الجكة ... تضامنا مع اهلي في السودان

بالامس قررت ان اخد جكة قصيرة تضامنا مع اهلي في السودان و مع الظروف التي يمرون بها هذه الايام من قتل و تشريد. و كما نزلت حكمة الصوم لكي نتذكر معني الجوع و العطش و ان نسارع في مساعدة المحرومين متي ما حدثت فكان هدفي من الجقة هو ان اختبر لحظات الجهد الذي بذله اخوتي عند خروجهم من ابوكرشولا او عند دخول اخوتي الاخرين اليها ايضا طالما انه تراب هذه الوطن مهمورا بدماء ابناءه علي خلافهم لاجل ان يظل الطاغية او ان يرحل. من هنا اترحم علي كل ابناء الشعب السوداني الذي فقدو ارواحهم و علي الامهات اللائي فقدن فلذات اكبادهم في حين يتراقص اخرون فرحا بمواصلة قتل ابناء هذا الشعب.
قررت ان اخد هذه الجكة قبيل المغيب حتي لا يراني احد المغرضين و يظن انني هاربا من شئ ما. كما قلت انه قبيل المغيب و حدث ما لم اكن اتوقعه. علي البعد لاحت لي ملامح شخص كان يجك في نفس الاتجاه الذي اجك فيه انا و لكن لوسع خطواتي صرت اقترب من الشخص الذي يجري امامي حتي تعرفت علي ملامحها امرأة شقراء في مقتبل العمر كانت ايضا في جكة مسائية رياضية او لريما ايضا تضامنا مع اناس اخرون مرو بما يمر به شعبي.
التفتت الي الخلف و فجأة زادت في خطواتها. ظننت انها رأت مكروها خلفنا و تحسبا مني علي مكروه اتي من خلفي قررت ان ازيد خطواتي ايضا.
التفتت مرة اخري و ما زلت انا خلفها فزادت خطواتها مرة اخري. احسست ان الخطر صار اقرب الينا معا فقررت ان ازيد من خطواتي و كدت اتخطاها و لكن فكرت قليلا و قلت في نفسي كيف لي ان اتخطي هذه السيدة و اتركها للخطر؟ ليست من الشهامة في شئ ان اتركها فقررت تقليل خطواطي و اكون خلفها تحسبا للخطر الذي قد يصيبها. فأن كان من مصاب فلابد ان اكون لحمايتها.
صرنا علي هذا الموال لأكثر من 10 دقائق حينها وصلت انا الي نهاية جكتي او قرب منزلي فناديتها من علي البعد ان كان من خطر عليها في مسيرتها. اجابتني انها بخير و ذهبت الي حالها.

في بلادي حالة عدم الثقة بين مكوناته لا تخطئها العين. و ما يحدث من موت و تبشيع بجثث الموتي امام الكاميرات هو انعكاس طبيعي لحالة عدم الثقة هذه.

الأخ/ محجوب
تحياتي

Quote: فناديتها من علي البعد ان كان من خطر عليها في مسيرتها. اجابتني انها بخير و ذهبت الي حالها.

ربما كانت (تظن) بأنك الخطر عليها...
والله يا أخوي محجوب جكينا( ودفرنا الجكة بيس) والنفس قررررب ينقطع نسوي شنو؟

Quote: ربما كانت (تظن) بأنك الخطر عليها...

الهبيب حماد الطاهر
شكرا لمرورك الكريم
يا اخي انت زول مبروك عديل كده. تعرف بوستيني هذا ليهو ثلاث ايام ما في زول عبرني فيهو لمان جيت انت.

تعرف البنت ممكن تكون فاكرة انو الخطر هو انا و في ذات الوقت انا فاكر انو في خطر علينا نحنا الاثنين و كان همي الاول الا اتركها خلفي حتي لا تتعرض لمكروه قد اندم عليه.

عموما حالنا في السودان قد يكون مشابها لهذا الحال. فالبعض منا يحدد موقفه تجاه انسانية الاخر بمجرد رؤية الشكل او من الاسم فقط.