رب صدفة ... خير من ألف ميعاد

رب صدفة ... خير من ألف ميعاد


03-04-2013, 08:01 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=420&msg=1362380489&rn=0


Post: #1
Title: رب صدفة ... خير من ألف ميعاد
Author: جمال عبد الناصر محمد
Date: 03-04-2013, 08:01 AM


كثيرة هي الصدف التي تغلف حياتنا .. وتصاحب مسيرتنا من المهد إلي اللحد . فكم من قصة تكون أقرب الي الخيال حين يسمعها السامع فلا يكاد يصدق ما جرى . في هذه السانحة سأتحدث عن بعض الأحداث التي حدثت لي ولغيري طوال مسيرة الحياة ... وآمل من السادة القراء الكتابة عن الإحداث الغريبة التي حدث لهم لإثراء هذا البوست . حدثت هذه القصة في أواخر العام 1980 وامتدت فصولها حتى العام 2005م وبدأت فصولها في السودان وبالتحديد في مسقط رأسنا ومرتع صبانا مدينة القولد وانتهت فصولها في مدينة أخرى في دولة أخرى ليست لها علاقة بالمكان والزمان الذي بدأت فيه فصولها . كنت أحضر نفسي للجلوس لامتحان الشهادة الثانوية السودانية في مارس 1981م بالقسم العلمي بمدرسة القولد الثانوية ... وكنت قد بدأت في مراجعة دروسي ومذاكرة المقرر قبل وقت كاف من موعد الامتحان .. وكانت أمي قد هيأت لي غرفة منفصلة في بيتنا .. ووضعت كتبي وأشيائى التي احتاج اليها في تلك الغرفة المخصصة للمسافرين في عموم منازل البلد . لم أكتفي بتلك الغرفة وكنت في أغلب الأحوال أحمل كتابي وأذهب للبرود شرق جنينة هارون طيب الله ثراه للمذاكرة تحت شجرة أو لتغيير الوضع والتمتع بمناظر أخري كنت اضرب الخلاء وأتجول بين الكثبان حتى مغرب اليوم لأعود . وكنت يوميا بعد المغرب أذهب الي المدرسة الثانوية القريبة من منزلنا وهناك استمتع بالمذاكرة علي ضوء لمبات النيون في مكتب المدير الأخ الحبيب : محمد عباس طيب الله ثراه برفقة الأخ الجار الأستاذ نجم الدين عوض الي نهاية زمن المذاكر لنعود انا ونجم الدين سويا الي منازلنا المتلاصقة في الحي . كانت المدرسة الشعبية تجاور المدرسة الحكومية وكان بالمدرسة الحكومية استاذ فاضل أسمه محمد أحمد .. شاب من شمال دنقلا في مثل سن الاستاذ نجم الدين يشع حيوية ونشاطا .. وكان يسكن في ميز المدرسين المقابل للمدرسة الشعبية .. نشأت بيننا وبينه علاقة طيبة بحكم الجيرة وكان صديقا للأستاذ نجم الدين وكان يحضر معنا المذاكرة في الشعبية في الأيام التي لا يكون فيها مداوما ليلا في مدرسته .. وكنا في أغلب الأوقات نتناول العشاء سويا في ميزه أو لنقوم بالتغيير فنزور مطعم السوراوية القريب .. أو ندعه الي بيوتنا مرة تلو المرة .. ونشأت العلاقة حميدة وطيبة مع الأستاذ المذكور ... وحقيقة فقد تعلق قلبي به كثيرا .. خاصة انه كان لطيف المعشر .. فائق الأدب وكان شكله ومظهره يذكرني بأخي الغائب في ذلك الزمان ... لم يمكث الأخ الأستاذ كثيرا في بلدتنا فقد حكي لي أنه حضر اإلي مدينة البرقيق لمراعاة والده المسن وان جميع اخوته خارج السودان وانه اضطر للعمل معلما حتى يكون قرب والده وقد شاءت الأقدار ان يقابله في البرقيق أحد أساتذتنا الأجلاء ويصر عليه للعمل معه في المدرسة الحكومية بالقولد . جلسنا لامتحان الشهادة . وتفرقت بنا السبل فقد سافر الأخ نجم الدين الي الإمارات غادر الاستاذ محمد احمد الي جهة لا أعلمها ... وأسرجت انا راحلتي وغادرت بلدتي الي رحاب أخرى.. صراحة حاولت البحث عن ذلك الأستاذ الجليل والأخ الصديق أيامي في العاصمة وسألت كل من أعرف من زملاء ومعارف يسكنون شمال دنقلا عنه ولكن دون مجيب . كنت أمني نفسي أن ألقاه ولكن هيهات . أكملت دراستي وعملت زمنا في الخرطوم وشاءت الأقدار ان انتقل الي السعودية للعمل .. ومرت السنوات وفي يوم من ايام العام 2005 كنت جالسا في مكتبي بالشركة فإذا بي اسمع جلبة وصراخا آتي من ناحية الإدارة المالية للشركة .. فخرجت من مكتبى إستجلي الأمر من هذا الذي يصرخ ويعارك في شركة كبيرة لها قوانينها ومركزها .. فوجدت أحد الإخوة السودانيين يجادل المدير المالي للشركة وقد ارتفعت أصواتهم اكثر من اللازم ... قمت بتهدئة الأخ السوداني وحكي لي مشكلته وقلت له ان حلها عندي وما عليه الا ان يأتي صباح السبت ويجد كل ما يحتاجه في مكتبي وطلبته الا يراجع مكتبا أخر غير مكتبي . و.... غادر السوداني الشركة مسرعا حسب الزعلة طبعا ... وقفت برهة وناديت الساعي قربي وقلت له ان يلحق بالأخ السوداني قبل الخروج ودعه يرجع ثانية الي الشركة .. هرول الساعي ولكنه عاد مسرعا ليبلغني ان الشخص قد غادر .. كان قد خطرت لي خاطرة بأنني قد رأيت هذا الشخص يوما ما .. ولكنه كان قد غادر المكان ... استعجلت مجيء يوم السبت وكنت قد أنهيت معاملة الرجل وانتظرته في مكتبي متوثبا .. جاءني الرجل هادئا .. يشع من عينيه ذلك البريق القديم وتلك الألفة المحببة وابتسامته إمامه جلس إمامي بعد السلام والترحاب يطلب أوراقه ... نظرت اليه طويلا وسألته مباشرة ... محمد أحمد هل تعرفني .... ؟ علت الدهشة وجههه وقال لي أنت مين ؟ قلت له هل تذكر مدرسة القولد وذكرت لهم بعض الأساتذة والأستاذ نجم الدين اتسعت عيناه وحدق في وصرخ جمااااااااااااااااال وكانت الأعناق والدموع والذكريات ...

