اقوي كلام في تأبين وردي ومن علي خشبة المسرح القومي قبل قليل ... فيديو

اقوي كلام في تأبين وردي ومن علي خشبة المسرح القومي قبل قليل ... فيديو


02-18-2013, 11:17 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=420&msg=1361225856&rn=0


Post: #1
Title: اقوي كلام في تأبين وردي ومن علي خشبة المسرح القومي قبل قليل ... فيديو
Author: Medhat Osman
Date: 02-18-2013, 11:17 PM

وبلغة وردي ومن علي المسرح القومي يقول الاستاذ الباحث النوبي مكي علي ادريس



Post: #2
Title: Re: اقوي كلام في تأبين وردي ومن علي خشبة المسرح القومي قبل قليل ... ف
Author: Medhat Osman
Date: 02-18-2013, 11:22 PM
Parent: #1

يقظة شعب كلمات الشاعر النوبي مرسي صالح سراج وغناء الفرعون محمد وردي.



Post: #3
Title: Re: اقوي كلام في تأبين وردي ومن علي خشبة المسرح القومي قبل قليل ... ف
Author: Medhat Osman
Date: 02-18-2013, 11:31 PM
Parent: #2


Post: #4
Title: Re: اقوي كلام في تأبين وردي ومن علي خشبة المسرح القومي قبل قليل ... ف
Author: Medhat Osman
Date: 02-18-2013, 11:39 PM
Parent: #3


Post: #5
Title: Re: اقوي كلام في تأبين وردي ومن علي خشبة المسرح القومي قبل قليل ... ف
Author: Medhat Osman
Date: 02-19-2013, 07:07 AM
Parent: #4

د.صلاح الرشيد
من غير ميعاد مع محمد وردى

1932 م - 2012 م

قرية ( صواردا ) فى شمال السودان والمجاورة ( لجزيرة صاى مسقط رأس الشاعر والمغنى الشهير خليل فرح أو خليل العازة كما يحلو لأهل السودان أن يسموه ) هى قرية ذات طابع خاص تقع فى منطقة المحس والسكوت ومايميزها أنها قرية مدينة ومدينة قرية حيث كونها ( عمودية ) مكونة من تسعة مشايخ وبها تلك الجزيرة الساحرة التى تسمى ( واوسى ) صواردا... قرية ككل القرى فى بلادى الطيبة ... أهلها طيبون ... نسماتها عليلة ... خضرتها زاهية ... إلا أن بساطتها وكثرة طنبارتها هو ماميزها أكثر عن غيرها .

فى صبيحة يوم 19/ يوليو/1932 م وفى داخل أحد منازلها البسيطة الآمنة دوت صرخة معلنة ميلاد الطفل ( محمد عثمان حسن صالح حسن صالح وردى ) والذى عـُرف فيما بعد بالفنان الكبير/ محمد وردى .

أستميحكم عذرًا سادتى بأن أستقطع من وقتكم الغالى عدة دقائق لنسوح سويـًا داخل واحة هذا العملاق ونكلم إلبوم الصور الخاص به ونستعرض بعضـًا من ملامح مسيرته الفنية الطويلة والحافلة بكل ماهو جميل وشيق وخطير ومثير للدهشة والفضول وسأحاول جاهداً أن أجعل كلامى لايطول .

