فيلم يحكي معاناة النوبة

فيلم (إزالة النوبة) من إخراج "يوليتا نيانغي" الصحفية الرواندية، شاركت بالفيلم في مهرجان الجزيرة الدولي التاسع للأفلام التسجيلية.

الدوحة - صحيفة الراية:

كتب - مصطفى عبد المنعم : تناول مهرجان الجزيرة الدولي للأفلام التسجيلية العديد من القضايا الإنسانية التي تعاني منها البشرية وذلك من خلال تقديمه لأفلام وثائقية متنوعة تناقش العديد من هموم الإنسانية ومن أهم الأفلام التي تم عرضها والتي تعرضت لقضية يغفل عنها كثيرون هو فيلم "إزالة النوبة" وهو منتج مستقل وبلد الإنتاج سويسرا ومدة الفيلم 28 دقيقة.

ومخرجة الفيلم هي يوليتا نيانغي صحفية رواندية تتحدث بخمس لغات وعاشت وعملت عبر عدة بلدان حول العالم بما في ذلك فنزويلا وتونس والسودان وتقيم حاليا في لندن، وفيلم "إزالة النوبة" هو فيلمها الأول الذي يتحدث عن محنة شعب النوبة في مقاطعة كردفان السودانية، وتتحدث عن خطأ تعامل الحكومة السودانية مع شعب النوبة في كردفان على أنهم عدو الداخل وأنه يجب التصدي لهم بكل قوة، وتتناول في الفيلم وحشية الحرب على المدنيين وما تخلفه من آثار مدمرة تسهم في تكوين جيل عنيف لا يفكر سوى في الانتقام.

وتحكي يوليتا لـ الراية أنها كانت تعيش في لندن كصحفية غير متفرغة وهي نفسها شاهدة على بشاعة الحروب الأهلية التي ينجم عنها قتل آلاف الأبرياء نتيجة خلافات سياسية أو ما شابه ذلك، وتتذكر كيف فقدت في عام 1994 100شخص من عائلتها في رواندا أثناء الحرب الأهلية ثم هاجرت والبقية الباقية من عائلتها إلى مختلف أنحاء العالم ثم سافرت إلى رواندا وإلى السودان وقمت بتصوير الكثير من المشاهد القاسية جراء الاعتداءات التي تحدث على المواطنين الأبرياء، وكيف كانت القنابل تسقط على الناس دون إذن أو رحمة وتحصد أرواحهم بلا أي ذنب، ويضطر الناس للجوء إلى الكهوف حتى يختبئون من ويلات الحرب.

وقالت يوليتا: سافر فريق العمل لدينا إلى عدد من القرى تصل إلى 20 كلم بالقرب خط الجبهة. وخلال فترة وجودنا في المنطقة عانينا الجوع والعطش والخوف وقسوة لا توصف، وتعرضنا للقصف 19 مرة بشكل مباشر أثناء تصوير فيلم"إزالة النوبة".

وقابلت نساء طلبن مني أن أخذ أطفالهن الرضع وأسافر بهم بعيدا عن ويلات الحرب والإبادة في قرية ييدا وقابلت أيضا أكبر سكان هذه القرية وعمره 101 سنة وكيف سافر على ظهر حمار لمدة ثمانية أيام ليلتقي بأحد أبنائه بعد أن فرقت الحرب شملهم.

وأكثر ما لفت نظري في هذه القرى هو أنني لمست بنفسي أن أكثر شيء يبحث عنه أهالي تلك القرى ليس الطعام وإنما الأمن والعلم وشاهدت بنفسي أطفال قرية ييدا وهم يجلسون على فروع الشجر ليتابعوا حصة الرياضيات والعلوم التي يقدمها لهم مجموعة من المتطوعين بدون أن يستخدموا السبورة أو الطباشير، فطموحاتهم في التعليم أبسط بكثير من أطفال آخرين يحتاجون إلى أجهزة كمبيوتر ووسائل حديثة إلا أن هؤلاء لا يحتاجون إلا للعلم ولا يلتفتون للطريقة التي يقدم لهم بها حتى لو كانوا سيستمعون إلى دروسهم وهم على أغصان الشجر، وفيلم "إزالة النوبة" يتعرض لمعاناة شعب النوبة الذي انحنى من جراء ما يحدث له ولكنه لم ينكسر، كما أنه ينظر بحسرة لتراخي المجتمع الدولي عن نصرته ووقف ما يحدث.

كما أعربت عن سعادتها للمشاركة بشكل شخصي ومستقل في مهرجان الجزيرة الدولي للأفلام الوثائقية وقالت إنها تثني كثيرا على التنظيم الجيد وأشادت بنوعية الحضور وقالت إنها تعرفت على العديد من صناع الأفلام المحترفين والذين لهم باع طويل في هذا المجال وقالت إنها شخصيا استفادت كثيرا من هذه التجربة.