Post: #2
Title: Re: رب صدفة ... خير من ألف ميعاد
Author: امير طمبل
Date: 03-04-2013, 08:18 AM
Parent: #1

Quote: علت الدهشة وجههه وقال لي أنت مين ؟ قلت له هل تذكر مدرسة القولد وذكرت لهم بعض الأساتذة والأستاذ نجم الدين اتسعت عيناه وحدق في وصرخ جمااااااااااااااااال وكانت الأعناق والدموع والذكريات ...


جيمي يا قريبي
صباح الزكريات الجميلة

درست الإبتدائية في مدرسة المزاد ببحري كانت دفعه مميزة جدا في كل شي
من أعز أصدقائي في ذلك الزمن السمح دفعتي محمد عباس عمر كروم
درسنا المرحلة الإبتدائية لمدة 6 سنوات و شاءت الأقدار أن نوزع في مدارس مختلفة
لم نلتقي من وقتها الي في فترات متباعدة . أخر مرة قابلت صديقي محمد في عام 85
في شهر 12 الفات كنت في السودان في إجازة سريعة كنت واقفا في إشارات البوستة بحري
معي الست والدتنا فجاة وقفت علي يساري عربة إالتفت علي من يقودها و بدون اي تردد
فتحت زجاج عربتي من جهة الوالدة فقلت له محمد عباس عمر كروم نظر الي الحبيب
و بصوت عالي جدا قال لي أمير محمد علي طمبل
بدون ما نحس نزلنا من العربات و تقالدنا و تسالمنا و الدموع تنهمر منا كالسيل
نسينا اننا واقفين في اشارة المرور حتي اننا قمنا بتعطيل كل المارة حتي جانا ذلك البوليس اللئيم
و قال لنا انتو وين يا بشر قايلين نفسكم في ميدان المولد اعطانا درسا في احترام الطريق
و لكن ذكرت له باننا و صديقي لم نتقابل منذ اكثر من 30 عاما مرت...

Post: #3
Title: Re: رب صدفة ... خير من ألف ميعاد
Author: جمال عبد الناصر محمد
Date: 03-04-2013, 08:28 AM
Parent: #2

Quote: و لكن ذكرت له باننا و صديقي لم نتقابل منذ اكثر من 30 عاما مرت...


أمير الجمال
صبحك الله بكل خير
غريبة هي تلك الصدف حميمة هي وجميلة
حين تلتقي بمن تحب فجأة ودون سابق انذار
هي ذكريات جميلة وصفحات مضيئة
تعيش يا حبيب وتقابل كل من تحب
شاكر طلتك وبهاء مرورك

محبك جمال

Post: #4
Title: Re: رب صدفة ... خير من ألف ميعاد
Author: جمال عبد الناصر محمد
Date: 03-05-2013, 09:03 AM
Parent: #3

