نص وثيقة جهاز الامن يكشف لماذا تم توقيف العميد عبدالعزيز خالد بالانتربول

نص وثيقة جهاز الامن يكشف لماذا تم توقيف العميد عبدالعزيز خالد بالانتربول


10-11-2004, 03:31 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=44&msg=1137967714&rn=0


Post: #1
Title: نص وثيقة جهاز الامن يكشف لماذا تم توقيف العميد عبدالعزيز خالد بالانتربول
Author: الواثق تاج السر عبدالله
Date: 10-11-2004, 03:31 PM

بالاطلاع على وثيقة جهاز الامن المنشورة فى كتاب الاستاذ سليمان حامد دارفور وضع النقاط على الحروف يتضح جليا لماذا تم توقيف العميد عبد العزيز خالد بواسطة الانتربول وهل تم استهدافه بصورة شخصية ام لصفته احد رموز المعارضة السودانية واحد قادتها لا تحتاج الوثيقة الى تحليل كثير فى اعتقادى وما حدث للعميد خالد هو استهداف لكافة رموز المعارضة السودانية فى الخارج لتغطية ما يرتكبه النظام من جرائم وفظائع فى دارفور .
Quote: نص وثيقة جهاز الامن

(موجهات وخطوط عامة للتعامل الاعلامي مع فتنة دارفور)

• الاستهداف المكثف للقيادات المهاجرة المعادية للوطن من خلال ملفاتها الشخصية وما يتوفر حولها من معلومات.

• اعداد تقارير مصورة وتقديمها جاهزة للقنوات والمحطات الفضائية لبثها.

• اعادة توظيف انتهاكات المتمردين( اختطاف ناظر البرتي الصادق عباس ضو البيت، اعتداءات برام، حادثة يس- الرزيقات والبرتي ...الخ)

• تمرير المعلومات لمجموعة الاستكتاب اولاً بأول حسب ورودها.

• المزيد من الابراز لموسى هلال وآرائه بل والابراز لقادة القبائل العربية الآخرين للدفاع عن ما يلصق بهم زوراً وكيداً .

• توفير معلومات دقيقة (جرد حساب) للاسهام الانساني للدول والمنظمات الاجنبية لخلق وجود اعلامي دائم من خلال المراسلين والصحفيين بعواصم دارفور مع تنظيم زيارات مستمرة للمجموعة وغيرها من الصحفيين والاعلاميين للوقوف على ما يجري هناك بتفاصيله .

• افراغ مصطلح جنجويد من محتواه الذي يقصد به الغرب والاعداء حيث يقصدون به كل عربي برئ كان ام مجرماً، واعادة المصطلح لمعناه الحقيقي الذي يعني كل مجرم ونهاب وخارج عن القانون .

• ابراز المصطلحات الاخرى (تورا بورا- بشمرقة) وجرائمهم الفظيعة.

• العمل على توظيف رسائل المحطات والولايات والصحف الاجنبية والعربية.

• تفعيل ابناء دارفور وتوظيفهم في خدمة الحملة الاعلامية.

• الحرص على التناغم بين ما ينشر في الداخل والخارج.

• توضيح الاسباب التي ادت لحرق بعض القرى وتبيان أن قادة الفتنة يقتلون وينهبون ثم يهرعون لبعض القرى ويتحصنون بها للنجاة من الملاحقة.

[تصور، يحرقون مئات القرى بما فيها من البشر والحيوانات بحجة ان قادة الفتنة يتحصنون بها – فيالها من حجة بالغة البؤس والتعاسة لتبرير الوحشية في تنفيذ المخطط.]

• تفعيل الجهات الشعبية والمدنية لاصدار البيانات ورفع المذكرات لمختلف الجهات وفي مختلف الاحداث وبثها على اوسع نطاق .

• استنطاق الرموز القومية (المشير سوارالذهب ،الدكتور الجزولي دفع الله ،الاستاذ سر الختم الخليفة) وغيرهم اضافة للقيادات المعروفة من ابناء دارفور .

• توظيف كتاب د. التجاني مصطفى حول الصراع في دارفور .

• القوة والمبادرة في الطرح وعدم التهيب والتردد.

