كتـــــــــم مدينة تخضر في الذاكرة

كتـــــــــم مدينة تخضر في الذاكرة


08-02-2003, 05:55 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=43&msg=1252044456&rn=0


Post: #1
Title: كتـــــــــم مدينة تخضر في الذاكرة
Author: ابنوس
Date: 08-02-2003, 05:55 PM

مدينة كتم هي من اقدم المدن في اقليم دارفور وربما تأتي بعد مدينة الفاشر من حيث الاهمية التاريخية ، ففي عصر سلطنة دارفور كانت المدينة الثانية وبها المقدومية التي انحصرت في ال المقدوم ومنهم الان التجاني مقدوم الذي ما زال يحمل لقب المقدومية وكذلك لها امير في زمن السلطنة ، واخر نسله الامير ابو القاسم الذي مات في ظروف غامضة بعد زيارة نميري للمدينة في السبعينات ومن الحكاوي المنقولة لنا عن وفاة الامير ابو القاسم ، انه واستعدادا لاستقبال الرئيس قرر واللجنة المكلفة بالاستقبال ان يضعوا الواح زنك في المطار لتهبط عليها طائرة الرئيس ، وعندما اتت الطائرة تطاير الزنك واصطدم بها وكادت تحدث حادثة حريق للطائرة وعاد نميري الى الفاشر دون ان يهبط ، وارسل في طلب الامير ابو القاسم متهما اياه بتدبير حادث اغتيال له ، ولكن حسب الحكاوي ان الامير ابو القاسم قتل في الطريق بين الفاشر وكتم تحت التعذذيب لعناصر جهاز الامن ، وعلى كل لم يعد الامير ابو القاسم الى كتم حتى اليوم ، وما زال قصرة الذي يقع على ضفاف وادي كتم ماثلا وللاسف حول في عهد الديمقراطية الثالثة الى اول حامية عسكرية في مدينة كتم فكتم المدينة الوادعة واقدم مركز في شمال دارفور كانت تعيش في سلام حتى الثمانينات عندما ظهرت حكاية النهب المسلح والتي قادت الجيش الينا ، وحولت قصر الامير الى ثكنة عسكرية ، وبعد احتجاجات ممتتالية من سكان الحي ، حيث يقع القصر في منتصف حينا ، وهو فاصل بين حي العرب وحي الزغاوة حسب التصنيف القبلي الذي يميز الاحياء وسمي الحي بأكملة باسم حي القصر ... وهو الحي الذي نشأت به ، حول القصر في زمن لاحق الى دار للمعلمين وربما ما زال كذلك ..... كتم مديمة جميلة لها طابعا الخاص الذي يجمع ما بين الريف والمدينة ولعزلتها الطويلة عن المركز والمدن الاخرى اصبح لانسان كتم ما يميزه ... فجميع سكان المدينة يعشقون الخضرة والغناء يخرجون في المساء الى الوادي حيث الجناين واشجار النخيل ... وبمدينة كتم على امتداد واديها اكثر من مليون شجرة نخل تنتج كميات من العجوة ولانه نخيل غير محسن قامت منظمة المانية تدعي (GTZ) بمهمة تطوير الوادي .. وتحسين النخل باللقاح ... في المساء هنالك طقس عام كل منا يرتدي افضل ما لديه ويذهب الى الوادي فتجد شلتك او اي شلة اخري ويبدأ الغناء .. وهذا الغناء مصحوبا بالة العود التي يعزفها معظم شباب المدينة .. ولكتم مطربيها وفرقها ... ففي الثمانينان كانت هنالك مجموعة متميزة من المطربين امثال محي الدين ود الحبيب فهو يعزف الاورقن ويغني ... والطيب ... وعبد المنعم واخرين واعتقد ان للاستاذ حمدتو خريج معهد الموسيقى الذي كان تخصصه في العود اثر في تعليم الة العود لمعظم الشباب وهو استاذي في المرحلة المتوسطة في نهاية الثمانينان وقد كان يعلمنا الخط العربي والنوته المسيقية في بيته ... في الثمانينات برزت في كتم حركة ثقافية لولا وصول الجبهة الاسلامية الى الحكم بانقلابها الاسود لكان لتلك الحركة اثر كبير في الاقليم بأكمله ففي عام 88 وصل الينا الفنان صالح بابكر ابن المدينة وهو من حي الاستقلال .. جاء من مصر وهو خريج المعهد قسم الدراما واسس فرقة جبل مرة المسرحية التي كنت عضوا بها وعلمنا بدايت التمثيل في ورشة اذكر من الشباب الذين اشتركوا في الفرقة .. مزمل ... وجدو حامد (غرينيق) والطيب وعبد المنعم الحاج ... واخرين وبدأنا العمل المسرحي بمسرحيات واسكتشات تنادي بنبذ العنف وتخاطب القاضايا اليومية ... بالاضافة لمسرحيات اخرى كان صالح بابكر ينتجها ويخرجها ... وشهدت المدرسة الابتدائية بنات عرض تلك الاعمال .. واذكر في ذلك الوقت مديرة المدرسة امنا الاستاذة زينب الغالي بنت الخليفة الولي بالابيض وزوجة عمنا صديق محمد ابراهيم وهي امرأة لها اهتمام بالنشاط الثقافي وكانت تعطي المدرسة لكل الشباب لاقامة انشطتهم ومعارضهم للعلم ان هذه المدرسة لم تبنيها اي حكومة وطنية فهي من زمن الانجليز وبها مسرح مجهز وصالة لتغيير الملابس تستخد الان مكتب للمعلمين .... بعد عرض مسرحياتنا في كتم تلقينا دعوات من مليط ومن الجنينة لعرض تلك المسرحيات وبالفعل سافرنا الى مليط وعرضنا مسرحياتنا في الاستاد حيث خرجت كل المدينة الينا لتستمتع بتلك الاعمال ... وقد احسنوا ضيافتنا واذكر ان قيادة مليط العسكرية تكلفت بعمل الدعاية واعطتنا عربة عسكرية لنتحرك بها ( تصور ان الجيش في تلك الفترة يدعمون الانشطة الثقافية ) وقد وفر لنا العرض في مليط امكانية الحركة للجنينة من حيث الامكانية المادية .. وبالفعل عرضنا في الجنينة كان عرضا فاق تصوراتنا واجبرنا لتكرار العرض بناءا على رغبة الجمهور حيث بقينا بالجنينة فترة اكثر من ما هو محدد للفرقة ويا لأهل الجنينة الطيبين ...!
