ابوحريرة ........ نموذج غير قابل للتكرار

ليست هذه عبارة مجاملة كالتي تقال في وداع كل كبير
ولكنها حقيقة لمستها وعايشتها عن قرب
وقبل الايضاح اقدم العزاء في هذا الفقد الكبير العزاء للشعب السوداني ولاسرته ولكل معارفه
فهو فقد امه وعرفه السودانيون بصفات قل ان تتوفر في من خاض معترك السياسة
ولكنه خط نموذجا صعباً لمن يضعون النزاهة والامانة سقفا لطوحاتهم

ما اعرفه جزء يسير عن هذه الشخصية المتكاملة
فقد كان نوذجا في كل علاقاته مع الآخرين
في معترك السياسة
في ميدان المحاماة والقضاء
في علاقاته الاجتماعية
وكان يسير دائما وفق مبادئ رفيعة وسامية
هي التي مكنته داخل قلب كل من يعرفه

ابوحريرة دخل البرلمان نائبا عن الحزب الاتحادي الديموقراطي ممثلاً
للدائرة 26 ريفي الخرطوم بحري وقد جاء ترشيحة بعد ان نزلت الجبهة الاسلامية بثقلها في الدائرة
وبما تملكه من تنظيم وتمويل كانت تملك فرصة اكبر وقتها توصلت لجان الحزب الي ان خير من يواجه
سطوة المال والنفوذ ابوحريرة فدخل الانتخابات بارادة وعزيمه وصدق حس الناس فيه ليتوج بذلك الفوز المذلذل

من خلال موقعه كنائب تم اختياره لوزارة التجارة وكانت تلك السيرة الفريدة
التي يعرفها الجميع ونعرف من خلال هذا الموقع اكثر مما نشر ومما يتطابق
مع تلك السمعة الطيبة من العفة والنزاهة

في المحاماة كان له نهج خاص ابعد ما يكون عن الربح المادي
فقد كان يسعى للاصلاح بين الخصوم وطي ملف القضية قبل ان تصل الي
المحاكم وآل علي نفسه الا يمسك قضية يعرف طرفيها فقد كان كما اشرنا
يوظف جهده للاصلاح

علي المستوى الاجتماعي يمكن ان تقول عن ابوحريرة انه شيخ عرب
شيخ عرب بكل ما تحمل الكلمة من معني بين قومه وقبيلته فهو واحد منهم
في الكبيرة والصغيرة قدامي

‎
وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ ...
صادق التعازي في الفقد الجلل
الدكتور محمد يوسف ابو حريرة
لاسرته الصغيرة المتمثلة في زوجته وأبنائه
والإخوان أحمد وطارق ابو حريرة
و خالد المحرب وعفاف أبو حريرة
وإلي عموم الأهل في ابو دليق

مَـضى طـاهِرَ الأَثوابِ لَم تَبقَ رَوضَةٌ غَـداةَ ثَـوى إِلّا اِشـتَهَت أَنَّـها قَبرُ
ثَوى في الثَرى مَن كانَ يَحيا بِهِ الثَرى وَيَـغمُرُ صَـرفَ الـدَهرِ نائِلُهُ الغَمرُ
عَـلَيكَ سَـلامُ الـلَهِ وَقـفاً فَـإِنَّني رَأَيـتُ الـكَريمَ الـحُرَّ لَيسَ لَهُ عُمرُ
______
زين العابدين - الحليلة

شكر الاخ الحليلة

وتقبل الله ابوحريرة قبولاً حسناً