• استصحاب القضايا الاساسية التي (يلوكها) الغرب والاعلام الخارجي والرد عليها بالحقائق والمعلومات والانطلاق لمهاجمتهم .

• عدم التركيز على التصنيف الحاد بين العرب وغير العرب بحيث نصف هؤلاء جميعهم كأنهم مجرمون وأولئك جميعهم كأنهم ابرياء .

• زيادة مساحة المبادرة و(الهجوم) في التلفزيون بدلاً عن (الدفاع) والتبرير .

• اعتماد مصطلح (فتنة دارفور) لقوته وتأثيره وبعده النفسي وكونه اقرب المصطلحات دقة لوصف مايجري الآن هناك بواسطة العصابات الخارجة.

• التكرار واعادة النشر في قوالب مختلفة دون ملل .

• عدم تبني موقف الحكومة في كل الاوقات والقضايا .

• التركيز على استخدام الصورة وعمل سيناريوهات وقصص خبرية مصورة عن الاعتداءات التي تمت وبث ذلك خاصة على الانترنت.

• الطرق باستمرار على الدور الفعلي لحركة قرنق في اشعال ودعم معسكر الفتنة في دارفور وامدادها بما تحتاج .

• التطرف في الطرح والتحليل لتخويف الآخرين وارسال رسائل قوية لهم ومن ذلك مثلاً:

i. مهاجمة دول الغرب (امريكا، بريطانيا‘ المانيا) وتوضيح تحيزهم وعدم شفافيتهم واعتمادهم على تقارير مفبركة ومعلومات مغلوطة ونسوق امثلة لذلك في السودان والدول الاخرى.

ii. الاشارة الى الضغط والتدخل ويمكن ان يحول السودان المسالم الى بؤرة تطرف اسوأ من العراق وافغانستان.

iii. مهاجمة القيادات السودانية التي تغذي الفتنة وتلفق التقارير بالخارج والمطالبة بمحاكمتهم وسحب الجنسيات منهم ومطاردتهم بالانتربول .

iv. يمكن ان يطالب البعض بإغلاق اي سفارة او طرد سفير.

• توضيح ان نزع السلاح من الجنجويد او غيرهم لا يمكن ان يتم بسرعة (اسابيع او شهور) ولا يمكن ان يتم بالقوة وانما يتم ذلك وفق خطة مدروسة وحل سياسي يجعل المواطن مطمئن على نفسه وممتلكاته .

• ابراز مجهودات الحكومة في بسط الامن والعدالة ونشر الشرطة والنيابات لتحقيقه وان ذلك بدأ يؤتي ثماره.

• ابراز حجم العودة الطوعية للنازحين بعد توفير الامن والاحتياجات لهم .

• الاشارة الى التعايش القبلي وان معسكرات النازحين من القبائل غير العربية توجد احياناً وسط القبائل العربية وهي آمنه وفي ذلك دليل على التعايش وان ليس كل عربي هو معتد ومجرم .

• تعميم خطاب للعالم الخارجي وفق لغته و(مزاجه) حتى نؤثر فيه وفي ذلك ينبغي ان نركز على الصورة المؤثرة.

• قيادة خطاب نفسي لاهل دارفور الموجودين بدارفور او خارجها يطمئنهم في نواحي الامن والاستقرار ويدفع للحياة الطبيعية .

• ابراز جهود الدولة العدلية والقانونية نحو محاربة ومحاكمة الخارجين على القانون من كل القبائل.

• العلاقة مع ليبيا ممتازة وبيننا وبينهم تعاون تام وليس هناك اي دور رسمي مرصود ضد بلادنا دعماً لفتنة دارفور، لكن يمكن مهاجمة اتفاق الجماهيرية مع برنامج الغذاء العالمي (W.F.P) لتمرير المعونات الانسانية الى دارفور باعتبار انه تم دون اخطار او الاتفاق مع الحكومة السودانية.

[لاحظ: مدى الوحشية في الاصرار على ابادة شعب دارفور بتجويعه وذلك بمنع الغذاء عنه بحجج واهية.]

• التعامل مع دولة تشاد بتوازن ووعي والالمام بوضعية الرئيس دبي.

• مهاجمة الحركات المتمردة بدارفور ومجموعة الشعبي وتحميلهم مسؤولية السيناريو الذي حدث ،وأدى لاجهاض مفاوضات اديس ابابا.