(2)
ترعرعنا معا تفتحت عيوننا ونحن صغار فكانوا جيراننا وأبناء حلتنا مجموعة من البنات والأولاد والدهم كان موظفا كبيرا في البلدة بيتهم كان مميزا وحياتهم أيضا كانوا في مراحل التعليم المختلفة كانوا رفقائنا في الحي يتعاملون بأدب جم ونظافة ظاهرة يفتقدها جميعنا كان ذلك شأنهم في كل ضروب الحياة اليومية كنا نمشي المدرسة ونعود ونمشي الرعية ونعود ونمشي حش التمر ونعود ونمشي الجزيرة ونعود ونمشي الطاحونة ونعود ونمشي الإعراس وحفلات الختان ونمشي ساتي حمد وساتي علي نحضر حفلات الشاي في مبني ساتي علي العتيق نأكل السق والزلابية وتسيل زيوتها علي عراريقنا المشرئبة أصلا بفعل التراب والعوم في الجدول ومقارعة الكبوش في البرود ومساسقة العقارب في جحورها كنا نمشي لكل ذلك ونمارس كل تلك الطقوس ونعود إليهم لنلقاهم نظيفين مرتبين مسرحين شعورهم بالكريمات الفواحة ونجلس معهم بكل ترفنا .. ووساختنا وسيلادنا ... والكرسي الذي يملأ رقابنا وثنايا أرجلنا كانوا يقبلوننا هكذا بيتهم مفتوح في كل آن ندخل ونتمرغ في الملايات الزاهية .. نترك كل ترابنا وباقي سفنجاتنا هناك ونغادر حين يكون الموعد موعد طعام فلا مانع لدينا من مد أيدينا والتناول معهم ونظل نلعق أصابعنا ليوم كامل بعدها استمرت الحياة معهم أنشأنا سويا فريق الكوكب الرياضي ولعبنا الكرة وتعاركنا وتخاصمنا وفزنا وخسرنا وضحكنا وبكينا ... واستمرت حياتنا من الصغر حتى بلغنا المدرسة المتوسطة وذات صباح صحونا ولكنهم كانوا قد غادروا ليلا بدون وداع وبدون دعاء غادروا خلسة كما دخلوا حياتنا خلسة كان سامي أقرب الناس الينا بحكم عمره كان قائدنا ومدربنا في لعب الكرة كان يلعب الكرة كشيطان صغير وكان والده يرعانا ويقف معنا خلف المرمي لساعات طويلة لم يكن هناك مرمي بالمعني المعروف بل حجرين كبيرين او بقايا متاعنا من عراريق بالية نكومها في كومين فقدنا أصدقائنا وعالمنا الجميل فجأة في أواخر العام 1978م وعدنا إدراجنا وواصلنا نشأتنا في بلدتنا نرعي ونعوم ونتعارك وننمو ولا تمضي الأيام الا ونتذكر رفقائنا المغادرين ونسأل الله ان يجمعنا بهم في مكان ما في يوم ما وكما أسلفت أسرجنا رواحلنا وغادرنا كشأن كل الناس الذين يغادرون قراهم يضربون في الأرض بحثا عن العلم وعن أرض أخرى واسعة وكنت ممن حمله عصاه وغادر واحتضنتني المدينة الكبيرة بشوارعها وعمرانها وناسها كما احتضنتني مباني جامعة القاهرة العتيقة وسط أشجارها وردهاتها وفي أول يوم لي في الجامعة كنت أحمل أوراقي للتسجيل في الكلية أربعة صور فوتوغرافية صورة من الجنسية مستخرج رسمي من الشهادة الثانوية بنطال وقميص وحذاء اسود يعلوه التراب وقروي طيب يقف بين الصفوف ويزحف الصف أمام نافذة ضيقة أحيطت بالحديد ومصري ضخم الجثة يقبع خلف مكتب عتيق يأمر وينهي بصوت أجش ويجب أن تكون أوراقك كاملة حتى لا تسمع شخيط المصري السمين وترجع مرة أخري لتعود من أول الصف وأنا أقف ربت علي كتفي برفق أخ أنيق تتطاير خصلات شعره علي جبينه ... وجاء صوته منسابا يسألني عن أوراقه هل هي كاملة . لم أنظر في وجهه ولكني نظرت إلى أوراقه ووجدتها كاملة وجاء صوته مرة أخرى شاكرا ومقدرا صوت أعرفه جيدا صوت قديم ... حميم نفضت عن عقلي غبار السنين ورفعت بصري الي حيث الصوت لأري الوجه القمر ... يتدلى خصل شعره بترف علي جبينه سامي رفيقي وأخي وتعالت صيحاتنا ... ساااااامي ... جماااااااال والأحضان والدموع وكثير من المتفرجين

Post: #5
Title: Re: رب صدفة ... خير من ألف ميعاد
Author: جمال عبد الناصر محمد
Date: 03-06-2013, 08:56 AM
Parent: #4

(3)
حياتنا
تتأرجح بين القصر والطول
وبين السكون والترحال
هكذا جبلنا وللأسفار مواويل قديمة تحكى ..
فإنسان الشمال من أكثر الناس ترحالا وبعادا رغم الحن القديم للأرض والزرع والناس ولكنهم في النهاية يهاجرون ويبتعدون فالأعشاش في تلك الأنحاء لا تسع لأفراخ كثيرة فجلها تغادر رغم بض عودها وقلة ريشها وفي النهاية يبكون ألم الفراق ولا يدرون لمن يشكون ( أحكي ... ألم الفراق واشكي ... لي مين أنا ) .... قضى والدي بضعة شهور معنا بالرياض في صيف العام 1998م . وللقارئ فإن أبي فارس من فرسان السفر والبعد والألم زارنا بعد أن كل السفر والترحال وغرز لوائه في مسقط رأسه ولكن أفراخه الزغب قد طاروا أيضا بعيدا فآثر اللحاق بهم في زيارة لأشهر معدودة كانت حفاوتنا به كبيرة في موقع غربتنا المدينة التي اغتالت أحاسيسنا وأفرغت محتوى دواخلنا وصرنا نحلم كل يوم بنيل ونخل .. وشجيرات وبعض الأمطار الشحيحة وكان كما عهده دائم الحكي عن تجربته في الأسفار تلك التجربة التى أفردت لها رواية كاملة بعنوان ( غربة وتجربة حياة ) كما أسلفت فقد قضى أيامه معنا في سرور وحبور أطال الله أيامه طاعة وسعادة وكنا ذات يوم نحكي كعادتنا في بيتنا وغلبني النعاس فنمت ساعتها أذن لصلاة العصر فغادر أبي المنزل للصلاة في المسجد صحوت وبحثت عنه ولم أجده وقد كان الناس قد فرغوا من صلاتهم ولكنه لمن يعود في وقته ... هممت للخروج لاستجلاء الأمر فوجدته علي مدخل البيت عائدا بهيئة غير الهيئة التى خرج بها .. خائر القوى دامع العينين محمرة من أثر نوبة بكاء شديدة على ما يبدو أسندته بيدي وأدخلته حجرته وتسارعت أنفاسي وأنا إستجلي الأمر أخد نفسا طويلا .. حتى خشيت أنه لن يخرجه مرة أخرى ولكنه أعاد نفسه بكم أكبر مما أستنشقه وقال : صليت مع الناس ... وخرجت من المسجد ورأيت أمامي متجر فدخلت وتجولت فيه كعادتي كل يوم وهممت بالخروج .. فقابلت علي درج الباب شيخا سودانيا كبيرة داخلا للمحل كعادتنا نحن السودان سلمت عليه ورد السلام بأحسن ما يكون وبادر بسؤالي عن الحال والأحوال وسألته أنا أيضا ولكنه استرسل وقال لي من أين أنت في السودان فقلت له من الشمالية فقال لي من أي منطقة بالتحديد فقلت له من القولد اتسعت عيناه علي ضيقها ووجه لي سؤالا مباشرا قائلا : هل تعرف محمد فقير عمارة ... ضاقت عيناي وأنا أبحث عن لساني لأقول له أنا محمد فقير عمارة شحما ولحما نظر الي وقال أنا .................... هل تذكرني ؟ حملت الرجل وأنا أبكي وأقول له بقسم أنني تذكرتك أمس ليلا ... ( قال لي أبي وهو يشير إلي جلوسنا في الليلة التي قبلها بمطعم للعشاء بأنني حين تناولت زجاجة البيبسي لأشربها تذكرت هذا الرجل أنه كان يفتح الزجاجة بفمه دون الحاجة لآلة الفتح ) تعانقنا ,, وبكينا و.. قال أبي كان آخر عهدى بالرجل الصديق الحميم العام 1952 بمدينة الإسكندرية بمصر ... 46 عاما من الفراق والمقابلة في مكان ما في يوم ما مكان ليس له علاقة بما كان بيننا ...

