبصوته الشجي الندي تدوزنا ( يا الدوزنت عصب الزمن الأشتر) . مصطفى الذي أنشدته عفاف الصادق " يا الكحلت عيون الدنيا بلون الغنوة ... يا الضفرت ضفاير إحساس الكلمة الحلوة " . عشقنا معا سيرة مصطفى ، نتسقط أخباره ، ونمضي معه في حله وترحاله ، وهو يشمخ في أعيننا . ملحمة في حياته وموته . أصبح غناؤه خبزنا اليومي ، ولنا غذاء الروح والجسد . كنت أكثر عشقا لمصطفى ، وأصبحت متيما كلفا بغنائه . غادر مصطفى مبكراً واقتفيت أنت خطوه . مصادفة أم تواطؤ غير معلن مع المرض والسقم . جمعت بينكما تراجيديا الكلى الفاشلة ومألاتها الكارثية . هل يرحل المبدعون والنابغون هذه الحياة المقفرة مبكراً ، ويتركون للآخرين جدب الأشياء ######طها . لا يبزك احد في حفظ تلك المقاطع البديعة والمفردات ذات الجرس العالي ، وهي مقاطع ومفردات استعصى فهمها على البعض لما فيها من ترميز وإيحاءات ودلالات ، وخطاب شعري جديد ، خرج على المألوف ، وتواطأ على العادي . سكنتك تلك الروح الجانحة دوماً لثقافة التسامح وقيمه لان في السودان متسع للجميع . هل كان محمود درويش صوتك المضمر ، وهو ينشد :-
قد يجد الباحثون عن الجوهر البشري
مقاعد كافية للجميع.. .
هنا هامش يتقدم ، أو مركز يتراجع ،
لا الشرق شرق تماما ، ولا الغرب غرب تماما ،
فان الهوية مفتوحة للتعدد
لا خنادق أو بيارق
همست في إذني يوما بصوتك الندي الحميم أحد مقاطع مصطفى ، ونحن نجتاز ذلك البهو الفسيح بناسه (أو كما قال شاعرنا محجوب شريف (المكان بالناس )
" غايتو أمشي في الدرب البطابق فيهو خطوك صوت حوافرك ".
لم التقط إيماءات المفردة ومحمولاتها . هل كان في إذني وقر ؟ أسعفتني بالشروح لأنك تستبطن المعاني ، وتفك شفرة الالتباس ومعاندة المبهم ، ومشاكسة المألوف والتحرش بالعادي .
كنت قمة في التسامح رغم عمرك الغض ويفاعة سنك ، وقامة سامقة في أدب الأختلاق وحوار الآخر . تعلمنا أن نكبح جماح الأنا المفرط ، ونحترم متعة الإصغاء للأخر المختلف . افتقدك الان في زمن الحيف والغشامة والغشاوة والعشى اليومي المزمن ونبكيك بدمع سخين.
حزني كبير عليك يا مازن ، يا ثمرة قلبي ورمانة فؤادي . من ذا يدثرنا بريش حنانك ، ويزملنا بوشاح نبلك .
" أن الرزية لا رزية مثلها: فقدان كل أخ كضوء الكوكب "
ها هي الخنساء تبكيك وتذيع شيمك وكرم خصالك بين الناس .
بعدك فقدنا القدرة على الحزن لشدة ما حزنا ، وفقدنا القدرة على البكاء لشدة مابكينا كما قال دوريش في وداع أستاذه ورفيقه أميل حبيبي صاحب " سداسية الأيام الستة " وسعيد أبو النحس المتشائل ".

فلترتقي مكانك بين الصديقيين والشهداء ، وليسبغ عليك الله شأبيب الرحمة.

ميرغني عبدالله مالك ( أبو مازن )

كتب أحد مقدمي الحفل صديق السيد المحامي:

يجتمع الناس عادة علي الشخص وهو حي ويملك المال والسلطة ، ولكن ميرغني الشائب
جمعنا بغيابه الباذخ في الحضور بمحبته للناس ووفاءه لوطنه ومبادئه ، اهل الرياض
يالكم من اوفياء شكراً لكم فرداً فرداً فقد كنتم نعم الأصدقاء للفقيد...

==========================================================
فشلت ليومين متتابعين في رفع هذا الخيط الهام لأسباب (فنية) لا
أعرف تفاصيلها، لا زال الخيط ينتظر الامساك بكلمات وفعاليات يوم
الوفاء للراحل الجريء الجميل.