(انتهت الوثيقة)

Post: #2
Title: Re: نص وثيقة جهاز الامن يكشف لماذا تم توقيف العميد عبدالعزيز خالد بالانتربو
Author: الواثق تاج السر عبدالله
Date: 10-11-2004, 03:42 PM
Parent: #1

النقطة الاولى فى الوثيقة التى توضح ذلك

Quote: • الاستهداف المكثف للقيادات المهاجرة المعادية للوطن من خلال ملفاتها الشخصية وما يتوفر حولها من معلومات.


والنقطة الثانية التى تؤكد لماذا تم اعتقال العميد خالد
Quote: . مهاجمة القيادات السودانية التي تغذي الفتنة وتلفق التقارير بالخارج والمطالبة بمحاكمتهم وسحب الجنسيات منهم ومطاردتهم بالانتربول




فيكون التساؤل هل يستمر التجمع الوطنى الديمقراطى فى التفاوض فى كافة طاولات التفاوض الثلاث مع هذا النظام ؟

Post: #3
Title: Re: نص وثيقة جهاز الامن يكشف لماذا تم توقيف العميد عبدالعزيز خالد بالانتربو
Author: الواثق تاج السر عبدالله
Date: 10-12-2004, 11:46 AM
Parent: #1

هل هذا نظام يجنح الى السلم والى التحول الديمقراطى فلنخذ هذا الجزء من الوثيقة الامنية

Quote: • التطرف في الطرح والتحليل لتخويف الآخرين وارسال رسائل قوية لهم ومن ذلك مثلاً:

i. مهاجمة دول الغرب (امريكا، بريطانيا‘ المانيا) وتوضيح تحيزهم وعدم شفافيتهم واعتمادهم على تقارير مفبركة ومعلومات مغلوطة ونسوق امثلة لذلك في السودان والدول الاخرى.

ii. الاشارة الى الضغط والتدخل ويمكن ان يحول السودان المسالم الى بؤرة تطرف اسوأ من العراق وافغانستان.

iii. مهاجمة القيادات السودانية التي تغذي الفتنة وتلفق التقارير بالخارج والمطالبة بمحاكمتهم وسحب الجنسيات منهم ومطاردتهم بالانتربول .

iv. يمكن ان يطالب البعض بإغلاق اي سفارة او طرد سفير.

Post: #4
Title: Re: نص وثيقة جهاز الامن يكشف لماذا تم توقيف العميد عبدالعزيز خالد بالانتربو
Author: الواثق تاج السر عبدالله
Date: 10-16-2004, 12:47 PM
Parent: #1

Quote: مَطْلُوبٌ .. حَيَّاً!



كمال الجزولى [email protected]

يقول المثل الانجليزى: "ليس بمقدورك أن تأكل قطعة الكعك وأن تحتفظ بها فى وقت واحد"! ولكن يبدو أن للحكومة السودانية ، فى ما يتصل بمسألة المعارض السياسى المعروف العميد (م) عبد العزيز خالد ، رأى آخر!

وأصل الحكاية ، باختصار ، أن السيد خالد كان ضابطاً بقوات الشعب المسلحة حتى وقوع انقلاب الثلاثين من يونيو عام 1989م ، حيث جرى اعتقاله وإحالته إلى التقاعد ، فخرج من السودان ليؤسس تنظيم (التحالف الوطنى الديموقراطى) ، وليصبح أحد أبرز قيادات (تجمُّع) الأحزاب والتنظيمات والقوى السياسيَّة والعسكريَّة المعارضة للنظام الجديد ، والتى اتخذت من القاهرة وأسمرا وعواصم أخرى منطلقات لأنشطتها.

أواخر تسعينات القرن المنصرم ، وفى سياق الصراع الذى انفجر بين الطرفين ، والذى اتسم بأقصى درجات الشراسة والعنف ، اتخذت الحكومة إجراءات جنائيَّة فى مواجهة الرجل ومعارضين آخرين بتهمة قيامهم بتفجير أنبوب للنفط بمنطقة عطبرة فى 19/9/1999م ، وأصدرت ، تبعاً لذلك ، طلب توقيف بحقهم أودعته فى 3/10/1999م بالرقم/2396 لدى جهة دوليَّة ، أو إقليميَّة ، أو ربما لدى الاثنتين فى ذات الوقت (!)

