بين عقد الجلاد وست البيت

ست البيت .. تحية من محجوب شريف لنساء العالم قاطبة!!
طيلة كل الأوقات كنت أحاول أن أتوقف توقفاً عادياً في تجربة عقد الجلاد الغنائية وكنت دائماً ما أحاول أن أطرد التفكير والتعمق في التجربة ذات نفسها وأكون مستمعاً عادياً يطرب لشريف أو يعانق صولو شارد من طارق جويلي..هكذا حاولت ولكن تجدني أتوقف مرغماً في تفاصيل وثنايا هذه التجربة التي هي في الأول تعبر عن مقدرة عالية وروح وطموح علي القفذ فوق الصعاب والمشاكل الحياتية..لأن هذا التناغم في(الهارمونية)كان سببه هوالتناغم(الإجتماعي)بين أفراد الفرقة وهذا الإنصهار الأجتماعي في تقديري هو السبب الأول الذي يجعل الفرقة تمشي بإتجاه الجمال رغم صعوبة ومتاريس الواقع السياسي الذي يرفض أي غنائية كالتي تنتحيها عقد الجلاد وهي المعروفة بإنحيازها للهم اليومي والمواطن البسيط ..
غنائية عقد الجلاد تبدو وكأنها حالة تشريحية للحياة السودانية بكل تفاصيل ،وإذا نظرنا لأغنية مثل (ست البيت)نجدها أغنية تعبر تعبيراً دقيقاً لواقع حياتي سوداني يومي لا تنفع معه كل مساحيق التجميل:
صباح الخير مساء النور يا ست البيت
وست المكتب الفاتح على الجمهور
ختم الدولة جنبك هيبة قط لم تقبلى المصرور
حلال وبلال عليك يا أم مرتب بالتعب ممهور
وساعة رضاعة أجمل من سياحة شهور
وتلك المرأة البسيطة التي إنحاز لها محجوب شريف ووصف كل خلجاتها هي نموذج موجود في كل بيت..لذلك من البديهي أن تدخل عقد الجلاد كل بيت ..وأخطر ما في فرقة عقد الجلاد قدرتها علي تشكيل الرأي العام وهي اشبه تماماً بالصحف ومدي تأثيرها علي تشكيل الرأي العام وتحديد مساراته..وأجمل ما في هذه الفرقة كونها ماذالت سودانية وذات وجدان سوداني جداً وهي بذلك إستطاعت ملامسة هذا الوجدان والدواخل..
رتبتى القميص والطرحة حفظتى النشيد والسورة
و التعب البخلى الصورة فى عينك أجمل صورة
ديك الحجلة وداك البلى ياما تشرى ياما تبلى
ما بتكلى ما بتملى ما بنقص حنانك ملى
هذه الجماهيرية الطاغية كان سببها هو ملامسة الهم اليومي واللسان السوداني الذي يطرق القلب بكل عفوية..وعقد الجلاد حتي علي مستوي التأليف اللحني للأغنيات نجدها طرقت شكلاً مغايراً لم يعتمد علي ذخم الموسيقي والألات بكل كان الأعتماد علي الصوت البشري وهو الأداة الأساسية لتوصيل الفكرة وليس الألات الموسيقية..لهذا نجد هذا التنوع الجمالي في الأصوات المؤدية في شكل وتكوين وتركيبة الفرقة..
نص الأغنية:
ست البيت
كلمات : محجوب شريف
ألحان شمت محمد نور
صباح الخير مساء النور يا ست البيت
وست المكتب الفاتح على الجمهور
ختم الدولة جنبك هيبة قط لم تقبلى المصرور
حلال وبلال عليك يا أم مرتب بالتعب ممهور
وساعة رضاعة أجمل من سياحة شهور
النوم النوم نوم وتعال
النوم تعال سكت الجهـــال
اخر من تنومى وتقومى دغش بدرى قبل الشمس
ما تترك سرير النوم ويغادر عشتو العصفور
تحرسيها اللبينة تفور
تسوى الشاى يا ألاهى يا ألاهى كم من سندوتش فطور
للمتحنة والبهاتى جارى يحصل الطابور
وبرضو وراك مستنيك هم دفتر غياب وحضور
لفحنا العمة وخليناك بين الحلة والماسورة
رتبتى القميص والطرحة حفظتى النشيد والسورة
و التعب البخلى الصورة فى عينك أجمل صورة
ديك الحجلة وداك البلى ياما تشرى ياما تبلى
ما بتكلى ما بتملى ما بنقص حنانك ملى
هل هذا عمل مأجور
ممرضة سسترة ودكتورة
توب السهرة ابيض ناصع بين العنابر نور
مدرّسة حيث مدرستك
حنانك سور
كراريس الصبا الباكر .. تذاكر نحو بكرة مرور
سلاما عمتى الفراشة
المقشاشة جنبك كم بشوفة زهور
بت الشدة والوردية والمكنة التى ليلا ونهار تدور
تحت الشمس فى الحواشة
بين الحبة والزرزور
كليك كليك يا حلوة جمبك الكمبيوتر تكية
صبح الشاشة ياخد من عيونك نور
ام الكادحين وغلابة والعزابة
ست الكسرة أحب القرقريبة
القرقريبة .. القرقريبة قريبة فى أيدك فراشة تدور
والهبابة والعرق البنقط داك
زى قمرية تقوقي فوق السور
تغازل فى الضحى النقاع
عشة وميرى مدرسة الحياة المعمورة
لا كراس ولا سبورة
لا تقرير سمح رقاكي لا دبورة
تحيى تعيشى لا مقهورة لامنهورة
لا خاطر جناك مكسور بل مستورة
يا ذات الضرا المستور
سلاما يا غزالات العمل والبيت
ملاياتك ضفاف النيل
احب واديك .. هذا الحوش
أحب الشاى مع القرقوش
احب المستك الفواح
اهيم فى غمرة النعناع
بن ومدق وجمرو تسخن الايقاع
سلاماً يا نساء الارض قاطبة فى كل مكان

يا سلام يا نزار تصدق انو عقد الجلاد مع ابو عركي الان هم المرتكز الاساسي المتبقي للجمال في الفن السوداني
رحل مصطفى بكل ما يحمل من رسائل فنية
وتواصل الرحيل بحميد وردي ،
----------------
ولا زالت عقد الجلاد تتحفنا بجمال الكلمة واللحن والرسالة في زمن الغباش الفني
واتمنى ان يعود اليها حاديها الموسيقار عثمان النو
----------------

التحية والتجلة للهرم القامة الاستاذ محجوب شريف وهو يعبر عن وجدان الشعب السوداني
وعقد الجلاد كانت وما زالت صوت ونغم سوداني اصيل يحمل رسالة
وحقيقة الاستاذ سراج الدين مصطفى صاحب صفحة بعض الرحيق بصحيفة فنون كفى ووفى في هذا المقال
وكنت اتمنى ان يشير اليه الاخ نزار عباس ويعطيه حقه بدل ان ينقل المقال هكذا دون اشارة لصاحبة

يا سلااام يااخ الغنية دي قدر ما اسمعها مابملها .....
وكمان تسمعها من شمت محمد نور بالعود حاجة ما تخلص
شكرا محجوب شريف شكرا عقد الجلاد ... شكرا اخي عباس
وكل الشكر لامهاتنا ... الله يديهم الصحه والعافية

تسلمو شباب ...ياعلي من شدة المقال عجبني نسيت انو اشير لصديقي الاستاذ سراج الدين مصطفي وربنا يكتر من امثاله ويحميه من كل اشباه الاقلام التي اكتظت بها الصحف السودانية