كتب الأستاذ/حامد مراهد:

عم صباحا أيها الصـقر المجنح
عم صباحا
سنة تمضي و أخري سوف تأتي
فمتي يقبل موتـي
قبل أن أصبح مثل الصقر صقرا مستباحا

كتب الأستاذ/ إسحاق الأمين:

هل حقا مات الأستاذ ميرغني ؟ مثل الأخ ميرغني لن يموت فهو باق فينا بروحه
السمحة وطبعه النبيل وفكره النير ومساهماته الثرة في المنتديات والمناسبات
المتنوعة وأياديه البيضاء الممدوة بكل أريحية ######اء إلى كل من يستحق العون
والمساعدة والعطاء. رحمة الله التي وسعت كل شيء تغشاك يا شاب يا أخا الجود
والكرم والسخاء
====================================================================

وريثما نعود للكلمات التي ألقيت في مساء ذكرى الشايب .. تأملوا كلمات
الدكتور/ محمد خليل الكارب التي أعتصرها من كبده:


بيتك يا ميرغني .. ذلك الذي تفوح منه ليلاً أو نهاراً رائحة الضيوف والطعام ..
يا للفجيعة يا صديقي .. يا للألم..
هل تريد أن تقول أنني لن أسمع مجدداً صوتك يا شايب..
صوتك يا ميرغني
ذلك الحميم
ذلك المحتشد بالقرب
والحب
والتبني
والتمني
والتغني
والسلام
ذلك الندي
والشجي
والسخي
والفهيم
والرحيم
صوتك يا ميرغني
ذلك الذي جوهر صدر المحافل
وأسكت صوت المرجفين
صوتك يا ميرغني
ذلك الحامل عذابات المحتاجين
حاجباً أسماءهم
جالباً أفراحهم
مرافعاً عن حالهم
ورافعاً أثقالهم
مواصلاً لهم
مناضلاً من أجلهم
مقاتلاً وباسلاً
صوتك يا ميرغني
ذلك الساطع النبرات
عندما ينادي الحق
ويرتفع الثمن
ذلك الصاعد الدرجات قفزاً
حينما – الداعي – الوطن
ذلك الذي تخنقه العبرات في ساعة الحزن
وتغسله ضحكات طهر طفلة
والليالي العامرات
تهدي...
إلفةٍ لوحشة…
نظرة لفكرة
وأغنية لخاطرة
وساعة لذكرى
وقصة لأخرى
وزماناً لزمن
صوتك يا ميرغني
عندما يدعونا
ان اتحدوا ..
لا تبتعدوا
فالنيل ينادي .. والغابة والصحراء ..
في بيتي لا غربة تبقى
لا هم يبيت
الباب بلا مفتاح
وغرفة مازن في الأعلى
للمتعب منكم
أو من يحتاج مبيت
اجتمعوا عندي
تلتمع الفكرة
تطلع من بين أكمام الغربة
خاطرة تكبر
تنبت شجرة أحلام وردية
نسقيها
يزدهر البستان
نهديها للوطن النابض فينا أغنية
أمنية حُبلى بالأحلام
تخفق رايات المستقبل أعلام
تروي جذر الحرية
ما أنبل دعواتك يا شايب
ما أروعها
ما أسماها
ما أغلاها يا شايب
في زمن.. من رث الأيام
زمنٍ مختال بالزيف
زمن تلدغ عقربه كل شريف
زمن ضليل .. ضال .. ظليم ومخيف
زمن غيهبه .. توهان في الغربة
أو في الوطن نزيف..
صوتك يا شايب
صوت الحلم الغائب عنا
صوتك حس أمانينا
صوتك همس قصائدنا الطفلة داخلنا
صوتك موسيقى وردية يا شايب
صوتك يهدر حتى في صمتك
صوتك في العينين دمعتان تلتمعان
وفي الشفتين مولد ابتسامة
وصوتك البدء عند كل لقاء
والمتن منه…. والختاما
نم هانئاً يا صديقي الجميل
ويا أخي الذي ولدته كل أمهاتي
من مهيرة بت عبود
إلى ستنا محمد سليمان
فأنت لن ترحل – وليس مثلك من يمضي بلا أثر
بل أنت تركت وراءك كل المآثر
وإذا كنت من بلادي
قد أهدتك لنا عروس رمالنا الجميلة
فها أنت اليوم:
عريس الرمال كلها والجبال
والنيل والغابة والصحراء
دامت فينا ذكراك العطرة يا ميرغني
ودام الوطن الذي ينجب رجالاً
مثلك يا شايب

الوفاء لميرغني الشايب كما قال المتحدثون في الأمسية يعني مواصلة المسيرة
وتجميع القوى الباحثة عن وطن على معايير صحيحة .. أو كما أبدع وأوجـــز
الشاعر محجوب شريف في رثائه لصديقه حميد:

مبيت وشاي بى بسكويت:

مبيت وشاي بى بسكويت
خليني أحلم ياخي إنك
إنتا عصرا بدري جيت
ودخلت مثل الهمبريب
قريب قريب جوا الفؤاد
وبعيد بعيد إنك تغيب
أنا ما بجيب سيرة الجراح
أنا ما بجيب سيرة النحيب
نضارة الوجه الصبوح
وصديري شباك الحنين
جلباب وباب من ضلفتين اتنين كتاب
أرضاً سلاح
أرضاً سلاح
نبني الدمقراطية صاح
نبنيه صاح
وطن البراح
وطنا مجير
لا مستجير لا مستبد لا مستباح

العزيز - محمد عبد الجليل

يبدو أن هنالك مشكلة في روابط الصور

المرفوعة من قبل الأخ مصعب محمد عثمان

لذا أستأذنك في رفع الصور مرة أخري إن أذنت

كما ونكرر الشكر الجزيل للمبدع محمد الصادق مجدداً

علي الدعم والإهتمام المتواصل ...
ـــــــ

جانب من المعرض المصاحب

الاخ / عبدالمنعم العوض - تحياتي لك .. ياخي البوست أصبح تقيل
وما قادر أتعامل معاهو ولا أشوف المداخلات .. رحم الله صديقنا
ميرغني .. وكن قريباً لمزيد من فعاليات التكريم.

--------------------------------------------------------
الأخ ناصر شكراً على إبراز جانب من المعرض .. شكرا لمجموعة
التشكيليين المبدعة .. الخيط خيطك وقبل قليل أتصلت على
الأخ محمد الصادق ليدير معك والأخ عصمت موضوع تنظيم الصور
حسب مجرى هذا الخيط الهام .. وشكراً دائماً .. وليتواصل
التوثيق.

فى أزمان سابقة كانت هناك نقابات واتحادات وروابط تشد أزر بعضها ، وحملت على كاهلها
مهمة التغيير ، لكن هذا لم يعد قائما بعد أن استولي النظام على كل النقابات والاتحادات فأصبحت
روافد له ، ومن الصعب اختراقها . أما الأحزاب السياسية التي تصنف فى خانة المعارضة ،
فبعضها غير راغب فى التغيير ، ويكتفي بالتنديد اللفظي والمعارضة الكلامية ، لكنه لن يمضي
أكثر من ذلك . وبعضها يبعث برسائل مشوشة ومربكة عبر التفاوض مع الحزب الحاكم ، ومواقفها
مبهمة وغامضة ، ولم تفصح عن رأيها فى إسقاط النظام ، والآخر أصابه قدر كبير من الوهن
والضعف مما شل من حركته وديناميكيته ، وأصبح صوته خافتا فى ساحة الفعل السياسي .

الراحل ميرغني عبدالله مالك (الشايب)
27 أبريل 2011م

Quote: لوحة كبيرة للراحل زينت صدر القاعة صممها الفنان القدير شمس الدين آدم بشارة ..

Quote: أستهل اللقاء بآيات من الذكر الحكيم .. قرأها الأخ أحمد الطيب ..

Quote: ثم تولت الدكتورة شيراز عبدالحي إفتتاح الأمسية بمقدمة .. ضافية أدخلت الحضور في عوالم الراحل العزيز ميرغني عبدالله مالك ..

Quote: كان كلُّ من جاء للمشاركة في اللجنة يرى نفسه أنّه الأقربُ لـُحْمةً، والأوثقٌ صلة ً بالحبيب الراحل، قبيلته في العمل القانوني، وجماعته وسنده في العمل الوطني وعصبته في تنظيمات المجتمع المدني ورَحِمه من أهل الأبيّض ونظراؤه في ضروب الفكر الإنساني ورصفاؤه من قاطني وادي عبقر، وأهله من صٌنّاع النغم والطرب ومن محبّي الأدب وضروب الفنون والتشكيل، ومحبو المستديرة ....كان كلٌّ منهم يرى أنّه أقرب من غيره حكماً من بشاشته له وودّه تجاهه، وحفاوته به كلّما تقاطعا في دربٍ من دروب الحياة. كانت هذه أولى مفاتِحِ شخصيّته، إذ كان قريباً من الجميع حميماً في وُدِّه نقيّاً في سريريته وقلبه، في سرّهِ وعلانيته.