سوى أنه ما كادت تنقضى سنة واحدة على تلك الاجراءات حتى أصدر رئيس الجمهوريَّة عفواً عاماً غير مشروط أو محدود بأىِّ قيد زمنى ، وقد شمل ، فى من شمل ، السيد خالد عضو هيئة قيادة تجمُّع المعارضة ، بموجب القرار رقم/181/2000 بتاريخ 3/6/2000م ، وذلك فى ملابسات الميل نحو (الحل السياسى الشامل) للنزاع ، والذى كان قد بدأ يترجَّح بوضوح ، أوان ذاك ، على جانبى الخنادق ، وبخاصة لدى تجمُّع المعارضة ، لغة وسلوكاً سياسياً.

لكن ، وكما اتضح فى ما بعد ، فإن الحكومة التى تخلت عن إجراءاتها الجنائيَّة المذكورة بناءً على ذلك العفو العام (غير المشروط أو المُقيَّد بزمن محدَّد) ، بل وقامت مؤخراً ، فى ظلِّ إيحائها بتحسُّن العلاقات بينها وبين المعارضة ، بإصـدار جواز سفر للسيد خالد نفسه بتاريخ 6/4/2004م ، لم تردف ذلك ، كما كان ينبغى ، بسحب طلب توقيفه وتسليمه لدى الجهة التى أودعته لديها ، دوليَّة كانت أم اقليميَّة! أى أنها (ألغت) الاجراءات الجنائيَّة ضده ، من جهة ، ولكنها (احتفظت) من الجهة الأخرى ، وفى ذات الوقت ، بطلب توقيفه وتسليمه المؤسَّس على نفس تلك الاجراءات (المُلغاة)!

وما من شك فى أن ذلك التصرُّف بالإبقاء على الطلب ، حتف أنف العفو العام ، لا يمكن تفسيره بغير الرغبة فى إساءة استخدام abuse الاجراءات الخاصة بسلطة التوقيف والتسليم ، دوليَّة كانت أم اقليميَّة ، الأمر الذى يُفترض أن تحرص أيَّة حكومة على تفادى دمغها به ، كون الأثر الذى يمكن أن يرتبه مثل هذا الدمغ على علاقاتها الخارجيَّة مستقبلاً .. لجدُّ وخيم!

الشاهد أن السيد خالد ، وبمجرَّد وصوله مطار أبو ظبى بتاريخ 23/9/2004م ، وبذات الجواز الذى أصدرته له قبل أقل من ستة أشهر ، تمَّ توقيفه تمهيداً لتسليمه إليها ، بناءً على ذلك الطلب القديم السابق على العفو العام!

عند هذا الحد ، وعلى سبيل الاستطراد الذى قد لا يكون من أغراض مقالة كهذى تحاول التركيز فقط على مناقشة الجانب القانونى ، دون السياسى ، من المسألة ، فإن سؤالاً مشروعاً ما ينفكُّ ، مع ذلك ، يحاصر آذاننا بطنين لا مهرب منه ، ولا سبيل لتفاديه ، وهو: بأى وجهٍ سياسىٍّ ، بل بأىِّ قدر من الاحساس بالكرامة الانسانيَّة الطبيعيَّة ، سيجلس وفد التجمُّع المعارض إلى وفد الحكومة فى جولة المفاوضات المقرَّر لها أن تنعقد بعد أيام بالقاهرة ، إذا لم تقم الحكومة ، قبل ذلك ، بسحب طلبها وتسوية مشكلة السيد خالد ، خاصة إذا علمنا أن المتهم الأول المطلوب توقيفه وتسليمه مع السيد خالد ، فى نفس ذلك الطلب ، هو نائب رئيس التجمُّع الفريق (م) عبد الرحمن سعيد؟!