انتهت تلك الفرقة بقرار الجبهة الذي حل كل الجمعيات والروابط ولظروف اخرى منها قبولنا في مدارس خارج المدينة فأنا كنت اصغر عضو بالفرقة وعند التحاقي بها كنت في الصف الثاني المتوسط ... وسارفت الى نيالا بعد قبولي بمدرستها القومية ومن ثم الى خارج الاقليم لظروف اغلاق المدرسة والغاء كل ما له طابع قومي في البلاد ...
ولحقت بمدينة كتم العزلة حيث استهدفتها الجبهة الاسلامية استهداف خاص واجبرت كل الشباب الذي يمارسون انشطة ثقافية الى الهروب خارج المدينة بعد عمليات الاعتقالات اليومية فليس لجهاز الامن ما يفعله هناك سوى رصد مجموعات الشباب .. وفي البداية بدأت حركتهم بتتبع بيوت الشراب ويرصدون كل الشباب الذين يدخلونها ويتركونهم حتى يشربوا ومن ثم يلقون القبض عليهم واثبات حالة السكر بالمستشفى وعرضهم على القاضي لتطبيق الحد ولم يسلم من تلك العقوبة الحدية اي احد .. فكتم من ابرد المناطق في السودان ويتقى اهلها البرد بالشراب .. .. ومن المقولات التي وجهت الى ( GTZ) المنظمة الالمانية والتي كان مديرها عبد المجيد ابن المنطقة قال له شباب كتم ( نحن تمرنا ما للتصدير .. تمرنا بنشربوا ) .. تعتبر كتم المركز الثاني لانتاج البصل في السودان بعد كسلا .. ويتميز بصل كتم بأنه اكثر سخونة من اي بصل اخر ... وتحضرني مقولة .. لهشابة وهو من لعيبة كرة القدم بالمدينة ويلعب بفريق الهلال وذات زيارة لفريق من الفاشر كان هنالك توجيه بان يكون اللعب عنيف فشباب كتم يعتبرون اولاد الفاشر حناكيش !!! لا ادر ماذا يقولون لو لعبوا مع اولاد المعمورة ؟؟ وبالفعل بدات المبارة ومنذ البداية طبق اللعيبة الخطة وبدات النقالة تنقل من بين معوق الى مكسور ... وقال هشابة للباقين ( نحن كورتنا حارة مثل موية بصلنا ) وصارت تلك المقولة شعار لكل فريق يزور المنطقة ... في كتم استاد كبير بني في عهد مايو بمدرجات صغيرة وتهدمت اجزاء منه في هذا العهد بعد ان صارت الكرة رجما من عمل الشيطان ... كل المباني الحكومية بالمنطقة من زمن الانجليز .. وللانجليز باع طويل في بناء مدينة كتم فكتم اصلا يعتبر الكثيرون ان مؤسسها مستر مور المسمى ( مور طاغية كتـــــــــــــم ) وهذا الخواجة هو اول انجليزي يتولي ادراة المدينة في العهد الانجليزي الثاني وقام ببناء المركز الذي ما زال يحتفظ بذات المباني دون اي زيادة وبنى المبنى الادارى الذي يشبه طراز القصر الجمهور لكنه دون اي طابق اعلي وهو الان مقر محافظة كتـــــــــم ... وبنى المدرستين الاوليتين ...... مدرسة كتم (أ) الابتدائية بنين ... وكتم ( أ ) الابتداية بنات وما زالت هذه المدارس باقية وتعلم الاجيال الى الان ولكن فقدت كثير من اساسها فالاطفال فيها الان يجلسون على الارض وحتى الوقت القريب كانت هذه المدارس بها من الاثاث ما يكفي كل طالب ان يجلس في كنبتين ...
في عهد مايو رغم سواده تم فتح المدرسة الثانوية بنات وبنيت ثلاثة مدراس متوسطة واحدة للبنات ومدرسة داخلية للبنين هي كتم الريفية ومدرسة كتم الشمالية المتوسطة التي درست بها ... وكذلك مدرستين ابتدائيات كتم الغربية وكتم الشرقية ....
لم تحظى المدينة بأي تطوير لكن الذي فعله الانجليز كان يختلف عن ما فعلوه في الجنوب فقد اجبر مور كل الادارات الاهلية في شمال دارفور ان تدخل جزء من اسرها الى المركز وبدأت الاحياء تتأسس على هذا الاساس ... ففي كتم حي للزغاوة وحي للعرب وحي للفور وحي للمساليت .. اي ان كل قبيلة لها حي تسكنه وتدريجيا بدات الفوراق تزول وانصهر سكان المدينة في علاقات زواجية وعلاقات صداقة وجيرة وانتهت اسماء تلك الاحياء لتكون حي القصر ، وسلامة الدومة ولهذا الحي اسطورة يحكي ان وادي كتم في التاريخ الغابر داهم بطوفانه المدينة واغرقها ولم تبقي الا دومة واحدة هي التي سلمت وسمي بأسمها حي سلامة الدومة ثم حي الشاطي الذي يتاخم الرملة البيضاء وهذه رملة غريبة بين جبلين يحدا كتم من الجنوب وهي ناعمة مثل السكر وتقول اسطورة انها قبر لاحد اولياء الله الذين ساقهم حظهم التعس ان يموتوا في تلك الاصقاع المنسية ... ويزورها سكان المدينة كل يوم خصوصا يوم الجمعة تعتبر الرملة البيضاء مكانا لشرب القهوة فكل مجموعة من الشباب والشابات حملون ترامس قهوتهم الى الرملة البيضاء وتنتشر الفناجين ويكون للمساء رائحة الزنجبيل والقرفة وضحكات الصبايا الناعمة انا اعشق هذه المدينة ففيها شهدت مراهقتي وتكونك احلامي الاولى وعشقت فيها اول صبية تخصني ...
ونواصل

Post: #2
Title: Re: كتـــــــــم مدينة تخضر في الذاكرة
Author: ابنوس
Date: 08-03-2003, 07:46 PM
Parent: #1

