توقعــات نص سردي

توقعــات نص سردي


05-01-2003, 01:08 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=43&msg=1134033544&rn=0


Post: #1
Title: توقعــات نص سردي
Author: ابنوس
Date: 05-01-2003, 01:08 AM


توقعــات


افعل هذا بكل حواسي ، اتحرك بين الباب والسرير ، ادور حول جسدي ، اتلمسه ، واتأكد ان دمي مازال مشتعلا بشهوته اليك ، وانك ستاتين فدقائق ساعتي تعلن انتهاء وقتك المحدد ، لم يتبق لك سوى ثواني من الوقت الاضافي ، لكني سأفتعل لك اعذارا كافية ، كثيرا ماتعودت تبرير غيابك ، ألم توعديني من قبل في محطة المظلة ولم تأت ؟ في ذلك اليوم لبست قميصي الابيض ، واستلفت بنطلونا ، واستاجرت حذاءا ، ورشّة عطر فرنسي من البوتيك المجاور لشارعنا ، وجلست بكامل استعدادي على اسمنت المظلة ، متلفتا الى الحافلات القادمة منك ،والعائدة اليك ، جالسا عكس اتجاه هبوطك المحتمل ، حتى تعب رأسي من الالتواء ، وعيناي من النظر اسفل الحافلات ، رأيت انواعا مخلتفة من الاحذية ، وسيقان نساء ممتلئة، واخرى نحيفة كأعواد البوص ، لكن ما اثار شهوتي نقوش الحناء ، كم تمنيت رؤيتها على ساقيك ، سيكون ذلك رائعا !! حين اتخيل ساقيك بنقوش الحناء اشعر (ببوخ ) النار على صدري ، فأزدرد الريق الاخير من شهوتي واواصل النظر ، احذية الرجال لا تلفتني ، فقط اكتشفت طريقها المتسلل الى ابواب الحي ، وان البيوت جميعها مفتوحة للغرباء منتصف الظهيرة ، وانت لم تأت في ذلك اليوم ، بسبب الغبار الكثيف الذي لفّّّّّّّّّ المدينة ، وجدت لك عذرا فأنت وصلت ولم تستطيعين رؤيتي ، نزلت في الاتجاه الذي كان من المفترض جلوسي فيه ، وحين لم تجديني ، ركبت اول حافلة عائدة وغادرت المحطة ، للأسف اكتشف ثغرة في هذا التبرير ، لأن الحفلات العائدة تمر من امامي ، ثم اني اعرف كل احذيتك ، واذا صدف واستلفت حذاءا جديدا او اشتريته من( ختة) الصندوق ، فساقيك اعرفها جيدا ، ممتلئين بالسمرة ، وبالخطوات العجلى ، اذن هذا ليس مقنعا ، ينهض تبرير اقوى امام تهاوي تبريري الاول ، انك نزلت في المظلة الثالثة فشارعنا به ثلاث مظلات ، ( وهي افضل اكتشاف لمتسقطي حسنات فضل الظهر) فالمواصلات كعادتها متسكعة ، واحيانا لا تأت ، والمظلة الاولى مستبعدا نزولك فيها لانها قريبة جدا من نقطة بداية خطوتك الاولى ، اما الثانية فأنا اجلس فيها منذ ثلاث ساعات ، اقرأ في الايات التي نقشت بالخط الكوفي ، وبعض اسماء الذين نقشوا ذكرياتهم ، من زائري المدينة والعابرين . واعلانات شركات المشروبات الغازية تحتل هذه المظلة ، اكثر من سكان الحي ، وقد سوي الامر بينها والمحسنين . بقيت النقوش الكوفية بالداخل ، والوان المشروبات الصارخة بالخارج . في هذا المكان الملوث انتظرتك يا حبيبتي . حتى تعبت ، وانا اعرف ان لا محطة ثالثة في نهاية هذا الشارع ، الا في احلامي .

عدت ساخرا مني ، ولم يساورني شك في نزولك خطأ في محطة ما بلا مظلة ، ويهتز هذا الاحتمال حين أتذكر انك جئت بيتنا ، عندما اصابتني الملاريا في الخريف الماضي ، لكني سأختلق لك دروبا لا تغشاني ... !!!