وُلـِـد وردى كأى طفل يولـد فى القرية بالطريقة التقليدية آنذاك ... وهو إبن مزارع عادى وبسيط من ناحية والده ... أما من ناحية الوالده والخـُؤولة التى تأثر بها فيما بعد كثيرا فجده أحمد بدرى شريف الذى كان عمدة البلد ويقال إنه كان عازف طنبور ماهر ومُغنى مُجيد ... ويُحكى إنه كان فى عهد التركية السابقة ذات مرة رفض أن يدفع ( الخـَرَاج ) وتم سجنه فى مدينة دنقلا فأخذ معه للسجن ( طنبوره ) وظل يرسل سلامه وتحاياه لأهله فى صواردا عن طريق الغناء وألـّف مقطوعة ( طنبورية ) شهيرة ظلت خالدة حتى يومنا هذا يتوارثها الأجيال جيلاً بعد جيل ... أما أخواله فكلهم كانوا مُغنين وعازفى طنابير ... ووالدته الحاجة ( بتول أحمد بدرى ) يقال إنها كانت تتميز بصوت جميل وعذب وكانت تردد أغانى ( الخليل ) بإستمرار إلى جانب الأغانى التى كان يتداولها ( الرواويس ) فى المراكب التى كانت منتشرة فى المنطقة بصورة واضحة حيث تعتبر المنطقة ورشة لصناعة المراكب الشراعية .
بلغ وردى سن السادسة وقبل دخوله المدرسة بفترة قصيرة كان يُجيد العزف على آلة ( الطنبور ) التى كانت أصلاً موجودة فى المنزل فأصبح يترنم ببعض الأغنيات النوبية التى كان يرددها الناس فى تلك الفترة وصار مجنونـاً بالغناء ومتعلقـاً به كثيرا ... حتى فى أحلك الظروف كان لايتردد فى أن يُغنى ... وصادف أن وجده عمه يُغنى بعد إسبوع من وفاة والده الذى توفى عام 1941 م وتركه فى التاسعة من عمره فـهـمَّ عمه بضربه ولكنه وجد الحماية من حبوباته ( جداته ) وخالاته اللائى كن يخشين عليه من العين والحسد وكن يضعن عليه ( البطانية ) عندما يُغنى أمام الناس .

مارس وردى حياته الطبيعية كطفل عادى كما ذكرنا وإختلط مع الجنسين وشاركهم ألعابهم بالرغم من أنه كان مدللاً بين الأسرة بأكملها وخاصة بعد وفاة والده ووالدته التى توفيت وعمره عامـاً واحـداً فـقـط إلا أن ذلك الدلال لم يمنعه من ممارسة مايدور فى خلده وهو حبه للغناء والطنبور .

درس وردى مع أطفال القرية فى مدارسها حتى صار عمره أربعة عشر عامــاً فى عام 1946 م وفى العام ذاته ذهب إلى زيارة جده المقيم بقاهرة المعز والذى كان يعمل فى سرايا الملك فاروق حينذاك وكاد أن يُغيِّـر له مجرى حياته بإدخاله الأزهر الشريف فتمرد عليه وقال له أدخلنى فى أى مكان أتعلم فيه الموسيقى فغضب جده وقام بطرده من المنزل ولو تم ذلك ودخل الأزهر لكان اليوم مأذونـاً فى إحدى مناطق المحس والسكوت أو فى قريته صواردا أو مكث هنالك مع جده ولكن مشيئة الله أبت له أن يكون كذلك ( المكتوبه مابتتفات والمقسومه ياها الجات ) فعاد لمسقط رأسه وأكمل دراسته وإلتحق بالعمل فى إحدى مدارس المنطقة ( مدرسـاً ) .

هنا بدأت المعاناة ( مُدرس مُغنى ) !!!؟؟؟

فى ذلك الزمان ياسادتى كان المدرس يسمى ( شيخ ) وهذا يعنى إنه فى القرية يعتبر القدوة للآخرين وهو إمام الجامع والمصلح الأجتماعى ويُعد من كبار الشخصيات فى البلد ( زمن الزمن كان زين والناس حنينين ) وكان يـُؤتَى به ضمن الأجاويد فى حل المشاكل المستعصية وليس مقبولاً البته أن يكون( مُغنى ) أو يكون لديه عود أو طنبور ... فى هذا الجو المشحون بالترقب لما سيحدث تمت شكوته أكثر من مرة لأدارة التعليم وعندما أتى المفتش للتحقق من صحة الشكوى سأل عن مقدرات وردى ( التدريسية ) فكانت الأجابة من أهل القرية زملاءاً وطلابـاً وأهالى بأنه يؤدى واجبه على أكمل وجه فى المدرسة فقال لهم المفتش : هذا هو المهم ... أما كونه يغنى ويرقص ليلاً هذا ليس من شأننا ... هذا القول وقع برداً وسلامـًا على وردى ( المُغنى أولاً والمدرس ثانياً ) وكان ذلك بمثابة الضوء الأخضر ليواصل مشواره الأخضر حتى إكتوبر الأخضر ... ونستطيع أن نقول بكل تأكيد بأن وردى وُلِــد مُغنيـــاً ... وفى فترة وجيزة أصبح الصبح عليه ووجد نفسه مُغنيــاً ومدرســاً معروفــاً فى كل المنطقة من دنقلا إلى حلفا التى عمل وتنقل فى العديد من مدارسها بل تعدت شهرته المنطقة حتى حدود منطقة الشايقية ... فى تلك الفترة أيضا تعلم العزف على آلة العود وأتقنه وكان يدوزن العود على أنغام المذياع دون مساعدة من أحد ... وحفظ الكثير من الأغنيات النوبية وبعض الأغنيات لكبار الفنانين فى تلك الفترة أمثال : الكاشف... حسن عطية ... أحمد المصطفى ... عثمان حسين ... عبد العزيز محمد داؤود ... وإبراهيم عوض الذى كان معجبــاً به كثيرا لأنه كان فى قمته وقتذاك حيث إنتهج منهجــاً آخر غير الذى كان مألوفــاً لدى الناس وهو الغناء الخفيف ... ساعده على ذلك إلتقائه بعبد الرحمن الريح والطاهر إبراهيم فإستطاع ثلاثتهم أن يوظفوا الأيقاعات الأفريقية ويحركوا الغناء من الجمود الكلاسيكى إلى الحركى ... مكررين تجربة الرحبانية إخوان وفيروز ( مع حفظ الفوارق ) ... من هنا إزداد تعلق وردى بأغنيات إبراهيم عوض وصار يرددها كثيرا .