ـ_ـ_ـ_ـ_ـ_ـ_ـ_ـ_ـ_ـ_ـ_ــ_ـ_ـ_ـ_ـ_ـ_ـ_

Quote: قدم للأمسية بإقتدار د. شيراز عبدالحي والاستاذ/ صديق السيد

Quote: وكانت الكلمة الأولى للجنة القومية للوفاء لذكرى ميرغني الشايب القاها نيابة عن اللجنة الدكتور/ صلاح محجوب .. قال: الحمد لله الذي كتب على نفسه البقاء وعلى خلقه الفناء، ونصلي ونسلم على المبعوث رحمة للعالمين، للأموات والأحياء، محمّدٍ الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد فإنّ الجرحَ الذي نزف يوم فقدْنَا ميرغني الشايب، عزيزنَا الغالي، ما زال يدمىَ، والدمعَ الهتونَ لمن كان لعِوزهم رافعاً ولمرضهم بلسماً ما انفكّ يهمى. أثيثٌ نبتُهُ جعدٌ ثراه *** به عوذ المطافل والمتالي

جانب من الحضور أثناء إلقاء كلمة الأولى للجنة القومية للوفاء لذكرى ميرغني الشايب ..

يا سلام عليك يا ناصر وإنتا تستعدل الخيط والصورة على أبدع ما يكون

ربنا يستعدل مسيرة الوطن

Quote: تحدث عنهم رئيس .. الملتقى البروف عثمان الحسن محمد نور .. قال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته في هذه الليلة، ليلة الاحتفال بالوفاء والعرفان تتداخل البدايات والنهايات في بعض المواقف فيجد الإنسان نفسه في طريق لا يعرف كيف يجتازه، كما هو حالي اليوم وأنا أخاطبكم بأسمي وبأسم اخواتي واخواني في الملتقي الثقافي الاجتماعي الرياضي في ليلة الوفاء والعرفان للراحل المقيم الاستاذ ميرغني عبد الهو مالك. فإن كنت قد أوتيت من الفصاحة كزياد ابن أبيه، فإن الموقف أجل وأعظم. وما أدري أهو تأبين؟ وهل يؤبّن من كان مثل الاستاذ ميرغني؟ أم هو تكريم؟ ويستحق من كان كالاستاذ ميرغني ، أن يكرم بعد موته، كما كان يكرّم في حياته.

Quote: جالية ام الحمام: اسهم الفقيد بدور بارز وفعال في تكوين جالية ام الحمام وعمل في لجنتها التنفيذية لعدة دورات وسعدت بالعمل معه في احدي تلك الدورات حيث كان شعلة من النشاط في برامجها المختلفة كندوة الاربعاء الثقافية. وكانت جالية ام الحمام تمثل السفارة الشعبية وتدافع عن قضية الوطن ووحدته وتحمل هموم اهل السودان وتدافع عن قضايا المغتربين كتعليم ابنائهم والضرائب والمعاملات القنصلية وغيرها. وكانت للجالية في عهده مواقف شجاعة ومشهودة عندما ادانت الغزو العراقي لدولة الكويت الشقيقة ووقفت موقفا مشرفا يشبه اهل السودان في الوقت الذي وقف فيه الاخرون يؤيدون الغزو ضمن مجموعة دول الضد.وهذا الموقف المشرف لجالية أم الحمام هو الذي أمن بقاء السودانيين في وظائفهم بالقطاعين العام والخاص.

جالية أم الحمام في بداية التسعينيات من القرن العشرين: والتي كان الفقيد أحد مؤسسيها
ومن أكثر وجوهها فعالية ونشاطاً، كانت بالإضافة إلى دورها الوطني داراً للحراك
الثقافي الهادف.. كانت بحق جامعة مفتوحة عرفت أبناء الجالية بتاريخ وطنهم
وجغرافيته .. كما قدمت فيها العديد من المحاضرات الثقافية القيمة..

وهي المكان الذي ألتقيت فيه بميرغني الشايب وتعرفت عليه ومنذ ذلك الوقت ظللت
أتابع بإعجاب الجهد الوطني (الإستثنائي حقاً) الذي ظل يبذله هذا الرجل وهو يبذر الوعي
بحثاً عن وطن (لا مستبد لا مستباح).

كان صندوق سيارته معبأ طوال الوقت بالمقالات الثقافية يوزعها على جميع من
يقابلهم (من يعرفهم ومن لا يعرفهم) .. يعطيك رزمة ويطلب منك توزيعها كان
مهموماً ومراهناً على الوعي ليخرج الوطن لنور المعرفة - كمخرج وحيد ومجرب -
من الهتافية الكاذبة .. وظل الراحل على هذا المنوال حيث أسس العديد من الجمعيات
الثقافية والفنية ليدعم دوره كمثقف فعال بالعديد من الجمعيات التي تلقى أعضائها
التدريب العملي على يديه في بناء الجمعيات الثقافية لتنهض على أرجل ثابتة من
المؤسسية التي تؤمن الديمومة وظل هذا حاله إلى أن لاقى ربه لم يحد لحظة عن
رهانه النبيل لهذا أحبه الناس وكان حزنهم على فقد عظيماً - رحمه الله.