عدت الى البيت ، وانتظرتك كما يجب ، رتبت غرفتي ، وضعت كتبي اعلى الرّف ، وهيأت لصورتك مكانا لائقا على الحائط . اشعلت ( النّد) وحافظت على رائحة العطر الفرنسي بجسدي ، احضرت المشروب الذي تحبينه ، ووضعته على الثلاجة ، ( اعرف انك تحبين الكركديه ) منذ الليلة البارحة وضعته في الماء ، وحالما تصلين سأصفيه بالمصفى ، الذي تناولته من الجيران ، وجلست متنصتا طرقات الباب ، افتحه وانظر بأمتداد الشارع ولا المحك ، اعود خالعا ملابسي ، استبدلها بالفلنة الممزقة ، ورداء الجنز ، الذي قطعته من بنطلون تآكلت ركبته ، استلقي على سريري الفارغ ، واتصفح المجلة القديمة ، فقط لأن وجه هذه الممثلة يريحني ، أتتبع اعلانات اطارات العربات ، وآخر اخبار الجميلة ( ليلى علوي ) ، وابحث عن( فايزة عمسيب) بين صور النجمات ، واتسآئل ما علاقة كل هذا بحضورك ؟؟؟

نسنس الهواء على شباكي ، هرعت لملابسي ، تعثرت رجلي في فتحة البنطلون - دخلت فيه بعرضها - وبمقاومة قليلة استعدلت رجلي ، وتأهبت لفتح الباب ، سأجدك واقفة امامي ، تسبقك ابتسامتك ( الحنونة ) ، وتمدين يدك بالسلام الحميم ، سأجرك نحوي لينفذ العطر الي انفك ، وآخذك الى غرفتي ، لتنظرين صورتك وعليها كل هذا الاطار المضيئ .

مددت يدي نحو الباب ، متنصتا انفاسك العالية ، قررت ان اعاتبك على تأخيرك ، لكن كان الشارع خاليا ، والصبي الذي يصلح دراجته تحت شجرة النيم ابتعد ، مخلفا اصداء طرقاته على ( رفارفها) ، ولا ذبون في بقالة ( امير العربي ) التي تواجهني ، صفقت الباب خلفي ، عدت بذات الاحساس الماسخ ، واستلقيت على سريري ، بذات الطريقة ، التي تعودت ان استقبل بها عدم حضورك المتكرر . لماذا لا تقولين لي : انك لن تأت ؟؟ لماذا تصرين على مواعيد لا تتم ؟؟ وكيف ستواجهينني الآن ، لا ادري كيف ستلتقيني ؟ فرغم شح هذه المدينة ، احضرت لك مشروب الكركديه ، وغداء من المطعم البعيد ، وفق ما تشتهي ، وها - انت تخلفين ذات الطعم على فمي .

مجلتي ستنسيني هذا ، فلن انتظرك اكثر من هذه الساعات ، التي احرقت دمي ، لن التقيك في مقبل الايام ، لا في الجامعة ، ولا حتى في غرفتي التعسة هذه ، سأشعل سجارتي ، خرجت ابحث عن عود ثقاب ملقى في ساحة البيت ، الجلبة التي بالمطبخ ، تشبه صوت خطواتك العجلى ، عدة المطبخ تتساقط مصدرة صوت اليف--- حسبته صوت حذائك القديم -- عدت جاريا ، ارتديت ملابسي دون تعثر، سرّحت شعري ، وتأكدت من ان وجهي ما زالت به بقايا ابتسامة تناسب استقبالك . وبذات الرعشة التي تسري في دمي ، ومستخدما نفس التكتيكات السابقة ، اقتربت من باب المطبخ . لا اعرف من اين ستدخلين ، فربما تدفعك اشواقك المزمنة للأختلاء بي -كما قلت-الى الدخول من هذا الاتجاه ، لكن اللحظة باهته ، وقطتي التي تقاسمت ايام الوحشة معي ، تحاول الآن ، فتح ( حلّة) الاكل الذي احضرته لك ، كم تخيلتك تأكلين الفاصوليا !! قلت لي : انها افضل مقوي لعظام الرجال في الشتاء ، وقلت انا : انك الدفء في ليل المدينة . ليتك تاخذين جرعة من هذا الكركديه المثلّج

رفعت عود الثقاب الساقط بين الجدار وعدّة المطبخ ، اشعلت سجارتي استلقيت على ظهري مقلبا وجوه الممثلات ، مرتديا فانلتي ، ورداء الجنز ، ومتوقعا مجيئك


Post: #2
Title: Re: توقعــات نص سردي
Author: ابنوس
Date: 05-02-2003, 00:27 AM
Parent: #1

up

Post: #3
Title: Re: توقعــات نص سردي
Author: zumrawi
Date: 05-02-2003, 00:33 AM
Parent: #1

UP

Post: #4
Title: Re: توقعــات نص سردي
Author: ايهاب
Date: 05-02-2003, 09:44 AM
Parent: #3

شكرا ابنوس في انتظار المزيد

Post: #5
Title: Re: توقعــات نص سردي
Author: غدى
Date: 05-02-2003, 12:16 PM
Parent: #4

نصك جميل يا ابنوس

Post: #6
Title: Re: توقعــات نص سردي
Author: ابنوس
Date: 05-02-2003, 08:22 PM
Parent: #1

زمراوي ...ايهاب..غدى

انها حالة ما وانا ارى ما فيها من هشاشة لكن هذه التوقعات تربطني بعام سبعة وتسعين الذي كتبتها فيه ، المزيد قادم وانا امهد له بهذه التوقعات
شكرا لكم