فى أواخر عام 1956 م وأوائل عام 1957 م تم إبتعاث الأستاذ/ محمد عثمان وردى إلى معهد التربية ( شندى ) وعمره وقتذاك خمس وعشرون عاما و( متزوج ) وذلك للتدريب على طرق التدريس وصادف وقتها أن كان لمطربه المفضل إبراهيم عوض حفل غنائى بمدينة شندى ذاتها ... سعى وردى جاهدا لمقابلته والتحدث إليه دون جدوى فعرض على منظمى الحفل أن يوزع لهم ثمانون تذكرة بالمعهد للمعلمين مقابل أن يسمحوا له بمقابلة الفنان إبراهيم عوض الذى قال لهم : ماعايز أقابل أى حـد . وبعد طول إنتظار وبالصدفة فتح أحدهم باب الغرفة التى كان يجلس فيها إبراهيم عوض فدخل وردى دون إذن من أحد ووقف أمامه وسلم عليه كمعجب ثم قال له : ياأستاذ أنا بحبك جدا وبغنى أغانيك والناس بتقول أنا صوتى جميل فهل ممكن تساعدنى عشان أدخل الأذاعة ؟ فرد عليه إبراهيم عوض ( دى حكايه صعبه جــداً ) فتركه وخرج ... بعدها بفترة قصيرة قرر وردى أن يزور الخرطوم للترفيه فقط ... فذهب للخرطوم وهو يمتلك حصيلة كبيرة من الأغنيات النوبية الخاصة التى كان يؤلفها بنفسه حيث كان( شــاراً ) والشار بالنوبية تعنى المؤلف أو الشاعر وكلمة ( شـار ) بالرغم من قربها من كلمة ( شاعـر ) إلا أنها ليست لها علاقة بها وهنا نستطيع أن نقول بأنه أيضــاً وُلـِـد شاعرًا نوبيــاً عظيمـًا وكان سيكون ليس أقل من ( شكسبير ) على حد تعبيره ، لو قـُـدِّر له أن يُــولد فى بيئة لغتها حيه لأن الشعر يُـولد مع الأنسان بلغته الأم ولغة وردى الأم هى النوبية لذلك برع وأجاد فى الكتابة بها ... كما كانت لديه فكرة كاملة وواضحة عن الغناء فى العاصمة ومزوَّد كذلك بإبداعات أدباء المنطقة كخليل فرح - الذى تربطه به وشائج القربى – وجيلى عبد الرحمن وحمزه الملك طمبل ومحى الدين فارس الذين أنجبتهم تلك المنطقة الولودة والمعطاءة ... وكان خاله عثمان أحمد بدرى يمتلك حينها ( فنوغراف ) ساعده على الأستماع لكل الأغنيات المسجلة على إسطوانات لخليل فرح وعبد الله الماحى وكرومه فزادت من حصيلته المعرفية بالغناء .