يا ناصر لم أتلقى التسجيل لأقوم بتفريغ الكلمات التي لم تتوفر بعد .. كما خاطبت بعض المتحدثين ليزودوني بكلماتهم لأنزلها
كما قالوها .. ولا اريد أن أستند على ذاكرة (لوحتها الشموس وعفرتها المعارك) فأبتسر ما أبدعه الزملاء في أمسية لا يجوز
فيها إلا ما قيل من أفئدة عرفت الراحل وأحبته.

شعر .. وقصائد في رثاء الفقيد ..
ياسر صديق مدثر







محمد مدني







نجاة عثمان







ياسر العيلفون







++++++++

حزن عاصف عبرت به قبيلة الشعراء وأهل الفن ياسر صديق مدثر/محمد مدني/ياسر العيلفون/
نجاة عثمان .. يقرأون قصائدهم في رثاء الراحل .. عبروا بالشعر والدمع .. رحلت أيها الملهم
كنا نحتاجك أكثر .. الله يرحمك

كتب الأستاذ بلال:

ميرغنى الشايب الما كان عايب ، فقدناه ولو كان يفدى لفديناه، وان بكيناه الدهر كلو ما اوفيناهو حقو .. يدخل فى مساماتك
دونما استئذان ولايخرج ابدا، يحيطك بطيف من المنى والفكر والافعال، يحدثك عن الجاحظ واللورد ديننغ وخليل فرح فلا تمل
يحكى لك عن ابو رنات وصديق مدثر ومبارك حسن بركات ، وفى صمت بليغ يهمس فى اذنك بان عمر زكى قد مات حزنا
على صديقه عز الدين حسن رحم الله ابا مازن وجميع من ذكرتهم من موتانا الخالدين..

تأثير بالغ تركته يا ميرغني الشايب الما عرف قلبك شوائب
كما قال عنه شاعر الشعب محجوب شريف

شكرا باشمهندس بكري أبوبكر على نقل الخيط لربع جديد .. فـالخيط
لم يستوف شيئاً بعد، والراحل ميرغني الشايب قد حفر عميقاً في مسيرة
أبناء الجالية السودانية في السعودية .. ظل يقدم معرفته القانونية وثقافته
الراكزة وخبرته العملية في إدارة منظمات العمل المدني لكل من حوله
هكذا وبدأب صارم وتلقائية كما يتنفس الإنسان . ولهذا ولغير هذا سوف
يتواصل التوثيق لما كان وما سيكون.

لم يعد الصمت مجدياً أو ممكناً ، ونحن نرى الوطن رؤية بصر وبصيرة، وفى وضح النهار وغسق الليل ، على شفا هاوية (وجرف هارٍ ) ، ماضياً نحو
معلوم ( وليس مجهول ) نعرف عواقبه الوخيمة ونتائجه الكارثية، والنار من مستصغر الشرر. انه أمر مخجل ومخز وعار علينا الوقوف على الرصيف،
أو البكاء على الإطلال، والاكتفاء بدور المتفرج الذي لا يحرك ساكنا، يدير ظهره للكارثة وصهيلها يصم آذاننا وينزع لهاتنا ويؤرق مضاجعنا. واهمُ من
يظن انه بمنجاة من هذا الحريق، وقادر على خلاص فردى وأوديبى والنجاة من هذا الطوفان . سينهد المعبد على كل ساكنيه، ولات حين مناصٍ . يشهد
السودان حالة من الاحتقان غير المسبوق تنذر بحرب ضارية واحتراب ضروس ليس في أطراف نائية وقصية هذه المرة، ولكن في قلب العاصمة ومدن
أخرى، وسنصحو يوما وحرب الشوارع قد اندلعت في كل أطراف هذا الوطن، وسيغرق الجميع في أنهار من الدم.


من مقال: حتام نحن نساري الليل في الظلم – بقلم الراحل: ميرغني عبدالله مالك (الشايب)

إننا نطمع أن نتحول جميعا لدروع بشرية تحول دون حروب أهلية أخرى وحروب شوارع قادمة لن تبقى أو تذر لان
الجميع فيها خاسر عاجلاً أم آجلاً، ولن ينعم إقليم واحد بالأمن والسلام إذا ما ظلت الأقاليم الأخرى ملتهبة ومتفجرة
بسبب التركيب الفسيفسائى المعقد للسودان، والتداخل والتشابك الاجتماعي والثقافي والاثنى.