هذه محاولة لشحذ الذاكرة ولملة لخيوط تفاصيل كثيرة كان مسرحها مدينة كتم ، وقد تاتي غير مترابطة قفذا من موضع الى اخر وانا بالتأكيد لا اسعى لكتابة تاريخ المدينة بقدر ما اكتب عن اطياف ازمنة شكلت فينا عشق هذه المدينة ... وقد صحي هذا العشق بعد خبر المعارك التي تدور فيها ... وكتم شهدت الكثير من المعارك على اطرافها فقد كانت كتم مقرا لقيادة حركة ادريس دبي واذكر جيدا عندما جاء ادريس دبي الى مدينة كتم في بداية خروجه من تشاد ، واستقر في بيت ادم تقل ، القريب من بيتنا وبدأ نشاطة وتحول البيت الى مقر ليقادة الحركة كنا وقتها في بداية مراهقتنا كان يعجبنا منظر الثوار التشاديين وهم يستقلون عرباتهم التايوتا ( تاتشر) او هكذا كان اسمها يقلعون كابينتها ويعلقون على جنباتها اغصان النيم .
كنا نختلط بهم في دكان بكري الفوراوي الذي يعتبر في المساء مكز تجمع شباب الحي ... يحكون لنا عن معاركهم في عين سيروا وبامشي .. عرفنا من خلالهم سيرة حسن جاموس وحادث اغتياله ... عرفنا تاريخ تشاد وتركيبتها القبلية والسياسية .. اذكر احدهم اسمه حامد كان عمرة 12 سنة وقتها وكان يذهب للمشاركة في المعارك ويعود يحكي لنا بطولاته .. كنا نتمنى ان نكون مثله واستهوتنا في تلك الفترة فكرة النضال المسلح ضد اي اتجاه لكن لم يكن لنا عدوا واضحا فقد كانت تلك فترة ديمقراطية ونحن خارج عالم السياسة السودانية .. فلم يكن بكتم عمل حزبي لاي حزب فقط يأتي حزب الامة يلملم اصوات الناس ويذهب ولا يعود الا بعد سنوات طويلة يكون قد حدث فيها انقلاب وسقط ويحي مرة اخرى تاريخه .. عبر نائب تصدره دوائر الحزب ليفوز ويذهب الى اهله ليخدمهم .. على كل لم تكن لنا فكرة واضحة عن السياسة السودانية فما نعرفه عن ليبيا وتشاد اكثر مما نعرفة عن السودان سياسيا .. حركة ادريس دبي ارتبطت بالمنقطقة فهي بنت كوادرها من داخل السودان لم يأتي ادريس دبي بجيش من تشاد يكفي للاستيلاء على السلطة لكنه سانده كل ابناء عشيرته من الزغاوة السودانيين .. كما دعمته حكومة الصادق المهدي وسمحت له بالانطلاق من الاراضي السودانية كعادة كل الحكومات في استضافة المعارضات التشادسة ... وتحول حينا حي القصر الى استضافة حاميتين ، واحدة تشادية والاخرى سودانية .. وكنا كل صباح نخرج ونشاهد دخاخين المعارك في جبال عين سروا بين المعارضة التشادية وجيش حسين هبري .. فقد توغلت قوات هبري الى داخل الاراضي السودانية حتى مدينة كتم ومن الحوادث التي لا انساها صحونا ذات نهار على حصار تضربه القوات التشادية بعد معركة بامشي على مدينة كتم واذكر شكل الدبابات فرنسية الصنع وهي تطوق المدينة وارتال العربات .. والمدرعات .. فقد حدث بعد اشتباكات في منطقة بامشي القريبة من كتم مطاردة لحركة ادريس دبي ولما عجزت القزات التشادية من سحق تلك القوى قصدت مقر القيادة في كتم لتدميره ولاخذ الجرحي من المستشفي الذي كان يستقبل جرحى ادريس دبي .. واذكر ان ادريس نفسة كان في ذلك اليوم في كتم .. وقتها كانت توجد في كتم حامية صغيرة يقودها النقيب هنري وهو من ابناء الدينكا وقدرت الايام بعد زمن طويل ان نلتقي كزملاء دراسة بكلية القانون !! وبكتم ثلاثة كتائب : واحدة الكتيبة 305 مدفعية .. وثلاث دبابات قديمة ، وكتيبة مشاة ، انا لست متأكد من تسمية كتيبة ولا ارعف هي كتيبة ام فصيلة المهم هذا يرجع لضعف معلوماتي عن التقسيمات العسكرية .. وبهذه القوة قرر هنري مواجهة القوات التشادية ، وقد قام بتوزيع تلك القوات اذكر ان الدبابات الثلاث توزعت واحدة في الدرسة الثانوية واثنين بامتداد الوادي .. ولكن تدخلت لجنة الامن المكونة من قاضي المحكمة والمدير الاداري للمدينة ومدير شرطة المدينة لمنعه من المواجهة العسكرية واذكر ان هنري اخذ ادريس دبي من مقر القيادة الى بيته او الى مكان اخر في تلك اللحظات الحرجة وبدأت لجنة الامن تفاوض مع القوات المهاجمة كنا وقتها قد ذهبنا واختلطنا مع تلك القوات كنا نقايضهم التمباك والسجائر بالمأكولات المعلبة والتفاض كنا علنيا في الدبة التي تقع غرب مدرسة كتم الغربية الابتدائية فقد كان اجتماعا بين قيادة القوات التشادية ولجنة الامن امام مواطني المدينة الذي كانوا يتفرجون على الاليات العسكرة دون خوف ، وما زالت نتيجة التفاوض غير معروفة وقد انشغلنا نحن بسرعة دراجاتنا بين السوق ومكان القوات كرتونة الحليب بكيس صاعوت ، وجبة معلبة بعلبة سجائر وهكذا ، حتى انتهى التفاوض ان ترسل القوات التشادية مجموعة لزيارة المستشفى للتأكد من خلوها من اي جرحى تشاديين ، وزيارة مقر القيادة ..واذا لم يجوا شيئ يعودوا ادراجهم .. وبالفعل عادت القوات بعد ان لم تجد شيئا فقد تم اخلاء المستشفي من الجرحي بعد تم نقلهم سريعا الى داخل حوش سجن كتم -- وتم اخلاء البيت بتعاون كل سكان الحي واخفي ادريس دبي بواسطة هنري .. وفك الحصار ...
ونواصل