فى الخرطوم إلتقى بعض أهله وأصدقائه الذين يعرفونه مسبقـــاً فأشاروا عليه أن يذهب إلى الأذاعة ويسجل أغانى نوبية ( رطانه ) لبرنامج ربوع السودان الشهير والذى كان يلتف الناس حول المذياع فى القرى لمتابعته وكانوا ينتظرون موعده بفارغ الصبر ... بالفعل ذهب وردى فى أحد أيام رمضان الصيفية فى نفس عام 1957 م للإذاعة القديمة ( بالهاشماب ) وهو لايدرى بأنه على موعد مع الحظ الذى إبتسم له بمجرد دخوله العاصمة ... قابل لجنة الأمتحان فى الصوت والآداء وكانت حينذاك تتكون من الأساتذة : على شمو... حلمى إبراهيم ... متولى عيد ... خانجى ... خاطر ... فطلبوا منه أن يغنى لهم وهم لايدرون بأنه لاحقــاً سوف يقول لهم ياإخوتى أنتم غنوا لنا ... غنى وردى ... وكان ذلك عند الساعة الواحدة ظهرا ... بدأ بأغنيات الرطانة ... ثم غنى لحسن عطيه والفلاتيه وإبراهيم عوض وإستمر يغنى حتى حان موعد آذان المغرب ( الأفطار ) كل ذلك وأعضاء اللجنة مندهشون ومعجبون وصامتون عن الكلام ينصتون لهذا الصوت الرائع العذب الذى خفف عنهم حرارة ذلك اليوم الرمضانى الطويل وبعد أن إنتهى من الغناء أشاروا عليه أن يبقى فى العاصمة ويمارس الغناء بها ... فطرح عليهم وردى المعوقات التى تحُول دون بقائه بالعاصمة وهى أسرته وإنه مرتبط بعمله كمدرس ولايمكن أن يتم نقله لأن نظام ( المجالس ) حينذاك كان يمنع نقل الموظف خارج حدود مجلسه – أى أن حدوده المديرية الشمالية فقط – فقال له متولى عيد : قريبك محمد نور الدين الحلفاوى وزير الحكومات المحلية يستطيع أن ينقلك هنا ونشوف ليك شاعر وملحن ... بالفعل إتصل على شمو بالشاعر الكبير (إسماعيل حسن) والملحن القدير (خليل أحمد) وتم الأتصال بالوزير (نور الدين) وأبلغوه برغبة اللجنة فى بقاء وردى بالعاصمة ... فتحمس للفكرة خاصة عندما علم بأن الشخص المَعْـنى من أبناء عمومته وسيكون إمتداداً لخليل فرح وقام الوزير بالأتصال بالأستاذ (حسن نجيله) الذى كان يعمل مديرًا للتعليم فى الخرطوم حينذاك وأمره بإتمام إجراءات نقل الأستاذ محمد وردى إلى الخرطوم فقال له نجيله : ممكن يتم النقل لكن ... لاتوجد خانة شاغرة فى أى مدرسة لأستيعابه بها ... فأمر أن تفتتح له مدرسة ... وقد كان أن تم إفتتاح مدرسة (الديوم الشرقية الأولية) وكان أول معلم بها ... من هنا بدأ وردى السودان بعد أن كان وردى الشمالية ... وكما ذكرنا آنفــأً بأن العاصمة كان بها عمالقة فى فن الغناء ومن بينهم الفنان إبراهيم عوض الملقب (بالفنان الذرى) فكان لابد لوردى أن يجد له مكانـاً وسط هؤلاء العمالقة وهذا الكم الهائل من الطرب والأبداع الفنى ولابد له أن يفكر كثيرا قبل الظهور فى الساحة الخرطومية خاصة وإنه كان قد بدأ عصر الأغنية الخفيفة مثل : الحبيب وين قالوا لى سافر للكاشف ... القربو يحنن والبُعدو يجنن لأحمد المصطفى ... حبيبى جننى وأخريات لفنان الساحة إبراهيم عوض ... وعالميــاً ظهر فنان الروك العالمى الراقص (ألفيس بريسلى) ... فكانت أول أغنية لوردى ( ياطير ياطاير ) التى قدمها له إسماعيل حسن وخليل أحمد وهما يعتبران أول من قـدَّماه للمستمع السودانى عامة ... وجدت الأغنية صدى واسع فى الأوساط السمعية وبدأت مسيرته الثلاثية مع إسماعيل وخليل فصاغوا أجمل الأغنيات السودانية على الإطلاق كانت كفيلة أن تتـوَّجه على عرش الأغنية الطربية وأصبح إسمــاً لامعــاً ذائع الصيت يشار له بالبنان فى كل السودان ... وبدأت المنافسة الشديدة مع الفنان الذرى فى الأغنيات الخفيفة التى وكما قلنا كانت طابع العصر وبدأ التلحين بنفسه – ساعده على ذلك خلفيته الثرة فى الغناء والتلحين النوبى وحبه للشعر حيث كان الفنان ( نوبيـاً ) هو الشاعر والملحن والمُغنى وأيضــاً تجربته الكبيرة فى كتابة الشعر النوبى فكانت ذات الشامة... ياناسينا ... صدفة ... غلطة وأخريات ... هذا إلى جانب الأغنيات الكبيرة أو (المُتقـَّـلات) كما يسمونها مثل أغنية... أول غرام ... بشوف فى شخصك أحلامى ... وأخريات والتى إستخدم فيها كل الآلات الوترية وآلات النفخ التى كانت منتشرة لدى الفرق الموسيقية بالقوات المسلحة السودانية ... وفى عام 1960 م قام بإدخال آلة الأورغ ولأول مرة فى أغنية ( بعد إيه ) وكان يعزف عليها أول عازف أورغ ( صلاح عثمان ) العائد من القاهرة وقتذاك .

