بقارعة الطريق قصيدة، راشد سيد أحمد

' بِقَارِعَةِ الطَّرِيقِ '

( لَا وَقَتَّ لِلْمَنْفًى وَأَغْنَيْتِي )*
هَمْسَ الْمُغْنِي مَرَّةً
فَتَنَاسَلَ الْوَقْتُ ضَجِيج
.........
الْوَقْتُ للآنَ ....فَقَطّ
.........
قال الصّدَى:

"لَا يَسْكُنُ الْمَنْفى
سِوَى هَذَا النَّشِيج"

ففِي ضُرُوعِ الغيّمِ
ما يَكفِي لِوَرْدَة
و لدمعتينِ مِنْ الْبَرَدِ
و هَذَا الْجَسَد .....
يَبْقَى رهِيناً للأغَانِّي و النَّوِيح.

فلنُؤسِسَ لِلْعَنَاقِ مِسّاحَةً
لَا تُحتَوى بِالسَّاعِدِين
و لنُمهّد لِلْبُيُوتِ أُمُومةً
تَزْكُو عَلَى حَجَرٍ وَطِين
و لِنَقْتَرِح لِلْبَحْرِ طَعْمَ عُذُوبَةٍ
تَحْنُو عَلَى الْغرباءِ فِي لَيْلِ الْمَنافِي
و تُطَرّزُ الْمَوْجَ مَنَادِيلَ بُكاءٍ
لتُؤازّرِ السُّفُنَ الْيَتِيمَةَ فِي الْغَرِق

...قال الصّدى ...
مُكّثُ الهُنِيهةِ في المكانِ
ا لْ آ نَ
طَقْسٌ فِي مُعَادَلَةِ الْعَدَم
بوحٌ تَخثّرَ فِي خَوابِي اللعْثَمّة
فالأمسُ مَرَقُوناً عَلَى طرْسٍ قَدِيمْ
و غَدَا جُزَازَاتٍ تَلَأْلَأُ فِي الْبَعيدِ

في التوِّ أنهضُ لاصّطِيادِ التَّوَّ
تَوًّا .......
أَغَافِلُ بُرَهَتِي الْعَجْلَى
و أَرَتَّهِنُّ الْعَنَاصِرَ للأبدْ
.............
فَالتَّوُّ أَقْرَبُ لِلْوَرِيدِ
مِنْ حَبْلِهِ الْمَشْدُودَ
فِي أَفِقُ بَعيد
...قال الصّدى ...

"مُكّثُ الهُنِيهةِ في المكانِ
ا لْ آ نَ
يومضُ قُربَ رابِيَّةٍ عَلَى حدِ الْبَصَر"

البَــــــــــــعْدُ ....
مِشْنَقَةُ التَّوَقُّعِ،
خِيمْيَاءُ الرَّمْلِ،
فَاكِهَةُ الزّبَد
..........
رُؤْيَا قَتِيلٍ أينَعّت في الإمّحاَق
.........
البــــــــَعْدُ ....
مِصهرةُ التَّحَوُّلِ
شُوهدتْ بِعُيُونِ عرافٍ ضرِيِر

ظِلّي يمِرُّ الْآنَ مِنْ هَذِي الْمَنَاحِي
يَمْضِي تمامًا فِي الْغِيَّاب
...........
مِنْ هُنَا، وَالْآنَ ....
يُرْكِضُ وَامِضًا فِي الظِّلِّ
مُحترقاً ....
تَسَرْبلَّ بِالطلاسِم وَ الضِّبَاب

لَا تَلْتَفِتْ .....
الْهَمْسُ فِي هَذِي الأكّمّةِ دَعْوَةً
لا تصّتنِتْ .....
الْوَسْوَسَاتُ عَلَى الْكَثِيبِ غُوَاِيَّةً
......
الْآنَ تَرْنُو للوراء ؟
......
قال الصّدى ....لَا فَائِدَة
لَا فَائِدَة
لَا فَائِدَة.

