ترافولو.جاكرندا.كوريا.كمشتاتو واشياء لاتُقال.مطلوب حضور بكري الجاك

الطائره ترتجف وهي تحلق فوق تلك الجبال القاسيه وارتجف معها قلبي الكاره للطيران لدرجة الفوبيا طمنته ابتسامة وكلمات يوديت المضيفه الجميله التي عرفتني بنفسها بعد ان رات خوفي البائن من خلالل عيوني الموغله في الاتساع , ربما ارتجفت من قساوة تلك الجبال وربما حزنا علي الالاف الذين قبرو علي سفوحها وهم يدافعون عن قضيتهم بتلك القناعه الراسخه والشجاعه النموزج والجلد الطويل,خاضو حربهم بشجاعه فائقه وتضحيات جسام ,وأنبلج صبح صبرهم
علي تحرير وطن انتظروه طويلا.سحبٌ كثيفه تداخلت مع خواطري من شباك الطائره وهي تنزلق علي مدرج الوصول.ببساطه طاعمه وابتسامات ودوده من قبل الموظفه ذات الصدر الناهد والخصر النحيل , دلفت الي الصاله ورغم تعقيدات الاجراءات وبساطة الصاله كنت منشرحا نوعا ما ربما لخوضي التجربه الاولي في زيارة تلك الديار رغم ما سمعته عن سحرها وبهائها وربما لولعي بمعرفة تفاصيل غياب احد الظواهر الذي كنا ننظر اليه بشي هو مزيج تببجيل واندهاش. قدوتنا نصر الدين الرشيد الذي تواري بمعرفته الثره وفكره السديد وهو يبحث عن خلاص لنا في تلك الديار....ناظم وتيجاني في الخارج
ينتظران قدومي وحملي لبعض زجاجات من (البلاك ليبل)و(السميرانوف.)..
لم اخيب ظنهم في جلبها من ذلك المتجر الصغير الذي كتب عليه(السوق الحر)بلغة التغرنجا ومثلها بالعربيه والانجليزيه,استقبلاني خارجا بابتساميهم الوضئيه تعلو وجوهم اثار سهر وبعض رهق ربما من سهره ماجنه (باسمرا بالس) او هكذا صورت لي نفسي الاماره بالسوءلاحقا.
حضن واشتياق وكثير سلام كان بيننا قبل ان نخرخ في سيارة تيجاني الكوريلا وهي تنهب الطريق بين غيم ورزاز وشارع ممتلئ بكثير مفارقات من فقر مدقع وغناء فاحش,جمال مهيب وقليل قبح غير ظاهر للعيان.
وصلنا الي ضاحية جاكرندا,وطيل مسيرنا كنت انظر بدهشه واتفرس في وجوه العابرين,لفت انباهي ان الغالبيه من سكان تلك الديار من الفتيات وان الزي الغالب هو(بناطلين الجينز)والتي تبرز في بهاء محبب تفاصيل اجساد نحتت في بهاءٍ جلي .
هيلين ميليس تصدح بصوتها الجبلي الاتي من دهاليز ابداع عصي علي معرفة كُنه ربما كان للجبال دورا في حدته وجذبه او كما قال صديقي ذات وسن لذيذ,,كانت تغني وتجبرك علي متابعاتها بقلب منفتح ووجدان متمرغ في وحل الاصغاء,هيلين ميليس فنانه ارتريه غنت ليوم التحرير واطربت حتي اسياس فهربت ابتسامته تحت شاربه الكث وعينيه الغامضتان.
فايز بحلته الزرقاء ونظارته الطبيه ذات الحجم الكبير ينزل من اعلي الفيلا سالمني ببسمته المميزه وخجله الضحوك وجلس علي كرسي البلاستيك ذو اللون الاخضر والذي كان في تضاد مع الوان الزهور الحمراء التي تناثرت علي حديقة فيلا ناظم البهيه.
ارتجعنا ذكريات الحزن وماسي وطن انقسم علي حزنه ونحنا عصبه من شباب شردتهم ايدلوجيا النفي وفكر الاقصاء وسياسات الطرد المؤدلج باسم الدين.
اسمرا مدينه هادئه تنام علي حضن جبالها وتستسيقظ علي صوت الغناء,باراتها تتناثر علي فناء ازقتها تخالط اجراس كنائسها واصوات اذانها في تضاد حميم.