فى أواخر عام 1962 م ( تمــرد ) وردى على مدرسة إسماعيل حسن وخليل أحمد وإختلف معهما فى ( النمطية ) فى الغناء والألحان وكان أول خروج له عن المدرسة التى قدمته للمستمع السودانى هى أغنية الشاعر الكبير ( كجراى ) ( مافى داعى ) ثم تلتها ... يقظة شعب لمرسى صالح سراج ... الأستقلال لعبد الواحد عبد الله ... ثم أتى الشاعر الكبير ( شاعر الشعب ) كما يسمى ... محجوب شريف ... ثم التجانى سعيد ... عمر الدوش ... صديق مدثر ... وآخرون ... فظهر واضحــاً التحول من النمطية للواقعية ... أما التحول الكبير والنقلة الكبيرة للموضوعية فى الغناء كان فى الأغنية الكبيرة والعظيمة عظمة شاعرها ( صلاح أحمد إبراهيم ) (الطير المهاجر) الذى لم يلتقيه حينها ... صادف أن كان وردى عائداً بالباخرة من رحلة فنية بمدينة كوستى ومعه على ميرغنى وأحمد بريس – عازفان – وفى مدينة الدويم رست الباخرة فخرج وردى لشراء مجلة هنا أمدرمان التى كانت ذائعة الصيت ويحرص على متابعتها كبار الشخصيات وأهل الصفوة والمثقفون فوجد بها قصيدة ( الطير المهاجر ) تلك ... فقام بتلحينها وصارت من أجمل الأغنيات للفنان ( الصاروخى ) كما أطلق عليه فى فترة سباقه ومنافسته مع الفنان ( الذرى ) ... بتلك الحصيلة الوافرة من الأغنيات الجميلة فى فترة الستينيات يُعد وردى أحد المساهمين الكبار فى الطفرة الغنائية التى حدثت آنذاك بجانب الكثير من الأغنيات العظيمة مثل: شجن لعثمان حسين ... حبيبة عمرى للكابلى ... حسنك أمر لإبن البادية وآخريات . وكان الفنان الكبير محمد الأمين مُغنى وملحن وعازف عود ماهر لايشق له غبار ... وأيضــاً كان هنالك ملحنون عظماء أمثال : برعى محمد دفع الله وعبد الله عربى وعلاء الدين حمزه وناجى القدسى ... وآخرون أسهموا بصورة كبيرة وواضحة فى تطوير الأغنية فى تلك المرحلة من ناحية الألحان و (السمكرة) ... سمكرة الغناء ... فى عام 1963 م أيضـاً كان هنالك تحول فى الآداء الموسيقى لوردى فى أغنية ( الحبيب العائد ) لصديق مدثر ... حيث قام بإدخال الجيتار الكهربائى فى الأوركسترا لأول مرة .