***

وقد يتنطع قائل بأن السيد خالد لم يستفِد من قرار العفو الذى يسرى فقط على من يعود إلى السودان باختياره ويعلن الخضوع لأحكام الدستور والقوانين ونبذ العنف (الفقرة/2). غير أن هذه الحُجَّة مردودة ، ببساطة ، بكون القرار لم يضرب قيداً زمنياً لهذه العودة (الاختيارية) ، بما يعنى أن تحديد تاريخها أمر خاضع لإرادة الشخص نفسه ، وأن أية محاولة (لإرغامه) على ذلك إنما تصادم المعايير الدولية لحقوق الانسان ، علاوة على كونها تناقض النص الوارد فى صلب هذه الفقرة نفسها بعدم (مشروطيَّة) العفو.

أما (الخضوع) للدستور وحكم القانون فهو ، من جهة ، حالة مفترضة فى الشخص ما لم يثبت العكس فى أى تاريخ لاحق على صدور العفو ، فضلاً عن أنه من فساد التأويل ، من الجهة الاخرى ، اعتبار أن هذا (الخضوع) يمكن أن يعنى ، بأيَّة حال ، (حَمْلَ) الشخص (قهراً) على ألا يكون لديه أىُّ نظر (ناقد) لهذا الدستور أو القانون ، أو موقف (معارض) للسلطة القائمة عليهما!

وأما (نبذ العنف) فهو مؤكد ومعلن ، فى حالة قيادات التجمع دون استثناء ، بمن فيهم السيد خالد ، من خلال القرار الصادر فى مؤتمر مصوع بتغليب خيار (الحل السياسى الشامل). وعموماً فقد بلغت ترتيبات هذا الخيار حدَّ إبرام (اتفاق جدة الاطارى) ، على عِلاته ، بين الحكومة والتجمُّع فى 4/12/2003م ، وهو الاتفاق الذى أسَّس لمفاوضات القاهرة ، والذى أكد ضمن البند (أ/7) منه على "حماية أمن البلاد القومى ونبذ العنف وإحلال السلام والطمأنينة" ، كما أكد ، ضمن البند (ب/أولاً) ، على "حرية العمل السياسي والجماهيرى في إطار التعدديَّة الحزبيَّة التي تنبذ العنف وتؤمّن التداول السلمى للسلطة".

***

والآن ، إذا كان (غرض) الحكومة من هذا التجاوز المريع واضحاً بما لا يحتاج إلى (فانوس ديوجينس) لإضاءته ، فإن المرء ليحار حقاً بشأن الدوافع (الحقيقيَّة) الكامنة وراء موقف (المجموعة السودانيَّة لحقوق الانسان) ، المنظمة التى ما تنفكُّ تعلن ، صباح مساء ، أنها تأسَّست خصيصاً للدفاع عن هذه الحقوق ، بإصرارها على التبرُّع للحكومة بوصف تجاوزها هذا بأنه (قانونىٌّ) ، مِمَّا حملته تصريحات رئيسها الأستاذ غازى سليمان المحامى فى قوله: "التسليم سيتم بطريقة قانونيَّة"! دَعْ عنك تبشيره ، مع ذلك ، بأن الرجل "سيتم العفو عنه بمجرَّد وصوله مطار الخرطوم إعمالاً للعفو السابق!" (الصحافة ، 6/10/04).

بإزاء هذه (الفتوى) المعطوبة التى يبدو من خلالها أن للأستاذ غازى معرفة لا تتوفر لغيره بما يحدث وما سوف يحدث ، علماً بأن الله وحده هو الذى يعلم الغيب (!) ولانشغاله الكامل بمنافسة الناطق الرسمى باسم الحكومة فى التبشير منقطع النظير بعفوها (القادم) ، بدلاً من (النقد) المستقيم لخرق عفوها (السابق) ، مِمَّا يُفترض أن يشكل محور العمل الأساسى لأىِّ (ناشط) فى حقل (الدفاع) عن حقوق الانسان ، وفى الوقت الذى تتعمَّد فيه الأجهزة الرسميَّة (دغمسة) المعلومات المتعلقة بالسلطة الدوليَّة أو الاقليميَّة التى تقدَّمت إليها بطلب التسليم ، أو الكشف عن السند (القانونى) لاستمرارها فى التمسُّك به ، فإنه لا يعود أمامنا سوى التركيز المخصوص على إبراز أقوى ما يُتوقع أن تكون عليه ظروف هذا الطلب وأوضاعه (القانونيَّة) بأحد احتمالين: فإما أن يكون مؤسَّساً على (دستور المنظمة الدولية للانتربول) ، أو على نصوص (الاتفاقية العربية لمكافحة الارهاب) ، وذلك كى نوضح أنه غير مستوف ، فى كلا الاحتمالين ، لأشراط (التسليم) ، وإن يكن (التوقيف) قد وقع فعلياً ، ومن ثمَّ يتعيَّن رفضه من قِبَل الجهة التى وُجِّه إليها ، أيَّاً كانت.

