عندما خرجت من غرفة العمليات .

عندما خرجت من غرفة العمليات .


06-10-2013, 01:20 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=430&msg=1370866848&rn=0


Post: #1
Title: عندما خرجت من غرفة العمليات .
Author: shaheen shaheen
Date: 06-10-2013, 01:20 PM

ادركت اننى نجوت .
وادركت اننى مُنحت فرصة اخرى جديدة .
قال لى : اننى فى مرحلة الافاقة من التخدير تحدثت عن (حسين مروة) باستفاضة مُدهشة .
تفسيرى كان اننى اندمجت قبل الدخول فى مطالعة النزعات المادية , واننى هربت بعقلى من وسـاخات السياسية المزعجة وارتميت فى احضان تهاويم الفلسفة الاسلامية بتعقيداتها التى لا تنتهى .
قال : او هو الاستعداد .
قلت : الاستعداد يبدأ لمستشرف ايام مُقبلات فى الدنيا او الاخرة , اما بالنسبة لى فهى (تشطيبات) الختام نحو الفناء الابدى .
استعرضت امام المرآة بفخر اثار المشرط بجوار القلب , كنت اخاف من سمعة الطب السودانى , وضعت يدى على قلبى للتأكد من عدم نسيان (مسمار او صوملة) .. كان يدق دقاته المعتادة تك , تك , تك , تك , تك , مثل ساعة سويسرية الصنع لو توقفت ضعت .
عندما خرجت من الباب الرئيسى ادركت اننى نجوت , امامى كان هناك صياح ولطم وسقوط على الارض , احدهم لم يُمنح فرصة جديدة , هل كان فى مرحلة الاستعداد ام التشطيبات ؟ .
وضعت يدى على قلبى , وقلبى (كعب آخيل) لو اصابه الرمح فى زحام الشوارع ضعت على الاسفلت .

Post: #2
Title: Re: عندما خرجت من غرفة العمليات .
Author: garjah
Date: 06-10-2013, 01:36 PM
Parent: #1

مرحبا بعودتك يا

شاهين

طوالي قبل ما تتم لينا قصة الحلب على المستشفى

هاك دي استراحة

واحد مسطول زهجان من النكت البتتقال في المساطيل

مرة سايق لقى ليهو واحد مسطول خاتي مركب في شارع الزلط وعامل بيقدف

قال ياها دي النوعية الجايبة لينا السمعة البطالة

قرب منو ونزل القزاز وقال ليهو

والله لو بعرف أعوم علا اجيك اكفتك

Post: #3
Title: Re: عندما خرجت من غرفة العمليات .
Author: Asim Fageary
Date: 06-10-2013, 01:45 PM
Parent: #2



مرحب شاهين الذي نفض الغبار عن حصون العزوبية

يا عريس

حسين مروة في غرفة العمليات

ذلك الرجل الذي خلع عمامة الملة الشيعية وتلبس برداء ماركسي عروبي إسلامي

وتنفس نبوءات محمد في أفكار ماركس وأنجلز

واصل يا نوبي يا مستعرب



Post: #4
Title: Re: عندما خرجت من غرفة العمليات .
Author: garjah
Date: 06-10-2013, 02:00 PM
Parent: #3

Quote: يا عريس


الف مبروك الخطوة الجميلة دي

نتمنى لك حياة زوجية سعيدة

تغلبها بالمال وتغلبك بالعيال

Post: #5
Title: Re: عندما خرجت من غرفة العمليات .
Author: shaheen shaheen
Date: 06-14-2013, 05:54 AM
Parent: #4