Post: #3
Title: Re: كتـــــــــم مدينة تخضر في الذاكرة
Author: haleem
Date: 08-04-2003, 12:30 PM
Parent: #1

رائع ..رائع يا أبنوس..أشحذ ذاكرتنا بهذه التفاصيل الحميمة لمدينة سمعنا عنها ولم نرها..كم نحن تعساء والغربة تختطفنا قبل أن نجوب هذه الربوع...آه منك يا زمن النزوح

Post: #4
Title: Re: كتـــــــــم مدينة تخضر في الذاكرة
Author: Zoal Wahid
Date: 08-04-2003, 01:24 PM
Parent: #1

هذه ذكريات قيمة جعلتني اتساءل عن كيفية جمع مثل هذا الشتات ليكون تاريخ السودان متكاملا

هل من جهة تتبنى كتابة تاريخ كل اقليم على حدة ؟

لك التحية

Post: #5
Title: Re: كتـــــــــم مدينة تخضر في الذاكرة
Author: AbuSarah
Date: 08-04-2003, 01:54 PM
Parent: #1

يا اخي ابنوس
المحترم

والله بلغت حدا من التشويق تقاطرت معه دموعي وانا اقرأ كل حرف ونقطة فيما خط يراعك الرائع الراقي... فلتحيا كتم... ولتدم انت لتسطر تاريخا لمدينة حاضرة بكل ما تحمل من معاني الجمال والخلود والصمود في احشاء كل من عرفنا غربنا الحبيب معرفتي ومعرفتك.... انت تسطر تاريخا حيا نابضا ومفعما بالمعاني الخلاقة للروابط القومية بين اهل السودان وليتك اسمعت حين ناديت حيا او ميتا

ولك تحياتي عطرات

اخوكم/ ابوساره بابكر حسن صالح


**************************************************************************

مكتوب لك الدهب المجمر تتحرق بالنار دوام

Post: #6
Title: Re: كتـــــــــم مدينة تخضر في الذاكرة
Author: ابو يسرا
Date: 08-04-2003, 02:11 PM
Parent: #5

لي ذكريات عطرة في مدينة كتم
كنت فيها في بداية التسعينيات ولمدة اربع سنوات
استقبلتي بطيبة اهلها كنت اسكن في ميز ضباط الجوازات
من نفر كريم من ضباط الشرطة والغريب ان ناس امن الدولة اقتحموا ميز الضباط لاول مرة في تاريخ كتم كما علمت وتم اعتقالي من داخل الميز وتم التحقيق معي من قبل النقيب محمد ...........وكانت تجربة اضافت لى الكثير اكثر شي شدني فيها جلسات المغربية بجوار الوادي ورحلاتنا الى فتة برنو

Post: #7
Title: Re: كتـــــــــم مدينة تخضر في الذاكرة
Author: ابنوس
Date: 08-04-2003, 09:19 PM
Parent: #6