فى عام 1969 م سافر وردى لقاهرة المعز مرة أخرى ولكن ليس كالمرة الأولى الطالب المغلوب على أمره ولزيارة جده بل محمد وردى الفنان والملحن الكبير وكان يحمل معه النوتة الموسيقية لأغنية ( الــوُد ) فعرضها على الموسيقار الكبير ( أنـدريّـا رايـدر ) الذى قام بتوزيعها موسيقيــاً فيما بعد ، فسأله أندريا عن هذه النوته التى تتكون من (12) صفحة وعن ملحنها فقال له وردى: أنا الذى قمت بذلك وكانت دهشة أندريا عندما علم بأن وردى لم يدرس الموسيقى كبيرة جداً مما جعله يتصل بصديقه الملحن ( الموجى ) ليخبره بأن لديه شخص مؤلف نوته موسيقية تتكون من 12 صفحة وهو لم يدرس الموسيقى ... بعدها عاد وردى للخرطوم ليواصل مسيرته الفنية الحافلة فجاب كل أرجاء السودان مُغنيــاً وناشـراً للفرح بين الناس ... وكانت فى حياته الكثير من المنعرجات التأريخية التى لايتسع المجال لذكرها ولكن مايهمنا هنا هو إشتراكه فى المظاهرات التى نظمها النوبيون ضد الترحيل والهجرة من مناطقهم وكان فى تلك الفترة أن ظهرت أغنية ( نور العين ) فأوقفت الأذاعة بث أغنياته نسبة لخروجه فى المظاهرة وعندما أعادت بثها مرة أخرى كانت أول أغنية تـُبـث هى – نور العين – مما جعلها الأغنية المحببه له ولأهل السودان قاطبة ... إلى جانب ذلك ترْكه لمهنة التدريس حبـاً فى الغناء وترْكه للمعهد العالى للموسيقى والمسرح فى السنة الثانية لأسباب سياسية لا أود الخوض فى تفاصيلها لأن صولاته وجولاته السياسية الكُـل يعلمها وأنا لست بالسياسى المُحنك لأُبحر فى عبابها ولكن لابد لى من الأشارة إلى بعضها لأنه مرتبط بكلامى هنا ... نستطيع أن نقول إن وردى هو الذى جعل أصحاب إنقلاب 17 نوفمبر يغيرون إسم إنقلابهم من حركة إلى ثورة من خلال نشيده ( أفرح ياوطنى هلل وكبر فى يوم الحرية ) ... وبعد نجاح ثورة إكتوبر غنى ( أصبح الصبح ) ( ثوار إكتوبر ) ( إكتوبر الأخضر ) ( شعبك يابلادى ) وإستمر عرس الحرية زمنــاً إلى أن حدث ذلك الخلاف التأريخى حيث حُـل الحزب الشيوعى مما أدى إلى قيام حركة الجيش فى 25 مايو وغنى لها وردى ( فى شعاراتنا مايو ) وتلك الأنشودة الرائعة التى غناها مع الفنان الكبير والصديق ( محمد ميرغنى ) ( ياحارسنا ويافارسنا لينا زمن نفتش ليك جيتنا الليلة كايسنا ) ... ثم إختلاف اليسار الذى كان متضامنــاً معه وردى مع ثورة مايو وقيام حركة هاشم العطا التصحيحية عام 1971 م فكان نصيبه السجن والمعتقل لزمن طويل بسجن كوبر الشهير خصوصـاً وإنه كان قد تغنى لنميرى ( رحمه الله ) بأغنية ( راكب هنتر وعامل عنتر ) فربط أغلب الناس كلمات الأغنيتين مع بعض ... أما ( إنعراجاته ) الفنية... ففى عام 1958 م فى الأذاعة الجديدة فهو أول من غنى فيها ... وأول فنان يصعد ويغنى على خشبة المسرح القومى بأم درمان عند إفتتاحه ... وأول فنان يظهر فى التلفزيون الملون عند بدءه ... وفى عام 1972 م كتب الشاعر الكبير التجانى سعيد كلمات أغنية ( قت أرحل ) وكان وقتها وردى بسجن كوبر فوصل إليه النص وقام بتلحينه وتسربت الأغنية إلى الشارع وبعد خروجه من السجن قدمها إلى الجمهور فإعتبرها الكثيرون إنها أغنية وطنية ذات طابع سياسى فسببت له الكثير من المضايقات الأمنية من رجال أمن السلطة المايوية ... وفى عام 1976 م غنى ( سواة العاصفة ) لأبى قطاطى وصادف ذلك هبوط الجنيه السودانى فثار الكثيرون وشنوا عليه هجومـاً كاسحـاً على غنائه لتلك الكلمات التى صنفوها ( هابطة ) كهبوط الجنيه بالرغم من بساطتها وقوتها والبعض سيـّسها وربطها بهبوط الجنيه .