Post: #6
Title: Re: رب صدفة ... خير من ألف ميعاد
Author: عمر موسي منجي
Date: 03-06-2013, 10:53 PM
Parent: #5

قريبي جمال عبد الناصر
الف مرحب بيك في ديارك و سعدنا بانضمامك

لي تجربة سأعود لارويها ان شاء الله

تحياتي يا عزيز

Post: #7
Title: Re: رب صدفة ... خير من ألف ميعاد
Author: جمال عبد الناصر محمد
Date: 03-09-2013, 08:15 AM
Parent: #6

Quote: قريبي جمال عبد الناصر
الف مرحب بيك في ديارك و سعدنا بانضمامك

لي تجربة سأعود لارويها ان شاء الله

تحياتي يا عزيز



الحبيب إبن خالي عمر منجي
الف شكر
والف مرحب بتجاربك
تحية ليك وللأولاد
وليك وحشة والله

Post: #8
Title: Re: رب صدفة ... خير من ألف ميعاد
Author: جمال عبد الناصر محمد
Date: 03-09-2013, 08:27 AM
Parent: #7

(4)
وصدفة أخرى

غادرت مسكني صباحا وأنا أتحسس جيبي لأطمئن بوجود الورقة الخضراء بقيمة الخمسين قرشا تحتل مكانها في ركن جيب القميص الذي حرصت أن يكون أنيقا محشوا بعناية ففي هذا اليوم سيكون هناك كثير من النشاط في باحة كلية الآداب والحقوق غادرت وأنا أحمل مصروفي اليومي المعتاد ومررت علي عم عبد الكريم صاحب كشك الحديد علي ناصية المركز الطبي وساحة سينما النيلين عم عبد الكريم من أبناء الحي وهو رجل مقعد أقعده الله عن الحركة ولم يقعد قلبه الطيب الكريم ألقيت عليه تحية الصباح ... رد سلامي وهو يزيح الأحجار الكبيرة التي تثقل مطويات الصحف حتى لا تعبث بها الرياح في تلك الأزمان لم تكن الصحف اليومية بهذه الكثرة وإنما صحيفتي الايام والصحافة وبعض الصحف الرياضية قليلة الصفحات شحيحة المواضيع كان العم عبد الكريم يمهلني أقراء العناوين الرئيسية في كل الصحف الموجودة حتى أناوله القروش الخمسة لأتأبط جريدة الأيام المحببة وأغادر راجلا إلي لفة أبو حمامة انتظر باص الحلة الأصيل كما كان ينعته أخي ود الحاج من لفة القوز يأتي البص وهو يحجل لوعورة الطريق ويأخذ استدارته الحادة ليقف أمام أرجلي وأتسلق السلم الحديدي لأجلس في مقعدى الأخير المحبب لم يكن البص ممتلئ كعادة كل يوم في ذلك الصباح الباكر البارد يتجاوز البص وهو يحدث جلبته الشهيرة سوق السجانة الشهير فأتجول بنظري ساحة المولد وقد تراصت الباصات الصفراء التي يعتليها المساعدية والحمالين يربطون تكويشة العفش استعدادا للسفر إلي موطني الأصلي فمع نسايم ذلك الصبح وأصوات البوري ورنة ماكينة الباص يعاودك الحنين وتتمني أن تكون أحد ركاب تلك الباصات متوجها صوب الجذور يتجاوز البص القسم الجنوبي وتسرح بخيالك مع تلك الباصات حتي يفاجئك صوت الكمساري ... منتقا .... منتقا ... ويئن البص وهو يعتلي كوبري الحرية العتيق ودوار داخلية حسيب ويتوغل الي شوارع السوق العربي ليختار أحدها دون تخطيط مسبق ليغوص في خضم السوق وننتظر ان يهدئ البص من سرعته المفقودة اصلا لنقفز ونواصل سيرنا بالأقدام الي فناء الكلية القبطية المصرية وشارع علي عبد اللطيف ومن ثم دار الاتحاد وبداية حرم الجامعة في ذلك المشوار تكون ألقيت مئات التحايا للأصحاب والزملاء نمكث في الجامعة ما شاء الله لنا أن نمكث نتناول وجبة الإفطار فرادا وجماعات مرة في استاد الخرطوم ومرة عند عم علي صاحب البوش أو سندوتشات العمات المتراصات أمام بوابة الكلية ونادرا ما تقوم بعزومة أحد أصدقائك لكاس شاي أو كأس من عصير الليمون عديم اللون والرائحة . في أثناء اليوم نقوم بشراء حبات السجاير لقلة الحيلة ويتبقى آخر اليوم حوالي الخمسة عشر قرشا هو المبلغ الكافي لإرجاعك الي منزلك بنفس ذلك البص ويسقيك زجاجة كولا باردة في مغرب نفس اليوم من دكان الناصية عدت يومها الي السوق العربي ومعي عشر قروش ما تبقي لي وركبت البص واحتليت مقعدي المفضل وكان الباص فارغا من الركاب وبدأ في الامتلاء قليلا قليلا وكان السوق العربي يعج بالشحاذين وذوي الاحتياجات الخاصة وكان الباصات مرتع خصب لاستجداء الناس فركب في بصنا أحد هم من الباب الأمامي فنظرت اليه فأذا هو شيخ كبير في السن رث الثياب فاقد لنعمة البصر بدا من الباب الأمامي والي ان وصل الي مقعدي لم يجود اليه أحد بقرش واحد رق لي حاله فناولته آخر عشر قروش املكها وفوضت أمري لله وجلست أعد الخطط لأتخارج من الكمساري امتلاء البص وغادر يتلوى في ذلك المكان الضيق المملوء بالناس والسيارات والدواب كان الكمساري رحيما بي فلم يشأ أن يطلب مني الأجرة لشيء لا أعلمه عندما شارف البص للوصول الي ابو حمامة محطتي الاخيرة وقفت من الكرسي وكنت البس منطلونا تركه لي أخي بعد سفره قبل أسبوع من ذلك اليوم كنت في جلستي أعاني من شيء يضايقني في جيب المنطلون وقلت ربما تكون أوراق قديمة أو بقايا مناديل ورقية .. وعند وقوفي تحسست ذلك المكان ووجدته في الجيب السري العلوي للمنطلون .. أدخلت يدي في الجيب لاتبين ما بداخله فإذا بي أجد أربعة جنيهات كاملة مطوية في ذلك الجيب . يبدو أن أخي قد نسيها وسافر أخذت الجنيهات الأربعة واستدعيت الكمساري وحاسبته وغادرت البص مزهوا الي مطعم ضخم في لفة أبو حمامة كنت أمر به يوميا وانا امني نفسي أن أكون أحد مرتاديه دخلت ذلك المكان وتبوأت مقعدي في طاولة كبيرة وصفقت بيدي وجاء النادل مسرعا وطلبت ما لذ وطاب من أصناف الأكل الذي أعرفه والذي لا أعرفه وأردفت كل ذلك بطبق من الحلوى اللذيذة وخرجت وأنا أتدشأ حسن صنيعي ورأفة الخالق بي كما رأفت بذلك المسكين وتحسست جيبي مرة آخري لأطمئن بأن باقي الغلة يتوسط جيب القميص العلوي الذي لم اكترث بجودة حشوه في المنطلون في تلك الساعة ....