توقفنا في المرة الفائته عندما غادرت القوات التشادية وانجلى الموقف ، بعد تلك الايام وقع انقلاب الجبهة وبدأت تواصل التنسيق مع ادريس وحركته ، ولكن حصار كتم ادى لتسريع الامور من جانب ادريس واذكر انه قال قولته لمواطني كتم ( شكرا لكم وآن الاوان لخروجنا ) ونقلت القايدة بأكملها الى عين سروا .. واظن ان ادريس دبي شعر بثقل ضيافته علينا .. ولم يتراجع للوراء حتى سمعنا بخبر دخوله انجمينا .. وعادت قواته لتأخذ زوجته بنت ادم تقل التي نشأت في حينا ...
بعد انقلاب الجبهة كما ذكرنا مرّت كتم بفترة تحول صعبة ، حلت الجمعيات والروابط اذكر في عام 1990 كنت السكرتير العام لرابطة طلاب كتم بثانويات جنوب دارفور ، وعندما عدنا للعمل الصيفي في المدينة وجدنا ان هنالك جسم بأسم الاتحاد العام للطلاب السودانيين لابد من موافقته على اي نشاط طلابي .. وكان المسؤول منه واحد من ابناء حينا خريج جامعة ام درمان الاسلامية ( جعفر ) وقلنا هينة طالما جعفر هو رئيس الاتحاد لكن فوجئنا بان اي عمل طلابي لازم يكون تحت مظلة الاتحاد .. وليس فيه الحفلات الغنائية ولا العروض المسرحية وسمعنا مفردات ان اي عمل لابد ان يكون لله ،،،
ودخلنا في شد وجذب فنحن لدينا تنسيق مع رابطة طالبات كتم بمدرسة الفاشر الثانوية بنات لاقامة معرض بالمدرسة الابتدائية ، واحضار مطربين من الفاشر ، واقامة عروض مسرحية طلابية ... ورفضنا العمل مع الاتحاد وانضوينا تحت مكتب الشباب والرياضة الذي يديرة ضيف الله ادم الرزيقي
وكنا نتحايل بأخذ التصاديق عن طريقة ووقتها ما زالت البلد بخير ، كانت الشرطة تعترف بالتصديق وتعين لنا حراسات على الليالي والمعرض ، ولم يكن للاتحاد نفوذ سوى في مكتب المحافظ الذي لم يتبرع او يساهم بأي شيئ ولكنا استطعنا العمل بالدعم الشعبي .. من التجار وبعض المجالس المحلية ..
في تلك الفترة ، اذكر ظهرت الكتابة في حيط المدينة ، وبدات حملة من الاعتقالات طالت معظم الشباب منهم على سبيل المثال / ملك صديق / مبارك عبد الله بخيت ( زروق ) / ونورين / وعثمان نورين واخرين .... وبدات التهديدات والاحالة الى المحكمة بتهمة السكر التى نفذت على كثير من المعلمين والشباب الجامعيين وغيرهم .
وظهرت كوادر الجبهة في اقامة ندواتها وتبشيرها بمشروعها الحضاري . فزار كتم وفد من الكيزان ، اذكر منهم احمد الكرمنوا واخرين ، وبدأوا تجنيد الشباب للحركة الاسلامية بكل الوسائل من الوعد بالجنة حتى الوعد بالوظيفة او التسكين الجامعي ، وبالفعل ذهبت معهم مجموعة من الشباب ولولا ان الوعي القليل الذي ترسب فينا من البيت والشارع لكنت الان ميتا في احراش الجنوب او عضوا في احدى اجهزتهم ... فقد كان الخطاب مغري في غياب الاخرين ، ان تضمن جنة في الآخرة ، ووظيفة في الدنيا ليس عرضا بسيطا في سننا اليافعة تلك ، انا اعتقد ان التهميش مسؤولية الجميع بما فيهم القوى التقدمية التي لم تستطع الخروج من اسوار المدن العتيقة ، لتنازل الطائفية في الاطراف او تنازل الاسلاميين هناك فالاحزاب اليسارية وعلى راسها الحزب الشيوعي همشت هذه المدن ، باسقاطها من دوائر اهتمامها مكتفية بالحقيقة الخادعة ان هذه مناطق مقفولة لحزب الامة ، او ليست مناطق وعي لعملها ، ولا ادري كيف يتكون هذا الوعي ؟؟
في ذلك الوقت كانت المنطقة غرب كتم تشتعل بحرب اخرى هي حرب القبائل ، بين القبائل العربية وقبيلة الفور ، وكانت المسالة صعبة ، علينا نحن ابناء المدينة الذين تربطنا علاقات ودودة مع بعضنا ، ورغم العزاءات وموت الاقرباء في تلك المعارك اذكر ان الرابطة قررت ان لا ندع اثار تلك الحرب تمتد الى المدينة ، ونجحنا في عزل الشباب في سننا الذين بدأوا اثارة مشاجرات بالتحيز الى قبائلهم بل ان فتح النقاش عن الحرب القبلية نفسة غير مقبول اذا كان لا يدينها ووقتها مؤتمر الصلح كان منعقدا بالفاشر من قبل الانقلاب حتى تم الوصول الى الصلح بين القبائل في عام تسعين ووقتها كان الطيب سيخة حاكما لاقليم دارفور قبل التقسيم الولايئ ... وفرحنا بنهاية الحرب الا ان الاحوال لم تستقر فقد اندلعت حرب اخرىبين العرب والزغاوة في بداية عام 92 واستمرت حتى عام 1993 ، وانعقد مؤتمر الصلح في مدينة كتم في عرض الوادي ، كان مهرجانا لاستعراض التراث اكثر منه مؤتمرا للصلح ، حيث حضرت كل القبائل وعرضت تراثها وكان الحديث شيقا عن التعايش السلمي القديم واصعب مافيه الحديث عن ملكية الارض واعتقد ان هذه هي اس المشاكل القبلية فكتم رغم اتساع دائرتها كمحافظة الا انها تعاني من شح في المراعي وتصحر ، وتنحصر المياه في الوديان التي غالبا هي مزروعة كما ان هنالك صراع اخر يتمثل في رغبة بعض القبائل في التمدد في كل شمال دارفور
لاسباب استراتيجية .. ولم تستطع الدولة حسم هذه المشكلة بتوطين الرحل او فتح مساراتهم التقليدية مما ادى لاحتكاكات طويلة ومريرة .. اتمنى ان تجد حل بعد ان اصبحت كتم الان ميدان للعمليات وان يعي ابناء المنطقة ضرورة التعايش السلمي وتجاوز تلك الازمات .
تعتبر الفترة من 1992-- 1998 هي ذروة انفتاح مدينة كتم ... عندما صارت كتم الميناء الرئيسي بين ليبيا و السودان وتدفقت على المدينة البضائع الليبية ، وتبعها تدفق التجار وحركة التجارة بين الخرطوم وكتم ، حيث تحول الطريق بين كتم والخرطوم واصبح خط مباشر دون المرور بالفاشر ، فالبضائع تشحن من كتم الى سوق ليبيا راسا ، وظهرت شخصيات جديدة من الغرباء وتبعها ظهور اسواق اخرى غير السوق المركزي وظهرت حيشان الجمارك وميس الجمارك وازدهرت الحركة داخل المدينة ، وكنا سعداء فقد بدات كتم تنموا وتستقبل الغرباء بترحاب ، والبضائع في السوق جميعها ليبية وتغيرت صينية الغداء والعشاء وعرفنا طعم المكرونة الاسباكتي ، وزيت الزيتون ، والعصائر المعلبة ، واعتقد ان التاجر ادم عبد الرحمن حسين الملقب ب ( ادومة ) كان له الدور الاعلى في تلك الفترة وقد اسس تجارة ساهمت في انعاش المدينة ، فكل العربات التي تشحن من ليبيا كانت تاتي عن طريقة ، وهو يعتبر المحافظ الفعلي لمدينة كتم في تلك الفترة ، فأبتداءا من حل مشكلة الكهرباء حتى المياه كانت تتم عن طريقة ، وقد امتلك ادومة نصف المدينة ، ان لم يكن كل سوقها لكن كعادة التجار لا تملأ عينهم الخزائن وما يملكون ، وقادت الظروف ادومة للتورط في حادثة بنك نيالا ( بنك السودان ) المعروفة وتم الحكم عليه بعشرة سنوات ومصادرة املاكه ، وبغض النظر عن دوره في العملية او عدمه فقد كان ادومة داعما للنشاط الثقافي ، وله مواقف مع النظام ربما بحكم خلفيته كعضو في حزب الامة ،..
تلك القضية التي تتعلق ببنك السودان اوقفت النشاط التجاري بكتم ، والمحزن ان هنالك تبرع من النظام الليبي ببناء طريق يربط كتم بالكفرة ، ولكن العقلية الشمالية التي ترى ان اي طريق يأتي الى كتم سينمي المنطقة ، وهذا ما لا تريده السلطة سارع الزبير بفتح جمارك دنقلا للبضائع الليبية ، وبدأت محاولات لتحويل الطريق بدلا من كتم الى دنقلا مما يختلف مع طموحات الزعيم الليبي الذي يريد التوغل في غرب افريقيا ، وصولا بالطريق الى بانقي عاصمة افريقيا الوسطى ، ورغم اهتمام مؤسسة الطرق والكباري بالفاشر بهذا الامر الا ان الطريق توقف امام تعنت السلطة وقصر نظرها !! وهذا يندرج تحت التهميش المتعمد للمنطقة وعقلية ترى ان الغرب يجب ان يظل في ظلاماته ...
ونواصل

Post: #8
Title: Re: كتـــــــــم مدينة تخضر في الذاكرة
Author: أحمد أمين
Date: 08-05-2003, 09:46 PM
Parent: #1

up

Post: #9
Title: Re: كتـــــــــم مدينة تخضر في الذاكرة
Author: ابو يسرا
Date: 08-06-2003, 10:04 PM
Parent: #8