من الأشياء الجميله التى تؤكد بأن الكلمة سلاح لايستهان به ويمكن أن تـَغـْـنى عن السلاح النارى حدث أن كانت هنالك إستعدادت فى جنوب السودان لتنظيم مظاهرات ضد تعريب المناهج وإستعدت قوات الأمن لمواجهة الموقف وصادف أن كان قبلها بيوم الفنان وردى متواجد بمدينة جوبا لأحياء حفل غنائى وشهد الحفل جمع غفير من الناس الذين أتوا من كل حدب وصوب فغنى لهم وردى ورقصوا على أنغام موسيقاه حتى الساعات الأولى من الفجر وفى الصباح رحب الجميع بالتعريب ليتعلموا العربية لكى يفهموا غناء وردى ولم تقم المظاهرات ... فياسبحان الله .

ومن الأشياء الجميلة وإستناداً على ( ذكـِّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين )
الفنان وردى جمعته الصدفه مرة بالفنان إبراهيم عوض فى حفل غنائى بسينما الخرطوم جنوب وكان يرتدى نفس البدله التى كان يرتديها الفنان إبراهيم عوض الذى كان يقلده الشباب فى كل شىء حتى فى تسريحة شعره ( تسريحة إبراهيم عوض ) وكان وردى يجلس بجواره فأتى شاب وسلم عليهم ثم قال لوردى : يا أستاذ وردى أنا معجب بك وصوتى كويس وعايزك تساعدنى فى الوصول للإذاعة . فقال له وردى بصوت مسموع : ( دى حكاية صعبة جداً ) فنظر إليه إبراهيم عوض وقال له : إيه ده إيه ده فقال له وردى : حبيت أذكرك بما قلته لى من قبل فى مدينة شندى .

وردى الآخر ... غنى محمد وردى بإيقاع الدليب كما هو معروف ... غنى بسيماتك لعلى عبد القيوم ... الطيف لمحمد سعيد دفع الله ... مملوك غرورك لعبد الله محمد خير ... زى البانه مياله لعبد الله كنه ... خاض تجربة المديح النبوى نسبة لأعجابه بأولاد حاج الماحى فأنشد مادحــاً المصطفى (ص) برائعة محمد المكى إبراهيم ( حفاة الرأس والأقدام ) .

من هواياته المفضلة ... القراءة وخاصة الشعر ... السباحة ... متابع للرياضة وخاصة كرة القدم ... وهلالابى .

عائلته ... تزوج من المرحومة علوية محمود رشيدى وله عبد الوهاب ومظفر وحسن وعبد الحليم وجوليا وصباح .

كليمات فى حق وردى ... يعتبر وردى من ( أساطين ) المتحدثين باللغة النوبية ، والمُـلمين بشوارد مفرداتها ودقيق مأثوراتها وحِكمها وأمثالها. وقد تميز برهافة الحس ودقة التعبير عن مشاعره وحينما كانت النظرة التقليدية للمغنى فى شتى أنحاء السودان تتسم بالدونية كنتاج لجدلية تحريم الغناء كأثر عقائدى والطبقية الموروثة من المجتمع الأسترقاقى الذى ترك مسألة ممارسة الغناء للرقيق والإماء مثل ( الموالى والجوارى ) فى المجتمع الأموى والعباسى وظهرت مسميات عدة للمُغنين منها على سبيل المثال ( الصعاليك ) وفى بلاد النوبة مسقط رأسه كانوا يطلقون إسم ( عويل ، زول هومبيـّـا ) على المُغنى الذى يحترف الغناء ، وفى أحايين كثيرة كانت العائلات تتبرأ من المُغنى الذى يقضى عمره ( جـوّاب آفـاق ) فى المنافى البعيدة ، ويقال فى سِـير المُغنين أنهم كانوا منبوذين بحيث لاتـُقبل منهم الشهادة فى المحاكم ، وعلى أرضية هذه الحرب المعلنة ضد المُغنى المبدع ، كان إحتراف الغناء ضربـاً من الجنون والمغامرة ، لايتصدى لها إلا المؤمنون بقضية الفن للفن أولاً وبالفن وسيلة لتحقيق الغايات النبيلة ثانيـاً ، ولهذا وبهذا الكيف والكم إنبرى الفنان العملاق محمد وردى ووضع نفسه أنموذجــاً حيــاً لمحترف الغناء الشجاع حين وقف وأعلن عن نفسه مُغنيـاً فى تلك الظروف ( وهو المدرس القدوة ) فغنى للوطن والجمال والحرية والقيم الفاضلة ورسم بجهده وعرقه مدرسة للغناء السودانى الأصيل .