Post: #9
Title: Re: رب صدفة ... خير من ألف ميعاد
Author: جمال عبد الناصر محمد
Date: 03-10-2013, 08:10 AM
Parent: #8



(5)

كان متجره مجاورا لمطعم أبي حين آثر أبي البقاء في البلدة وأختار أن يعمل فيها مع صديقه جعفر فقد استأجروا المطعم المقابل لمركز الشرطة المقابل للشارع التالي من يبتنا كنا صغارا نرتع بين البيت والمطعم وكنا نسعد حين نجد أبي وصديقه قد جلسوا أمام المطعم يعتمرون عمائم بيضاء وجلاليب سوداء وأحذية سوداء لامعة كانت تلك الجلسة كفيلة بأن نفوز ببعض الدراهم رغم قلتها لنغادر سريعا الي كشك عم ختمي المجاور لنبتاع الحلويات كانت الأكشاك قليلة في البلدة في ذلك الزمن فبجوار كشك العم ختمي أفتتح رجل من دنقلا مكتبة في الجهة التى تلي مطعم الوالد كان رجلا أنيقا طويل القامة يرتدي قفطانا مصريا لامعا وعمامة صغيرة كشأن شيوخ الأزهر الشريف ويبدو انه تلقي تعليمه هناك كنا نتجاوز متجره لنصطف أمام الكشك الآخر لنبتاع الحلوي فلا شأن لنا بكتبه كانت حياتنا ترتكز علي أضلاع المثلت المكون من البيت والمطعم والحقل وكان عم بركية وهذا اسمه صاحب المكتبة يقع في منتصف هذه الإضلاع كنا نعود من الحقل لنكون في البيت ونعود من البيت لنكون في المطعم وهكذا بمرور الأيام نشأت بيني وبين العم بركية مودة ما رغم صغر سني كنت أجالسه أحيانا حسب قرب المكتبة من مجلس أبي ونشأت بيني وبينه علاقة طيبة ورغم تعلقنا بصاحب متجر الحلوي ألا انه أقتسم معه بعض اهتمامنا فكنا نبتاع من الكشك الآخر الحلوى ونجود لعم بركية بالماء البارد أحيانا من منزلنا أو حفنات من التمر بأمر والدي أو نصرف له بعض الابتسامات البريئة بين الفينة والأخرى بين أضلاع ذلك المثلث أهتم مرتاديه بتربيتنا إبتداءا بأبي وصحابه والعم زكي الخياط وبركية صاحب المكتبة وسيد صاحب اللاندروفر الأنيقة والعم عوض جارنا فمن كل شخص كنا نتلقى التوجيه والنصح .. إلا ان العم بركية ذلك الرجل الطيب كان قد ملك أكثر اهتمامي خاصة حين دلفت الي عالم الكتب والمجلات فكنت أقضي سحابة يومي في كشكه الصغير والذي رتبه بعناية فائقة فكنت أجد كثيرا من الكنوز المتراصة بدأ بمجلات الصبيان وميكي والشباب والرياضة وكتب نجيب محفوظ وإصدارات دار الهلال ومجلة العربي الكويتية وغيرها غير أن أبي غادر البلدة مرة أخري لجهة عمله في مصر واستمرت علاقتي بالعم بركية ردحا من الزمن . بيد أنه غادر أيضا إلي موطنه الأصلي لممارسة تجارة أكبر في مدينة أكبر ولكنه بعد سنوات عاد مرة أخري وأفتتح مكتبة جديدة في نفس المكان ألا انه أختار متجرا كبيرا .. وظهرت الجرائد اليومية التي تأتي بالباصات السفرية واستمرت علاقتي بالرجل ما لبث بركية أن غادر البلدة ويبدو أن السنون قد تقدمت به فترك عمله وغادر .. أنا كذلك أكملت دراستي المتوسطة ثم الثانوية ثم غادرت الي المدينة للدراسة .. وازدادت السنوات بيني وبين العم بركية وحقيقة نسيته في خضم الحياة الكبيرة والسنوات الكثيرة التي فرقت بيننا . غير أنني في يوم ما وكنت أسير في قلب المحطة الوسطي في الخرطوم وسط زحام شديد وبين أرتال البشر الذين يتحركون في حركة دائمة يمنة ويسرة . فإذا بيد تجذبني من كتفي برفق لألتفت لأجد شيخا كبيرا .. تراكمت علي ظهره السنوات ... يسألني بنبرة أعرفها .. هل انت بكري أم جمال قلت له أنا جمال فمن أنت قال : أنا عمك بركية ... عانقت الرجل وتصافحنا وتحدثنا و... وغادرت المكان وأنا أتعجب عيني هذا الرجل التي اصطادتني من جوف كل هذه السنوات رغم الزحام