***

فأما من جهة الاحتمال الأول ، فسرعان ما سيتكشف ، بإعمال أعجل نظر فى القانون الذى يحكم أنشطة المنظمة الدوليَّة للانتربول ، وحدود التزامات الدول الأعضاء فيها ، أنه ليس لدى حكومة الامارات (الكثير) مِمَّا يُمكن أن تفعله ، منفردة ، فى هذا الشأن. غير أن منظمة الانتربول تظل هى المسؤولة الرئيسة ، فى كلِّ الأحوال ، وسوف ترتكب ، من جهتها ، خطأ (قانونيَّاً) جسيماً فى ما لو أقدمت على استكمال إجراءات تسليم السيِّد خالد قبل أن تنتهج أقصى درجات التريُّث والتثبُّت من خلوِّ هذه الإجراءات من أىِّ عيوب جوهريَّة تشينها!

إن أوجب ما يتوجب على المنظمة أن تضطلع به ، والأمر كذلك ، هو التحقق مِمَّا إذا كان الفعل المنسوب إلى المتهم من جنس (الجرائم العادية ordinary-law crimes) أم لا. ذلك أن المنظمة محظورة strictly forbidden ، بنص (المادة/3) من دستورها ، من التداخل فى أيَّة مسألة "ذات طابع سياسى أو عسكرى أو دينى أو عرقى".

كما وأن (المادة/2) التى تنصُّ على تحقيق أوسع تعاون بين أجهزة الشرطة الجنائية فى حدود القوانين السارية فى مختلف البلدان ، تشدِّد ، فى ذات الوقت ، ضمن فقرتها الثانية ، على أن نطاق عمـل المنظمة هو فقط (الجرائم العادية). كما تشدِّد ، وبشكل خاص ضمن فقرتها الأولى ، على ضرورة ألا يصادم السعى لبلوغ هذا الهدف روح (الاعلان العالمى لحقوق الانسان).

وفوق ذلك فقد تحرَّرت المنظمة ، بموجب قرارها الخاص الصادر فى ليسبون عام 1951م (Resolution AGN/20/RES/11) ، والذى صاغت من خلاله ما أصبح يُعرف (بنظريَّة الغلبة theory of predominance) ، من التقيد "بوجهة نظر الدولة مقدمة طلب التوقيف" ، فأصبحت هى التى تفحص بنفسها كلَّ طلب على حدة on a case-by-case basis ، لتقييم ما إذا كان الطابع السياسى هو (الغالب) على الفعل أم طابع الجرائم (العادية). ويقيناً لن يصعب على المنظمة ، أن تستدعى ، فى هذا السياق ، سابقة رفضها التداخل فى قضيَّة رئيس الجمهورية السودانى الأسبق جعفر نميرى لدى المطالبة بتسليمه من جانب الحكومتين الانتقالية والمنتخبة فى أعقاب انتفاضة أبريل الشعبيَّة التى أطاحت به عام 1985م!

ولئن كان تطور القانون الدولى العام قد فرض ضرورة تمكين الانتربول من التعامل ، أحياناً ، مع (بعض) طلبات التوقيف فى حالات محدودة خارج نطاق الجرائم (العاديَّة) ، فإن الفكرة من وراء ذلك هى تيسير ملاحقة منتهكى (القانون الدولى الانسانى) ، على وجه الخصوص ، كالقرار الخاص الصادر فى روما عام 1994م (Resolution AGN/63/9) ، والذى مكن الانتربول من التعاون مع محاكم الجزاء الدولية التى انعقدت لمحاكمة مجرمى الحرب فى يوغسلافيا السابقة ورواندا.

