بروفيسور محمد ابراهيم ابوسليم فى ذكراه التاسعة أخبار المدينه

بروفيسور محمد ابراهيم ابوسليم فى ذكراه التاسعة أخبار المدينه


02-08-2013, 09:29 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=420&msg=1360312144&rn=0


Post: #1
Title: بروفيسور محمد ابراهيم ابوسليم فى ذكراه التاسعة أخبار المدينه
Author: أحلام إسماعيل حسن
Date: 02-08-2013, 09:29 AM









امانى ابوسليم


السابع من فبراير ، يوم يختصر عندي معاني الدنيا، معبر، ليس الاّ ، فجمالها ، و حلوها ، و مرها ، و اغراءاتها ، و نكدها، و ضيقها ، و الكروب فيها ، و ألمها ، وفرحها ، كلها لا تتعدي لحظات بحساب الحياة الحقيقية ، دار الحق ، اسم من اسماء الحياة الاخرة تمعنت في معناه بعد السابع من فبراير. ادركت فيه ان هناك الحق ، هنا زيف ، كلما نجحت في التخلص منه و لم تجري خلف بريقه كلما هنأت حياتك في تلك الدار ، دار الحق.

السابع من فبراير فيه ودعت ابي بعد ان اكمل عبوره في ممر الدنيا الي دار الحق و فيه استقبلت اول ابنائي و هو يلج الي الدنيا من الغيب عساه ان يعبر بس

دار الحق.

السابع من فبراير فيه ودعت ابي بعد ان اكمل عبوره في ممر الدنيا الي دار الحق و فيه استقبلت اول ابنائي و هو يلج الي الدنيا من الغيب عساه ان يعبر بسلام منجزا فيها مدخرا لدار الحق .

السابع من فبراير فيه خبرت الم الفراق و فرح اللقاء . فيه ذقت مر اليتم و فيه ذقت حلاوة الامومة . خروج و دخول ، فراق و لقاء ، الم و فرح . وقفت فيه الدنيا كمراَة بزاوية تعكس الدارين ، فقط كعلامة تفصل بين عالمين .

السابع من فبراير يختصر عندي الغاية من الدنيا ، فكأنه يقول ان اجمع فيها بقدر ما تستطيع لتحمله زادا للاٌخرة . لا تجمع ما يثقل حملك فلا يوصلك سالما ، ولا تخفف في حمل ما يفيدك فلا يسد حاجتك اَخرا . الممر بقدر ما هو قصير بقدرما هو طويل فلا تشد علي نفسك في حمل الزاد فيرهقك و لا زلت ماشيا في الطريق فينكسر ظهر عزمك فتفقد ما جمعت و قد اقبلت الاَخرة .

السابع من فبراير ، يعكس الاعتدال و التوازن بين الحضور من الغيب و الذهاب الي ما نعرف ولا نري.

السابع من فبراير شهدت ابي وهو يودع ، سبحان الله ، في لحظة الشهقة الفاصلة ، تحول ابي الي جثمان فقط ، ما عاد هو ، حتي جسده ما عاد جسدا ، فالجسد يتحرك و يستجيب للحياة ، هل من كان يرقد بعد الشهقة هو ابي ام شئ اَخر ، عندما تنسرب الروح من الجسد يصبح و كأنك سحبت محتويً من وعاء، فلا يعكس الوعاء قيمة ، ولا تجد داع للاحتفاط به ، تواريه مكانا يكون القبر في حالة الجسد .

لحظة انسراب الروح من الجسد ، لحظة مقدسة ، فيها يتجلي الخالق ، جل جلاله و سبحانه . عندها يستقيم عندك الصراط ، تري طريقا واحدا امامك مستقيما ، سهل ، واضح ، اقرب الطرق التي تؤدي من الدنيا الي الاَخرة ، غيره يربطهما لكنها طرق طويلة متعرجة ، تحسبها احيانا تبعدك ولا تقربك و كأنها تلف و تدور بك تعيدك الي وحل الدنيا فيعرقل مسيرك و يجعل صراطك مرهقا ، ثقيلا ، صعبا ، كربا ، فيطول وهو يلف و يدور في الوحل . و ان لم تنفك تصل من مكانك ذاك ملطخا بوحل الدنيا .