وقال الصّدى ......
( لَا وَقَتَّ لِلْمَنْفَى وَأُغْنِيْتِي )
وَ لَا شيئَ يَعّدِلُ أَنْ تغَيِّبِي كَيْ أَرَّاكِ
في التَّفَاصِيلِ اللَّبَّيْكَةِ وَ اللُّجَاج
هَتْفَ الصَّدَى .. مُتوفِزاً
هَلْ تبصرينني فِي عَمَّاكِ؟
- فالسِرُّ فِي جَوْفِ الصَّدَف –
و كَائِنَاتُ الْبَحْرِ تجَهِّلُ أَنَّهُ بِالْقُرُبِ تَكْمُنُ يَابِسَّة!
و الشَّطُّ يُدْرِكُ جَيِدَا حَجْمَ عَذَابَاتِ الـمُحّار
هتفَ الصَّدَى .. مُتَبَاكِيَا ...
لَا شيئَ يُومِضُ فِي الضِّفَافِ
لا شيئَ يَبْقَى إِذْ يُمِرُّ الْبَحْرُ بِالشّباك
لَا شيئَ يُؤْنَسُ وَحْدَتِي غَيْرَي
فَأَنَا الصَّدَى

لا شُيِّئَ يَعّدِلُ أَنْ يَظِلَّ الْوَقْتُ
مرتهناً ببِوُصَلة كؤود
فَأَنَا الْمُغَنِّي و الصَّدَى
......
الْآنَ يَبْرِقُ جَوْهَرِكْ
الْآنَ يُمعِّنَ فِي التَخّفِي
الْآنَ يُنْهِضُ بَيْنَنَا أَخُدُودْ .

راشد سيد أحمد
أكتوبر 2012

*من قصيدة (أحمد الزعتر) لمحمود درويش

Quote: وقال الصّدى ...... ( لَا وَقَتَّ لِلْمَنْفَى وَأُغْنِيْتِي ) وَ لَا شيئَ يَعّدِلُ أَنْ تغَيِّبِي كَيْ أَرَّاكِ في التَّفَاصِيلِ اللَّبَّيْكَةِ وَ اللُّجَاج هَتْفَ الصَّدَى .. مُتوفِزاً هَلْ تبصرينني فِي عَمَّاكِ؟ - فالسِرُّ فِي جَوْفِ الصَّدَف – و كَائِنَاتُ الْبَحْرِ تجَهِّلُ أَنَّهُ بِالْقُرُبِ تَكْمُنُ يَابِسَّة! و الشَّطُّ يُدْرِكُ جَيِدَا حَجْمَ عَذَابَاتِ الـمُحّار هتفَ الصَّدَى .. مُتَبَاكِيَا ... لَا شيئَ يُومِضُ فِي الضِّفَافِ لا شيئَ يَبْقَى إِذْ يُمِرُّ الْبَحْرُ بِالشّباك لَا شيئَ يُؤْنَسُ وَحْدَتِي غَيْرَي فَأَنَا الصَّدَى

أكتب يا أبونا وأبو الكل ....
أنت الصدى.....
حمال التقيلة.....
تسلم يارشودة .

مرحبتن بت أبو السيد حبابك

وبرضو ...
تسلم يارشودة ....

*

Quote: ' بِقَارِعَةِ الطَّرِيقِ ' ( لَا وَقَتَّ لِلْمَنْفًى وَأَغْنَيْتِي )* هَمْسَ الْمُغْنِي مَرَّةً فَتَنَاسَلَ الْوَقْتُ ضَجِيج ......... الْوَقْتُ للآنَ ....فَقَطّ ......... قال الصّدَى: "لَا يَسْكُنُ الْمَنْفى سِوَى هَذَا النَّشِيج" ففِي ضُرُوعِ الغيّمِ ما يَكفِي لِوَرْدَة و لدمعتينِ مِنْ الْبَرَدِ و هَذَا الْجَسَد ..... يَبْقَى رهِيناً للأغَانِّي و النَّوِيح. فلنُؤسِسَ لِلْعَنَاقِ مِسّاحَةً لَا تُحتَوى بِالسَّاعِدِين و لنُمهّد لِلْبُيُوتِ أُمُومةً تَزْكُو عَلَى حَجَرٍ وَطِين و لِنَقْتَرِح لِلْبَحْرِ طَعْمَ عُذُوبَةٍ تَحْنُو عَلَى الْغرباءِ فِي لَيْلِ الْمَنافِي و تُطَرّزُ الْمَوْجَ مَنَادِيلَ بُكاءٍ لتُؤازّرِ السُّفُنَ الْيَتِيمَةَ فِي الْغَرِق