فوق

Post: #10
Title: Re: كتـــــــــم مدينة تخضر في الذاكرة
Author: Abdel Aati
Date: 08-07-2003, 03:48 AM
Parent: #9

شكرا لك يا ابنوس
لقد جعلتني احس كانني احد ابناء كتم حقيقة

المجد لكتم
والنصر لدارفور

عادل

Post: #11
Title: Re: كتـــــــــم مدينة تخضر في الذاكرة
Author: ابنوس
Date: 08-07-2003, 05:20 AM
Parent: #10

كما ذكرت توقف الطريق المقرر انشائه بين كتم والكفرة ، ولكن استمر الخط العادي بين ليبيا والسودان عبر كتم ، الى ان عرف الليبيون طريق دنقلا ، وتدريجيا بدأت صلاتهم بالمركز اكثر من تلك المدن الموبؤة بالنهب المسلح والاهمال القصدي ووصلوا الفتيحاب ببضائعم وبدلا من المكرونة والزيوت اصبحوا يحملون للسودان صناعاتهم من كراسي البلاستيك البيضاء ، والبهيات التي تجمل حيطان الخرطوم وتتركنا نحن في غباش ايامنا ، وتضافرت عومل كتيرة في انهاء الميناء نستطيع ان نختصرها في الاتي :
الصراع غير المتكافي بين قوة دنقلا الشرائية والسياسية ادى لتحول الليبيين اليها .
عدم الاستقرار الامنى وتعرض الليبيين لهجمات على مشارف كتم من عصابات النهب المسلح
حادثة بنك نيالا التي قصمت ظهر كتم .

وانتهى عصر كتم الميناء بين ليبيا والسودان ، وعادت المدينة الى طبيعتها ، وبسرعة مذهلة اختفت حيشان الجمارك ، وتبعها مغادرة التجار الغرباء عن المدينة ، هذا اذا استثنينا بعض الذين ربطتهم بكتم صلات ربما تبقيهم للابد واغلقت المطاعم وعاد ود النعمة صاحب اشهر مطعم في كتم الى مزاولة نشاطة منفردا بالساحة ... وود النعمة احد اعلام مدينة كتم في ازمنتها الغابرة ، وقد اسس مطعمه قبل ميلادنا على الشارع الوحيد الذي يقطع المدينة من غربها الى شرقها ، الشارع الذي تعددت اسمائه وهو وحيد وغير مسفلت ، لكن في المساء يظل وحده مليئ بالحركة ، ففي نهايته بقالة ادم قصير ، وفي منتصفه محلات حافظ خالد ، وبقالة اولاد الحاج خالد ، مرورا بمطعم ود النعمة وينتهي المشوار الماسئ في قهوة دقيل التي تعتبر اهم من النادي ، فقد كنا نتجمع فيها لسماع اخبار المدينة ، والمناقشات الطويلة عن الكورة والشباب ، يأتي الى القهوة كل ابناء المدينة جنوب الوادي وشماله ، فمدينة كتم يقسمها الوادي الى نصفين ، النصف الاعلي به حي الاستقلال ، وحي الموظفين ، وحي زريبة ، وحي المستشفى ، وابناء هذه الاحياء لهم تجمعهم في نادي حي الاستقلال لكنهم يأتون الى قهوة دقيل في مجموعات ، ويلتقون بنا نحن ابناء الاحياء التحتانية ، وتقسيم تحت وفوق مرتبط بارتفاع المدينة من الناحية الجنوبية المتاخمة للجبال ، وانخفاض منطقة شمال الوادي وليس بتقسيمات طبقية فجميعنا هناك ( الحال من بعضوا ) ........ وقهموة دقيل عبارة عن بنابر تتوزع على فضاء الشارع فأبمكانك حمل بنبرك معك الى اي شلة والمشاركة في حوار هنا وهناك ، ولكن شرطا ان تطلب اي شيئ شاي ، حلبة ؟، كركدية ... وبعدها يترك لك دقيل حرية التصرف في البنبر اما اذا جلست ولم تطلب لفترة .. يأتيك صوت دقيل الجهور من داخل دكانه ( سخّن ياخي ) ويقص ان البنبر سخن ...
تمتليئ القهوة يومي الاحد والاربعاء بشكل خاص فقبل الجمارك كان لكتم بص واحد يربط بينها والفاشر ... يأتي يومي الاحد والاربعاء ويعود يومي الخميس والاثنين وهي ايام السوق الرئيسية في كتم .. ويتبع البص لشركة دارفور للنقل العام التي اسسها الاستاذ احمد ابراهيم دريج ايام ما كان حاكما لاقليم دارفور .. ويأتي االبص عادة الساعة الواحدة ظهرا وتصل معه الجرايد من الفاشر واهمها جرائد الكورة ... والمجلات وغيرها وسائق البص يدعى عوض وهو رجل خدوم اذكر كنا نكلفه ونحن صغار ان يحضر لنا الالغاز ( الشايطين التلتاشر ، وارسين لوبين ) ومجلة ماجد ... وقد كان يحضرها ويزيد من عنده عليها ... وقد عمل لي اشتراك في مكتبة اسمها الرشيد بالفاشر كنت اعيد يموجبه الالغاز التي قرأتها لترسل لي الغاز ومجلات جديدة .. وسبب تجمع الشباب في يومي الاحد والاربعاء بقهوة دقيل يعود لقراءة الجرايد فعدد الجرايد التي تصل يكون محدود ويتم تبادلها في القهوة وايضا المناقشات عن الهلال والمريخ وصراعات الكورة .. ودقيل نفسه عضو في ادارة هلال كتم .. ومتعصب جدا للكورة .. والسبب الثاني هو احتكار الكبار للنادي الاجتماعي الذي يتبع للشباب والرياضة واذكر ان هنالك ادارة دكتاتورية للنادي ... تحدد سن العضوية بثلاثين سنة ، وتمنع الشباب من المشاركة في انشطة النادي التي تحولت الى كشتينة فقط وهنالك رجل مباحث من ابناء المنطقة كان يخيفنا وهو عمنا عبد الرحمن جقران عضو ادارة النادي ... ورغم ان بالنادي معدات للرياضة وصالة للتنس الا انها نادرا ما يتم تشغيلها .. حتى تمت انتفاضة من الشباب قادتها رابطة طلاب كتم بالجامعات والمعاهد العليا بدأت بجريدة حائطية توضع في النادي ، وتبعها حضور كثيف للشباب وتم انتزاع حق المشاركة في النادي لكل من يرغب .. ولكن هذا جاء على حساب قهوة دقيل التي اغلقت بتحول الشباب منها الى النادي .. هذه الاحداث التي ارويها قبل تحول كتم الى ميناء .. وكما نوهت انا لا اتبع في هذه الكتابة التسلسل .. لاني اجلس هكذا واحاول التسكع في طرقات تلك المدينةواكتب كل ما اتذكره ..
وسأعود في يوم الجمعة للكتابة عن عم فضل ...
وعن كل ما اتستطيع تذكرة
ولكم مودتي