إلتقيته عدة مرات آخرها كان قبل سنوات طِـوال فى مدينة الرياض بصحبة الشاعر الكبير المرحوم عبد الله محمد خير الذى قرأ عليه نص قصيدة كانت فى ذلك الزمن وهى التى تغنى بها الفنان الكبير صديق أحمد – والذى تربطه به صداقة حميمة ( مشتهيك أنا يابلد ) ... ثم حدثنا كثيراً عن كل شىء ... وإفـتـرقـنـا ...

ملاحظة للترفيه فقط ... فى زمن التلفزيون كان أبيض x أسود وكانت الموضة البنطلون الشارلستون والقميص المربعات الكبيرة ومحذّق من النص والجزمة أم كعبـاً عالى والشعر الكتير ( الخنفس ) سجل الفنان وردى أغنيته الجميله ( جميله ومستحيله ) وكان عندنا تلفزيون جديد طوالى كنا مصـاقـرنـُّو وجات الغنوة دى وعندما وصل لقوله يامراسى الشوق تعالى ... إنتبهت لكلمة تعالى دى وترديدها الكتير فأصريت أن أنتظرها المرة القادمة وأعدها بالفعل عددتها ووجدتها ( 47 مرة ) بس كلمة تعالى ولست أدرى هل جاتـو أم لا ... بالله إذا لـقـيـتـوها عِـدُّوهـا ، كنا فاضين ورايقين بقى ...

أما قصة خروجه ودخوله السودان دى قصة تانيه سوف أتعرض لها لاحقـاً إذا سنحت لى فرصة ( فى هذا الزمن الأغبر ) وإذا أمـد الله فى الآجـال بإذنه تعالى ........ إلى اللقاء .

رحمه الله رحمة واسعة وأدخله الجنة مع الصديقين والشهداء ... السبت 18 فبراير 2012 م

Post: #6
Title: Re: اقوي كلام في تأبين وردي ومن علي خشبة المسرح القومي قبل قليل ... ف
Author: Medhat Osman
Date: 02-19-2013, 10:01 AM
Parent: #5

!!!!!!!!!!

Post: #7
Title: Re: اقوي كلام في تأبين وردي ومن علي خشبة المسرح القومي قبل قليل ... ف
Author: Medhat Osman
Date: 02-19-2013, 05:11 PM
Parent: #6

.

Post: #8
Title: Re: اقوي كلام في تأبين وردي ومن علي خشبة المسرح القومي قبل قليل ... ف
Author: صالح تاجاب
Date: 02-22-2013, 11:11 PM
Parent: #7

مدحت أننقتو أووتاشو سِكا كَوِرا ,,
بدأت بهذا البوست وما أجمل البداية ب وردى,, عنده تبتدئ الحاجات السمحه وتنتهى,,
شكراً وردى
شكراً مكى
شكراً مدحت
http://www.youtube.com/watch?v=eql0nfeautQ

آفيلقو

Post: #9
Title: Re: اقوي كلام في تأبين وردي ومن علي خشبة المسرح القومي قبل قليل ... ف
Author: Medhat Osman
Date: 02-23-2013, 10:24 AM
Parent: #8

اووووو مستر صالح تاجاب....
ياخي مسكاقمي وحمد الله علي السلامة.
نورت المنبر.
انشاء الله ما تكون زي ناس كتار ظهروا بي جاي وزاغوا بعد شهور او ايام قليلة.

Post: #10
Title: Re: اقوي كلام في تأبين وردي ومن علي خشبة المسرح القومي قبل قليل ... ف
Author: صالح تاجاب
Date: 02-23-2013, 11:51 AM
Parent: #9

Quote: انشاء الله ما تكون زي ناس كتار ظهروا بي جاي وزاغوا بعد شهور او ايام قليلة.



يا زول يمين لى سنين بعافر فى بكرى دا,, غاظنى بوست معين وجيت مخسوووووس عشانو
لكن أهو إتربعنا والقعده الياها