أننا نتطلع لوطن نفخر به ونهديه لأبنائنا وأحفادنا فيصبحوا أكثر فخراً وإعتزازاً به بدلا أن تتلقفهم المهاجر والمنافى،
وتبتلعهم هذه الديسابورا أو يعيشوا اغترابا داخلياً وقطيعة وهم داخل الوطن لا تربطهم به وشيجة أو يشدهم إليه
انتماء ، فيبحثون عن لجوء سياسي وانساني حتى في إسرائيل.

من مقال: حتام نحن نساري الليل في الظلم – بقلم الراحل: ميرغني عبدالله مالك (الشايب)

وداعاً ميرغني
(مرثية لأخي الحبيب ميرغني الشايب في علياءه )

وداعاً ميرغني يا زول جميل وأصيل وداعاً يا الهميم يا الدخري جمل الشيل
فراقك ميرغني بهدلنا جد بلحيل وبعدك يا الحبيب عبراتنا ديمه تسيل
****
نبكيك يا الحبيب ونبكي فيك الطيبة نبكيك يالحنين يا المرضي دخري الحوبة
لياليك حايرة كيف تستعجل انت تسيبه نبكيك يا علم يا راي وقامة وهيبة
****
رياض الخير صبح بعدك كانو جديب لا غناء لا شعر لا لمه لا ترتيب
يا زوق يا فهم يا كامل التأديب فراقك جد صعيب لكن دعانا قريب
****
دعاي أنا ليك في أعلي الجنان تتهنا سائل الله الكريم يبقى الجنان مسكنا
نقابلك يالحبيب ونقعد كما كانا وننعم بي لقاءك سائل الكريم يجمعنا
****
للجيل القبيل كنت الدليل والقائد يا رمز النضال ورمز الكفاح الرائد
يا الشهم الكريم يا الجودو دايماً زايد ما بننساك أبداً لسة الفكر فيك شارد
****
في القانون برعت وكنت فيهو ضليع وكنت علامه فارقة صنعت خير صنيع
وفي النثر والأدب كتبت فيهو بديع وفقت البرزو فيهو والألفوه جميع
****
وداعا يا الرفيق يا رائد الحرية يا رمز النضال والهمة والجودية
رحلت ولسه فيك العزة والثورية وفيك حب الوطن رغم الجراح وأسية
****
ما بننساك مهما طالت الأيام ومهما الدينا جارت وزادة الآلام
هواك الفينا ساكن نطرى فيك دوام وحبنا ليك خالد لي مدى الأعوامand#61472;
إبنك المكلوم : ياسر العيلفون
الرياض في 04/06/2013م


رحمك الله ابا معتصم فقد خلدت فينا جرح محال يداوي طبيب ..

الفنان ياسر السر .. الشاعر ..

فقدنا صديقنا ميرغني:

وداعا يا الرفيق يا رائد الحرية يا رمز النضال والهمة والجودية
رحلت ولسه فيك العزة والثورية وفيك حب الوطن رغم الجراح وأسية

وستبقى الذكرى العطرة والعمل الدؤوب لخلق الوطن الحر الديمقراطي

بعد رحيلك يا ميرغنى خرج الشعب المصري للمرة الثانية في 30 يونيو 2013 وأطاح
بمرسى الذي لم يلتزم بأشراط الديمقراطية التي جاء على أحد اركانها (صناديق الإقتراع)
وأنحاز الجيش للمعتصمين في ميدان التحرير وأقصى مرسى ولا زال السجال دائراً
بين من يرى ما حدث إنقلاباً ومن يرآه ثورة إنحاز فيها الجيش للشعب .. لو لم تمضي
للقاء ربك لهرعنا لدارك نسألك التحليل الموضوعي لما يحدث في مصر ومآلاته المحتملة
ولكن .. على يقيننا القديم بأنها الثورة التي تأتي حين تأتي في الثوب اللائق بطبيعة المناسبة
وموازين القوى (بشريه/مالية/تسليح .. الخ) .. وفي حالة مصر فقد أنحاز الجيش لغالبية
الجماهير وأقصى مرسي بـ الشرعية الثورية ممثلة في عشرات الملايين عبأوا ميدان
التحرير .. يا سلام ياخي لو شفتا الناس في ميدان التحرير .. اليقين بأن لا ديكتاتور باق
كلهم ذاهبون بقرار الشعوب ولو بعد حين .

