ضياء الدين بلال الخابط في الديماس

اطلعت اليوم علي عمود الصحفي ضياء الدين بلال الراتب بصحيفة السوداني " العين الثالثة" و الذي تناول فيه تهم الفساد المالي المنسوبة لوزيري دولة جنوب السودان دينق ألور و كوستا مانيبي .
اتسم العمود بالتنطع و تناوله لتفاصيل غير متعلقة بموضوع العمود و ليست بذات فائدة للقاريء irrelevant " كزواج دينق الور من أثيوبية حسناء" ! و التي لا تعدو كونها spicing up للعمود الحافل بالتناقضات .
يقول ضياء : " بكل تأكيد سلفا وجد في دينق ألور و كوستا مانيبي كباش فداء للتطهر و تأكيد الجدية في محاربة الفساد و تقديم القرابين لاستدرار الدعم ".
ثم يمضي ضياء قائلا فيما يبدو تمهيدا لختام عموده :
" بغض النظر " لدواعي" " كتبها هكذا" قرار رفع الحصانة و الاحالة للجنة التحقيق و مآلات القرار , الخطوة تعتبر جريئة و ذات مدلولات ايجابية تصب لمصلحة دولة الجنوب " .
فهو هنا كالخائض في الدهاس و الخابط في الديماس , يدحض ما يريد اثباته , و تناقض فقرات عموده الأخري , فاذا كان القرار لا يعدو كونه تقديم كباش فداء فكيف يكون ذو مدلولات ايجابية تصب لمصلحة دولة الجنوب ؟
ماهي المدلولات الايجابية في تقديم "قرابين" لاستدرار الدعم ؟ و كيف سيكون شكل المدلولات السلبية اذا كان ذلك حال الايجابية ؟
و هل يستقيم غض النظر عن الدواعي و التي لا تنفصل عن المآلات , فان كانت سليمة صحت المآلات و العكس صحيح . هذا فهم ينبيء عن عقلية ذات تكوين شمولي لا تلقي بالا لسلامة الدواعي بينما تحفل بالمآلات .
و يختم ضياء مقاله معاتبا علي استحياء : " أليس من من المخجل أن يتم رفع الحصانة عن وزيرين كبيرين خلال ساعات في دولة ناشئة بينما تحتفظ وزارة العدل السودانية لسنين طوال بقائمة طويلة من المحميين بالحصانات " .
و باستخدام منطقه الأخرق يمكن أن تكتب الفقرة هكذا : " أليس من المخجل أن يتم تقديم كبشي فداء قربانا لاستدرار الدعم خلال ساعات في دولة ناشئة بينما لا تحذو وزارة العدل السودانية حذو هذه الدولة في تقديم الكباش المحمية بالحصانات ؟"
و الغريب في الأمر أن الصفحة الأولي لصحيفته حملت خبرا ينسب لمصدر مطلع قوله أن العملية تتلخص في تصفية حسابات داخل الدولة و الحزب خصوصا أن الانتخابات علي الأبواب. و يا للمدلولات الايجابية .