الجنوب لن يكون بعيداً /ضرورة الانتباه لخطاب الطيب مصطفى.

الجنوب لن يكون بعيداً /ضرورة الانتباه لخطاب الطيب مصطفى.


12-27-2009, 11:34 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=43&msg=1685153763&rn=0


Post: #1
Title: الجنوب لن يكون بعيداً /ضرورة الانتباه لخطاب الطيب مصطفى.
Author: ابنوس
Date: 12-27-2009, 11:34 PM


عبر الطيب مصطفى رئيس منبر السلام العادل في برنامج الاتجاه المعاكس الذي إستضافه والمحامي ساطع الحاج ، عن افكاره بصراحة ورؤيته للسودان ولموضوع الانفصال الذي يتبناه وأسبابه التي تدفعه لذلك. ولم يداري الطيب مصطفى رؤيته للآخر الجنوبي كسرطان يجب بتره من السودان الشمالي ذو السحنة العربيّة. هذا الموقف لا يمكن النظر إليه إلا في إطار الحالة التي يعيشها الطيب مصطفى ورغبته الجامحة للإلتحاق بالعرب حتى وإن كان ذلك يكلف فصل الجنوب والغرب وحتى حي الموردة ليكون هنالك نقاءاً عرقياً وسحنة حمراء تقارب الوان العرب.
فإدراج موضوع السحنات سيكلف الطيب الكثير ، فإذا تخلص من الجنوب سيكون هنالك آخرين وآخرين حتى يصل البتر حيشان وبيوت في الشمال ، ولذلك يبدو مستحيلاً اليوم وغداً الوصول لدولة متجانسة في اللون شمالاً وقدر الطيب مصطفى ان يقبل بالعيش ضمن تعدد الالوان هذا سواء إنفصل الجنوب ام لم ينفصل.
وهذه ليست المشكلة ، بل المشكلة التي عبر عنها الطيب مصطفى ولأكثر من مرة إنه أكد لمقدم البرنامج ولاكثر من مرة إن الجنوب سيكون ابعد من إرتريا وثيوبيا لدولة السودان الشمالي ، وذلك حين سأله فيصل القاسم عن المخاطر التي قد تقترب تكون في دولة الجنوب والوجود الاجنبي فيها ، ورغم إن الجنوبيين سيكونون أحراراً في علاقاتهم الدوليّة ، إلا إن عقلية الطيب مصطفى تنظر لدولة السودان الشمالي إنطلاقاً من العاصمة وشمال. ويتناسى الطيب مصطفى إن حدود دولة الشمال ستكون حدود 1956 والتي تقع فيها كل قبائل التماس من حفرة النحاس إلى الفشقة. وهؤلاء يالطيب مصطفى يشملون الرزيقات والمسيرية والصبحة وسليم والنوبة والانقسنا وكل من رماه قدره في حدود الجنوب فكيف سيكونون يعيدين عن الجنوب ؟
الطيب مصطفى بخطابه العرقي المقذذ لا ينظر للسودان المشالي إلا مقر سكنه ، ولن يكون بعيداً عن الجنوب ايضاً. لم يفكر الطيب مصطفى في سحنات الرزيقات والمسيرية والحوازمة التي تمازجت مع الجنوبيين حتى لا تستطيع تمييز الفرد منهم إلا من لسانه. فأين موقع هؤلاء في دولة السودان الشمالي الخالية من السحنات الزنجيّة. وأين سيكون موقع الفور والمساليت والنوبة والزغاوة وغيرهم من القبائل ذات السحنة الافريقية؟ مثل هذا الخطاب التحريضي الذي يقوده الطيب مصطفى من لف لفه ، هو اخطر على بقاء السودان من اي خطر خارجي.
والسؤال الذي لم يفكر الطيب في إجابته من سيحكم دولة الشمال إذا انفصل الجنوب ؟
هذا السؤال يتناساه الطيب في غمرة صراعه من اجل فصل الجنوب ليرتاح من مسألة دولة عربية / افريقية أو إسلامية / علمانية ، ويتوقع أن يحسم هذا الصراع بمجرد فصل الجنوب لصالح الخيار العربي الاسلامي وهذا ما نراه بعيداً. فشعوب السودان الشمالي حسب إتفاقية نيفاشا لن تقبل بشروط العيش تحت إمرة الطيب مصطفى او غيره ، بل سيكون الصراع على السلطة في السودان الشمالي اعنف من ما يتوقع الطيب مصطفى وستكون له تداعيات وخيمة على احلام الطيب مصطفى الوردية بوطن خالي من الآخرين الذين عكروا صفو اللون واللسان.
يحتاج مواطني مناطق التماس التفكير في هذا الخطاب ، فالطيب مصطفى لا ينطق بلسان فرد يعبر عن افكار خاصة ، ولكنه يتحدث بإسم حزب مسجل ولديه عضويّة وبرنامج. وعلى مناطق التماس أن تحدد خياراتها وفقاً لمصالحها الافتصادية والتي ترتبط مع جنوب السودان. فالجنوب الذي يراه الطيب مصطفى بعيداً ترعى فيه أبقار الرزيقات والمسيرية طول فرتة الصيف ، والفونج الذين تحالف معهم أجداد الطيب مصطفى يقفون اليوم ضمن مناطق المشورة الشعبيّة فكيف سيكون الجنوب بعيداً عن دولة الشمال ، وهذا يطرح امامنا سؤالاً اين ستكون حدود دولة الشمال التي يعنيها الطيب مصطفى..؟