السودان فى قبضة المتمردين

منذ الثلاثين من يونيو تسعة وتمانين

كان فى قبضة الحركة الشعبية المتمردة على الحركة الاسلامية المتمردة
وجميعهم أطلقوا على أنفسهم ثوار..

وقد خلا لهما الجو تماما بعد أن أسلم التجمع دقنه للحركة الشعبية بعد مؤتمر أسمرا للقضايا المصيرية حيث ابتدع حق تقرير المصير للجنوب..
وحين خرج التجمع من دائرة الفعل وسلم قياده للحزب الحاكم باتفاقية القاهرة وجيبوتى..

جاءت الأحزاب المكونة للتجمع للخرطوم ثم صمتت واصبحت فى موقف الذى يتاوق من ثقب الباب ويتسنط لطرفين يوسوسان لبعضهما..

تراخت حركة المقاومة السلمية فى الخرطوم مكبلة بخيوط من حرير الاتفاقيات المنقوضة..
هنالك محاولات من الميرغنى والصادق لدخول مصنع النسيج والمشاركة فى فك هذا الحرير المنقوض واعادة نسجه ومازالا يبحثان عن رأس الخيط والحكومة فى محاولة دائمة لالهائهم ببريق الحرير وجماله..

الاتحادى تشظى بعلم الراعى..
والاتحادى وحزب الأمة وجلان من امكانية فقدان التقدم السياسى التاريخى إن عادت الديمقراطية..

الجبهة الثورية بكل مكوناتها ترى أن النظام لايمكن تغيييره إلا عبر السلاح..

السيدان رغم قناعتهما بفاعلية السلاح فى التغيير ولكنهما لايضمنان ماسيفعله من يأتى للسلطة عبر البندقية..
ويعلمان أن السلطة حلوة ومغرية..

اليسار بكل مكوناته يغازل الجبهة الثورية ويتغنج ويتمنع وهو الراغب فى الزواج ولكنه يخشى تبعاته..

وفى قرارة نفس اليسار بتشظياته أنه خارج الحكومة كيفما أتت..

هذا الوضع أعاد الوطن لقبضة المتمردين مرة أخرى..

الحركة الاسلامية المتمردة والجبهة الثورية اللاحقة فى التمرد..

وفى حالة رفع السلاح فلا صوت يسمع غير صوته..
ولا أحد يجزم بمن مع أو ضد المتمردين..

والصحيح لكل تمرده والوطن للجميع..

ولكن السلاح دوما يقول إن تسألونى عن السودان فإنى أنا السودان..

والدوحة ومن قبلها أمريكا واوروبا يجمعون المتمردين ويفرقونهم فى محادثات مصيرية تؤثر على كل إنسان سودانى ولكنها تحل وفقا لرؤية أشخاص معدودين ودول خارجية تراعى مصالحها..

فقد قال المتمردان سابقا بانفصال الجنوب فحدث باستفتاء قال فيه جزء من الشعب كلمته على كل الشعب..

ويمكن أن تحدث انفصالات أخرى يقررها المتمردون من الطرفين نيابة عن كل الشعب وعندها سيصبح للهامش هوامش ويكون مركز الوطن هو فوهة المدفع.

ولن يتبقى للسيدين أغلبية يتوكؤن عليها للوصول للحكم وسيصبح همهما المحافظة على دائرتين ضيقتين فى مثلث برمودا العاصمى!

وحسبنا الله ونعم الوكيل فى الجميع.

سلام يا دكتور
مسجل غياب الفترة الفاتت !


.....................

قدر ما اقلبها فى راسي ما بتجيني صورة متفائله للممكن يحصل فى السودان
لانو كل الحلول المطروحه .. تعكس رغبات جماعة ما .. على حساب جماعات أخرى
حتى الان لايطرح اى حل للمشكلة السودانية بدوافع بريئة ورغبات صادقة