Post: #12
Title: Re: كتـــــــــم مدينة تخضر في الذاكرة
Author: WadalBalad
Date: 08-07-2003, 07:31 AM
Parent: #1

واصل واصل يا أبنوس

والله لقد ذكرتنى ماضى بعيد عن الفاشر الجميلة وكتم الخميلة ولقد زرنا كتم فى نهاية السبعينات ونحن برالمة فى الجامعة وشاهدت لأول مرة فى حياتى نحر الناقة والشيخ هلال كما حضرنا حفلاً فى دار الرياضة المبنى من الحجر وطفنا كذلك على منطقة فتا برنو وأشجار النخيل والبساتين والجو الربيعى الدائم وأكلنا فى المندولة!, وإذا ظن السودانيون أن منظقة أركويت فى شرق السودان تمثل قمة المناطق السياحية فى البلاد فلهم حق لأنهم لم يرو كتم أو مناطق جبل مرة الساحرة, ولعن الله الإنقاذ فبدلاً من أن تتحول تلك المناطق إلى جنان زاهرة حولوها إلى محارق وقبور

فاستمر يا أخى أبنوس وجوزيت خيراً على هذا المشوار العطر والعرض التوثيقى التاريخى الجغرافى الإجتماعى الممتع

Post: #13
Title: Re: كتـــــــــم مدينة تخضر في الذاكرة
Author: Kobista
Date: 08-07-2003, 12:02 PM
Parent: #1

Sallam ....
pls continue.........I cant wait...its a living history..

Post: #14
Title: Re: كتـــــــــم مدينة تخضر في الذاكرة
Author: ابنوس
Date: 08-08-2003, 04:56 AM
Parent: #13

الاخ عادل والاخ ود البلد والاخ كوبيستا
لكم عاطر التحايا وانتم تتسكعون معي في دروب تلك المدينة وفي دهاليز الذاكرة
بالتأكيد سأواصل ، لكن هي دوامة العمل التي تسرق وقتنا ....... شكرا لقرائتكم
هذه الذكريات عن مدينة تحترق الان ... وتتحول اشجارها الى فحم ، ومسيقاها
الى اصوات قنابل .......
ولكن مهما طالت مسافات الاسى ، فيوما ما ستشرق الشمس
لكم المدى

Post: #15
Title: Re: كتـــــــــم مدينة تخضر في الذاكرة
Author: ابنوس
Date: 09-02-2003, 04:48 AM
Parent: #14

سأعاود الكتابة عن هذه المدينة طالما بدأت الحياة فيها تعود الان ... وبدأ النفير لترميم البيوت المهدمة ... والى تضميد الجراح ....

Post: #16
Title: Re: كتـــــــــم مدينة تخضر في الذاكرة
Author: اميري باراكا
Date: 09-02-2003, 09:19 AM
Parent: #1

العزيز أبنوس

حقيقية ده كلام جميل جداً وسرد تاريخي وتفاصيل وقائع تاريخية ،، وانت بفعلك ده داعبت ذاكرتناورجعتنا لأيام جميلة قضيناها في دارفور ورحلتي إلى تشاد ،، مروراً بسرف عمرة وبركة سايره ..

أرجو أن تواصل ،


لك كل الود والتحايا العطرة

Post: #17
Title: Re: كتـــــــــم مدينة تخضر في الذاكرة
Author: Mohammed Tirab
Date: 09-02-2003, 01:39 PM
Parent: #16

الى الابنوسي
في اصالة الابنوس
لك التحية
وانت تثير
لك التحية وانت تشحذ الذاكرة الجمعية لحاضر تنوء فيه كتم ودماء الابرياء
لك التحية وقد اعدتني لاول يوم دراسي لي في مدرسة ذات الرأسين التي لم اتم فيها فصلين بل فصل واحد,كان ذلك في العام 1971 يوم ان وقفت طابور الصباح والانداد لاول مرة ,
وانا في عمر الخامسة ونيف وكان قدري قد اهداني شرف الوقوف على عتبات ذات الراسين بعد شقّ هواء الكون طريقه لاول مرة الى رئتاي من على ضفاف النيل الازرق وقد رقدت مدينة وليدةعلى كتفه الايسر- مدينة الدمازين الوادعة-نعم على الكتف الايسر للنيل الازرق حين قدومه من اعالي هضاب اثيوبيا حاملا معه شيئا من عبق اكسوم وكثير من اسرار الحياة,,,,نعم لقد انعشت الذاكرة يا صاح
كان انتقالا غريبا لي كما غرابة نقلي لعيون قارئ هذه السطور ما بين المدن المتباعدة
امضيت في كتم ايام كانت من اجمل ما امضيت,لا زلت اذكر طابور اليوم الاول في ذات الرأسين وكذا الطابور الاخير يوم ان اعلنت نتائج نهاية السنة ,حيث لم استطع شق الصفوف المتراصة ,بل حملت على الاكتاف لاصل لحمل نتيجتي بعد ان نودي علي ثانيهم.
لن انسى ابدا جمال وادي كتم ولا جنانها..
لم تتح لي فرصة زيارة دارفور مرة اخرى غير مرة ,,اتحتها لنفسي عام 1983 بعد الشهادة الثانوية ولكن للاسف لم تحظ الذاكرة بشرف الوقوف على ذكرى مواقع حبيبة الطفولة كتم,بل كانت الفاشر ثم وادي نيالا ,ثم الى منابع انهر اخرى حيث الدينبر ونيفا وموسكو وصحاري اخري حذا الخليج
كم كانت جميلةجنان
كتم
كم جميل ان تداعب الذاكرة
كم جميل ان تعبث قليلا بمفاتيح الحاسوب ,فتبعث شيئا من مفاتيح راحة النفس
كم عظيمواصيل نضال الابطال والاشجار و"الزنك"والحروف
كمٌّمن الشكر لك اخي الابنوس الاصيل
د.محمد تيراب