فى عربة الاجرة ونحن فى طريق العودة كنت افكر فى اسمى الرباعى على شاشة الكمبيوتر .
كان عندى الاصرار الكافى ان اقف امام الموظفة المختصة وهى تقوم بـ (تشطيبات) الخروج , انتهى عصر الملفات الطبية الورقية ودخلنا فى عصر هوس الشاشات الملونة .
كان هناك جدول به تقسيمات ومربعات عجيبة , فى الاعلى كان اسمى يتصدر المشهد الاكروباتى ((شاهين محمد سليمان شاهين)) .
تحدثت الموظفة المختصة فى هاتفها المحمول وهى تُمسك به بيدها اليسرى وتكتب بيدها اليمنى , تحدثت بلغة خمنتها على الفور
- هدندوية ؟ .
هزت راسها بالموافقة , وابتسمت ربما للذكاء النادر .
- انتا من الشرق ؟ .
- حلفاوى .
- يعنى مُستعمر وما ساكن اصلى .
- احنا قاعدين عندكم بعقد بيع يعنى تمليك , وما بعقد ايجار .
زوجتى المصرية كانت تنقر باصابعها الطويلة النحيفة على الطاولة الرخامية الطويلة , لا تحبنى عندما اتحدث فى السياسة او الشأن العام , قالت لى بكل صراحة انها غريبة هنا وترغب فى حياة اسرية مستقرة هادئة بدون اى مشاكل , ونسخة صغيرة للغاية من (القرآن الكريم) دائماً فى شنطة يدها.
جلس صديقى بجوار السائق واشتبكا فى تلاسن مُقارن بين ايام (الصادق) وايام (البشير) , جلست انا وزوجتى فى الخلف , من خلال نافذة العربة وجدت الخرطوم التى لا أحبها كالعهد بها, مُتسخة ومُزدحمة وكئيبة وملعونة , اغمضت عيونى ووضعت يدى على قلبى هرباً من كل هذه الكآبة .

Post: #6
Title: Re: عندما خرجت من غرفة العمليات .
Author: shaheen shaheen
Date: 06-18-2013, 08:03 PM
Parent: #5

الوحيدة التى اتصلت بى من خارج دائرة معارفى كانت طبيبة , قالت انها تتابع باهتمام الروايات التى اكتبها فى (سودانيز اون لاين) , وطلبت منى ان اشرح لها بدقة وضع قلبى الصحى , وجدتها فرصة فى استعراض لغتى الانجليزية التى اوشكت على نسيانها من عدم الاستعمال , وكانت هى تردد باستمرار
- أأأأم .
ان اشرح واستعراض , وهى تقول
- أأأأم .
أكدت لى
- انشاء الله خير .
ثم طلبت منى اكمال رواية كنت قد كتبتها وتتحدث عن عودة الاستعمار من جديد , ادركت عندها ان ايامى فى الدنيا قد اصبحت مُعدودة , سألتها فى خوف ان كانت مُتخصصة فى مجال الصدر والقلب , فقالت انها للأسف الشديد طبيبة نساء وتوليد
- طيب مش احتمال بعد الاعراض الـ قلتها ليك اكون حامل ؟ .
لم تعجبها نكتتى وردت ببرود شديد
- انشاء الله خير يا استاذ .
وندمت اننى قلت لها النكتة التى ربما قد تعتقد انه تحرش جنسى من جانبى .

Post: #7
Title: Re: عندما خرجت من غرفة العمليات .
Author: shaheen shaheen
Date: 06-28-2013, 06:20 PM
Parent: #6