Post: #10
Title: Re: رب صدفة ... خير من ألف ميعاد
Author: ismeil abbas
Date: 03-10-2013, 10:10 AM
Parent: #9

ألأخ/جمال ..السلام عليكم ...م مدة لم أقرأ بوست بهذا الجمال..

سأروى لك صدفة إن شاء الله لو أسعفنى الزمن هنا.,,سلام وتقدير.

Post: #11
Title: Re: رب صدفة ... خير من ألف ميعاد
Author: جمال عبد الناصر محمد
Date: 03-10-2013, 11:09 AM
Parent: #10

Quote:
ألأخ/جمال ..السلام عليكم ...م مدة لم أقرأ بوست بهذا الجمال..

سأروى لك صدفة إن شاء الله لو أسعفنى الزمن هنا.,,سلام وتقدير.



اسماعيل عباس يا حبيب
الجمال جمال مرورك وطلتك
شاكر ومقدر حضورك
وانا في انتظارك لأثراء البوست
تحية ليك وتقدير

Post: #12
Title: Re: رب صدفة ... خير من ألف ميعاد
Author: ismeil abbas
Date: 03-10-2013, 11:39 AM
Parent: #11

تشكر يا جمال على الكلمات الطيبات.

إستنبول
=============
تلك المدينة الجميلة التى تقع فى تركيا والتى أحمل لها حنين خاص لما تحمله من تاريخ إسلامى وما تركه لناالمعلمين من حديث زاد من شوقنا لزيارتها ومن بطولات وفتوحات البطل محمد الفاتح الذى فتحها.
كانت زيارتى الثانية لها. ألأولى تبع العمل أما الثانية فكانت بجانبى زوجتى الحبيبة لقضاء شهر العسل وكان الطقس جميلا وقليل من ألأمطار زادته روعة.

الروعة ألأكبر فى الصدفة وحلاوتها( حلوة الصدفة البيك جمعتنا))

شوف القدر فى لحظة من الزمن وجزء من الثانية كان من ا لممكن أن لا نتلاقى..رجل سودانى فى السوق ومعه ولد ينده له يا يوسف .التفت أنا من صوته ألأقرب للهجتنا .إنتبهت له ومعه إمرأة ليبية كانت تتسوق وزوجتى لابسة الثوب السودانى..إنتبه لى وسألنى أنت سودانى وذلك من جانب التأكيد وإن كانت ملامحى واضحة.أجبته بنعم.

Post: #14
Title: Re: رب صدفة ... خير من ألف ميعاد
Author: ismeil abbas
Date: 03-10-2013, 12:08 PM
Parent: #12

تناولنا أطراف الحديث إلى أن تنتهى زوجته من التسوق وجأءت وعرفنا بها ..ولأن ليس هناك موضوع مشترك فألأسئلة عادة ما تبدأ من وين فى السودان ؟ قلت له من أم درمان من مواليد العباسية..إلى هنا الحديث عادى قال لى أنا جاى من بنغازى وبدون مقدمات قلت له أنا أخى إبن خالى وعميد ألأسرة معكم فى بنغازى..قال لى إسمه منو؟ قلت له يوسف أحمد إبراهيم..فجاْة الرجل وضع يده فى رأسه وقال يا سبحان الله...تعالى يا...ونده لزوجته التى كانت تتحدث مع زوجتى وقال لها تتخيلى ده قريب يوسف..وأخرج محفظته وورانى صورة له .قلت له نعم هو.

قال لى ولدى هذا مسمى عليه...ونحن أمس تحركنا من منزله وهو الذى وصلنا للمطار . صديقى وأخى...ووالله لازم نلتقى فى شقتى تواعدنا وعزمنا عشاء وأهدتنا زوجته طقم شاى إستيل إلى ألأن نتذكرهم به.[/B

كلما أتذكرهم أقول يا سبحان الله..نحن من الخرطوم متحركين وهم من بنغازى ولا نعرف بعض ويجمعنا الله فى إستنبول..ولله فى خلقه شؤون.

تقديرى وإحترامى.

Post: #13
Title: Re: رب صدفة ... خير من ألف ميعاد
Author: ابراهيم عبدالناصر
Date: 03-10-2013, 12:02 PM
Parent: #11

مستمتعين بالحكي







واصل


تخ ريما :

يا دابا 26 سنه من عمرنا وما اظن في اي صدف :)

Post: #15
Title: Re: رب صدفة ... خير من ألف ميعاد
Author: ismeil abbas
Date: 03-10-2013, 12:17 PM
Parent: #13

أبراهيم عبدالناصر سلام وتحية..ماله تخريمتك غلط.....


Quote: يا دابا 26 سنه من عمرنا وما اظن في اي صدف :)



الصدف ما بالعمر....شفت الصدفة الحلوة دى كان عمرى 26 سنة....

تقديرى وتحياتى للجميع.

Post: #17
Title: Re: رب صدفة ... خير من ألف ميعاد
Author: ابراهيم عبدالناصر
Date: 03-10-2013, 01:49 PM
Parent: #15

Quote: أبراهيم عبدالناصر سلام وتحية..ماله تخريمتك غلط.....