تزداد بين الفينة والأخرى ظاهرة "شجرة العائلة" حتى أصبحت نوعاً من الوسواس والهوس المرضي . فكثير من الأسر منكبّة وحريصة علي إعداد شجرة
عائلة تؤصّل جذورها وتوثّق نسبها وتمتد هذه الجذور تاريخياً لتنتهي عند السيدة فاطمة أو آل البيت أو الخلفاء الراشدين أو أحد الصحابة والأسماء العربية
الشهيرة والرنانة "ذات محتد ولها شرف ومرؤة وسؤدد فى عشيرتها" كما جاء فى التعريف بالشاعر الأموي المقنّع الكندي الذي اشتهر عنه قوله:

إن الذي بيني وبين بني أبي ..................... وبيني وبين بني عمي لمختلف جدا
فإن أكلوا لحمي وفرت لحومهم ..................... وإن هدموا مجدي بنيت لهم مجدا

وما يجمع بين هذه "الأشجار" انتهاؤها بأسماء عربية وإسلامية لها صيت وشهرة ، مما يؤكد أن الذي يؤرّق هذه الأسر ويقض هجينها البرهنة علي أصولها
وهويتها العربية ، والذي لم يفز بذلك منقطع الجذور مقطوع المنبت وليتفيأ ظلال احدي هذه الأشجار عل ذلك يسبغ عليه انتماءاً عربياً . هذا التهافت المخجل
علي الهوية العربية يعبر عن هوية مأزومة ومجروحة ، وقد يكون أحد تجليات شعور طاغ بالدونية والإحساس بالنقص . ويتم التعويض عن ذلك بانتحال
الأنساب والادعاء الكاذب بالهوية العربية ، وهي ورقة توت لمدارة سؤة اجتماعية ثقافية لكنها تسعر وتؤجج لصراع هويات فى بلد كالسودان ، يفضي
لشر مستطير ومعظم النار من مستصغر الشرر.

من مقال بعنوان : أخوان ميري و سوميت و ميرم و تاجوج للراحل ميرغني الشايب

مضى ميرغني محمد عبدالله مالك (الشايب) ذلك العنيد الشجاع الذي وهب عمره وشبابه للوطن الذي أحبه، كم كان فقدك فاجعاً يا ميرغني
بعد صراعك المرير مع المرض اللعين، كالعهد بك كنت صامداً جسوراً، لم ينل المرض من روحك الوثابة وقلبك النبيل. ليس موت ميرغني
هو الفاجع، لكن الفجيعة هي موت ميرغني بعيداً عن ثرى الوطن، في منفاه الاختياري في المملكة العربية السعودية، تبوأ ميرغني أرفع
المناصب ونال أعلى المرتبات، لكن كل هذا لم يغير من ميرغني الشاب المنافح الذي لا يهادن في مواقفه ولا يساوم، كان دائماً في الطليعة،
لا يخشى الوغى ويعف عن المغنم، أفضاله على الكثيرين، وأنا واحد منهم لا تعد، كان يحمل الوطن في غربته كان سباقاً للمكارم ، إنني
على يقين أن صلاح أحمد إبراهيم في قصيدته (نحن والردى) يقصد ذلك النبيل الشجاع الصادق تماماً ، مثل ميرغني الشايب، يقول صلاح:
يا منايا حوّمي حول الحمى واستعرضينا واصطفي
كل سمح النفس بسام العشيات الوفي
الحليم العف كالأنسام روحا وسجايا
أريحي الوجه والكف افترارا وعطايا
فإذا لاقاك بالباب بشوشا وحفي
بضمير ككتاب الله طاهر
انشبي الأظفار في أك######## واختطفي
وأمان الله منا يا منايا
كلما اشتقت لميمون المحيا ذي البشائر .. شرّفي
تجدينا مثلا في الناس سائر
نقهر الموت حياة ومصائر

