الي رجل في عقده السادس (دلوسي يابا) ...

ما زلت احتفظ بتلك القصاصات الورقية التي زينت خزانة ملابسي والتي كنت تعنونها ب .. الي الأميرة (ديانا) ..

. واذكر كيف كنت اقرأها بشوق من نوع غريب و حنين لم يدركه الا اليتامي .. كنت اشمها و اضمها

و أمني النفس بلقاء قريب .. تعلمت من غربتك تلك بأن المال لا يجلب السعادة و بأن المسافة هي عدو المحرومين .. كم كنت احتاج اليك وكانت تدركني رسائلك وانا في خضم

حوجتي ،، كنت استمد منها معني ان اكون .. كانت تمد لي يد العون و تحثني علي البقاء .. علي ان اكون ليس كما يريدني الآخرون ولكن ان اكون امرأة لا تعرف الخوف

وان لا تكسر شوكتها بعض اعرافنا البالية .. علمتني يا حبيبي بأنه بإمكاني الوصول الي اقصي الأماكن وانه بالإرادة و حدها تفتح الابواب و تدرك الغايات ..

و منحتني من الثقة ما كفاني شر مدن الضباب .. علمتني كيف اصبح امرأة لا تهزها الريح و كيف اصبح رجلا ان دعت الحاجة ..

كنت اكتب لك بإسهاب و وحدك كنت تقرأني .. كنت تهديني الاقلام بلا عدد .. عبرك تكونت علاقتي مع الحروف و توطدت مع اللغة ..

سمعك الاغراب تتحدث عني بذات الآمال التي كبرت معي و بإيمانك بقدراتي فأقسموا ان لا أميرة غيري في عالمك ..

علمتني .. ان الحرائق قد تحدث لأطول الاشجار ولكنها وحدها تقرر ، هل تنتفض من رمادها لتنمو و تثمر من جديد؟ ام تبقي رمادا

لذكري حريق عابر ... هل كنت تعني (الحب) و قتها؟ ..

علمتني .. ان المحبة الخالصة ديدنها الوفاء و ما عرفت محباً بقدر و فاءك .. لقد شهدتك تؤدي فروض الطاعة

لحبك الأول و حال لسانك يغني (بعد ايه بعد ما ضيعتا قلبي الكنتا فيه) ..

علمتني ان الشباب ليس له عمر مؤقت فهو لا ينقضي بحساب السنوات .. و كنت اكبر دليل فرغم الفارق الزمني الذي بيننا

فأنت قادر علي الإصغاء لكل اموري ما صغر منها و ما كبر .. لا اتحرج منك في شئ فأنت الرجل الوحيد الذي

اعري امامه افكاري مهما كانت الوانها بلا خوف او خجل .. الرجل الوحيد الذي اتقاسم معه نفس الذائقة في الكتب

والأغاني و حتي (النكتة) .. النقاش معك هو متعة خالصة كم وددت بأن لا تنتهي .. كم و كم اتفقنا و كم اختلفنا في وجهات النظر

و كنت الرجل الوحيد الذي لم يستاء و لم يفسد اختلافي معه في (ودًنا) قضية ...

علمتني ان الحياة مجموعة تجارب و الخوف هو عدو الإنسان و كي نضمن حياة مليئة بالتجارب و العبر فلا بد من التخلص منه ..

علمتني بأن الرجل الوحيد الذي اذا تقاسمت معه (سرير) ينتابني الشعور بأمان مطلق هو انت .. انت وحدك ..

علمتني الأيام في بعدك بأنك وحدك من افترض فيني حسن الظن و انت الوحيد الذي لم يساوره فيني (شك) ..

واليوم ها انذي اجتر ذكرياتي معك .. و ادعو الله بأن لا يحرمني من وجهك .. و تلك الإتسامة التي لا يجيدها غيرك

كم انت وسيم .. وكم انت حليم وكم انت رائع في كل تفاصيلك النوبية المعتقة .. وكم انا مجنونة بك

علمتني بأنه لا ضير في العشق و لم تُعلمني بالضرر ..


هانذي أعيش في مدينة تلك الأميرة التي نعتني بها زات (رسالة) ..

مدينة الضباب المضمخة بالأسف علي أميرتها الراحلة (غدراً) ..

أقارن بين الغربتين .. غربتي هده و غربتك تلك ..

في آخر مرة إلتقيتك فيها كانت غربتي معك اكبر في وطن إنتميت إليه مجازا فكان إنتمائي لك وحدك ..