الاخ راشد
اقدل وسكت الخشامه
لانه لا وقت هناك للتراهة والجدال والسجال ....
لان مرابطنا (خيامنا ) وسط الربع بين الاهل والاحبة
لم توفرنا من وجع النشيج
وكذلك منافينا لاندخر لها فلذات الاكباد او ارواح الاباء وقيمهم
فانت توفي القيم حقها كابر عن صاغر لانك تنتمي للقيم ... وطوبي لك منفيا ومقيما
وحين تهطل ضروع الغيم قيما وسلاما وعدالة واستقرار سنراك عيانا بيانا
في كل قدحة وعي ونحس بك في بسمات وضحكات الاهل رغم اوجاعك ومواجعك
تسلم ياود سيد احمد

Quote: البَــــــــــــعْدُ .... مِشْنَقَةُ التَّوَقُّعِ، خِيمْيَاءُ الرَّمْلِ، فَاكِهَةُ الزّبَد .......... رُؤْيَا قَتِيلٍ أينَعّت في الإمّحاَق ......... البــــــــَعْدُ .... مِصهرةُ التَّحَوُّلِ شُوهدتْ بِعُيُونِ عرافٍ ضرِيِر ظِلّي يمِرُّ الْآنَ مِنْ هَذِي الْمَنَاحِي يَمْضِي تمامًا فِي الْغِيَّاب ........... مِنْ هُنَا، وَالْآنَ .... يُرْكِضُ وَامِضًا فِي الظِّلِّ مُحترقاً .... تَسَرْبلَّ بِالطلاسِم وَ الضِّبَاب لَا تَلْتَفِتْ ..... الْهَمْسُ فِي هَذِي الأكّمّةِ دَعْوَةً لا تصّتنِتْ ..... الْوَسْوَسَاتُ عَلَى الْكَثِيبِ غُوَاِيَّةً ...... الْآنَ تَرْنُو للوراء ؟ ...... قال الصّدى ....لَا فَائِدَة لَا فَائِدَة لَا فَائِدَة.

البعد مصهرة التحوّل
شوهدة بعيون عرّافٍ ضرير
هنا مربط الفرس اخي راشد
شكرا لروعة الإنتقا ويا ذوق تسلم وانت في البعيد البعيد نقول لك كما قال الشاعر حنفي حاج الطيب
في حالة مشابهة:-

عما قريب يا زين أكتُب في كراسَك
ناس احمد السَّمحين حايكُونو جُلاسَك
والسكَّة بِتْودِّي
ؤيبقي الخبر في كان همَّاً رِكِب راسَك
تزهر شتول ريحان تَمْلابَا انفاسَك
ضاحِك مع الخلاَّن المُبدعين ناسَك
ؤشايِف الجِزِو المليان ما الفاضي من كاسَك
كاس الهنا الوَرْدِي
املاهو عبّي وكُبْ ما تخلِّي عنابه
ؤوزّع كبابي الشُب لي البرضي واليابا
ومن المباهج عُب حال السرور يابا
وقول لي المهازل تُب واكتبلها كتابه
قول ليها هاك رَدّي
صابر في بطن الجُب راجيلي جَلاَّبا
ؤسِبت المياه الرُّب يصطادو طُلابا
مالي المساحات حُب في الصحراء والغابه
وهُب هيلا هيلا وهب بشرانا بي سحابه
يازهرة بتْنَدِّي
دمت جميلا محبتي

العزيز محجوب علي
يا خي ممنون لك ولي شوفك الناصع والموغل في تلافيف الكتابة
نعم يبقي ما ينفع الناس وكانوا وسيظلون هم من بهم يهتم
للعمل العام ضريبة ... لكن تعلمنا بأن له أخلاق و أصول أيضاً
ستمضي القافلة ... ستمضي القافلة ... وإلي منتهاها و إن طال السفر

