قل: شكرا، رحم الله زميلنا السوداني الأصيل

قل: شكرا






رحم الله زميلنا السوداني الأصيل "محمد عبدالرحمن".. كان مدرسة صحفية متميزة.. ترك بصمات واضحة على عملنا في مركز "الوطن" بالدمام قبل 12 عاما.. وعلى الرغم من أنه كان صارما ودقيقا في تعامله معنا، إلا أنني أعترف بأنه كان أستاذا كبيرا، وصاحب بصمة مهنية لا تنسى على كل الذين مروا في مكتب الوطن حينها.
سلمت عليه ذات مرة ـ وكانت آخر مرة رحمه الله ـ وأنا في طريقي إلى المطار متوجها مع عدد من الزملاء ـ أذكر منهم الدكتور خالد باطرفي والدكتور أحمد الجميعة والأستاذ سلطان المطرفي ـ إلى لندن لتغطية مناسبة صحفية.. أمسك بيدي قائلا: "حينما تطلب من الإنجليزي شيئا احرص على أن تقول له "Please" .. استخدم هذه الكلمة بكثرة.. الإنجليز يحبونها، ويشمئزون من الطلب الجاف دون استخدام عبارات التلطف".
رحم الله محمد عبدالرحمن ـ أبو فهد ـ كان مدرسة في كل شئ.. في مهنيته.. في أخلاقه.. في أدبه.. في وفائه وعطائه وإخلاصه وتفانيه.. توفي نتيجة خطأ طبي قاتل.. وما يزال يسكن الوجدان والذاكرة، على الرغم من مرور كل هذه السنوات على رحيله..
تذكرته قبل يومين، حينما سمعت أحد الشباب يتخاطب مع موظف استقبال في أحد المحلات الكبرى بـ"جلافة الصحراء"، دون أن يستخدم أي عبارة من عبارات التلطف نحو "من فضلك.. بعد إذنك"، ودون أن يردف قائلا "شكرا لك"..
خلاصة هذا الموضوع سبق أن طرحتها قبل فترة، ولن أمل من التذكير بها. قواميس اللغة العربية "غزيرة" بعبارات التلطف والتودد، لكن ألسنتنا "جافة" مع الأسف!.

صالح الشيحي 2013-03-29 11:11 PM

جريدة الوطن السعودية

http://www.alwatan.com.sa/Articles/Detail.aspx?ArticleId