وإذن ، فإن عمى البصيرة وحده هو الذى يمكن أن يَحول دون رؤية الحكمة الكامنة خلف (قرار روما) ، حين يجرى إهداره بتسليطه على معكوس مراده ، وذلك عن طريق مطـِّه قسراً ليطال كل صاحب موقف سياسى معارض للنظام القائم فى بلده ، فتتحوَّل المنظمة الدولية إلى محض ذراع (خارجى) لأجهزة البوليس السياسى والاستخبارات (الداخليَّة) فى الدول الأعضاء؟!

وحتى لو افترضنا جدلاً أن الفعل المنسوب للسيد خالد هو من جنس (الجرائم العاديَّة) ، فإن ملف طلب تسليمه خلوٌ من أىِّ بيِّنات يمكن أن تؤسس مبدئياً prima facie لأىِّ ادعاء فى مواجهته. كلُّ ما فى الأمر محض كلام مبهم حول إدلائه بإفادات حول الأمر لبعض الفضائيات العربية (!) مِمَّا لا يستوفى أياً من شروط صحة الاعتراف فى القانون. هذا علاوة على أن أبسط تحقيق تباشره أيَّة سلطة منوط بها التعامل مع ملف تسليم الرجل سوف يكشف ، أول ما يكشف ، أنه لم يكن موجوداً ، أصلاً ، بالسودان وقت وقوع الجريمة المدعى بها! وتأسيساً على هذه الحقيقة وحدها فإن طلب التسليم سوف يتعيَّن تجاهله.

أما إذا افترضنا ، جدلاً أيضاً ، أنه تمَّ تسليمه ، فكيف ستجرى محاكمته؟! وحده ، يا ترى ، أم سيجرى إسقاط العفو عن شركائه المفترضين ، تمهيداً لتقديمهم للمحاكمة معه ، بعد أن طبق عليهم ذلك العفو منذ سنوات ، فأضحوا يعيشون دون ملاحقة ، يأكلون الطعام ، ويمشون فى الأسواق؟! أم ترى الرجل سيقدم للمحاكمة على أفعال أخرى غير التى طلب إلى الانتربول تسليمه بموجبها؟! فماذا سيكون موقف الانتربول عندئذ؟! أم ترى سيؤتى بشركائه المفترضين أولئك إلى المحكمة كشهود عليه؟! أفلا تنتفى ، فى هذه الحالة ، صفة (العموميَّة) و(عدم المشروطيَّة) عن (العفو) ، فيصبح كفرض (الكفاية) إذا انطبق على (البعض) سقط عن (الباقين)؟! والأهم من ذلك كلِّه: بأىِّ عين سينظر الناس لإجراءات (عدالة) كهذه؟!



***

وأما من جهة الاحتمال الآخر ، وهو أن يكون الطلب قد قدِّم لحكومة دولة الامارات العربيَّة المتحدة بالاستناد إلى (الاتفاقية العربية لمكافحة الارهاب لسنة 1998م) ، فعلى الرغم من سوء هذه الاتفاقيَّة التى تشكل امتداداً خارجياً فعلياً لأدوات القمع السياسى داخل الدول الأعضاء ، إلا أن المحاذير التى تحول دون تمام التسليم المطلوب بموجبها واضحة بجلاء فى نصَّين أساسيين من نصوصها:

الأول هو نص (المادة السادسة ـ الفقرة "ز") التى تقرأ حرفياً: "لا يجوز التسليم فى أى من الحالات التالية: .. (ز) إذا صدر عفو يشمل مرتكبى هذه الجرائم لدى الدولة المتعاقدة الطالبة".

(الدولة المتعاقدة الطالبة) ، فى حالة السيد خالد ، هى جمهورية السودان. وكما سلفت الاشارة فقد أصدر رئيسها عفواً عاماً غير مشروط أو محدود بقيد زمنى ، وذلك بموجب القرار رقم/181/2000 بتاريخ 3/6/2000م ، أى بعد زهاء العام من تأسيس الاجراءات الجنائيَّة ضده فى 19/9/1999م ، وإيداع طلب توقيفه وتسليمه لدى الجهة المختصة فى 3/10/1999م. وبالتالى فإن نص الفقرة/ز من المادة السادسة من الاتفاقيَّة العربيَّة يُفترض أن يقف ، بكلِّ معايير تفسير النصوص القانونيَّة وتأويلها ، حائلاً دون الاستجابة لطلب التسليم من قِبَل الأجهزة العدليَّة فى الدولة التى يُقدَّم إليها.