Post: #18
Title: Re: كتـــــــــم مدينة تخضر في الذاكرة
Author: ابنوس
Date: 09-02-2003, 07:55 PM
Parent: #17

العزيز امير باريكا
شكرا لقرائتك هذه الذكريات .... واتمنى ان تكون ممتعة فنحن نسوح في بلاد الناس باتساع الكون ... وبلادنا هي اجمل من كل البلاد

العزيز د . محمد تيراب
سرني ان نلتقي في طابور الصباح بمدرسة ذات الرأسين .. وبهذا نكون انا وانت ابناء مدرسة واحدة .. عزيزي كاني اراك الان واقفا في ذلك الفضاء الجميل مدرسة ذات الرأسين (أ) الابتدائية بنين ، هي مدرستي التي بدأت فيها اولى خطواتي على سلم التعليم ... ما زال الزنك يتوهج وهو يعانق شمس كتم الدافئة .. ولكن تغيرت اشياء واشياء .. جففت الداخليات التي تقع مبانيها جنوب الفصول الدراسية ... انتهى عهد المتعهدين الغذائيين .. كل شيئ لم يعد كما كان الا مدينة كتم بواديها المليئ بالنخل والحراز .. وطيور الرهو البيضاء في الخريف .. الكلجو المعشعش على الاشجار .. والطرقات الضيقة التي تقودك الى الوادي من اي زاوية دخلتها .. ستجد تلك المدينة كما تركتها حيث شمل التغيير كل الامكنة الا كتم المنسية في خارطة التنمية .. رغم جمالها وخضرتها .. وجوها البارد الربيعي طول العام سعدت بمداخلتك ورغم اصراري على كتابة هذه المدينة لكني حتى اللحظة لم اجد الوقت الكافي لفتح نافذة الذاكرة ومواصلة السرد ..
ولكني سأواصل ..
لك كل الود

Post: #19
Title: Re: كتـــــــــم مدينة تخضر في الذاكرة
Author: ابنوس
Date: 09-03-2003, 04:22 AM
Parent: #18

صوت الؤذن الرخيم يأتيك مشبعا بنسمات الصباح الرطبة ، يدخل بين نومك وايمانك ، تهتز تتقلب في الفراش وتواصل النوم ... يأتيك صوت امك من طرف البيت .. يا يوسف قوم الصبح اذن .. وقتها تعرف ان الدنيا اصبحت بخير .. ذلك هو صوت عمنا فضل مؤذن المسجد الكبير بمدينة كتم
وكاتب العرائض بالسوق ، تحت شجرة البسكيت الوريفة .. يضع طاولته ويكتب للناس العرض حالات ... وما يدفعني للكتابة عنه ليس صوته المشبّع بالشجى ، لكن تلك الحديقة الكبيرة التي يملكها .. تلك المزرعة المتنوعة بأشجار المنانجو ، والنخيل والتين .. وتقع امام الرملة البضاء .. من لا يعرف عم فضل ؟؟ كل زوار مدينة كتم وكل الرحلات التي تقيمها المدينة تحتضنها تلك الجنينة بكل ترحاب .. فقد حول عم فضل جنينته الى مكان لقضاء الرحلات .. دون مقابل بل هيأ عم فضل الجنينة بفرش البروش وملء ازيار الماء وتشذيب فروع الاشجار .. لراحة الناس .. لا يعترض عم فضل على الغناء او الرقص .. او لعب الكشتينة وهو الورع التقي .. لا يشارك في اي شيئ فقط يعطيك مفتاح الجنينة ويقول لنا كلماته التي حفظناه ( عيال انبسطوا بس ما تتلفوا الشجر ) .. ويذهب الى حال سبيلة دون ان يؤذي احد او يتعرض اي شخص لاشجار الحديقة بسؤ ... عم فضل انسان اختار ان يتصوف في محراب الخضرة .. واختار منزلة بين جبلين يحدان الوادي من الجنوب بينهما مسافة اذا نظرت من خلالها لا ترى غير سعف النخيل .. وخضرة الوادي تحتك ... عاش للناس كي يمنحهم الخضرة حينما تدخل مزرعته تكتشف انواع من الفاكهة حتى العنب .. والاشجار النادرة .. ورغم ان بمدينة كتم مشتل كبير اسمه ( جنينة الحكومة ) ويتبع لوزارة الزراعة والغابات الا ان هذا المشتل لا يسمح للمواطنيين بقضاء الرحلات فيه بحجة انه مشتل تجريبي وبه عينات زراعية وغيره .. ولكن ظل عم فضل لا يترك للمدينة وزوراها فرصة البحث عن بديل فهو لا مانع لديه ان تستقبل حديقته الجميلة اي عدد .. وقد كتبت عنه احدى الصحف لا اذكرها وعن مزرعته تلك القصاصة يضعها عم فضل في برواز من البلاستيك كي يقرأها الزوار وهو يعتز بها .. عاش بسيطا وودودا ولم يسعى لأي شيئ حتى عندما صار الهوس الديني هو التجارة الرابحة ظل يأتي لمسجد المدينة مؤذنا فقط فصوته اول ما تفتتح به المدينة يومها .. وحديقته هي مزارنا .. وقد سلك ابناءه طريقة ففي اي وقت كنت امر على الوادي كنت اغشى ابنه ناصر واجده غارقا في الطين ويأتيك صوته مختلطا بضجيج الوابور .. انهم البسطاء يعيشون هناك للناس .. وبالناس دون ضجيج .. ظلت شخصية عم فضل البسيطة في ذاكرتي ، ملونه برائحةالطين وتكسوها الخضرة الوسيمة هي خضرة انسان بلادنا الحقيقي
وكان لزاما علي ان اكتبه هنا في مدينته التي وان احترقت بنيران الهمج فستظل مورقة في ذاكرتنا وحتما ستعود اكثر اخضرارا ..
له مني كل تحية على ما قدمه وما سيقدمه

وسنواصل