وأيم الله: إن ميرغني هو ذلك الحليم العفيف الشفيف، التقيته أول مرة في جامعة الخرطوم، وكان قد دخل الجامعة بعد أن تخرجت فيها، لكن دروب
النضال جمعتنا وكذلك مدينة الأبيض، تلك الرائعة، فأحببت ميرغني وأهله. كان أكثر ما يجذبني شكله الطفولي الممراح ودخيلته التي تمور بجسارة
نمر جائع، لم يكن ميرغني من المتخاذلين أو المترددين. كان شجاعاً مقداماً يضع نفسه دائماً في مواجهة فوهة البركان، دون وجل أو رهبة. ما أكثر
مواقفه التي تعبر عن كل ذلك، أذكر منها تضامنه مع زملائه المحامين إبان إضرابهم الشهير في سبعينيات القرن الماضي، كان ميرغني يعمل بالنائب
العام، ولم يكن مطلوباً منه إعلان موقفه المؤيد والمساند للإضراب ، لكن ميرغني كان حاضراً دائماً في دار نقابة المحامين معلناً موقفه – كالعهد به –
بكل صدق وشجاعة. لم يكن ميرغني على استعداد للمساومة أو الصمت. وفي مهجرة في السعودية كان جهير الصوت على عكس الكثيرين الذين آثروا
التقية. مع شجاعته وجسارته كان ميرغني شفيف الروح رقيقاً كريماً أجواداً. ألتقيناه في مصر، الراحل عبدالمكرم ومحمد المصطفى الأمين ويحيى
فضل الله وآخرين، دعانا إلى شقته في الزمالك وأكرم وفادتنا وفي نهاية السهرة دعانا إلى غرفته الخاصة وفتح دولاب ملابسه قائلاً: خذوا ما تشاؤون
من الملابس والبدل، أي كرم وأي أريحية. برغم مصائب الدهر عليه وأقساها وفاة ابنه الذي عجز الطب عن إيجاد علاج لمرضة في أمريكا أم الدنيا.
كان الفقد كبيراً نال كثيراً من روح ميرغني، الذي سرعان ما تجاوز محنته الشخصية وأنتبه إلى محنة الوطن الكبرى، وكانت الطامة الثانية إصابة ميرغني
نفسه بمرضٍ خبيث عُولج منه في الولايات المتحدة ، لكن ميرغني كان على يقين أن ذلك المرض لن يتركه وشأنه، أقبل ميرغني على الحياة والنضال
الذي لا يلين، ووهب عمره القصير للوطن الذي أحبه، ولا أعرف شخصاً شغوفاً بالقراءة والإطلاع مثل ميرغني، كان محدثاً مفوهاً ذرب اللسان
وا حسرتاه مات ميرغني بعيداً عن تراب الوطن مثل مصطفى الذي قال عنه حميد:
تغني من التعب لامن كلاك دمّن
لا شكراً رجيت لا من
فهل يعني النهاية الموت
وينبعزق غناك سدى
أم أن الغيم حينسابق
على الأرض العزيزة فدى
....
وطن ....
مع إنو حباك
ميت الغربة
واستكتر عليك
كفن!

محمد المهدي بشرى

كتب د. عبدالله محمد سليمان عن الراحل العزيز ميرغني الشايب:

من من رموز الوطن قدم الينا في مغتربنا لم تحتف به وتستضيفه بأريحية نادرة ، وتحاوره في حضرتنا بأسلوبك الراقي ، ونبرات صوتك
المحببة ، وتطرح القضايا بأدبك الجم وفكرك الثاقب فيستفيد الناس من مستقبليه والمحتفين به بما كنت تقول؟ من من ابناء السودان وبناته
لاسيما المبدعين في كل ضروب الأدب والفكر والفن وغيره ، لم تتواصل معه وتسعد بابداعاته وتذيعها بين الناس بروحك السمحة الحفية
بالآخرين؟من منهم لم تتبع أخباره وتتفقد أحواله وتخبر عنه وتكون بقربه في ساعات الشدة والمرض، وتقدم له كل ما تستطيع وتحشد
الأصدقاء لعونه حتى تعود العافية للأجساد المنهكة والابتسامة للوجوه العابسة.كنت يا أخي ميرغني إنسانا نادرا تلبسته الانسانية بقيمها
الرفيعة ، فعاشها وتمثلها في تعامله الراقي مع كل الناس ، ما عملت حسابا لجنس ولا لون ولا انتماء ولا ألقاب ، ولا فرقت في علاقاتك
الصادقة ووفائك النادر بين من جمعتك بهم إهتمامات متنوعة ونشاطات مختلفة كنت محورها وربانها، ولهذا بكوا وبكينا رحيلك المفجع
وفراقك الحزين، ولهذا ستبقى صورتك ماثلة وذكراك حية خالدة في النفوس.

ميرغني الشايب

لا زال الزملاء على العهد يعدون العدة بإنتظام والتزام لإعلان
صالون الشايب
جائزة الشايب
كتاب الشايب
جمعية الشايب الخيرية
كرسي الشايب
تكملة ما كنت قد اقترحته بشأن تأبين الراحل العزيز الكبير
الشاعر صديق مدثر

العهد أن تبقى الكلمة الوطنية الجادة الجسورة المسئولة هي ديدنهم
في كل الفصول

سنقول أن أعمالك .. أقوالك .. مثابرتك لعقود لن تذهب
سدى .. لقد أصبحت فعلاً ثقافياً إجتماعياً سياسياً يمشي في
الطرقات ..

ثقافة التضامن (النفير) التي أسست لها في صمت
ستبقى ملهمة لكثيرين وكثيرات.

المقالات/ القصائد/ التي ظللت توزعها على اصدقائك
صديقاتك لعقود تحولت إلى مواقف حية مؤهلة لدفع فاتورة
وطن مستقيم تصان فيه الكرامة وتحفظ فيه الحقوق .