حميدان المشوطن 1

حميدان المشوطن 1


03-25-2013, 04:04 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=420&msg=1364223861&rn=0


Post: #1
Title: حميدان المشوطن 1
Author: محمد حامد جمعه
Date: 03-25-2013, 04:04 PM

سيرة تفتح من رسوم ذاك الزمان ، زول سودانى ، يعتمر العمامة ، متصوف كحال البقارة سالكا فجاج الطريقة التيجانية ، وهو انصارى ، شديد لضيض ، وان كنت اظنه من جناح (المهدى الكبير ) ، سيد الاسم ، يحب الشاى ويكرعه كرعا ، مستدير الوجه مع ملامح رسمت تضاريس على الوجه فاكسبته صرامة فاترة تزيد وضوحا حينما ينصت اليك وانت تتحدث ، اذ يقلص عينه اليمنى ويفتح اليسرى فتظن انه (ينشن ) ، ورغم يسار حاله ، الا انه مولع بارتداء (الدبلان ) و(الوزن ) وكلاهما نوع رخيص من انواع اقشمة الجلابيب ، بكثرة الغسل ، وتدافع الاوضار والغبار يتحول لونها الى شى اقرب ما يكون الى لون سمنى سميك ، (حميدان ) كان يلبس هذا النوع من الاقمشة ويداوم عليه ، كان سودانيا بسيطا عاش هناك بين (الحلة ) و(القوز) وظلال اشواك (الطلحة) يستمد ولائه للارض ربما من رفات ابائه المقبورين هناك عند شجرة الجميز العريضة ، التى طالت واستطالت فوق اثار غابرة من قبور لم يطرق احد تجربة السير بينها اذ لا يدخلها قومى الا فى الملمات الكبيرة ، وعلى فترات متطاولة اذ كان الموت حينذاك يهابهم ربما ، او ان ميقات كتابه عليهم لم يحن وقد حان الان لهم وبالجملة ، فمع سهولة ويسر الاتصال صرنا يوميا نسمع ناع ، بعد ان كانت (التلغراف) هى طارق الليل باذونات الموت الجزعة صارت رنين الهاتف مدخل البعض للاحزان العريضة !
كان (حميدان ) بعض مثبتات الذاكرة الطفولية عندى ، كيف لا وهو احد الذين اول من التقيهم حينما احط رحلى فى ديار جدى ، يقبل علينا تسبقه خالتى التى لها طريقة غريبة فى الاحتفاء بمقدمنا اذ تقالد (امى ) ثم تنوحان معا ، امى كانت تستقبل المستقبلين لنا نحن القادمون فى اجازة الصيف عقب نهاية العام الدراسى من الخرطوم الى (الكلكة ) تستقبلهم بالبكاء ، فهذه فطومة بت سليمان ، مات ابوها وقضت اختها وتلك السارة بت سماعيل فقدت ابنها ، قتل فى الجنوب ، وذاك خالها الحاج يوسف عمر وقد توفيت احد زوجاته ، فى هذه الاجواء التى كنت كطفل امقتها كنت ارتبك ، اذ يجد المرء نفسه متجاذبا تحت اغطية اثواب النساء ومعاطفن من (توب الزراق ) ، ويستقبل راسى عادة دمعا سخينا من هنا ، ورزاز فم نائحة من هناك ومخاط مسحت به احداهن طرف ثوبها ومررت الباقى على راسى وفى وسط هذا الزخم يبرز (حميدان ) فينهر النائحات ويردهن عنى فاجده منقذا اتانى وكانى قد لقيت به الحياة ، و يتبعه عادة ان خالتى (محمد الفضل ) ، وكان اعرابيا ماكرا ، شيطانا صغيرا يجر الى جواره عصا متوسطة الحجم يحاكى بها صولة الكبار مع طاقية حمراء امالها قليلا من طرف جبته وقد وقف ينظر الى فى دهشة ، اذ كنت انزل وقد لبست بنطالا ضيقا وقد صففت شعر راسى وارتديت حذاء عريضا مع حزام يشد جسمى النحيل ويربط بين القميض والبنطال ، زول خرطوم ، وهى سمات كلها فيما تبدو تشير الى ان بى عطب وتنبئ عن كونى مشروع (ولد مرخرخ ) وهو ما يتبدى سريعا حينما تحضر الدواب لتقلنا ، ففى حين يقفز الصغار فرحين الى دوابهم وكانهم صغار جن ، كان على الحاضرين رفعى ووضعى فوق السرج تارة لحصان وحينا فوق حمار عريض وفى الحالين كنت امسك باللجام وارتمى حينا وكاننى اود تقبيل رقبة الدابة ذعرا خاصة مع تمايل القافلة لتفادى اشواك الكتر ، وبعض الافرع فيضطر الحضور الى جلبى وردفى خلف احد الصبية وكلما طرقت القافلة درب المسير تمسكت بالصبى امامى وانا اعتصره مخافة ان يهوى به الفرس فى وادى سحيق او يردنى الى تحت قوائمه فاهلك !

Post: #2
Title: Re: حميدان المشوطن 1
Author: عمر صديق
Date: 03-25-2013, 05:45 PM
Parent: #1

سلامات

ود جمعة


ومتابعين