السودانين في فهمهم الجمعي للحبش(الارترين او الاثيوبين) انهم عباره عن محض اناث يتسولن الجنس لا ادري من اين اتي هذا التصور او هكذا فهم وظني ان الهجرات المبرره بفعل المجاعات وافرازات النزوح لدواعي الحروب وغيرها تخلف نماذج لا تعبر عن مكونات الشعوب وثقافاتها والراسخ عندي بعد تجربتي ان الاحباش قوم اصحاب حضاره,ضربت بجذورها في عمق التاريخ وارست نوعا من الجذب للاخر بما ملكوه من صفات تحترم الاخر ,وقيم تسامحيه واخلاق عاليه تحتم علي الاخرين الانجذاب لهم او الدوران في فلك ثقافتهم الجميله والجاذبه...............


نواصل

رحم الله الأخ نصرالدين الرشيد فقد كان رجلاً بكل ما تحويه هذه الكلمة من معاني
و أسأل الله أن يحشره مع النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقا

Quote: الطائره ترتجف وهي تحلق فوق تلك الجبال القاسيه وارتجف معها قلبي الكاره للطيران لدرجة الفوبيا طمنته ابتسامة وكلمات يوديت المضيفه الجميله التي عرفتني بنفسها بعد ان رات خوفي البائن من خلالل عيوني الموغله في الاتساع , ربما ارتجفت من قساوة تلك الجبال وربما حزنا علي الالاف الذين قبرو علي سفوحها وهم يدافعون عن قضيتهم بتلك القناعه الراسخه والشجاعه النموزج والجلد الطويل,خاضو حربهم بشجاعه فائقه وتضحيات جسام ,وأنبلج صبح صبرهم

الاخ العزيز/ فاروق عثمان
سلام

رجعت بنا الى ذكريات العام 1986م الى هذه الجبال الشاهقة ونحن نعبرها بسيارة لاندكروزر في الظلام حيث كان السفر جبرا بالليل تحسبا لغارات الطيران الاثيوبي نهارا..
كانت تلك العقبات الملتفة كالثعبان من أسفل الجبال حتى قمتها وتعادل عشرات المرات في عقبة بورتسودان.. ففي القمة كنا نرى حجم الشاحنات تحت كعلب الكبريت في الحجم..
كنا وفد طلاب الكليات التكنولوجية (جامعة السودان) في ضيافة الجبهة الشعبية لتحرير ارتريا التي دانت لها 80% من الأراضي الارترية المحررة وقتها باستثناء أسمرا ومصوع فقط!!
كانت رحلة رغم مخاوف الحرب آنذاك لكنها جميلة عرفتنا بالشعب الارتري في ميادين القتال وفي الاستراحات والمدن المبنية تحت الأرض..
قابلنا أسياس في حقل بادن بادن يقود سيارته، يرتدي الرداء والشدة والكلاشن على كتفه لا يتميز عن أي من جنوده..
رحلة عرفنا فيها الشعب الارتري عن قرب في مدة شهر تقريبا كانت كأحى ما تكون رحلات المغامرة..

نشتاق لتلك الذكريات.. نتابع معك هذا السفر الجميل.. ونتوق لقراءة المزيد

تحياتي

فاروق سلامات
اخذتنا في سفر جميل في
تلك البلاد الطيبة وماذلنا
ننتظر الكثير واصل اخي
من غير فواصل
تسلم

عبد العزيز سلامات
وشكرا علي الذكريات الطاعمه
اسمع هيلين ميلس

سلامات عوافي
لصاحب البوست وكل الداخلين اليه


والله سرحت معاك بكل التفاصيل
وجال بخاطري كل تسفاراتي اليها بكل الاعوام الفائته
اسمرا مدينة احببتها بكل اناسها الطيبين وشوارعها النظيفة
يحتفي الاريتريين بكل زائر لبلادهم ويعاملونه بمنتهي الرقة والادب
ولدي صداقات ممتدة بها مستمرة الي الان واتمني ان تمتد بي الايام لازورها مرة اخري بزمن اوسع من الفائتات

Quote: السودانين في فهمهم الجمعي للحبش(الارترين او الاثيوبين) انهم عباره عن محض اناث يتسولن الجنس لا ادري من اين اتي هذا التصور او هكذا فهم

فعلاً هذا فهم اغلب السودانيين للاسف , ولكن دع كل فرد بفهمه فليس كل مسافر الي اسمرا يقصد الجنس فالسياحة بتلك الديار مزدهرة
وان شاءالله قدرت مشيت مصوع وماي سروا ..
وكذلك اجمل منطقة بنظري في اسمرا (ماي جرحي) ثاني اعلي مبني بالمدينة ذلك المطعم الذي احتفي فيه بنا انا والصحاب شلة من الاريتريين هناك


ولا افسد عليك البوست بذكرياتي هنا ..

وفي انتظارك .. وليتك قمت بالتصوير



مع ودي
واحترامي