جيدلكم يا شماليين-الذهب الأسود قضى على الذهب الأبيض

الذهب الأسود × الذهب الأبيض

تدهورت إنتاجية الأقطان في السودان وفقد مكانته العالمية التي تبوأها عقود من الزمن , حيث كان يسمي بالذهب الأبيض , وأشتهر السودان وتحديداً مشروع الجزيرة أساساً بإنتاج القطن طويل التيلة ELS وبعض القطن الوسط MS وقصير التيلة SS
والقطن طويل التيلة سعره أغلى من الوسط بضعفين وأغلى من قصير التيلة بأربعة أضعاف وذلك لأنه الوحيد الذي يصلح للأقمشة الناعمة والراقية , لكنه يحتاج إلى موسم زراعة طويل يصل إلى 8 شهور وإحتياج ري منتظم كل أسبوعين , وأي خلل في كمية وتوقيت المياه تفشل زراعته مباشرة , عكس الأنواع الأخرى التي تتحمل تأخير الري وكمياته , وقصير التيلة يمكن زراعته بالمطر.

للتكبير أنقر على الصورة



للتكبير إضغط هنا

قمت بتفريغ البيانات وإنشاء المخطط المرفق (أعلاه) لإنتاجية القطن من بداية الستينات وحتى هذا العام ولن تعاني لتكتشف حجم الإنهيار في الإنتاجية في السنوات الأخيرة
مهلاً! المخطط لا يكشف أن نوعية القطن المنتج أصبحت في السنوات الأخيرة أكثر من 50% من النوع الوسط وليس طويل التيلة , وذلك لعجز المسئولين عن تلبية الاحتياجات الدقيقة لمواقيت الري وكمياته.إذن تدهورت الإنتاجية من ناحيتين : الكمية والنوعية.

الجدير بالذكر أن أسعار القطن تضاعفت خلال السنوات الأخيرة عدة مرات , مما يعني أن الخسارة الناتجة عن إهمال هذا المنتج تضاعفت أيضاً.
والمفارقة أنه عندما زادت مداخيل السودان بتصدير البترول (الذهب الأسود), بدلاً من أن توجه عائداته نحو النهوض بهذا المنتج الذي لا ينضب ليكون سنداً للسودان حين العسر , إنخفضت الإنتاجية لأدنى مستوياتها.
على الرغم من تدهور الإنتاجية المريع إلا أن ذلك لم يشفع لها ويمنع عنها الفساد , إذ رافقته موجة عاتية من النهب والفساد.



.......
مصادر البيانات الخام
The Sudan Cotton Co. ltd
United States Department of Agriculture

إنعدام الذمة ممكن تكون مشكلة جزئية !!
المشكلة الرئيسية تكمن في منظومة التستر وعدم المراجعة والمساءلة
لا يوجد حل سوى الشفافية والمراجعة والمحاسبة , ليس هناك حلول حواة

Quote: الجدير بالذكر أن أسعار القطن تضاعفت خلال السنوات الأخيرة عدة مرات , مما يعني أن الخسارة الناتجة عن إهمال هذا المنتج تضاعفت أيضاً.

أحمد الشايقي
تحياتي لك , وشاكر مرورك

بالفعل أصبحت زراعة القطن مجزية , سعر الرطل في البورصة العالمية اليوم 81.53 سنت أمريكي
في 2010 و 2011 وصل لأعلى قيمة له (أعتقد في تاريخ القطن) 229.7 سنت والسودان كان غائب في الركايب

رابط مصدر الصورة

في السابق كان المنحنى يتذبذب ويمكن أن يهبط لأسعار متدنية مثل 37سنت ولكن من 2001م بدأت نزعة المنحنى Trend نحو الصعود
المنحنى المرفق (أدناه) يعبر عن الأسعار بصورة عامة ولمواصفات أقطان متوسطة
لكن بالطبع القطن طويل التيلة له وضع خاص في تسعيرته لدى مصنعي النسيج الأوروبيين وخاصة سويسرا
إذ لم تمتلك الدول التي بها صناعة نسيج مثل الهند ومصر وغيرها التقنية اللازمة لغزله ونسجه وتحويله لأقمشة ناعمة
أعتقد بأنها وصفة سرية نجح السويسريون في الإحتفاظ بها حتى اليوم
الدكتور المتعافي يرغب في أن (يلحق هذا السوق الحار) فأحضر تقاوي معالجة وراثياً لا تتأثر بالآفات
كثير من الخبراء لديهم تحفظات حولها وبعضهم يرى في هذه الخطوة عجلة غير مبررة وربك يستر

الإنسان العفيف طاهر اليد كنز في الحياة لكن المنظومة أهم من الأشخاص
لو المنظومة بها آليات المراجعة الداخلية والخارجية والمحاسبة الدقيقة وحرية التعبير أي أنها تنتهج مبادئ الشفافية , حتى لو كان المسئول متواضع في مسألة الذمة سيقضي كل يومه يتلفت (ما بيلقى كدّة) لحتمية العقاب.
لكن لو المنظومة آلياتها هشة وتترك الحبل على الغارب حتى لو المسئول عنده ذمة احتمال كبير يفسد لأنه المال السايب بيعلم السرقة
لو تفعلت المراجعة والمساءلة مؤكد سيقل الفساد , لكن هذا لم ولن يحدث أبداً , كأننا بنطالبهم (يتشوا عينهم بأصبعهم)

مركز السودان عالمياً

في السبعينات (العصر الذهبي للقطن في السودان) كان السودان ضمن العشرة الكبار العالميين المنتجين للقطن
بصادر يتجاوز مليون بالة كبيرة (بالة من النوع 480 رطل)بقطن من النوعية النادرة طويلة التيلة extra -long staple
هذا خلاف استهلاكه المقدر في مصانعه بحوالي ربع مليون بالة كبيرة لانتاج الخيوط والأقمشة
وكان متصدر القائمة الذهبية آنذاك الإتحاد السوفيتي وتتبعه الصين ثم الولايات المتحدة والهند والبرازيل وباكستان
في التسعينات انحدر موقع السودان إلى العشرينات في القائمة التي يصدرها سنوياً المجلس القومي الأمريكي للقطن
وفي عام 2000 احتل المركز 26 بعد أن تفوقت عليه مالي وبوركينافاسو زيمبابوي والكاميرون وغيرها
وفي 2005م تقدمت عليه تشاد وبنين ودول طاجكستان وخازكستان وأنزوى في ذيل المجموعة واحتل الموقع 29
في عام 2007م خرج من السباق ولم يظهر في القائمة نهائياً
إلا أنه قاوم وعاد في 2008م بالمركز الأخير 30
لكنه خرج من السباق سريعاً في 2009 و 2010م على التوالي
ليعود في 2011 في المركز قبل الأخير 29 تاركاً ليوغندا المركز الأخير
وفي 2012 أختفى وخرج من السباق.

الملاحظ هو روح المقاومة العالية التي إتسم بها المنحنى , ترى هل هي (حلاوة الروح)؟
سأثريث في الحكم قليلاً (يعفن وبينشم)

لتتبع السباق إضغط على هذا الرابط