فى يوم الدخول الاول , سهرت الى وقت متأخر من الليل افكر فى ظلام القبر , وفى يوم الخروج الاول سهرت الى وقت متأخر احاول عبثاً تحريك جهاز مذياعى العتيق الذى احبه Panasonc أشتريته من (القاهرة) وله غطاء خارجى بنى اللون مصنوع من جلد البقر , ورغم انه انتاج (اليابان) كما تدل الكتابة عليه , الا ان زوجتى المصرية اخبرتنى انه Made in (السيدة زينب) حيث تسكن , وحيث هناك ورش صغيرة للغاية تقوم بتجميع قطع غيار تأتى بالشوالات من (جمهورية الصين الشعبية) الشقيقة ..عندى اعتقاد لا يتزعزع ان الروس ايام شيوعيتهم الحمراء كانوا اكثر احتراماً فى تقديم بضائع جيدة لدول العالم الثالث من هؤلاء الصينين الاوباش , كانت لديهم اجهزة كهربائية تعيش لمدة قرن كامل , اما هؤلاء فانهم لصوص بامتياز فى شيوعيتهم وفى راسماليتهم , وفى اسلامهم وفى كفرهم وفى الحادهم.
كنت احاول تحريك المذياع فى الاتجاهات الاربعة للوصول لصوت صافى دون (خشخشة) للـ BBC , زوجتى كانت تتظاهر بالنوم , عرفت ذلك من تقلباتها العديدة وهى تنام بجوارى ومن الصرير الخافت الذى كان يصدر من السرير مع تحركاتها.
حتى جاء بالصدفة البحتة صوته قوياً , جميلاً , رجولياً
- الاماكن كلها مشتاقة لك
والعيون اللى انرسم فيها خيالك
والحنين اللى سرى بروحى وجالك
الاماكن كلها مشتاقة لك
كل شى حولى يذكرنى بشى
شعرت ان جسد زوجتى يرتجف ارتجافات خفيفة , عرفت على الفور انها تبكى دون صوت , ماذا ستفعل هذه الغريبة هنا بعد موتى ؟ , ماذا ستفعل فى بلد لا يحبهم ولا يحترمهم سراً وعلناً , وضعت يدى على كتفها يجب ان ارتب لها قبل وفاتى خروج آمن من هنا مثلما يحدث لزعماء العالم الثالث , ابنة (السيدة زينب) التى رمت بها القسمة والنصيب قى هذه البلد الورطة , والتى ستنفجر فى وجه الجميع عما قريب , تقتل نصفهم وتشرد نصفهم الاخر فى دول الجوار .
- لو تغيب الدنيا عمرك ما تغيب
شوفو حالى أأأه من تطرى علي
كل شى حولى يذكرنى بشى
الاماكن .. الاماكن .. الاماكن كلها مشتاقة لك
والليالى من عذابك عذبت فينى السكون
وصرت خايف لـ تجينى لحظة يدبل فيها قلبى
وكل اوراقى تموت
والاماكن كلها مشتاقة لك .
لو دخلت الجنة فان اول طلباتى قبل الحور العين , ستكون مُقابلة الفنان (محمد عبده) وتقبيل راسه .
- والاماكن كلها مشتاقة لك .

Post: #8
Title: Re: عندما خرجت من غرفة العمليات .
Author: shaheen shaheen
Date: 06-29-2013, 09:32 AM
Parent: #7

جاء من اقصى المدينة رجلُ يسعى .
(هانى) صديق الزمن (السمح) , يأتى من اقصى الارض من (الحاج يوسف) مستوطنة الفقراء البائسة , يأتى الى فى مستوطنة اشد بؤساً وفقراً وانحطاطاً , اترجاه ان يُمارس الاطمئنان على صحتى بالهاتف فالمشوار فى هذه الخرابة المنحطة من (الحاج يوسف) الى (الكلاكلة) فيه مشقة اباحة الافطار فى رمضان يأتى فى فصل شتاء .
لكنه يأتى بصفة يومية منذ خروجى .
لا نتحدث كثيراً مع بعضنا البعض , والمصرية تندهش من هذا السلوك
- انتو متخصامين ؟ .
ننام او نحدق فى سقف الغرفة او يتصفح هو بعض الجرائد السودانية , انا بلا فخر قاطعت جميع وسائل الاعلام السودانية من اذاعة وتلفزيون وصحف وكتب , الكتب السودانية الوحيدة التى اطلع عليها مُرغماً هى كتب الكلية التى انتسب فيها الان , او ننظر فى هواتفنا المحمولة كأننا نتوقع اخبار هامة من البورصة .
وجوده فقط بجوارى يُشعرنى بحب الحياة , هو نفسه له تاريخ يسارى غامض حيث تشربك مثلى فى الحبال الصوتية للـ (الجبهة الديمقراطية) اثناء دراسته فى واحدة من الجمهوريات السوفيتية , ومثلى ندم وتاب واناب توبة يا حبوبة من العمل السياسى العام والخاص , اصبح مثلى يضع يده على خده وينظر لجماهير الشعب السودانى فى استغراب
- من انتم؟ .
تعلمت منه عشق قناة (روسيا اليوم) واكتشفت منها الجانب الاخر للاحداث فى (سوريا) , سقوط (بشار الاسد) يعنى ببساطة سقوط (سوريا) فى يد عصابات التكفير الملعونة , والخائف من الدح لا يقول أأح , ودح (بشار) افضل فى اعتقادى من أأح (جبهة النصرة) .

Post: #9
Title: Re: عندما خرجت من غرفة العمليات .
Author: محمد الطيب محمد
Date: 06-29-2013, 09:42 AM
Parent: #8

تشكر
على هذا الابداع





يا مبدع





تحياتى

محمد الطيب