الصدف ما بالعمر....شفت الصدفة الحلوة دى كان عمرى 26 سنة....

تقديرى وتحياتى للجميع.


الخال اسماعيل عباس

عارف نظرية غربة الوالدين والانتقال من بلد لبلد في فترات زمنية قصيرة

ما بخليك تتزكر لاقيت منو السنه الفاتت

خلي اقابل زول وتطلع صدفه ..

كل الود والتقدير

Post: #16
Title: Re: رب صدفة ... خير من ألف ميعاد
Author: عبيد الطيب
Date: 03-10-2013, 12:32 PM
Parent: #13

Quote: كثيرة هي الصدف التي تغلف حياتنا .. وتصاحب مسيرتنا من المهد إلي اللحد . فكم من قصة تكون أقرب الي الخيال حين يسمعها السامع فلا يكاد يصدق ما جرى . في هذه السانحة سأتحدث عن بعض الأحداث التي حدثت لي ولغيري طوال مسيرة الحياة ... وآمل من السادة القراء الكتابة عن الإحداث الغريبة التي حدث لهم لإثراء هذا البوست .



شكرا الأخ جمال علي هذا الجمال ويا لجمال روحك
الذكريات يتكئ عليها القلب ولولا الذكريات لم تكن الأ شجان
ولا تعلقت القلوب بعبق الزمان والمكان
بوست رائع يدخل في مسامات الرُّوح

محبتي ودمت جميلا

Post: #18
Title: Re: رب صدفة ... خير من ألف ميعاد
Author: جمال عبد الناصر محمد
Date: 03-11-2013, 07:50 AM
Parent: #16

Quote: كلما أتذكرهم أقول يا سبحان الله..نحن من الخرطوم متحركين وهم من بنغازى ولا نعرف بعض ويجمعنا الله فى إستنبول..ولله فى خلقه شؤون.


اسماعيل عباس يا حبيب
فعلا الصدفة هي الصدفة تنسج خيوطها في الخفاء لتظهر فجأة كشمس الأصباح
دمت يا حبيب تعيش وتصادف وتلاقي أحبائك

Post: #19
Title: Re: رب صدفة ... خير من ألف ميعاد
Author: جمال عبد الناصر محمد
Date: 03-11-2013, 07:56 AM
Parent: #18

Quote: يا دابا 26 سنه من عمرنا وما اظن في اي صدف


ابراهيم عبد الناصر ..
يا أبني العزيز
قالوا تعيش كتير تشوف كتير وتصادف كتير
ربنا يمد في أيامك تقابل وتصادف وتشوف أحبابك
اشكر لك مرورك هنا وصدفة جميلة يوم لقائنا بك

Post: #20
Title: Re: رب صدفة ... خير من ألف ميعاد
Author: جمال عبد الناصر محمد
Date: 03-11-2013, 08:00 AM
Parent: #19

Quote: شكرا الأخ جمال علي هذا الجمال ويا لجمال روحك
الذكريات يتكئ عليها القلب ولولا الذكريات لم تكن الأ شجان
ولا تعلقت القلوب بعبق الزمان والمكان
بوست رائع يدخل في مسامات الرُّوح

محبتي ودمت جميلا



عبيد الطيب ...
اخي الحبيب
فعلا الذكريات زاد وشجن وغذاء روح
الغربة الطويلة دي كلها ما كانت لها ان تمتد لولا غذاء الذكريات
رائع انت بطلتك وشكري الكثير علي سطورك النبيلة
ودمت لمحبك جمال .....

Post: #21
Title: Re: رب صدفة ... خير من ألف ميعاد
Author: ابراهيم عبدالناصر
Date: 03-11-2013, 08:40 AM
Parent: #19

جمال عبدالناصر

كل الود والتحايا

Post: #22
Title: Re: رب صدفة ... خير من ألف ميعاد
Author: Mutaz Suliman
Date: 03-11-2013, 09:45 AM
Parent: #1

العزيز جداً جمال
لك التحايا
لا أدري اهي صدفة ام فراسة ام ما ذا .....
كان لي صديق عزيز مميز في كل شئ درسنا المرحلة المتوسطة معا في مدرسة الصحافة غرب ، كان اسمه أمير الغالي (هو الآن محامي) كنا خير الاصدقاء وكانت هناك زيارات متبادلة بيننا بالرغم من بعد بيتهم عنا فهو في عد حسين وأنا في الصحافة فبعد فراقنا من امتحانات الشهادة المتوسطة صاف شهر رمضان فدعانا لتناول الفطور عندهم انا ومعي اخوة افاضل (الشلة) طبعا وصلنا عد حسين نهارا جهارا وبلغ العطش منا مبلغه ومنا من فطر علنا ومنا من فطر سرا ومنا صبر واحمد الله كثيرا كنت من ضمن الصابرين فجهز لنا هذا الأمير الصالون خير تجهيز فرش لنا الأرض ماءً وفتح لنا الباب والشبابيك على مصرعيها فكان همبريبا بارداً وجهز لنا فطورا به كل ما لذ وطاب في هذا الحوش الكبير المخضر واثناء الفطور وجه لي والده عمنا الغالي سؤال مباشر انت يا معتز ياولدي جيتني في دكاني فأجتبه بالنفي (كان له دكان اسبيرات مواترفي السوق الشعبي مقابل سوق الخميس والجمعة) فقال لي ستزورني يوما ومعك اولادك فضحكنا كلنا وكان هذا في العام 1985 .......
ومرت السنين وتفرقت بنا السبل فلم نعد كما كنا وشيئا فشيئا انتهت العلاقة....
وفي العام 2008 وفي احدى اجازاتي للسودان وفي نهاية الاجازة ذهبت انا وزوجتي وبنتي الكبرى إلى سوق الخميس والجمعة لشراء بعض التوابل والحبوب وبعض اشياء اخرى (حركات مغتربين وكده) وقبل انا ندلف إلى السوق فإذا بي اما دكان عمي الغالي تماما تماما فحدثت زوجتي بأنه والد صديق لي ولا بد ان نسلم عليه دون ان اتذكر كلامه الذي قاله لي وانا صبياً وبالمرة اسأله من صديقي امير فدخلنا دكانه ووجدته امامي خلف تلك الطاولة الحديدية فعرفته وسلمت عليه وقلت له انا صديق امير ودرست معه المتوسطة فعرفني وقال لي ..... الم اقل لك يوماً بأنك سوف تأتيني في دكاني ومعك اولادك ... فتزكرت كلامه ودعا لنا بكل خير واكرم كعادته وفادتنا وسألته من امير وقال لي هو الآن محامي واعطاني رقمه وودعته وهو ما زال يدعو لنا بالبركة ......
خرجت من عنده والدهشة تعتريني وزوجتي....
فقمت بالإتصال فورا بأمير ورد .. الو ... فقلت له امير الغالي صديقي الغالي فقال لي من معي ... قلت له واحد دفعتك في المتوسطة فقال لي الفصل كان فيه 73 طالب اعطيني اشارة .. فقلت معتز واختر انت اي معتز فيهم فكنا ثلاثة نحمل هذا الاسم فعرفني من دون تردد .... وردد ضاحكا باكيا معتز يوسف سليمان عمر

