عــودة طــيور الجـنة ...!!

..
.
متى تحلق طيورنا فى سماء بلادى ..
صالح عبدالرحمن صالح
16 ديسمبر 2012
-------------

لا اريد ان اتحدث عن الفوضى وعدم النظام الذى صاحب زيارة فرقة طيور الجنة للخرطوم_ تلك الفرقة التى اسسها خالد مقداد عام 1994 وصارت لها قناتها المحببة لكل اطفال العالم العربي منذ عام 2008 بالبحرين - ولا اريد الحديث عن الطفلة التى تبلغ من العمر(7) سنوات وتقطن بحي الخرطوم (3) وحاولت الانتحار بواسطة شاحن كهربائي بسبب عدم تمكن ذويها من توفير تذكرة دخول لها لحضور حفل فرقة طيور الجنة الزائرة باستاد الخرطوم أمس إلا أن ذويها تمكنوا من إنقاذها وقاموا بشراء تذكرة لها من سماسرة السوق بمبلغ 350 لحضور الحفل، ولا عن أن أسعار الحفل التى ارتفعت من (30) جنيها الى (150) جنيه ومن (50) جنيها الى (350) جنيه بجانب ارتفاعها من (100) جنيه الى ( 750) جنيه في السوق الاسود...

ولكننى اتناول جانباً اخر يتعلق بهويتنا السودانية فهذه الفرقة تستخدم اللهجة المحلية الشامية فى اناشيدها واغانيها مما يشكل خطراً حقيقياً اخر على هويتنا السودانية وثقافتنا التى نتعتز دوما بها .. فهذا خطر اخر يضاف سلباً على اطفالنا والنشء بعد ان استلبت الثقافات الاخرى الشباب فى الابتعاد عن التراث السودانى والثقافة السودانية عبر سيطرة القنوات الفضائية العربية الاخرى وتظل مؤسساتنا الاعلامية ووزاراتنا الثقافية والتربوية والتعليمية وهيئاتنا التى يفترض بها ان تهتم بالاطفال ورعايتهم ..فى سبات عميق..!
حقيقة هذه الجهات اهملت ( اطفالنا ) وتركتهم يستمدون ثقافتهم من الدول الاخرى بعيدا عن تراثنا وإرثنا الثقافى فصار اطفالنا يتأثرون كثيرا بمثل هذه الفرق الوافدة والتى تحمل ثقافة دول اخرى ولهجات مناطق لا تحمل رائحة هذا الوطن ولا تراثه ولا مورثاته الحضارية ..ولم نر اهتماما بهم وبهؤلاء منذ سنوات خلت ولنقل منذ العهد المايوى وقصر الشباب والاطفال وبابا فزارى وماما عشه وجنة الاطفال وحمدى بدر الدين ومسابقات المدارس ..الخ ..
فلقد افتقرت هذه البلاد وبنوها للبرامج و المشاريع الااحتفالية التى تهتم بالاطفال ونشاطاتهم الثقافية وتنمية مواهبهم المدفونه وحالت ظروف المعيشة ان تترك الاسر الحبل فى قارب الفضائيات تشكل لاطفالهم كما تود وتربيهم بثقافتهم وتسلب ثقافتنا وتغسل امخاخهم بثقافات مستجلبه..
اظن هذا هذا الجيل من اطفالنا يشعر بفارغ قاتل وغياب تام للتوجيه واللالمام بما يحويه هذا الوطن من ثقافات ومورثات بل افتقدنا حتى الشعراء والملحنين الذين يتغنوا للطفولة ولاجل زرع حب الوطن والوطنية فى نفوسهم ..!!
الامر الاخر الذى يزيد الطين بله وان اعتبرنا ان مثل زيارات هذه الفرق هو يقع ضمن اطار التبادل الثقافى للمجتمعات فالى متى تظل الفوضى والفساد يرزخان فى هذه البلاد ..!؟ فى مرائ من المسؤولين فيكون جل هم الشركات الراعية او ( الجالبة والمتاجرة ) لمثل هذه النشاطات ان يكون همها الاول هو الربح المالى بعيدا عن الرسالة الثقافية والتوعية وتبادل النشاطات فيأتى التنظيم المشين والسياسة الاستغلالية التى نجمت عنها كوارث ومشكلات كما حدث فى محاولة الطفلة التى حاولت الانتحار نسبه لضيق ذات اليد من ذويها بعد استغل تجارنا الجشعون الظرف ليلعبوا فى بورصة فرقة طيور الجنة ويبيعون تذاكرها كما يشاؤون وحسبما يودون .. لتخزن التذاكر تماما كما يحدث فى سلعنا الغذائية ويستغلون الوضع كما ارادوا لتباع فى السوق السوداء ...
يبدو لى جليا من تجربة زيارة فرقة طيور الجنة وما صاحبها من انتكاسات وما تحمله من ثقافات ان وزارتنا ومؤسساتنا وهيئاتنا الثقافية لا يعرفون من هم الاطفال وكأنهم لم يرزقوا باطفال.. !!
ويظل السؤال التاريخى من اين جاؤوا بهؤلاء لمثل هذه المناصب الحساسة ..؟؟
وأين هو دور الجهات المنوط لها للاهتمام بهؤلاء الصغار ومتابعة مثل هذه النشاطات ..؟؟

------------
أخبار قصر الشباب والاطفال شنو ؟؟
( نشر بسودانايل ابان الزيارة الاولى لهة الفرقة )

..
.

نحن لا ننادى بعدم الاطلاع او ان ننهل من الدول الاخرى ولكن لا يكون هذا على حساب ثقافتنا وننادى الدولة والمؤسسات التعليمية والتربوية ان تهتم بقطاع الاطفال
وبرامجهم واحتفالاتهم ليجدوا مواد سودانية اصيلة تنبع من ثقافتنا وواقعنا .. ما يكون المؤسسات دى نايمة فلا يجد اطفالنا ملاذ الا فى ثقافة الدول الاخرى ..
لذا يجب ان تسعى الجهات المنوط اها بهذه المسؤوليات لتقليل التاثير الخارجى على الاطفال والتأثر باللهجات او الثقافات المستجلبه ..
وذلك عبر الاهتمام ببرامج الطفولة ونشاطاتهم ورعايتهم..

--------------

اين فرقة الوان الطيف.. ؟؟