وتتواصل المعاناة

يعيش الغالبية العظمى من خريجي الجامعات السودانية من أبناء المغتربين معاناة حقيقية كتب عليهم أن يتعايشوا معها وبأشكالها وصورها المتعددة بكل ما تحمل من مرارة وألم مع كل صباح جديد., فالاغتراب عندهم بدأ بمشاكل التعليم والفرقة والشتات وغيرها من المنقصات , وأصبحوا الآن وبعد التخرج يواجهون معاناة جديدة فلم شمل الأسرة مرة أخرى في المهجر تعترضه العديد من المتاريس والصعوبات وآخر ما استجد من إشكاليات هو رفض الجهات المختصة في السودان وفى البعثات الدبلوماسية تصديق شهادات التخرج الخاصة بهم لأسباب مجهولة والمطالبة في الوقت نفسه بالحصول على عقد عمل مبدئي ليتم تصديق الشهادة , والمعروف سلفا بان طالب الوظيفة يقدم لها بشهادات مكتملة وموثقة من الجهات ذات الاختصاص وإلا فلا تعتبر شهادة موثقة ولا يمكن قبول طلباتهم في اى جهة ترغب في تعيينهم وهذه المعاناة الجديدة أثرت سلبا على الكثيرين من ابنا المغتربين وأصبحت مهددا حقيقا إمام تعنت ورفض الجهات المختصة بتصديق شهادتهم .. خصوصا في بعض حالات المهن الطبية والتخصصات الهندسية التي تتطلب اعترافا بالشهادة للتقديم لأي وظيفة.. المعاناة لا زالت مستمرة ومعاناة أبناء السودانيين لا تشبهها معاناة في اى منطقة أخرى .. وقد يرد البعض الأمر إلى الخدمة الإلزامية التي لها شروطها وإعفاءاتها التي يمكن إن تتم في الداخل أو الخارج على حد السواء .. ومن هنا نناشد كل المسئولين في الداخل والخارج بتسهيل أمر هؤلاء الشباب وتمكينهم من اللحاق بأسرهم والإقامة بصفة نظامية بدلا من لجوئهم إلى مخالفة القوانين والأنظمة ونكون بذلك قد كرسنا لمزيد من المعاناة ومزيد من الشتات بسبب قوانين يستثنى منها من هم بالداخل والأولى أن يتسنى منها ابنا المغتربين بحكم إقامتهم .. والله من وراء القصد .