السابع من فبراير شهدت فيه ابني الاول و هو قادم الي الدنيا ، شهقة فبكاء ، قطعة لحم حمراء ، صغيرة لا تحسن غير البكاء .

ودعت ابي و انا ابكي جزعة و استقبلت ابني وانا ابكي فرحة . كنت انظر اليه و اندهش انه كان في بطني ، قدم من هناك ، تكوَن هناك معتمدا علي جسمي و خرج هكذا الي الدنيا ، سبحان الله .

السابع من فبراير حياة و موت . اول الممر و آخر الممر . انظر اوله فأري الانسان يدخل المعبر و أنظر آخره فأري الانسان يخرج منه .

احيانا يكثر الناس من العمل للتزود للآخرة ، فيكون عمل كبير الحجم متمدد الاطراف يفتقد الاخلاص للب فيكون ثقيلا في الدنيا خفيفا في الاَخرة ، الاخلاص و الصدق يثقلان اللب و يهملان الاطراف فتمشي باعمالك خفيفا في الدنيا لتصل الاَخرة و قد ثقلت في موازينها . فالوزن في الدنيا هو انجذاب الحمل لها والوزن في الاخرة هو انجذاب الحمل الي صدق النوايا .

في السابع من فبراير نظرت‘ الي زادك للاخرة يا ابي فاذا هو ثقيل بالاخلاص و الصدق . ما رأيت احدا يعرفك الاَ تحدث عنك مسرورا راضيا ، فما قابلت احدا او اديت له عملا الا كنت صادقا معه مخلص النوايا ، فتركت الدنيا و هي لا زالت ترسل لك من الاعمال ما يثقل في موازين الاخرة ، سيرة طيبة و عمل مستمر .

اورثتنا ثروة ترهق الارقام ، كنوز من السيرة الطيبة ، ما فارقنا خيرك . لا زلنا نهنأ بالعيش في هذا الخير ، سمحا ، طيبا ، فاضلا كنت و لا زلت . كأنك من يجري الصدقات لا نحن .

الدعاء لك متعة ، يظهر الخط الابيض مارا فوق الصراط الي الاخرة كأنه يسوق النظر الي الدار الاخرة فلا نتوه هنا و هناك ، فنراها حقا ، نستشعر احداثها و الحياة فيها فندعو الله بما يفيدك فيها ناسيين امر الدنيا و ما يثقل الاعمال فيها غير رائيين غير ذاك الخط الابيض الدال علي الصراط المستقيم .

ندعو لك فتنير طريقنا ، و كنا نقصد ان نضئ اَخرتك . فاذا بك انت من لا زال يعطي ، من لا زال يشعل النور في طريقنا .

لا زلت ترفد حياتنا في الدنيا بخيرك و لا زلت تضئ طريقنا دليلا لاَخرة يثقل فيها الزاد بالاخلاص و الصدق . اللهم جعلته نورا لنا في الدنيا فأنر له اَخرته بنورك ، اللهم اجمعنا و اياه في اَخرة الخير فنستظل بظلك حيث لا ظل الا ظلك ،

السابع من فبراير فيه يتجلي عندي عطاء الخالق ، ان اعطاني جل ما يحتاجه مشوار الدنيا من مغزي ، و فرصة التأمل في متناقضاتها ، الالم و الفرح ، البداية و النهاية ، الحياة و الموت ، الخط الرابط بين الدنيا و الاخرة ، فالتأمل فيها يبعث النور فتري اعماقك يتجلي فيها الحق واحدا ، عظيما ، رحيما ، مهيمنا علي الدنيا و الاَخرة




http://akhbaralmadina.wordpress.com/