وعلى قولة بنتي لمن تحكي لي قصتها الوحيدة .... والنهاية ......

Post: #23
Title: Re: رب صدفة ... خير من ألف ميعاد
Author: جمال عبد الناصر محمد
Date: 03-11-2013, 11:54 AM
Parent: #22

Quote: والنهاية ......



هههه العزيز معتز
ربنا يحفظ البنوتة العزيزة
ومن النهاية تبدأ البدايات
قصتك منسوجة بحبال متينة انها حبال القدر والصدف الغريبة
وكأن والد صديقك يقرأ المستقبل ولكن كان ذلك مناه وحضر في ذلك الوقت وذلك المكان من قال آآآمين
متعك الله واسرتك وصديقك ووالده بالسعادة
واكرر تعيش وتقابل بالصدف ومن غير صدف
اها
توابل السوق الشعبي دي كاربة خلاص ما تشوف لينا فرقة
يخليك ربي ويبقيك
محبك
جمال

Post: #24
Title: Re: رب صدفة ... خير من ألف ميعاد
Author: Mutaz Suliman
Date: 03-11-2013, 12:39 PM
Parent: #23

عزيزي تماما جيمي
لك التحايا النواضر
تعرف الحياه دي مليئة بالصدف والاقدار وكل يوم حكاية
وتعرف اهم حاجةلمن تمشي االسودان اجازة تملأ شنطة (زاد المسافر) من بهارات وغيره واهم حاجة التمباك الناشف
تعرف اخوي جمال والله انت من الناس البتحبو في الله
تعرف انا بعرفك (يعني زي البعرفك)
تعرف عندي اخوي اسمه جمال
تعرف خليك مواصل

Post: #25
Title: Re: رب صدفة ... خير من ألف ميعاد
Author: جمال عبد الناصر محمد
Date: 03-11-2013, 12:59 PM
Parent: #24

Quote: تعرف عندي اخوي اسمه جمال


وتعرف انا بعتز بيك كتير
وانا برضو اخوك جمال
ياخي خليت قلبي يدق
سلمت ياخي
كل حبي وتقديري لك
وهكذا تتلاقح الأرواح أو كما قال

Post: #26
Title: Re: رب صدفة ... خير من ألف ميعاد
Author: جمال عبد الناصر محمد
Date: 03-12-2013, 08:28 AM
Parent: #25


الاحباب والاعزاء
مع اشراقة صبح رياض بارد .... موغل في البرودة ياخي برد يكاوش العظام دخلت مكتبي وانا أحلم بجركانة قهوة ساخنة رن جرس هاتفي وكان بالطرف الآخر أخي الأصغر كان يبحث عني في ردهات الشركة وانا ابحث عن موقف لسيارتي فقد جئت كعادتي متأخرا وطاب للزملاء مراتع المواقف فأناخو رحالهم وتدثروا في مكاتبهم ببشوتهم وعقالاتهم قابلت أخي سريعا وغادر لشأن ما رغم توسلاتي له بالبقاء لتناول مزيدا من القهوة ومزيدا من الكلمات والزكريات ولكنه تركني ومضى
طرق أحدهم بابي طرقا خفيفا ...
تفضل ..........
دخل علي شخص كامل الاناقة .. كامل الحصور حيا وجلس بأدب قال لي أبحث عن شخص سوداني أسمه جمال عبد الناصر قلت ليه ماذا تريد منه وهل انت تعرفه قال : الحقيقة لم اقابله منذ 25 عاما قلت له صفه لي : قال كان طويلا وسمينا ( الله يخرب بيت القرقوش أنذاك ) المهم قلت له واين قابلته وكيف قال لي .. بأدب وصبر منذ 25 عاما .. كنت أعمل معه في شركة سنابل للتجارة وعندما نشبت حرب الخليج .. غادرت لوطني رغم توسلات هذا الجمال لي بالبقاء ويا ليتني سمعت ما قال قلت له بعد ان تمعنت في وجهه حياك .. اخي جمال جناح فغر فاه وانعقد جبينه بالدهشة قال من أنت ؟ قلت له أنا جمال عبد الناصر إمتلأت مقلتاه بالدموع وتعانقنا ... عناقا طويلا وقال .. لم تتغير كثيرا يا جمال ربما ضعفت كثيرا وغزا الشيب لحيتك قلت .... هكذا السنون .. تغزونا من كل الجوانب تحثدثا كثيرا ... واعدنا زكريات قديمة .. دافئة ونسيت حلمي ورغبتي في جركانة القهوة