أما النص الآخـر فهو (المادة الخامسة) المقترنة (بالمادة السادسة) ، بحيث تنبغى قراءتهما معاً ، بالضرورة ، وفى ضوء بعضهما البعض ، حيث تنص (المادة الخامسة) على تعهُّد "كلٍّ من الدول المتعاقدة بتسليم المتهمين .. المطلوب تسليمهم من أى من هذه الدول .. طبقا للقواعد والشروط المنصوص عليها فى هذه الاتفاقيَّة". فإذا كانت (القاعدة) الواردة ضمن (المادة السادسة ـ الفقرة "ز") تفرض على الدولة المُقدَّم إليها الطلب عدم الاستجابة له فى حالة ما إذا كان ثمة عفو صادر من الدولة مُقدِّمة الطلب نفسها بالنسبة للمتهم المطلوب تسليمه ، أفلا يُتوقع من الدولة المُقدَّم إليها الطلب أن تتحقق أولاً مِمَّا إذا كان مثل هذا العفو قد صدر أم لم يصدر؟! وفى حالة تحققها من صدوره فعلاً فكيف يُنتظر منها ، بعد ذلك ، أن تستجيب للطلب دون أن تكون قد أخلت بتعهُّدها بتطبيق القواعد والشروط المنصوص عليها فى الاتفاقيَّة؟!

***

تسليم الرجل ، سواء عن طريق الانتربول الدولى أم آليات الاتفاقية العربية لمكافحة الارهاب لسنة 1998م ، دونه خرط القتاد قانوناً. ولو تمَّ افتراضاً ، بأىٍّ من الطريقين ، فسوف يشكل خطأ ساحقاً وسابقة ماحقة! سوى أن الرجل لن يُقدَّم ، حالَ تسليمه ، للمحاكمة ، ليس إعمالاً لأىِّ (عفو) كما يتصوَّر رئيس (حقوق الانسان) فى السودان ، وإنما لعلم الأجهزة المختصَّة فى السودان بعدم وجود أيَّة بيِّنة يمكن أن تؤسَّس عليها إدانته بموجب هذه الاجراءات!

نهايته ، لو كنت قائماً مقام أىِّ مستشار مخلص أمين للحكومة لنصحتها بسحب طلب التسليم هذا وإيقاف إجراءاته فوراً ، وباستقامة ، لكون فداحـة إضراره بسمعتها ، فى الحساب الختامى ، وعلى المديين المتوسط والبعيد ، أكبر ، بما لا يقاس ، من أىِّ نفع متوهَّم قد يلوح من ورائه فى المدى القريب!

Post: #5
Title: Re: نص وثيقة جهاز الامن يكشف لماذا تم توقيف العميد عبدالعزيز خالد بالانتربو
Author: الواثق تاج السر عبدالله
Date: 11-09-2004, 12:15 PM
Parent: #1

up

Post: #6
Title: Re: نص وثيقة جهاز الامن يكشف لماذا تم توقيف العميد عبدالعزيز خالد بالانتربو
Author: الواثق تاج السر عبدالله
Date: 11-09-2004, 12:30 PM
Parent: #1

فوق

Post: #7
Title: Re: نص وثيقة جهاز الامن يكشف لماذا تم توقيف العميد عبدالعزيز خالد بالانتربو
Author: الواثق تاج السر عبدالله
Date: 11-09-2004, 02:50 PM
Parent: #1


Post: #8
Title: Re: نص وثيقة جهاز الامن يكشف لماذا تم توقيف العميد عبدالعزيز خالد بالانتربو
Author: خالد عمار
Date: 11-09-2004, 03:31 PM
Parent: #1

الاخ تاج السر
تحية
قراءة ممتازة وموفقة, تحلل وتفضح النظام من خلال وثائقه
خالد

Post: #9
Title: Re: نص وثيقة جهاز الامن يكشف لماذا تم توقيف العميد عبدالعزيز خالد بالانتربو
Author: الواثق تاج السر عبدالله
Date: 11-10-2004, 01:45 PM
Parent: #8

الاخ خالد عمار

لك الود والتحية