انت الذي قبلني كما انا علي علّاتي دون ان تنتقص من محبتك لي أو إحترامك ..

جنيت في غيابك الطويل بعض المال .. في غربة مرهقة في كل تفاصيلها ابتداء من ساعات الدوام الطويلة إنتهاء بتحمّل الإنسان السعودي

الخالي من دسم (الإنسانية) .. لتكفل لنا بعض الرخاء .. و اذكر جيدا مشاعر الدهشة التي انتابتك يوم اسررت لك بأن لا رخاء في (اليُتم ) ..

اما انا في غربتي فما لبثتُ أجني الحنين بكل أنواعه .. الحنين إلي الأهل و السُمار .. الحنين إلي الصاحب ..

الحنين إلي الأم (الحديقة) ..إلي الأخ (السند) .. الي (يو) في راكوبتها تلك وهي تسأل (أمنقا كري) ..

إلي مدرسة (فاطمة عبد الرحيم) ...الي رفيقاتي وقتها .. ولاء و نسرين .. الي قزايز البيبسي التي زيّنت (قعدتنا) علي صناديقها ..

ولاء كانت تبكي فراق أمها (الفجأة) و كنت اواسيها بما ملكت من قدرة علي المواساة .. كان غيابك ألماً يعتصر

جسدي النحيل وقتها .. ولم اجد من يواسيني في فقدي .. فقد كنت أقربهم إليّ و كنت وما زلت و حدك من يفهمني و يفك طلاسمي ..

ما زلت مأخوذة بك .. مولعة بتفاصيلك و مهما فتحت من الحنين أبواب يظل بابك هو الأوسع علي الإطلاق ..

إعذرني إن غبت فأنت من علمّني بأن الغياب (اشواق) لا تريد الإفصاح عن نفسها .. وأن في (الصمت) محبة لا فكاك منها..

كم اشتاق إليك يا رجلاً انجبني ولكنني بتّ اماً له من فيض محبتي ..


سارة فضل بخيت ..

مكرر

الله الله عليك ياسارة فضل الله
دخول رائع ومن اول مشاركة
ومااجمل القصاصات تلك التي
تجعلك تنثري هذا العبق فينا
ومااجملها عندما تكون من الوالدين
اختي سارة نحن هنا نواسيك
فقد احببنا هذا الرجل من خلال
حروفك المضمخة بالحنين
وكمية الاشواق المتدفقة
اكتبي واكتبي واكتبي
تسلمي

عم فضل الجميل جداً

الإنسان دا بسم الله ماشاء الله موسوعة في كل ما يخص التراث النوبي و الفن السوداني بمختلف أنواعو،


مفتقداه و الله


ما حتتخيلي اول حاجة فكرت فيها لمن قريت عنوان البوست، إتخيلت عم فضل بي ضحكتو المميزة : يا بت عقد سادس إيه ؟!

سرد فائق الروعه..

وافكار رزينه ووسيمه ومرتبه...

صدق ابيض فصيح...

تحيه للوالد...

ما اجمله وما احلاه
شكرا لك يا ايتها الرائعة
لماذا تحجبين عنا كل هذا الحب طوال هذه السنوات ؟
شكرا لكما انتى ووالدك
له العافية ولك

جميل

كتر خيرك يا ساره


منذ امد بعيد اتزوق كتابه طاعمه

سارة ... مسكاقمي
انتي كنداكة تحفة ورائعة
كروعة حلفا ودغيم ودبروسة وعبري وصاي
ودلقو وكرمة
انتي قلادة نايرة في جبين النوبة

هووووووووووي يا نوبة طيبك عبق

سلام ويا سلام عليكي يا سارة

إر مسكاقنا

Quote: الي (يو) في راكوبتها تلك وهي تسأل (أمنقا أكري) ..

ما أحلى أن ( وو يو) وايضا ( وو با) تكا دولجرو مانج أونق قون فنجرو .

حكي جميل مطعم بحلاوة (نوبية) وأصلي بلادو ، وهنيئا لك بمقامك الضبابي في عاصمة أحتضنت أجمل الأميرات .

ما اروعك يا سارة

هكذا دوما انتي

والف تحية للخال فضل بخيت

يا سلاميا بنية
اكتبي امسحي القرف من هذا المكان حتى يعود لسيرته الاولى

املنا فيك انعقد

مرحب بالكنداكه ساره فضل