محبتي و مكين إعزازي

يا ود المقدم
ألاقيك حفيان وحاسر الرأس
كل مبدع خيرٌ بالجزم يزكو و يربى الخير فيه ومنه كلما سمق في الفن والإبداع كشأنك أيها الصناجة المفوه
يشرفني تقريظك وأنت تمسك بزمام المعاني تليدها و طارفها

مقدر فوق الحدس والتصور مرورك ها هنا و لكم العتبي في تباطؤي هناك في خميلة النم و مجالسة ود شيقوق

سلمت يا عزيز و مودتي تظللك

Quote: و كَائِنَاتُ الْبَحْرِ تجَهِّلُ أَنَّهُ بِالْقُرُبِ تَكْمُنُ يَابِسَّة! و الشَّطُّ يُدْرِكُ جَيِدَا حَجْمَ عَذَابَاتِ الـمُحّار

لقد ناضل المحار سنينا من اجل بحر اكثر رحابة وامنا ويسع جميع كائناته, وعلي المخلوقات الغريبة التي تسعي لتعكير صفو بحرنا القادم ان تعي ذلك جيدا.

كتابة عميقة المعاني,مليئة بالصور المشهدية ,مهمومة بهموم الناس ,مفتوحة علي الآخر ,علي الهم الإنساني والذات في آن ,غنية بتمثيلها للواقع.

شكرا راشد سيد أحمد.

شكراً دكتورنا الأديب مرتضي
طبعاً لا يحق لي (كما أدعي) أن أغلق نصي بتأويلي الخاص وإن جاز لي فأنت تقرأ هذه القصيد
من نفس زاوية نظري لكنها تبقي مفتوحة للتأويل متعدد الزوايا (كما أرغب و أتعشم)
عشت يا رفيق الهم العام

*

يااا كيف تأتيك العباره !!

Quote: لقد ناضل المحار سنينا من اجل بحر اكثر رحابة وامنا ويسع جميع كائناته, وعلي المخلوقات الغريبة التي تسعي لتعكير صفو بحرنا القادم ان تعي ذلك جيدا. كتابة عميقة المعاني,مليئة بالصور المشهدية ,مهمومة بهموم الناس ,مفتوحة علي الآخر ,علي الهم الإنساني والذات في آن ,غنية بتمثيلها للواقع. شكرا راشد سيد أحمد.

Quote: لَا شيئَ يُؤْنَسُ وَحْدَتِي غَيْرَي

وهذا الخيط الذي افترعته يا كبيرنا .

د حيدر المشرف
أتابع بغبطة ما تكتب و أثمن الرصانة والتماسك في خطابك، فكما تواتيك العبارة تواتيني
ظللت منتظراً مشروع الرواية الذي سكبت لنا منه و تركتنا على حافة الظمأ
لم يسعدني الزمان بمعرفتك غير أنني رأيت (أمحمد في السوق) فعرفت (أحمد) في الصالون
إلتقيت بالوالد في السبعينات بمعية عترة من الأفاضل (مرتضى راسخ و مكي أبو قرجة)
سعيد بمرورك وتعليقك الموحي

أم أيوب و أم العول
سلمتي يا نجاة
سعيد بأن القصيدة قد لاقت عندك القبول

غالية يا بت أبو السيد والقومة ليك

هلا هلا الباحش ود بشرية
المجد عوفي إذ عوفيت والكرم
و زال عنك إلى أعداءك الألم

سعيد بمؤانستك و أنت تتماثل للشفاء العاجل المأمول
و لو كان لها من جدوي فيكفيني منها فعل المؤانسة لك
يا أبو لارا آ ضراع
مكين محبتي للكنداكة بأرباضكم وللزغب الرداح الذين يجملون حشايّ
بالدفء الذي أحتاج
جمل مقامكم بكم في تلك الأصقاع
قلبي معكم

*

يا للروعة ويا للجدة ويا للرؤى والأخيلة الشعرية يا راشد...

لست ناقداً ولكني ذوّاق تذوقت حلاوة وطلاوة هذا النص ..

ما ابدعك يا قريبي...

الشعراء من أرومة واحدة
فقد كان المهلهل إبن أختٍ لإمريءِ القيس
سلمت شاعرنا عبد الإله فشهادتك تأتي من من بيده المعرفة
ممتن لحضورك ها هنا